فصل: تفسير الآيات (1- 10):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الدر المنثور في التفسير بالمأثور (نسخة منقحة)



.تفسير الآيات (11- 16):

{وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلًا (11) إِنَّ لَدَيْنَا أَنْكَالًا وَجَحِيمًا (12) وَطَعَامًا ذَا غُصَّةٍ وَعَذَابًا أَلِيمًا (13) يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيبًا مَهِيلًا (14) إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولًا شَاهِدًا عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولًا (15) فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذًا وَبِيلًا (16)}
أخرج أبو يعلى وابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه والبيهقي في الدلائل عن عائشة قالت: لما نزلت {وذرني والمكذبين أولي النعمة ومهلهم قليلاً} لم يكن إلا قليل حتى كانت وقعة بدر.
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله: {وذرني والمكذبين أولي النعمة} قال: بلغنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن فقراء المؤمنين يدخلون الجنة قبل أغنيائهم بأربعين عاماً ويحشر أغنياؤهم جثاة على ركبهم، ويقال لهم: إنكم كنتم ملوك أهل الدنيا وحكامهم فكيف عملتم فيما أعطيتكم» وفي قوله: {ومهلهم قليلاً} قال: إلى السيف.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة في قوله: {وذرني والمكذبين أولي النعمة ومهلهم قليلاً} قال: إن لله فيهم طلبة وحاجة وفي قوله: {إن لدينا أنكالاً} قال: قيوداً.
وأخرج عبد بن حميد عن ابن مسعود {إن لدينا أنكالاً} قال: قيوداً.
وأخرج أحمد في الزهد وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد {إن لدينا أنكالاً} قال: قيوداً.
وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد عن عكرمة مثله.
وأخرج عبد بن حميد عن حماد وطاووس مثله.
وأخرج ابن جرير والبيهقي في البعث عن الحسن قال: الأنكال قيود من النار.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن سليمان التيمي {إن لدينا أنكالاً} قال: قيوداً والله ثقالاً لا تفك أبداً، ثم بكى.
وأخرج عبد بن حميد عن أبي عمران الجوني قال: قيوداً والله لا تحل عنهم.
وأخرج عبد بن حميد وابن أبي الدنيا في صفة النار وعبدالله في زوائد الزهد وابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه والبيهقي في البعث عن ابن عباس في قوله: {وطعاماً ذا غصة} قال: له شوك، ويأخذ بالحلق لا يدخل ولا يخرج.
وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس في قوله: {وطعاماً ذا غصة} قال: شجرة الزقوم.
وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد مثله.
وأخرج أحمد في الزهد وهناد وعبد بن حميد ومحمد بن نصر عن حمران أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ {إن لدينا أنكالاً وجحيماً وطعاماً ذا غصة وعذاباً أليماً} فلما بلغ أليماً صعق.
وأخرج أبو عبيد في فضائله وأحمد في الزهد وابن أبي الدنيا في نعت الخائفين وابن جرير وابن أبي داود في الشريعة وابن عدي في الكامل والبيهقي في شعب الإِيمان من طريق حمران بن أعين عن أبي حرب بن أبي الأسود أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع رجلاً يقرأ {إن لدينا أنكالاً وجحيماً} فصعق.
وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس في قوله: {كثيباً مهيلاً} قال: المهيل الذي إذا أخذت منه شيئاً تبعك آخره.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {كثيباً مهيلاً} قال: الرمل السائل، وفي قوله: {أخذاً وبيلاً} قال: شديداً.
وأخرج الطستي عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق قال له: أخبرني عن قوله: {أخذاً وبيلاً} قال: أخذاً شديداً ليس له ملجأ قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم. أما سمعت قول الشاعر:
خزي الحياة وخزي الممات ** وكلاً أراه طعاماً وبيلاً

.تفسير الآيات (17- 20):

{فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ يَوْمًا يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا (17) السَّمَاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ كَانَ وَعْدُهُ مَفْعُولًا (18) إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا (19) إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآَنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآَخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآَخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (20)}
أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة {فكيف تتقون إن كفرتم يوماً يجعل الولدان شيباً} قال: تتقون ذلك اليوم إن كفرتم قال: «والله ما أتقى ذلك اليوم قوم كفروا بالله وعصوا رسوله».
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن الحسن {فكيف تتقون إن كفرتم يوماً} قال: بأي صلاة تتقون؟ بأي صيام تتقون؟.
وأخرج أبو نعيم في الحلية عن خيثمة في قوله: {يوماً يجعل الولدان شيباً} قال: ينادي مناد يوم القيامة يخرج بعث النار من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعون فمن ذلك يشيب الولدان.
وأخرج ابن المنذر عن ابن مسعود في قوله: {يوماً يجعل الولدان شيباً} قال: إذا كان يوم القيامة فإن ربنا يدعو آدم، فيقول: يا آدم أخرج بعث النار، فيقول: أي رب لا علم لي إلا ما علمتني، فيقول الله: أخرج بعث النار من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين يساقون إلى النار سوقاً مقرنين زرقاً كالحين، فإذا خرج بعث النار شاب كل وليد.
وأخرج الطبراني وابن مردويه «عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ {يوماً يجعل الولدان شيباً} قال: ذلك يوم القيامة، وذلك يوم يقول الله لآدم: قم فابعث من ذريتك بعثاً إلى النار، قال: من كم يا رب؟ قال: من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين، وينجو واحد، فاشتد ذلك على المسلمين، فقال: حين أبصر ذلك في وجوههم: إن بني آدم كثير وإن يأجوج ومأجوج من ولد آدم، وإنه لا يموت رجل منهم حتى يرثه لصلبه ألف رجل ففيهم وفي أشباههم جند لكم».
وأخرج عبد بن حميد عن الحسن في قوله: {السماء منفطر به} قال: مثقلة بيوم القيامة.
وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة {السماء منفطر به} قال: مثقلة به.
وأخرج الفريابي وابن جرير وابن أبي حاتم من طريق عكرمة عن ابن عباس في قوله: {السماء منفطر} قال: ممتلئة به بلسان الحبشة.
وأخرج ابن أبي حاتم من طريق مجاهد عن ابن عباس {السماء منفطر به} قال: مثقلة موقرة.
وأخرج ابن أبي حاتم من طريق العوفي عن ابن عباس {منفطر به} قال: يعني تشقق السماء.
وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله: {منفطر به} قال: منصدع من خوف يوم القيامة قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم. أما سمعت قول الشاعر:
طباهن حتى أعرض الليل دونها ** أفاطير وسمى رواء جذورها

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد {السماء منفطر به} قال: مثقلة بالله.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة {السماء منفطر به} قال: مثقلة بذلك اليوم من شدته وهوله، وفي قوله: {إن ربك يعلم أنك تقوم} الآية، قال: أدنى من ثلثي الليل، وأدنى من نصفه، وأدنى من ثلثه.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن الحسن وسعيد بن جبير {علم أن لن تحصوه} قال: لن تطيقوه.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد {فاقرأوا ما تيسر منه} قال: أرخص عليهم في القيام {علم أن لن تحصوه} قال: أن لن تحصوا قيام الليل {فتاب عليكم} قال: ثم أنبأنا الله عن خصال المؤمنين فقال: {علم أن سيكون منكم مرضى} إلى آخر الآية.
وأخرج عبد بن حميد وابن نصر عن قتادة قال: فرض قيام الليل في أول هذه السورة فقام أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم حتى انتفخت أقدامهم وأمسك الله خاتمتها حولاً، ثم أنزل التخفيف في آخرها، فقال: {علم أن سيكون منكم مرضى} إلى قوله: {فاقرأوا ما تيسر منه} فنسخ ما كان قبلها، فقال: {وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة} فريضتان واجبتان ليس فيهما رخصة.
وأخرج عبد بن حميد عن الحسن قال: لما نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم {يا أيها المزمل قم الليل إلا قليلاً} قام رسول الله صلى الله عليه وسلم وقام المسلمون معه حولاً كاملاً حتى تورمت أقدامهم، فأنزل الله بعد الحول {إن ربك يعلم} إلى قوله: {ما تيسر منه} قال: الحسن: فالحمد لله الذي جعله تطوعاً بعد فرضة، ولا بد من قيام الليل.
وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة {يا أيها المزمل قم الليل} الآية، قال: لبثوا بذلك سنة فشق عليهم وتورمت أقدامهم، ثم نسخها آخر السورة {فاقرأوا ما تيسر منه}.
وأخرج ابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه عن ابن عباس «عن النبي صلى الله عليه وسلم، {فاقرأوا ما تيسر منه} قال: مائة آية».
وأخرج الدارقطني والبيهقي في السنن وحسناه عن قيس بن أبي حازم قال: صليت خلف ابن عباس فقرأ في أول ركعة بالحمد لله وأول آية من البقرة، ثم ركع فلما انصرف أقبل علينا فقال: إن الله يقول: {فاقرأوا ما تيسر منه}.
وأخرج أحمد والبيهقي في سننه عن أبي سعيد قال: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نقرأ بفاتحة الكتاب وما تيسر.
وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر عن عمر بن الخطاب قال: ما من حال يأتيني عليه الموت بعد الجهاد في سبيل الله أحب إليّ من أن يأتيني وأنا بين شعبتي رحلي ألتمس من فضل الله، ثم تلا هذه الآية {وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله وآخرون يقاتلون في سبيل الله}.
وأخرج ابن مردويه عن عبدالله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من جالب يجلب طعاماً إلى بلد من بلاد المسلمين فيبيعه بسعر يومه إلا كانت منزلته عند الله منزلة الشهيد» ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم {وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله وآخرون يقاتلون في سبيل الله}.

.سورة المدثر:

.تفسير الآيات (1- 10):

{يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1) قُمْ فَأَنْذِرْ (2) وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (3) وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (4) وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ (5) وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ (6) وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ (7) فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ (8) فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ (9) عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ (10)}
أخرج ابن الضريس وابن مردويه والنحاس والبيهقي عن ابن عباس قال: نزلت سورة المدثر بمكة.
وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير مثله.
وأخرج الطيالسي وعبد الرزاق وأحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والترمذي وابن الضريس وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه وابن الأنباري في المصاحف قال: سألت أبا سلمة بن عبد الرحمن عن أول ما نزل من القرآن فقال: {يا أيها المدثر} قلت: يقولون {اقرأ باسم ربك الذي خلق} فقال أبو سلمة: سألت جابر بن عبدالله عن ذلك قلت له مثل ما قلت. قال جابر: لا أحدثك إلا ما حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «جاورت بحراء، فلما قضيت جواري فنوديت فنظرت عن يميني فلم أرَ شيئاً، ونظرت عن شمالي فلم أرَ شيئاً، ونظرت خلفي فلم أرَ شيئاً، فرفعت رأسي فإذا الملك الذي جاءني بحراء جالس على كرسي بين السماء والأرض فجثثت منه رعباً، فرجعت فقلت دثروني فدثروني، فنزلت {يا أيها المدثر قم فأنذر} إلى قوله: {والرجز فاهجر}».
وأخرج الطبراني وابن مردويه بسند ضعيف عن ابن عباس أن الوليد بن المغيرة صنع لقريش طعاماً فلما أكلوا قال: ما تقولون في هذا الرجل؟ فقال بعضهم: ساحر، وقال بعضهم: ليس بساحر، وقال بعضهم: كاهن، وقال بعضهم: ليس بكاهن، وقال بعضهم: شاعر، وقال بعضهم ليس بشاعر، وقال بعضهم: سحر يؤثر، فاجتمع رأيهم على أنه سحر يؤثر فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فخرج وقنع رأسه وتدثر، فأنزل الله: {يا أيها المدثر} إلى قوله: {ولربك فاصبر}.
وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس رضي الله عنهما {يا أيها المدثر} قال: دثرت هذا الأمر فقم به.
وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر عن إبراهيم النخعي رضي الله عنه {يا أيها المدثر} قال: كان متدثراً في قطيف، يعني شملة صغيرة الخمل {وثيابك فطهر} قال: من الإِثم {والرجز فاهجر} قال: الإِثم {ولا تمنن تستكثر} قال: لا تعط شيئاً لتعطى أكثر منه {ولربك فاصبر} قال: إذا أعطيت عطية فأعطها لربك واصبر حتى يكون هو الذي يثيبك.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه {يا أيها المدثر} قال: المتدثر في ثيابه {قم فأنذر} قال: أنذر عذاب ربك ووقائعه في الأمم وشدة نقمته إذا انتقم {وثيابك فطهر} يقول: طهرها من المعاصي وهي كلمة عربية، كانت العرب إذا نكث الرجل ولم يوف بعهده قالوا: إن فلاناً لدنس الثياب، وإذا أوفى وأصلح قالوا: إن فلاناً لطاهر الثياب {والرجز فاهجر} قال: هما صنمان كانا عند البيت أساف ونائلة يمسح وجوههما من أتى عليهما من المشركين، فأمر الله نبيه محمداً أن يهجرهما ويجانبهما {ولا تمنن تستكثر} قال: لا تعط شيئاً لمثابة الدنيا ولا لمجازاة الناس.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن أبي مالك رضي الله عنه {وربك فكبر} قال: عظم {وثيابك فطهر} قال: عنى نفسه {والرجز فاهجر} قال: الشيطان والأوثان.
وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه: قلنا يا رسول الله كيف نقول إذا دخلنا في الصلاة، فأنزل الله: {وربك فكبر} فأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نفتتح الصلاة بالتكبير.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما {يا أيها المدثر} قال: النائم {وثيابك فطهر} قال: لا تكن ثيابك التي تلبس من مكسب باطل {والرجز فاهجر} قال: الأصنام {ولا تمنن تستكثر} قال: لا تعط عطية تلتمس بها أفضل منها.
وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن ابن عباس رضي الله عنهما {وثيابك فطهر} قال: من الإِثم قال: وهي في كلام العرب نقي الثياب.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {وثيابك فطهر} قال: من الغدر، ولا تكن غداراً.
وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن الأنباري في الوقف والابتداء وابن مردويه عن عكرمة أن ابن عباس سئل عن قوله: {وثيابك فطهر} قال: لا تلبسها على غدرة ولا فجرة، ثم قال: ألا تسمعون قول غيلان بن سلمة:
إني بحمد الله لا ثوب فاجر ** لبست ولا من غدرة أتقنع

وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن سعيد بن جبير رضي الله عنه قال: كان الرجل في الجاهلية إذا كان غدراً قالوا: فلان دنس الثياب.
وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر عن أبي رزين {وثيابك فطهر} قال: عملك أصلحه، كان أهل الجاهلية إذا كان الرجل حسن العمل قالوا: فلان طاهر الثياب.
وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {وثيابك فطهر} قال: وعملك فأصلح.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما {وثيابك فطهر} قال: لست بكاهن ولا ساحر فأعرض عنه {والرجز فاهجر} قال: الأوثان {ولا تمنن تستكثر} قال: لا تعط مصانعة رجاء أفضل منه من الثواب {ولربك فاصبر} قال: على ما أوذيت.
وأخرج عبد بن حميد عن أبي مالك رضي الله عنه {وثيابك فطهر} قال: عنى نفسه.
وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد رضي الله عنه {وثيابك فطهر} قال: ليس ثيابه الذي يلبس.
وأخرج ابن المنذر عن الحسن رضي الله عنه في قوله: {وثيابك فطهر} قال: خلقك فحسن.
وأخرج ابن المنذر عن يزيد بن مرثد في قوله: {وثيابك فطهر} أنه ألقى على رسول الله صلى الله عليه وسلم سلا شاة.
وأخرج الطبراني والحاكم وصححه وابن مردويه عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قرأ على رسول الله صلى الله عليه وسلم {والرجز فاهجر} بالكسر.
وأخرج الحاكم وصححه وابن مردويه عن جابر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «{والرجز فاهجر} برفع الراء، وقال: هي الأوثان».
وأخرج ابن المنذر عن حماد رضي الله عنه قال: قرأت في مصحف أبي {ولا تمنن أن تستكثر}.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة رضي الله عنه {ولا تمنن تستكثر} يقول: لا تعط شيئاً لتعطى أكثر منه، وإنما نزل هذا في النبي صلى الله عليه وسلم.
وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك رضي الله عنه {ولا تمنن تستكثر} قال: لا تعط شيئاً لتعطى أكثر منه، وهي للنبي صلى الله عليه وسلم خاصة والناس موسع عليهم.
وأخرج الطبراني عن ابن عباس رضي الله عنهما {ولا تمنن تستكثر} قال: لا تعط الرجل عطاء رجاء أن يعطيك أكثر منه.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه {ولا تمنن تستكثر} قال: لا تعظم عملك في عينك أن تستكثر من الخير.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما {ولا تمنن تستكثر} قال: لا تقل قد دعوتهم فلم يقبل مني، عد فادعهم {ولربك فاصبر} على ذلك.
أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {فإذا نقر في الناقور} قال: الصور {يوم عسير} قال: شديد.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه {فإذا نقر في الناقور} قال: فإذا نفخ في الصور.
وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة رضي الله عنه وأبي مالك وعامر مثله.
وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد رضي الله عنه قال: الناقور الصور شيء كهيئة البوق.
وأخرج ابن أبي شيبة والطبراني وابن مردويه عن ابن عباس قال: نزلت {فإذا نقر في الناقور} قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كيف أنعم وصاحب الصور قد التقم القرن وحنى جبهته يستمع متى يؤمر؟ قالوا: كيف نقول يا رسول الله؟ قال: قولوا حسبنا الله ونعم الوكيل على الله توكلنا».
وأخرج ابن سعد والحاكم عن بهز بن حكيم قال: أمنا زرارة بن أوفى فقرأ المدثر، فلما بلغ {فإذا نقر في الناقور} خر ميتاً فكنت فيمن حمله.
وأخرج عبد حميد عن قتادة {فذلك يومئذ يوم عسير} قال: ثم بين على من مشقته وعسره فقال: {على الكافرين غير يسير}.