فصل: تفسير الآيات (118- 119):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الدر المنثور في التفسير بالمأثور (نسخة منقحة)



.تفسير الآية رقم (116):

{فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ (116)}
أخرج ابن مردويه عن أبي بن كعب قال أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم {فلولا كان من القرون من قبلكم أولوا بقية ينهون عن الفساد في الأرض}.
وأخرج ابن أبي مالك في قوله: {فلولا} قال: فهلا.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في الآية قال: أي لم يكن من قبلكم من ينهى عن الفساد في الأرض إلا قليلاً.
وأخرج أبو الشيخ عن ابن جريج {إلا قليلاً ممن أنجينا منهم} يستقلهم الله من كل قوم.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد {واتبع الذين ظلموا ما أترفوا فيه} قال: في ملكهم وَتَجَبُّرَهُمْ وتركهم الحق.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ من طريق ابن جريج قال: قال ابن عباس {أترفوا فيه} نظروا فيه.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة {واتبع الذين ظلموا ما أترفوا فيه} من دنياهم، وأن هذه الدنيا قد تعقدت أكثر الناس، وألهتهم عن آخرتهم.

.تفسير الآية رقم (117):

{وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ (117)}
أخرج الطبراني وأبو الشيخ وابن مردويه والديلمي عن جرير قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل عن تفسيرها هذه الآية {وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون} فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «وأهلها ينصف بعضهم بعضاً» وأخرجه ابن أبي حاتم والخرائطي في مساوي الأخلاق عن جرير موقوفاً.

.تفسير الآيات (118- 119):

{وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118) إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (119)}
أخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك {ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة} قال: أهل دين واحد، أهل ضلالة أو أهل هدى.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس {ولا يزالون مختلفين} قال: أهل الحق وأهل الباطل {إلا من رحم ربك} قال: أهل الحق {ولذلك خلقهم} قال: للرحمة.
وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن ابن عباس {ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك} قال: إلا أهل رحمته فإنهم لا يختلفون.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في الآية قال: {لا يزالون مختلفين} في الهوى.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن عطاء بن أبي رباح {ولا يزالون مختلفين} أي اليهود، والنصارى، والمجوس، والحنيفية، وهم الذين رحم ربك الحنيفية.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الحسن في الآية قال: الناس مختلفون على أديان شتى إلا من رحم ربك غير مختلف {ولذلك خلقهم} قال: للاختلاف.
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن مجاهد {ولا يزالون مختلفين} قال: أهل الباطل {إلا من رحم ربك} قال: أهل الحق {ولذلك خلقهم} قال: للرحمة.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن عكرمة {ولا يزالون مختلفين} قال: اختلاف الملل {إلا من رحم ربك} قال: أهل القبلة {ولذلك خلقهم} قال: للرحمة.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في الآية قال: أهل رحمة الله أهل الجماعة وإن تفرقت ديارهم وأبدانهم، وأهل معصيته أهل فرقة وإن اجتمعت أبدانهم {ولذلك خلقهم} للرحمة والعبادة ولم يخلقهم للاختلاف.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس {ولذلك خلقهم} قال: خلقهم فريقين: فريقاً يرحم فلا يختلف، وفريقاً لا يرحم يختلف. وكذلك قوله: {فمنهم شقي وسعيد} [ هود: 105].
وأخرج ابن المنذر عن قريش قال: كنت عند عمرو بن عبيد، فجاء رجلان فجلسا فقالا: يا أبا عثمان ما كان الحسن يقول في هذه الآية {ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم}؟ قال: كان يقول {فريق في الجنة وفريق في السعير} [ الشورى: 7].
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الحسن في قوله: {ولذلك خلقهم} قال: خلق هؤلاء للجنة وهؤلاء للنار، وخلق هؤلاء لرحمته وهؤلاء لعذابه.
وأخرج أبو الشيخ عن ابن أبي نجيح. أن رجلين تخاصما إلى طاوس فاختلفا عليه فقال: اختلفتما علي فقال أحدهما لذلك خلقنا. قال: كذبت. قال: أليس الله يقول {ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم}؟ قال: إنما خلقهم للرحمة والجماعة.

.تفسير الآية رقم (120):

{وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (120)}
أخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن جريج في قوله: {وكلاًّ نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك} لتعلم يا محمد ما لقيت الرسل من قبلك من أممهم.
وأخرج عبد الرزاق والفريابي وسعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه من طرق عن ابن عباس {وجاءك في هذه الحق} قال: في هذه السورة.
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ وابن مردويه عن أبي موسى الأشعري {وجاءك في هذه الحق} قال: في هذه السورة.
وأخرج أبو الشيخ عن سعيد بن جبير. مثله.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة {وجاءك في هذه الحق} قال: في هذه الدنيا.
وأخرج أبو الشيخ عن سعيد قال: كان قتادة يقول في هذه السورة، وقال الحسن: في الدنيا.
وأخرج أبو الشيخ من طريق أبي رجاء عن الحسن {وجاءك في هذه الحق} قال: في هذه السورة.

.تفسير الآيات (121- 123):

{وَقُلْ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنَّا عَامِلُونَ (121) وَانْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ (122) وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (123)}
أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {اعملوا على مكانتكم} أي منازلكم.
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن جريج في قوله: {وانتظروا إنا منتظرون} قال: يقول: انتظروا مواعيد الشيطان إياكم على ما يزين لكم. وفي قوله: {وإليه يرجع الأمر كله} قال: فيقضي بينهم بحكمه العدل.
وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد وابن الضريس في فضائل القرآن وابن جرير وأبو الشيخ عن كعب رضي الله عنه قال: فاتحة التوراة فاتحة الأنعام، وخاتمة التوراة هود {ولله غيب السماوات والأرض} إلى قوله: {بغافل عما تعملون}.

.سورة يوسف:

.تفسير الآية رقم (1):

{الر تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (1)}
أخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {تلك آيات الكتاب المبين} قال: أي والله يبين بركته وهداه ورشده. وفي لفظ، يبين الله رشده وهداه.
وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {تلك آيات الكتاب المبين} قال: يبين حلاله وحرامه.
وأخرج ابن جرير عن خالد بن معدان عن معاذ رضي الله عنه أنه قال في قول الله: {تلك آيات الكتاب المبين} قال: يبين الله الحروف التي سقطت عن ألسن الأعاجم، وهي ستة أحرف.

.تفسير الآية رقم (2):

{إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (2)}
أخرج الطبراني وأبو الشيخ والحاكم وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أحب العرب لثلاث: لأني عربي، والقرآن عربي، وكلام أهل الجنة عربي».
وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أنا عربي، والقرآن عربي، وكلام أهل الجنة عربي».
وأخرج الحاكم عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، تلا {قرآناً عربياً} ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ألهم إسماعيل هذا اللسان العربي إلهاماً».
وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه قال: نزل القرآن بلسان قريش، وهو كلامهم.

.تفسير الآية رقم (3):

{نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآَنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ (3)}
أخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قالوا يا رسول الله، لو قصصت علينا، فنزلت {نحن نقص عليك أحسن القصص}.
وأخرج إسحاق بن راهويه والبزار وأبو يعلى وابن المنذر وابن جرير وابن أبي حاتم وابن حبان وأبو الشيخ والحاكم وصححه، وابن مردويه عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: أنزل على النبي صلى الله عليه وسلم القرآن، فتلا عليهم زماناً فقالوا: يا رسول الله، لو قصصت علينا، فأنزل الله: {الر تلك آيات الكتاب المبين} هذه السورة، ثم تلا عليهم زماناً، فأنزل الله: {ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله} [ الحديد: 16].
وأخرج ابن مردويه من طريق عون بن عبد الله، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قالوا يا رسول الله، لو قصصت علينا، فنزلت {نحن نقص عليك أحسن القصص}.
وأخرج ابن جرير، عن عون بن عبد الله رضي الله عنه قال: مل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ملة، فقالوا: يا رسول الله، حدثنا، فأنزل الله تعالى {الله نزل أحسن الحديث} [ الزمر: 23] ثم ملوا ملة أخرى فقالوا: يا رسول الله، حدثنا فوق الحديث ودون القرآن- يعنون القصص- فأنزل الله: {الر تلك آيات الكتاب المبين} هذه السورة، فأرادوا الحديث، فدلهم على أحسن الحديث. وأرادوا القصص فدلهم على أحسن القصص.
وأخرج أبو يعلى وابن المنذر وابن أبي حاتم ونصر المقدسي في الحجة والضياء في المختارة، عن خالد بن عرفطة قال: كنت جالساً عند عمر إذ أتاه رجل من عبد القيس فقال له عمر: أنت فلان العبدي؟ قال نعم. فضربه بقناة معه، فقال الرجل: ما لي يا أمير المؤمنين؟! قال اجلس، فجلس؛ فقرأ عليه بسم الله الرحمن الرحيم {الر تلك آيات الكتاب المبين} إلى قوله: {لمن الغافلين} فقرأها عليه ثلاثاً وضربه ثلاثاً، فقال له الرجل: ما لي يا أمير المؤمنين؟! فقال: أنت الذي نسخت كتاب دانيال. قال: مرني بأمرك أتبعه، قال: انطلق فامحه بالحميم والصوف، ثم لا تقرأه ولا تقرئه أحداً من الناس، فلئن بلغني عنك أنك قرأته أو أقرأته أحداً من الناس لأنهكنك عقوبة، ثم قال: اجلس. فجلس بين يديه. فقال: انطلقت أنا فانتسخت كتاباً من أهل الكتاب، ثم جئت به في أديم، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما هذا في يدك يا عمر؟ فقلت يا رسول الله، كتاب نسخته لنزداد به علماً إلى علمنا، فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى احمرت وجنتاه، ثم نودي بالصلاة جامعة. فقالت الأنصار: أغضب نبيكم السلاح. فجاؤوا حتى أحدقوا بمنبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:يا أيها الناس، إني قد أوتيت جوامع الكلم وخواتيمه، واختصر لي اختصاراً، ولقد أتيتكم بها بيضاء نقية، فلا تتهوّكوا ولا يغرنكم المتهوّكون»
قال عمر رضي الله عنه: فقمت فقلت: رضيت بالله ربًّا، وبالإِسلام ديناً، وبك رسولاً، ثم نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأخرج عبد الرزاق في المصنف وابن الضريس عن إبراهيم النخعي رضي الله عنه قال: كان بالكوفة رجل يطلب كتب دانيال وذلك الضرب، فجاء فيه كتاب من عمر بن الخطاب أن يدفع إليه، فلما قدم على عمر رضي الله عنه علاه بالدرة، ثم جعل يقرأ عليه {الر تلك آيات الكتاب المبين} حتى بلغ {الغافلين} قال: فعرفت ما يريد، فقلت يا أمير المؤمنين، دعني. فوالله لا أدع عندي شيئاً من تلك الكتب إلا حرقته. قال فتركه.
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه {نحن نقص عليك أحسن القصص} ل: من الكتب الماضية وأمور الله السالفة في الأمم {وإن كنت من قبله} أي من قبل هذا القرآن {لمن الغافلين}.
وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك رضي الله عنه {نحن نقص عليك أحسن القصص} قال القرآن.