فصل: تفسير الآيات (194- 197):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الدر المنثور في التفسير بالمأثور (نسخة منقحة)



.تفسير الآيات (189- 193):

{هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آَتَيْتَنَا صَالِحًا لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (189) فَلَمَّا آَتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آَتَاهُمَا فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (190) أَيُشْرِكُونَ مَا لَا يَخْلُقُ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ (191) وَلَا يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْرًا وَلَا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ (192) وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لَا يَتَّبِعُوكُمْ سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ أَمْ أَنْتُمْ صَامِتُونَ (193)}
أخرج أحمد والترمذي وحسنه وابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه والحاكم وصححه عن سمرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لما ولدت حواء طاف بها إبليس وكان لا يعيش لها ولد، فقال: سميه عبد الحارث فإنه يعيش، فسمته عبد الحارث فعاش، فكان ذلك من وحي الشيطان وأمره».
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن مردويه عن سمرة بن جندب في قوله: {فلما آتاهما صالحاً جعلا له شركاء} قال: سمياه عبد الحارث.
وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ عن أُبي بن كعب قال: لما حملت حواء وكان لا يعيش لها ولد آتاها الشيطان، فقال: سمياه عبد الحارث يعيش لكما، فسمياه عبد الحارث فكان ذلك من وحي الشيطان وأمره.
وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن أُبي بن كعب قال: لما حملت حواء أتاها الشيطان، فقال: أتطيعيني ويسلم لك ولدك؟ سميه عبد الحارث فلم تفعل، فولدت فمات، ثم حملت فقال لها مثل ذلك: فلم تفعل، ثم حملت الثالث فجاءها فقال لها: إن تطيعيني سلم لك، وإلا فإنه يكون بهيمة، فهيبها، فأطاعته.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد قال: ولد لآدم ولد فسماه عبد الله، فأتاهما إبليس فقال: ما سميتما ابنكما هذا؟ قال: عبد الله، وكان ولد لهما قبل ذلك ولد فسمياه عبد الله. فقال إبليس: أتظنان أن الله تارك عبده عندكما؟ ووالله ليذهبن به كما ذهب بالآخر ولكن أدلكما على اسم يبقى لكما ما بقيتما فسمياه عبد شمس فسمياه، فذلك قوله تعالى {أيشركون ما لا يخلق شيئاً} الشمس لا تخلق شيئاً إنما هي مخلوقة. قال: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خدعها مرتين». قال زيد: خدعهما في الجنة، وخدعهما في الأرض.
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن سعيد بن جبير قال: لما أهبط الله آدم وحواء ألقى في نفسه الشهوة لامرأته، فتحرك ذلك منه فأصابها، فليس إلا أن أصابها حملت، فليس إلا أن حملت تحرك ولدها في بطنها، فقالت: ما هذا؟ فجاءها إبليس فقال لها: إنك حملت فتلدين. قالت: ما ألد؟ قال: ما هل ترين إلا ناقة أو بقرة أو ماعزة أو ضانية هو بعض ذلك، ويخرج من أنفك أو من عينك أو من اذنك. قالت: والله ما مني من شيء إلا وهو يضيق عن ذلك! قال: فاطيعيني وسميه عبد الحارث- وكان اسمه في الملائكة الحارث- تلدي مثلك، فذكرت ذلك لآدم فقال: هو صاحبنا الذي قد علمت. فمات ثم حملت بآخر، فجاءها فقال: أطيعيني أو قتلته فإني أنا قتلت الأول، فذكرت ذلك لآدم فقال مثل قوله الأوّل، ثم حملت بالثالث فجاءها فقال لها مثل ما قال، فذكرت ذلك لآدم فكأنه لم يكره ذلك، فسمته عبد الحارث فذلك قوله: {جعلا له شركاء فيما آتاهما}.
وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: حملت حواء، فأتاها إبليس فقال: إني صاحبكما الذي أخرجتكما من الجنة، لتطيعيني أو لأجعلن له قربى أيل فيخرج من بطنك فيشقه، ولأفعلن ولأفعلن- فخوّفهما- سمياه عبد الحارث، فأبيا أن يطيعاه فخرج ميتاً، ثم حملت فأتاهما أيضاً فقال مثل ذلك، فأبيا أن يطيعاه فخرج ميتاً، ثم حملت فأتاهما فذكر لهما فادركهما حب الولد فسمياه عبد الحارث، فذلك قوله: {جعلا له شركاء فيما آتاهما}.
وأخرج عبد بن حميد عن السدي قال: إن أول اسم سمياه عبد الرحمن فمات، ثم سمياه صالحاً فمات، يعني آدم وحواء.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال: كانت حواء تلد لآدم أولاد. فتعبدهم لله، وتسميه عبد الله وعبيد الله ونحو ذلك فيصيبهم الموت، فأتاها إبليس وآدم فقال: إنكما لو تسميانه بغير الذي تسميانه لعاش، فولدت له رجلاً فسماه عبد الحارث، ففيه أنزل الله: {وهو الذي خلقكم من نفس واحدة} إلى آخر الآية.
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن الحسن في الآية قال: كان هذا في بعض أهل الملل وليس بآدم.
وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس أنه قرأها {حملت حملاً خفيفاً فمرت به}.
وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه عن سمرة في قوله: {حملت حملاً خفيفاً}.
قال: خفيفاً لم يستبن، فمرت به لما استبان حملها.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {فمرت به} قال: فشكت أحملت أم لا.
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن أيوب قال: سئل الحسن عن قوله: {حملت حملاً خفيفاً فمرت به} قال: فشكت أحملت أم لا.
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن أيوب قال: سئل الحسن عن قوله: {حملت حملاً خفيفاً فمرت به} قال: لو كنت عربياً لعرفتها، إنما هي استمرت بالحمل.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدي في قوله: {حملت حملاً خفيفاً} قال: هي من النطفة {فمرت به} يقول: استمرت.
وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن ابن عباس في قوله: {فمرت به} قال: فاستمرت به.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله: {فمرت به} قال: فاستمرت بحمله.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله: {فمرت به} قال: فاستمرت بحمله.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ميمون بن مهران في قوله: {فمرت به} قال: استخفته.
وأخرج أبو الشيخ عن السدي {فلما أثقلت} قال: كبر الولد في بطنها.
وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن أبي صالح في قوله: {لئن آتيتنا} قال: أشفقا أن يكون بهيمة، فقالا: لئن آتيتنا بشراً سوياً.
وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد قال: أشفقا أن لا يكون إنساناً.
وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الحسن في قوله: {لئن آتيتنا صالحاً} قال: غلاماً سوياً.
وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس في قوله: {فجعلا له شركاء} قال: كان شركا في طاعة، ولم يكن شركا في عباده.
وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ {فجعلا له شركاً} بكسر الشين.
وأخرج عبد بن حميد عن سفيان {جعلا له شركاء} قال: أشركاه في الاسم قال: وكنية إبليس أبو كدوس.
وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن أبي حاتم وابن المنذر وأبو الشيخ عن السدي قال: هذا من الموصل والمفصول قوله: {جعلا له شركاء فيما آتاهما} في شأن آدم وحوّاء، يعني في الأسماء {فتعالى الله عما يشركون} يقول: عما يشرك المشركون ولم يعيِّنهما.
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: ما أشرك آدم أن أولها شكر وآخرها مثل ضربه لمن بعده.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدي في قوله: {فتعالى الله عما يشركون} هذه فصل بين آية آدم خاصة في آلهة العرب.
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي حاتم عن أبي مالك في الآية قال: هذه مفصولة اطاعاه في الولد {فتعالى الله عما يشركون} هذه لقوم محمد.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {جعلا له شركاء} قال: كان شركاً في طاعته ولم يكن شركاً في عبادته، وقال: كان الحسن يقول: هم اليهود والنصارى، رزقهم الله أولاداً فهوّدوا ونصروا.
وأخرج ابن جرير عن الحسن في قوله: {فتعالى الله عما يشركون} قال: يعني بها ذرية آدم ومن أشرك منهم بعده.
وأخرج أبو الشيخ عن مجاهد في قوله: {فتعالى الله عما يشركون} قال: هو الانكاف أنكف نفسه يقول: عظم نفسه، وانكفته الملائكة وما سبح له.
وأخرج ابن حميد وأبو الشيخ عن الحسن في الآية قال: هذا في الكفار، يدعون الله فإذا آتاهما صالحاً هوّدا ونصرا، ثم قال: {أيشركون ما لا يخلق شيئاً وهم يخلقون} يقول: يطيعون ما لا يخلق شيئاً وهي الشياطين لا تخلق شيئاً وهي تخلق {ولا يستطيعون لهم نصراً} يقول: لمن يدعوهم.

.تفسير الآيات (194- 197):

{إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (194) أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ آَذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا قُلِ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلَا تُنْظِرُونِ (195) إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ (196) وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ وَلَا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ (197)}
أخرج أبو الشيخ عن سعيد بن جبير قال: يجاء بالشمس والقمر حتى يلقيان بين يدي الله، ويجاء بمن كان يعبدهما فيقال: {ادعوهم فليستجيبوا لكم إن كنتم صادقين}.

.تفسير الآية رقم (198):

{وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لَا يَسْمَعُوا وَتَرَاهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ (198)}
أخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدي في قوله: {وتراهم ينظرون إليك} قال: هؤلاء المشركون.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله: {وتراهم ينظرون إليك وهم لا يبصرون} ما تدعوهم إليه من الهدى.

.تفسير الآية رقم (199):

{خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ (199)}
أخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة والبخاري وأبو داود والنسائي والنحاس في ناسخه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وأبو الشيخ وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن عبد الله بن الزبير قال: ما نزلت هذه الآية إلا في أخلاق الناس {خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين} وفي لفظ: أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يأخذ العفو من أخلاق الناس.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ والطبراني في الأوسط وابن مردويه والحاكم وصححه عن ابن عمر في قوله تعالى {خذ العفو} قال: أمر الله نبيه أن يأخذ العفو من اخلاق الناس.
وأخرج ابن أبي الدنيا في مكارم الأخلاق عن إبراهيم بن أدهم قال: لما أنزل الله: {خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين} قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أمرت أن آخذ العفو من أخلاق الناس».
وأخرج ابن أبي الدنيا وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الشعبي قال: لما أنزل الله: {خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين} قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «ما هذا يا جبريل؟ قال: لا أدري حتى أسأل العالم... ! فذهب ثم رجع فقال: إن الله أمرك أن تعفو عمن ظلمك، وتعطي من حرمك، وتصل من قطعك».
وأخرج ابن مردويه عن جابر قال: لما نزلت هذه الآية {خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين} قال النبي صلى الله عليه وسلم «يا جبريل ما تأويل هذه الآية؟ قال: حتى أسأل. فصعد ثم نزل فقال: يا محمد إن الله يأمرك أن تصفح عمن ظلمك، وتعطي من حرمك، وتصل من قطعك. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ألا ادلكم على أشرف أخلاق الدنيا والآخرة؟ قالوا: وما ذاك يا رسول الله؟ قال: تعفو عمن ظلمك، وتعطي من حرمك، وتصل من قطعك».
وأخرج ابن مردويه عن قيس بن سعد بن عبادة قال: لما نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حمزة بن عبد المطلب قال: «والله لأمثلن بسبعين منهم. فجاءه جبريل بهذه الآية {خذ الغفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين} فقال: يا جبريل ما هذا؟ قال: لا أدري... ! ثم عاد فقال: إن الله يأمرك أن تعفو عمن ظلمك، وتصل من قطعك، وتعطي من حرمك».
وأخرج ابن مردويه عن عائشة في قول الله: {خذ العفو} قال: ما عفى لك من مكارم الأخلاق.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله: {خذ العفو} من أخلاق الناس وأعمالهم بغير تجسيس {وأمر بالعرف} قال: بالمعروف.
وأخرج البخاري وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في شعب الإِيمان عن ابن عباس قال: قدم عُيينة بن حصن بن بدر، فنزل على ابن أخيه الحر بن قيس- وكان من النفر الذين يدنيهم عمر، وكان القراء أصحاب مجالس عمر ومشاورته كهولاً أكانوا أو شباباً- فقال عيينة لابن أخيه: يا ابن أخي هل لك وجه عند هذا الأمير فاستأذن لي عليه؟ قال: سأستأذن لك عليه. قال ابن عباس: فاستأذن الحر لعُيينة فأذن له عمر، فلما دخل قال: هي يا ابن الخطاب، فوالله ما تعطينا الجزل ولا تحكم بيننا بالعدل، فغضب عمر حتى همَّ أن يوقع به فقال له الحر: يا أمير المؤمنين إن الله عز وجل قال لنبيه صلى الله عليه وسلم {خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين} وإن هذا من الجاهلين، والله ما جاوزها عمر حين تلاها عليه، وكان وقافاً عند كتاب الله عز وجل.
وأخرج ابن أبي حاتم من طريق ابن وهب عن مالك بن أنس عن عبد الله بن نافع. أن سالم بن عبد الله مر على عير لأهل الشام وفيها جرس، فقال: إن هذا ينهى عنه فقالوا: نحن أعلم بهذا منك إنما يكره الجلجل الكبير، وأما مثل هذا فلا بأس به، فبكى سالم وقال: {وأعرض عن الجاهلين}.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله: {خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين} قال: خلق أمر الله به نبيه ودله عليه.
وأخرج البيهقي في شعب الإِيمان عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ألا أدلك على خير أخلاق الأوّلين والآخرين؟ قال: قلت يا رسول الله نعم. قال: تعطي من حرمك، وتعفو عمن ظلمك، وتصل من قطعك».
وأخرج البيهقي عن عقبة بن عامر قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم «ألا أخبرك بأفضل أخلاق أهل الدنيا والآخرة، تصل من قطعك، وتعطي من حرمك، وتعفو عمن ظلمك».
وأخرج البيهقي عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «صل من قطعك، واعف عمن ظلمك».
وأخرج البيهقي عن عائشة عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «صل من قطعك، واعف عمن ظلمك».
وأخرج البيهقي عن عائشة. أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ألا أدلكم على كرائم الأخلاق للدنيا والآخرة؟ أن تصل من قطعك، وتعطي من حرمك، وتجاوز عمن ظلمك».
وأخرج البيهقي عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ألا أدلكم على مكارم الأخلاق في الدنيا والآخرة؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال: صل من قطعك، واعط من حرمك، واعف عمن ظلمك».
وأخرج عبد الرزاق في المصنف والبيهقي من طريقه عن معمر عن أبي إسحاق الهمداني عن ابن أبي حسين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ألا أدلكم على خير أخلاق أهل الدنيا والآخرة؟ أن تصل من قطعك، وتعطي من حرمك، وتعفو عمن ظلمك، قال البيهقي: هذا مرسل حسن».
وأخرج ابن أبي الدنيا في مكارم الأخلاق عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لن ينال عبد صريح الإِيمان حتى يصل من قطعه، ويعفو عمن ظلمه، ويغفر لمن شتمه، ويحسن إلى من أساء إليه».
وأخرج ابن مردويه عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن مكارم الأخلاق عند الله أن تعفو عمن ظلمك، وتصل من قطعك، وتعطي من حرمك، ثم تلا النبي صلى الله عليه وسلم {خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين}».
وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس قال: رضي الله بالعفو وأمر به.
وأخرج أحمد والطبراني عن معاذ بن أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أفضل الفضائل أن تصل من قطعك، وتعطي من حرمك، وتصفح عمن شتمك».
وأخرج السلفي في الطيوريات عن نافع أن ابن عمر. كان إذا سافر أخرج معه سفيهاً يرد عنه سفاهة السفهاء.
وأخرج ابن عدي والبيهقي في الشعب عن ابن شوذب قال: كنا عند مكحول ومعنا سليمان بن موسى، فجاء رجل واستطال على سليمان وسليمان ساكت، فجاء أخ لسليمان فرد عليه، فقال مكحول: لقد ذل من لا سفيه له.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {خذ العفو} قال: خذ ما عفي لك من أموالهم ما أتوك به من شيء فخذه، وكان هذا قبل أن تنزل براءة بفرائض الصدقات وتفصيلها.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس في قوله: {خذ العفو} قال: خذ الفضل أنفق الفضل {وأمر بالعرف} يقول بالمعروف.
وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس أن نافع بن الأرزق قال له: أخبرني {خذ العفو} قال: خذ الفضل من أموالهم، أمر الله النبي صلى الله عليه وسلم أن يأخذ لك. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت عبيد بن الأبرص وهو يقول:
يعفو عن الجهل والسوآت كما ** يدرك غيث الربيع ذو الطرد

وأخرج ابن جرير والنحاس في ناسخه عن السدي في قوله: {خذ العفو} قال: الفضل من المال، نسخته الزكاة.
وأخرج أبو الشيخ عن السدي قال: نزلت هذه الآية {خذ العفو} فكان الرجل يمسك من ماله ما يكفيه ويتصدق بالفضل، فنسخها الله بالزكاة {وأمر بالعرف} قال: بالمعروف {وأعرض عن الجاهلين} قال: نزلت هذه الآية قبل أن تفرض الصلاة والزكاة والقتال، أمره الله بالكف ثم نسخها القتال، وأنزل {أُذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا} [ الحج: 39] الآية.