فصل: تفسير الآيات (38- 56):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الدر المنثور في التفسير بالمأثور (نسخة منقحة)



.تفسير الآيات (38- 56):

{كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ (38) إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ (39) فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ (40) عَنِ الْمُجْرِمِينَ (41) مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ (42) قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ (43) وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ (44) وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ (45) وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ (46) حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ (47) فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ (48) فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ (49) كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ (50) فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ (51) بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُؤْتَى صُحُفًا مُنَشَّرَةً (52) كَلَّا بَلْ لَا يَخَافُونَ الْآَخِرَةَ (53) كَلَّا إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ (54) فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ (55) وَمَا يَذْكُرُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ (56)}
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله: {كل نفس بما كسبت رهينة} قال: مأخوذة بعملها.
وأخرج عبد بن حميد عن قتادة {كل نفس بما كسبت رهينة إلا أصحاب اليمين} قال: علق الناس كلهم إلا أصحاب اليمين.
وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله: {كل نفس بما كسبت رهينة إلا أصحاب اليمين} قال: لا يحاسبون.
وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله: {إلا أصحاب اليمين} قال: هم المسلمون.
وأخرج عبد الرزاق والفريابي وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن علي بن أبي طالب في قوله: {إلا أصحاب اليمين} قال: هم أطفال المسلمين.
وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وابن المنذر عن ابن عمر في قوله: {إلا أصحاب اليمين} قال: هم أطفال المسلمين.
أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وعبدالله بن أحمد في زوائد الزهد وابن أبي داود وابن الأنباري معاً في المصاحف وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عمرو بن دينار قال: سمعت عبدالله بن الزبير يقرأ {في جنات يتساءلون عن المجرمين} يا فلان {ما سلككم في سقر} قال عمرو: وأخبرني لقيط قال: سمعت ابن الزبير قال: سمعت عمر بن الخطاب يقرؤها كذلك.
وأخرج أبو عبيد في فضائله وابن المنذر عن ابن مسعود أنه قرأ: {يا أيها الكفار ما سلككم في سقر}.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة في قوله: {وكنا نخوض مع الخائضين} قال: يقولون: كلما غوى غاو غوينا معه، وفي قوله: {فما تنفعهم شفاعة الشافعين} قال: تعلموا أن الله يشفّع المؤمنين يوم القيامة بعضهم في بعض. قال: وذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن في أمتي رجلاً ليدخلن الله الجنة بشفاعته أكثر من بني تميم» وقال الحسن: أكثر من ربيعة ومضر. قال: وكنا نحدث أن الشهيد يشفع في سبعين من أهل بيته.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس {حتى أتانا اليقين} قال: الموت.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد {فما تنفعهم شفاعة الشافعين} قال: لا تنالهم شفاعة من يشفع.
وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليخرجن بشفاعتي من أهل الإِيمان من النار حتى لا يبقى فيها أحد إلا أهل هذه الآية {ما سلككم في سقر} إلى قوله: {شفاعة الشافعين}».
وأخرج ابن مردويه عن عبد الرحمن بن ميمون أن كعباً دخل يوماً على عمر بن الخطاب فقال له عمر: حدثني إلى ما تنتهي شفاعة محمد يوم القيامة؟ فقال كعب: قد أخبرك الله في القرآن، إن الله يقول: {ما سلككم في سقر} إلى قوله: {اليقين} قال كعب: فيشفع يومئذ حتى يبلغ من لم يصل صلاة قط، ويطعم مسكيناً قط، ومن لم يؤمن ببعث قط، فإذا بلغت هؤلاء لم يبق أحد فيه خير.
وأخرج ابن مردويه عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يؤتى بأدنى أهل النار منزلة يوم القيامة فيقول الله له: تفتدى بملء الأرض ذهباً وفضة؟ فيقول: نعم إن قدرت عليه، فيقول: كذبت، قد كنت أسألك ما هو أيسر عليك من أن تسألني فأعطيك وتستغفرني فأغفر لك وتدعوني فأستجيب لك، فلم تخفني ساعة قطّ من ليل ونهار، ولم ترج ما عندي قط، ولم تخش عقابي ساعة قط، وليس وراءه أحد إلا وهو شر منه، فيقال له: {ما سلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين} إلى قوله: {حتى أتانا اليقين} يقول الله: {فما تنفعهم شفاعة الشافعين}».
وأخرج ابن مردويه عن صهيب الفقير قال: كنا بمكة ومعي طلق بن حبيب وكنا نرى رأي الخوارج فبلغنا أن جابر بن عبدالله يقول في الشفاعة فأتيناه فقلنا له: بلغنا عنك في الشفاعة قول الله مخالف لك فيها في كتابه، فنظر في وجوهنا فقال: من أهل العراق أنتم؟ قلنا: نعم. فتبسم وقال: وأين تجدون في كتاب الله؟ قلت: حيث يقول: {ربنا إنك من تدخل النار فقد أخزيته} [ آل عمران: 192] و {يريدون أن يخرجوا من النار وما هم بخارجين منها} [ المائدة: 37] و {كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها} [ السجدة: 20] وأشباه هذا من القرآن فقال: أنتم أعلم بكتاب الله أم أنا؟ قلنا: بل أنت أعلم به منا. قال: فوالله لقد شهدت تنزيل هذا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وشفاعة الشافعين، ولقد سمعت تأويله من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن الشفاعة لنبيه في كتاب الله قال في السورة التي تذكر فيها المدثر: {ما سلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين} الآية، ألا ترون أنها حلت لمن مات لم يشرك بالله شيئاً؟ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن الله خلق خلقاً ولم يستعن على ذلك، ولم يشاور فيه أحداً، فأدخل من شاء الجنة برحمته، وأدخل من شاء النار، ثم إن الله تحنن على الموحدين فبعث الملك من قبله بماء ونور فدخل النار، فنضح فلم يصب إلا من شاء، ولم يصب إلا من خرج من الدنيا لم يشرك بالله شيئاً فأخرجهم حتى جعلهم بفناء الجنة، ثم رجع إلى ربه فأمده بماء ونور، ثم دخل فنضح فلم يصب إلا من شاء الله، ثم لم يصب إلا من خرج من الدنيا لم يشرك بالله شيئاً فأخرجهم حتى جعلهم بفناء الجنة، ثم أذن الله للشفعاء فشفعوا لهم فأدخلهم الله الجنة برحمته وشفاعة الشافعين».
وأخرج البيهقي في البعث عن ابن مسعود قال: يعذب الله قوماً من أهل الإِيمان، ثم يخرجهم بشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم حتى لا يبقى إلا من ذكر الله {ما سلككم في سقر} إلى قوله: {شفاعة الشافعين}.
أخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة {فما لهم عن التذكرة معرضين} قال: عن القرآن.
وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ {كأنهم حمر} مثقلة {مستنفرة} بخفض الفاء.
وأخرج أبو عبيد وابن المنذر عن الحسن وأبي رجاء أنهما قرآ {مستنفرة} يعني بنصب الفاء.
وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم عن أبي موسى الأشعري في قوله: {فرت من قسورة} قال: هم الرماة رجال القنص.
وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: القسورة الرجال الرماة رجال القنص.
وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي جمرة قال: قلت لابن عباس قال: القسورة الأسد. فقال: ما أعلمه بلغة أحد من العرب الأسد هم عصبة الرجال.
وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة {كأنهم حمر مستنفرة فرت من قسورة} قال: وحشية فرت من رماتها.
وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير {فرت من قسورة} قال: القناص.
وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد {فرت من قسورة} قال: القناص الرماة.
وأخرج عبد بن حميد عن أبي مالك قال: القسورة الرماة.
وأخرج الخطيب في تاريخه عن عطاء بن أبي رباح مثله.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة قال: القسورة النبل.
وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس {من قسورة} قال: من حبال الصيادين.
وأخرج سفيان بن عيينة في تفسيره وعبد الرزاق وابن المنذر عن ابن عباس {من قسورة} قال: هو ركز الناس يعني أصواتهم.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {من قسورة} قال: هو بلسان العرب الأسد وبلسان الحبشة قسورة.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن أبي هريرة في قوله: {فرت من قسورة} قال: الأسد.
أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن السدي عن أبي صالح قال: قالوا: إن كان محمد صادقاً فليصبح تحت رأس كل رجل منا صحيفة فيها براءته وأمنته من النار، فنزلت {بل يريد كل امرئ منهم أن يؤتى صحفاً منشرة}.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه {بل يريد كل امرئ منهم أن يؤتى صحفاً منشرة} قال: إلى فلان ابن فلان من رب العالمين يصبح عند رأس كل رجل صحيفة موضوعة يقرؤها.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {بل يريد كل امرئ منهم أن يؤتى صحفاً منشرة} قال: قد قال قائلون من الناس لمحمد صلى الله عليه وسلم: إن سرك أن نتابعك فائتنا بكتاب خاصة يأمرنا باتباعك وفي قوله: {كلا بل لا يخافون الآخرة} قال: ذلك الذي أضحك بالقوم وأفسدهم أنهم كانوا لا يخافون الآخرة ولا يصدقون بها وفي قوله: {كلا إنها تذكرة} قال: هذا القرآن، وفي قوله: {هو أهل التقوى وأهل المغفرة} قال: إن ربنا محقوق أن تتقى محارمه، وهو أهل أن يغفر الذنوب الكثيرة لعباده.
وأخرج ابن أبي شيبة عن الحسن رضي الله عنه {كلا بلا لا يخافون الآخرة} قال: هذا الذي فضحهم.
وأخرج أحمد والدارمي والترمذي والنسائي وابن ماجة والبزار وأبو يعلى وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن عدي والحاكم وصححه وابن مردويه عن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية {هو أهل التقوى وأهل المغفرة} فقال: قد قال ربكم أنا أهل أن أُتَّقَى فمن لم يجعل معي إلهاً فأنا أهل أن أغفر له.
وأخرج ابن مردويه عن عبدالله بن دينار قال: سمعت أبا هريرة رضي الله عنه وابن عمر وابن عباس رضي الله عنهم يقولون: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قول الله: {هو أهل التقوى وأهل المغفرة} قال: «يقول الله أنا أهل أن أتقى، فلا يجعل معي شريك، فإذا اتقيت ولم يجعل معي شريك فأنا أهل أن أغفر ما سوى ذلك».
وأخرج الحكيم والترمذي في نوادر الأصول عن الحسن رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قال الله أنا أكرم وأعظم عفواً من أن أستر على عبد لي في الدنيا ثم أفضحه بعد أن سترته، ولا أزال أغفر لعبدي ما استغفرني» قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يقول الله تعالى: إني لأجدني استحي من عبدي يرفع يديه إليّ ثم أردهما. قالت الملائكة: إلهنا ليس لذلك بأهل. قال الله: لكني أهل التقوى وأهل المغفرة أشهدكم أني قد غفرت له» قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ويقول الله: إني لأستحي من عبدي وأمتي يشيبان في الإِسلام ثم أعذبهما بعد ذلك في النار».

.سورة القيامة:

.تفسير الآيات (1- 13):

{لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ (1) وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ (2) أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ (3) بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ (4) بَلْ يُرِيدُ الْإِنْسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ (5) يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ (6) فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ (7) وَخَسَفَ الْقَمَرُ (8) وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ (9) يَقُولُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ (10) كَلَّا لَا وَزَرَ (11) إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ (12) يُنَبَّأُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ (13)}
أخرج ابن الضريس والنحاس وابن مردويه والبيهقي في الدلائل من طرق عن ابن عباس قال: نزلت سورة القيامة وفي لفظ: نزلت {لا أقسم بيوم القيامة} بمكة.
وأخرج ابن مردويه عن عبدالله بن الزبير قال: نزلت سورة {لا أقسم} بمكة.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة قال: حدثنا أن عمر بن الخطاب قال: من سأل عن يوم القيامة فليقرأ هذه السورة والله أعلم.
أخرج ابن جرير وابن المنذر عن سعيد بن جبير في قوله: {لا أقسم بيوم القيامة} يقول: أقسم.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه عن سعيد بن جبير قال: سألت ابن عباس عن قوله: {لا أقسم بيوم القيامة} قال: يقسم ربك بما شاء من خلقه قلت: {ولا أقسم بالنفس اللوّامة} قال: من النفس الملومة. قلت: {أيحسب الإِنسان أن لن نجمع عظامه بلى قادرين على أن نسوّي بنانه} قال: لو شاء لجعله خفاً أو حافراً.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة {لا أقسم بيوم القيامة} قال: يقسم الله بما شاء من خلقه {ولا أقسم بالنفس اللوّامة} الفاجرة قال: يقسم بها.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {بالنفس اللوّامة} قال: المذمومة.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن ابن عباس {بالنفس اللوامة} قال: التي تلوم على الخير والشر تقول لو فعلت كذا وكذا.
وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس {بالنفس اللوامة} قال: تندم على ما فات وتلوم عليه.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد {بالنفس اللوامة} قال: تندم على ما فات وتلوم عليه.
وأخرج عبد بن حميد وابن أبي الدنيا في محاسبة النفس عن الحسن {ولا أقسم بالنفس اللوامة} قال: إن المؤمن لا تراه إلا يلوم نفسه ما أردت بكلمتي ما أردت بأكلتي، ما أردت بحديثي نفسي، ولا أراه إلا يعاتبها، وإن الفاجر يمضي قدماً لا يعاتب نفسه.
وأخرج سعيد بن منصور عن ابن عباس {بلى قادرين على أن نسوي بنانه} قال: نجعلها كفاً ليس فيه أصابع.
وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس {بلى قادرين على أن نسوي بنانه} قال: لو شاء لجعله كخف البعير أو كحافر الحمار، ولكن جعله الله خلقاً سوياً حسناً جميلاً تقبض به وتبسط به يا ابن آدم.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد {على أن نسوي بنانه} قال: يجعل رجليه كخف البعير فلا يعمل بها شيئاً.
وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة {على أن نسوي بنانه} قال: إن شاء رده مثل خف البعير حتى لا ينتفع.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن الضحاك {على أن نسوي بنانه} قال: يجعل رجليه كخف البعير فلا يعمل بهما شيئاً.
وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة {على أن نسوي بنانه} قال: إن شاء رده مثل خف الجمل حتى لا ينتفع به.
وأخرج ابن المنذر عن الضحاك {على أن نسوي بنانه} قال: على أن نجعل يديه ورجليه مثل خف البعير.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن الحسن رضي الله عنه أنه قرأ هذه الآية {بلى قادرين على أن نسوي بنانه} فقال: إن الله أعف مطعم ابن آدم ولم يجعله خفاً ولا حافراً فهو يأكل بيديه فيتقي بها وسائر الدواب إنما يتقي الأرض بفمه.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {بل يريد الإِنسان ليفجر أمامه} قال: يمضي قدماً.
وأخرج ابن أبي حاتم وابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {بل يريد الإِنسان ليفجر أمامه} قال: هو الكافر يكذب بالحساب.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {بل يريد الإِنسان ليفجر أمامه} يعني الأمل يقول: أعمل ثم أتوب.
وأخرج ابن أبي الدنيا في ذم الأمل والبيهقي في شعب الإِيمان عن عباس رضي الله عنهما {بل يريد الإِنسان ليفجر أمامه} قال: يقدم الذنب ويؤخر التوبة.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه {بل يريد الإِنسان ليفجر أمامه} قال: يمضي أمامه راكباً.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن الحسن {بل يريد الإِنسان ليفجر أمامه} قال: يمشي قدماً في معاصي الله.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة {بل يريد الإِنسان ليفجر أمامه} قال: لا تلقى ابن آدم إلا تنزع نفسه إلى معصية الله قدماً قدماً إلا من عصم الله وفي قوله: {يسأل أيان يوم القيامة} يقول: متى يوم القيامة.
وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الإِيمان عن ابن عباس في قوله: {بل يريد الإِنسان ليفجر أمامه} قال: يقول سوف أتوب {يسأل أيان يوم القيامة} قال: يقول متى يوم القيامة. قال: فبين له {فإذا برق البصر}.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله: {فإذا برق البصر} يعني الموت.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه {فإذا برق البصر} يعني الموت.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة {فإذا برق البصر} قال: شخص البصر {وخسف القمر} يقول: ذهب ضوءه.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله: {فإذا برق البصر} قال: عند الموت {وخسف القمر وجمع الشمس والقمر} قال: كورا يوم القيامة.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج في قوله: {وجمع الشمس والقمر} قال: كورا يوم القيامة.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن عطاء بن يسار في قوله: {وجمع الشمس والقمر} قال: يجمعان يوم القيامة ثم يقذفان في البحر فيكون نار الله الكبرى.
وأخرج أبو عبيد وعبد بن حميد وابن المنذر عن عبدالله بن خالد قال: قرأها ابن عباس {أين المفر} بنصب الميم وكسر الفاء. قال: وقرأها يحيى بن وثاب {أين المفر} بنصب الميم والفاء.
وأخرج عبد بن حميد وابن أبي الدنيا في كتاب الأهوال وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طرق عن ابن عباس في قوله: {لا وزر} قال: لا حصن ولا ملجأ، وفي لفظ لا حرز، وفي لفظ لا جبل.
وأخرج الطستي عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق قال له: أخبرني عن قوله: {لا وزر} قال: الوزر الملجأ. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم. أما سمعت عمرو بن كلثوم وهو يقول:
لعمرك ما إن له صخرة ** لعمرك ما إن له من وزر

وأخرج عبد بن حميد وابن أبي الدنيا في الأهوال وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن مسعود في قوله: {لا وزر} قال: لا حصن.
وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير وعطية وأبي قلابة مثله.
وأخرج عبد بن حميد عن الحسن في قوله: {كلا لا وزر} قال: كانت العرب إذا نزل بهم الأمر الشديد قالوا: الوزر الوزير، فلما أن جاء الله بالإِسلام قال: {كلا لا وزر} قال: لا جبل.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن الحسن قال: كان الرجل يكون في ماشيته فتأتيه الخيل بغتة فيقول له صاحبه: الوزر الوزير أي أقصد الجبل فتحصن به.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في قوله: {لا وزر} قال: لا جبل.
وأخرج عبد بن حميد عن أبي قلابة {لا وزر} قال: لا غار لا ملجأ.
وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك {لا وزر} قال: لا جبل محرزة.
وأخرج ابن جرير عن الضحاك في قوله: {لا وزر} قال: لا وزر يعني الجبل بلغة حمير.
وأخرج عبد بن حميد وابن جريرعن مطرف {لا وزر} قال: لا جبل.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة قال: {لا وزر} قال: لا جبل ولا حرز ولا ملجأ ولا منجى {إلى ربك يومئذ المستقر} قال: المنتهى {ينبأ الإِنسان يومئذ بما قدم} قال: من طاعة الله {وأخر} قال: وما ضيع من حق الله.
وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد وإبراهيم {ينبأ الإِنسان يومئذ بما قدم وأخر} قال: بأول عمله وآخره.
وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة في الآية قال: بما قدم من الذنوب والشر والخطايا وما أخر من الخير.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن ابن مسعود في قوله: {ينبأ الإِنسان يومئذ بما قدم وأخر} بما قدم من عمله وما أخر من سنة عمل بها من بعده من خير أو شر.
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس {ينبأ الإِنسان يومئذ بما قدم وأخر} قال: بما عمل قبل موته وما يسن فعمل به بعد موته.
وأخرج ابن المنذر عن أبي صالح في قوله: {ينبأ الإِنسان يومئذ بما قدم وأخر} قال: قدم من حسنة أو أخر من سنة حسنة عمل بها بعده علماً علمه صدقة أمر بها.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله: {ينبأ الإِنسان يومئذ بما قدم وأخر} يقول: بما قدم من المعصية وأخر من الطاعة فينبأ بذلك.
وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب المحتضرين عن الحسن في قوله: {ينبأ الإِنسان يومئذ بما قدم وأخر} قال: ينزل ملك الموت عليه مع حفظة فيعرض عليه الخير والشر فإذا رأى حسنة هش وأشرق، وإذا رأى سيئة غض وقطب.
وأخرج ابن أبي الدنيا عن مجاهد قال: بلغنا أن نفس المؤمن لا تخرج حتى يعرض عليه عمله خيره وشره.