فصل: تفسير الآيات (59- 60):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الدر المنثور في التفسير بالمأثور (نسخة منقحة)



.تفسير الآية رقم (58):

{وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا (58)}
أخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر، عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {وإن من قرية إلا نحن مهلكوها قبل يوم القيامة} قال: مبيدوها أو معذبوها. قال: بالقتل والبلاء كل قرية في الأرض سيصيبها بعض هذا.
وأخرج ابن جرير من طريق سماك بن حرب، عن عبد الرحمن بن عبد الله رضي الله عنه قال: إذا ظهر الزنا، والربا في قرية، أذن الله في هلاكها.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن إبراهيم التيمي في قوله: {كان ذلك في كتاب مسطوراً} قال: في اللوح المحفوظ.

.تفسير الآيات (59- 60):

{وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآَيَاتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَآَتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالْآَيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا (59) وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآَنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَانًا كَبِيرًا (60)}
أخرج أحمد والنسائي والبزار وابن جرير وابن المنذر والطبراني والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في الدلائل والضياء في المختارة، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «سأل أهل مكة النبي صلى الله عليه وسلم أن يجعل لهم الصفا ذهباً، وأن ينحي عنهم الجبال فيزرعون، فقيل له: إن شئت أن تتأنى بهم، وإن شئت أن نؤتيهم الذي سألوا، فإن كفروا أهلكوا كما أهلكت من قبلهم من الأمم. قال لا: بل أستأني بهم فأنزل الله: {وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون}».
وأخرج أحمد والبيهقي، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «قالت قريش للنبي صلى الله عليه وسلم: ادع لنا ربك أن يجعل لنا الصفا ذهباً ونؤمن لك. قال: وتفعلون ,قالوا: نعم. فدعا فأتاه جبريل- عليه السلام- فقال: إن ربك يقرئك السلام ويقول لك إن شئت أصبح الصفا لهم ذهباً فمن كفر منهم بعد ذلك عذبته عذاباً لا أعذبه أحداً من العالمين، وإن شئت فتحت لهم باب التوبة والرحمةقال:باب التوبة والرحمة».
وأخرج البيهقي في الدلائل، عن الربيع بن أنس رضي الله عنه قال: «قال الناس لرسول الله- صلى الله عليه وسلم- لو جئتنا بآية كما جاء بها صالح والنبيون. فقال: رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إن شئتم دعوت الله فأنزلها عليكم، وإن عصيتم هلكتم، فقالوا: لا نريدها».
وأخرج ابن جرير، عن قتادة قال: «قال أهل مكة للنبي صلى الله عليه وسلم: إن كان ما تقول حقاً، ويسرك أن نؤمن، فحول لنا الصفا ذهباً، فأتاه جبريل فقال:إن شئت كان الذي سألك قومك، ولكنه إن كان، ثم لم يؤمنوا لم ينظروا، وإن شئت استأنيت بقومك قال:بل أستأني بقومي» فأنزل الله: {وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون} وأنزل الله: {ما آمنت قبلهم من قرية أهلكناها أفهم يؤمنون} [ الأنبياء: 6].
وأخرج ابن جرير، عن الحسن رضي الله عنه في قوله: {وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون} قال: رحمة لكم أيتها الأمة. قال: إنا لو أرسلنا بالآيات، فكذبتم بها أصابكم ما أصاب من قبلكم.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر، عن مجاهد رضي الله عنه في الآية قال: لم تؤت قرية بآية فكذبوا بها، إلا عذبوا وفي قوله: {وآتينا ثمود الناقة مبصرة} قال: آية.
وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ في العظمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {وما نرسل بالآيات إلا تخويفاً} قال: الموت.
وأخرج سعيد بن منصور وأحمد في الزهد وابن أبي الدنيا في ذكر الموت وابن جرير وابن المنذر، عن الحسن رضي الله عنه في قوله: {وما نرسل بالآيات إلا تخويفاً} قال: الموت الذريع.
واخرج ابن أبي داود في البعث، عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {وما نرسل بالآيات إلا تخويفاً} قال: الموت من ذلك.
وأخرج ابن جرير، عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {وما نرسل بالآيات إلا تخويفاً} قال: إن الله يخوّف الناس بما شاء من آياته لعلهم يعتبون، أو يذكرون، أو يرجعون. ذكر لنا أن الكوفة رجفت على عهد ابن مسعود رضي الله عنه فقال: يا أيها الناس، إن ربكم يستعتبكم فاعتبوه.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن الحسن رضي الله عنه في قوله: {وإذ قلنا لك إن ربك أحاط بالناس} قال: عصمك من الناس.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم، عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {إن ربك أحاط بالناس} قال: فهم في قبضته.
وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {إن ربك أحاط بالناس} قال: أحاط بهم، فهو مانعك منهم وعاصمك، حتى تبلغ رسالته.
وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وأحمد والبخاري والترمذي والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وابن مردويه والبيهقي في الدلائل، عن ابن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس} قال: هي رؤيا عين، أريها رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ليلة أسري به إلى بيت المقدس، وليست برؤيا منام {والشجرة الملعونة في القرآن} قال: هي شجرة الزقوم.
وأخرج سعيد بن منصور، عن أبي مالك رضي الله عنه في قوله: {وما جعلنا الرؤيا التي أريناك} قال: ما أري في طريقه إلى بيت المقدس.
وأخرج ابن سعد وأبو يعلى وابن عساكر، عن أم هانئ رضي الله عنها، أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- لما أسري به أصبح يحدث نفراً من قريش وهم يستهزئون به، فطلبوا منه آية، فوصف لهم بيت المقدس، وذكر لهم قصة العير. فقال الوليد بن المغيرة: هذا ساحر، فأنزل الله تعالى: {وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس}.
وأخرج ابن اسحق وابن جرير وابن المنذر، عن الحسن رضي الله عنه أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أصبح يحدث بذلك، فكذب به أناس، فأنزل الله فيمن ارتد: {وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس}.
وأخرج ابن جرير وابن مردويه، عن ابن عباس رضي الله عنهما في الآية، قال: هو ما رأى في بيت المقدس ليلة أسري به.
وأخرج ابن جرير، عن قتادة رضي الله عنه {وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس} يقول: أراه من الآيات والعبر في مسيره إلى بيت المقدس. ذكر لنا أن ناساً ارتدوا بعد إسلامهم حين حدثهم رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بمسيره أنكروا ذلك، وكذبوا به، وعجبوا منه، وقالوا أتحدثنا أنك سرت مسيرة شهرين في ليلة واحدة!.
وأخرج ابن جرير، عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: رأى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بني فلان ينزون على منبره نزو القردة، فساءه ذلك، فما استجمع ضاحكاً حتى مات، وأنزل الله: {وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس}.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن ابن عمر رضي الله عنهما- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «رأيت ولد الحكم بن أبي العاص على المنابر كأنهم القردة، وأنزل الله في ذلك {وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس والشجرة الملعونة} يعني الحكم وولده».
وأخرج ابن أبي حاتم، عن يعلى بن مرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أريت بني أمية على منابر الأرض، وسيتملكونكم، فتجدونهم أرباب سوء» واهتم رسول الله صلى الله عليه وسلم لذلك: فأنزل الله: {وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس}.
وأخرج ابن مردويه، عن الحسين بن علي رضي الله عنهما- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم- أصبح وهو مهموم، فقيل: مالك يا رسول الله؟ فقال: «إني رأيت في المنام كأن بني أمية يتعاورون منبري هذا» فقيل: يا رسول الله، لا تهتهم فإنها دنيا تنالهم. فأنزل الله: {وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس}.
وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في الدلائل وابن عساكر، عن سعيد بن المسيب رضي الله عنه قال: رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم بني أمية على المنابر فساءه ذلك، فأوحى الله إليه: «إنما هي دنيا أعطوها»، فقرت عينه وهي قوله: {وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس} يعني بلاء للناس.
وأخرج ابن مردويه، «عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت لمروان بن الحكم: سمعت رسول الله(صلى الله عليه وسلم) يقول: لأبيك وجدك إنكم الشجرة الملعونة في القرآن».
وأخرج ابن جرير وابن مردويه، عن ابن عباس- رضي الله عنهما في قوله: {وما جعلنا الرؤيا التي أريناك} الآية. قال: إن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أري أنه دخل مكة هو وأصحابه، وهو يومئذ بالمدينة، فسار إلى مكة قبل الأجل، فرده المشركون، فقال أناس قدْ رُدَّ وكان حدثنا أنه سيدخلها، فكانت رجعته فتنتهم.
وأخرج ابن اسحق وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في البعث، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال أبو جهل لما ذكر رسول الله- صلى الله عليه وسلم شجرة الزقوم تخويفاً لهم يا معشر قريش، هل تدرون ما شجرة الزقوم التي يخوّفكم بها محمد؟ قالوا: لا. قال: عجوة يثرب بالزبد- والله لئن استمكنا منها لنتزقمها تزقما. فأنزل الله: {إن شجرة الزقوم طعام الأثيم} [ الدخان: 43، 44] وأنزل الله: {والشجرة الملعونة في القرآن} الآية.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {والشجرة الملعونة في القرآن} قال: هي شجرة الزقوم خوفوا بها. قال أبو جهل: أيخوفني ابن أبي كبشة بشجرة الزقوم؟ ثم دعا بتمر وزبد فجعل يقول: زقموني. فأنزل الله تعالى: {طلعها كأنه رؤوس الشياطين} [ الصافات: 65] وأنزل الله: {ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغياناً كبيراً}.
وأخرج ابن المنذر، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {والشجرة الملعونة} قال: ملعونة لأن {طلعها كأنه رؤوس الشياطين} [ الصافات: 65] وهم ملعونون.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {ونخوفهم} قال: أبو جهل بشجرة الزقوم {فما يزيدهم} قال: ما يزيد أبا جهل {إلا طغياناً كبيراً}.

.تفسير الآيات (61- 65):

{وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا (61) قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا (62) قَالَ اذْهَبْ فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَوْفُورًا (63) وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا (64) إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلًا (65)}
أخرج ابن أبي حاتم، عن قتادة في الآية قال: حسد إبليس آدم عليه السلام على ما أعطاه الله من كرامة وقال: أنا ناري، وهذا طيني، فكان بدء الذنوب الكبر.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال إبليس: إن آدم خلق من تراب ومن طين خلق ضعيفاً، وإني خلقت من نار والنار تحرق كل شيء {لأحتنكن ذريته إلا قليلاً} فصدق ظنه عليهم.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {لأحتنكن} قال: لأستولين.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر، عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {لأحتنكن ذريته} قال: لأحتوينهم.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم، عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله: {لأحتنكن ذريته} قال: لأضلنهم.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {جزاء موفوراً} قال: وافراً.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله: {فإن جهنم جزاؤكم جزاء موفوراً} يقول: يوفر عذابها للكافر فلا يدخر عنهم منها شيء.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {واستفزز من استطعت منهم بصوتك} قال: صوته كل داع دعا إلى معصية الله {وأجلب عليهم بخيلك} قال: كل راكب في معصية الله {وشاركهم في الأموال} قال: كل مال في معصية الله {والأولاد} قال: ما قتلوا من أولادهم، وأتوا فيهم الحرام.
وأخرج الفريابي وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {وأجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الأموال والأولاد} قال: كل خيل تسير في معصية الله، وكل رجل يمشي في معصية الله، وكل مال أخذ بغير حقه وكل ولد زنا.
وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي الدنيا في ذم الملاهي، وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {واستفزز من استطعت منهم بصوتك} قال: استنزل من استطعت منهم بالغناء والمزامير واللهو والباطل {وأجلب عليهم بخيلك ورجلك} قال كل راكب وماش في معاصي الله {وشاركهم في الأموال والأولاد} قال: كل مال أخذ بغير طاعة الله تعالى، وأنفق في غير حقه، والأولاد، أولاد الزنا.
وأخرج ابن جرير وابن مردويه، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {وشاركهم في الأموال والأولاد} قال: الأموال ما كانوا يحرمون من أنعامهم والأولاد أولاد الزنا.
وأخرج ابن جرير وابن مردويه، عن ابن عباس في الآية قال: مشاركته في الأموال، ان جعلوا البحيرة والسائبة والوصيلة، لغير الله ومشاركته إياهم في الأولاد سمو عبد الحارث وعبد شمس.
وأخرج ابن مردويه، عن أنس رضي الله عنه رفعه قال: قال إبليس يا رب، إنك لعنتني واخرجتني من الجنة من أجل آدم، وإني لا أستطيعه إلا بك. قال: فأنت المسلط. قال: أي رب، زدني قال: {أجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الأموال والأولاد}.
وأخرج البيهقي في شعب الإيمان وابن عساكر، عن ثابت رضي الله عنه قال: بلغنا أن إبليس قال: يا رب، إنك خلقت آدم وجعلت بيني وبينه عداوة، فسلطني، قال: صدورهم مساكن لك. قال: رب زدني. قال: لا يولد لآدم ولد، إلا ولد لك عشرة. قال: رب زدني. قال: تجري منهم مجرى الدم. قال: رب زدني. قال: {أجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الأموال والأولاد} فشكا آدم- عليه السلام- إبليس إلى ربه. قال: يا رب، إنك خلقت إبليس وجعلت بيني وبينه عداوة وبغضاً، وسلطته علي، وأنا لا أطيقه إلا بك. قال: لا يولد لك ولد إلا وكلت به ملكين يحفظانه من قرناء السوء. قال: رب زدني. قال: الحسنة بعشر أمثالها قال: رب زدني. قال: لا أحجب عن أحد من ولدك التوبة ما لم يغرغر. والله أعلم.
وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {إن عبادي ليس لك عليهم سلطان} قال: عبادي الذين قضيت لهم بالجنة، ليس لك عليهم أن يذنبوا ذنباً، إلا أغفر لهم.