فصل: تفسير الآية رقم (42):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الدر المنثور في التفسير بالمأثور (نسخة منقحة)



.تفسير الآية رقم (41):

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا (41)}
أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {اذكروا الله ذكراً كثيراً} يقول: لا يفرض على عبادة فريضة إلا جعل لها حداً معلوماً، ثم عذر أهلها في حال عذر غير الذكر، فإن الله تعالى لم يجعل له حداً ينتهي إليه، ولم يعذر أحداً في تركه إلا مغلوباً على عقله فقال: اذكروا الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبكم، بالليل والنهار، في البر والبحر، في السفر والحضر، في الغنى والفقر، والصحة والسقم، والسر والعلانية، وعلى كل حال، وقد سبحوه بكرة وأصيلاً، فإذا فعلتم ذلك صلى عليكم وهو وملائكته. قال الله تعالى {هو الذي يصلي عليكم وملائكته}.
وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل في قوله: {اذكروا الله ذكراً كثيراً} قال: باللسان، بالتسبيح، والتكبير، والتهليل، والتحميد، واذكروه على كل حال {وسبحوه بكرة وأصيلاً} يقول: صلوا لله بكرة بالغداة، وأصيلاً بالعشي.
وأخرج أحمد والترمذي والبيهقي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل «أي العباد أفضل درجة عند الله يوم القيامة؟ قال: الذاكرون الله كثيراً قلت يا رسول الله: ومن الغازي في سبيل الله؟ قال: لو ضرب بسيفه في الكفار والمشركين حتى ينكسر ويختضب دماً لكان الذاكرون الله أفضل منه درجة».
وأخرج أحمد ومسلم والترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «سبق المفردون قالوا: وما المفردون يا رسول الله؟ قال: الذاكرون الله كثيراً».
وأخرج أحمد والطبراني عن معاذ رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم «أن رجلاً سأله فقال: أي المجاهدين أعظم أجراً؟ قال: أكثرهم لله ذكراً قال: فأي الصائمين أعظم أجراً؟ قال: أكثرهم لله ذكراً. والصلاة، والزكاة، والحج، والصدقة. كل ذلك ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أكثرهم لله ذكراً فقال أبو بكر لعمر رضي الله عنهما: يا أبا حفص ذهب الذاكرون بكل خير فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أجل».
وأخرج ابن أبي شيبة وابن مردويه عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: بينما نحن نسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالدف بين حمدان قال: «يا معاذ أين السابقون؟ قلت مضى ناس قال: أين السابقون الذين يستهترون بذكر الله؟ من أحب أن يرتع في رياض الجنة فليكثر ذكر الله».
وأخرج الطبراني عن أم أنس رضي الله عنها قالت «يا رسول الله أوصني قال: اهجري المعاصي فإنها أفضل الهجرة، وحافظي على الفرائض فإنها أفضل الجهاد، واكثري من ذكر الله فإنك لا تأتين الله بشيء أحب إليه من كثرة ذكره».
وأخرج الطبراني في الأوسط عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من لم يكثر ذكر الله فقد برئ من الإيمان».
وأخرج أحمد وأبو يعلى وابن حبان والحاكم وصححه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أكثروا ذكر الله حتى يقولوا: مجنون».
وأخرج الطبراني عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اذكروا الله حتى يقول المنافقون: إنكم مراؤون».
وأخرج عبدالله بن أحمد في زوائد الزهد عن أبي الجوزاء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اكثروا من ذكر الله حتى يقول المنافقون: إنكم مراؤون».

.تفسير الآية رقم (42):

{وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (42)}
أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {وسبحوه بكرة وأصيلاً} قال: صلاة الصبح، وصلاة العصر.
وأخرج أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فيما يذكر عن ربه تبارك وتعالى اذكرني بعد الفجر، وبعد العصر ساعة، أكفك ما بينهما».
وأخرج أحمد عن أبي امامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لأن أقعد أذكر الله، وأكبره، وأحمده، وأسبحه، وأهلله، حتى تطلع الشمس أحب إلي من أن أعتق رقبتين أو أكثر من ولد إسماعيل، ومن بعد العصر حتى تغرب الشمس أحب إلي من أن أعتق أربع رقاب من ولد إسماعيل».
وأخرج أحمد عن أبي الدرداء رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا يدع رجل منكم أن يعمل لله ألف حسنة حين يصبح يقول: سبحان الله وبحمده مائة مرة، فإنها ألف حسنة فإنه لن يعمل إن شاء الله مثل ذلك في يومه من الذنوب، ويكون ما عمل من خير سوى ذلك وافراً».
وأخرج أحمد عن معاذ بن أنس رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من قال سبحان الله العظيم نبت له غرس في الجنة».
وأخرج ابن مردويه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من قال سبحان الله العظيم نبت له غرس في الجنة».
وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «عليكم بقول سبحان الله وبحمده انهما القربتان».
وأخرج ابن أبي شيبة عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قال سبحان الله العظيم غرس له نخلة، أو شجرة في الجنة».
وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والبخاري ومسلم والترمذي وابن ماجة وابن حبان عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قال في يوم مائة مرة سبحان الله وبحمده حطت خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر».
وأخرج ابن أبي شيبة عن هلال بن يسار رضي الله عنه قال: كانت امرأة من همدان تسبح وتحصيه بالحصى أو النوى فقال لها عبدالله: ألا أدلك على خير من ذلك؟ تقولين: الله أكبر كبيراً، وسبحان الله بكرة وأصيلاً.
وأخرج ابن أبي شيبة عن سعد رضي الله عنه قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لنا «يعجز أحدكم أن يكسب في اليوم ألف حسنة؟ فقال رجل كيف يكسب أحدنا ألف حسنة؟ قال: يسبح الله مائة تسبيحة، فتكتب له ألف حسنة، وتحط عنه ألف خطيئة».

.تفسير الآية رقم (43):

{هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا (43)}
أخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه قال: لما نزلت {إن الله وملائكته يصلون على النبي} قال أبو بكر رضي الله عنه: يا رسول الله ما أنزل الله عليك خيراً إلا أشركنا فيه، فنزلت {هو الذي يصلي عليكم وملائكته}.
وأخرج الحاكم والبيهقي في الدلائل عن سليم بن عامر رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى أبي أمامة فقال: إني رأيت في منامي أن الملائكة تصلي عليك كلما دخلت، وكلما خرجت، وكلما قمت، وكلما جلست، قال: وأنتم لو شئتم صلت عليكم الملائكة، ثم قرأ {يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكراً كثيراً وسبحوه بكرة وأصيلاً..}.
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي العالية رضي الله عنه في قوله: {هو الذي يصلي عليكم وملائكته} قال: صلاة الله: ثناؤه. وصلاة الملائكة عليهم: السلام الدعاء.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة رضي الله عنه قال: صلاة الرب: الرحمة. وصلاة الملائكة: الاستغفار.
وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله: {هو الذي يصلي عليكم وملائكته} قال: الله يغفر لكم، وتستغفر لكم ملائكته.
وأخرج ابن أبي حاتم عن سفيان رضي الله عنه أنه سئل عن قوله «اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم» قال: أكرم الله أمة محمد صلى الله عليه وسلم، فصلى عليهم كما صلى على الأنبياء فقال: {هو الذي يصلي عليكم وملائكته}.
وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه في قوله: {هو الذي يصلي عليكم} قال: إن بني إسرائيل سألوا موسى عليه السلام هل يصلي ربك؟ فكان ذلك كبر في صدر موسى عليه السلام، فأوحى الله إليه أخبرهم اني أصلي، وأن صلاتي ان رحمتي سبقت غضبي.
وأخرج ابن أبي شيبة عن مصعب بن سعد رضي الله عنه قال: إذا قال العبد: سبحان الله. قالت الملائكة: وبحمده. وإذ قال: سبحان الله وبحمده. صلوا عليه.
وأخرج عبد بن حميد عن شهر بن حوشب رضي الله عنه في الآية قال: قال بنو اسرائيل: يا موسى سل لنا ربك هل يصلي؟ فتعاظم عليه ذلك فقال: «يا موسى ما يسألك قومك؟ فأخبره قال: نعم. أخبرهم اني أصلي، وإن صلاتي ان رحمتي سبقت غضبي، ولولا ذلك لهلكوا».
وأخرج ابن مردويه عن عطاء بن أبي رباح رضي الله عنه في قوله: {هو الذي يصلي عليكم وملائكته} قال: صلاته على عباده «سبوح قدوس تغلب رحمتي غضبي».
وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه من طريق عطاء بن أبي رباح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قلت لجبريل عليه السلام: هل يصلي ربك؟ قال: نعم. قلت: وما صلاته؟ قال: سبوح قدوس سبقت رحمتي غضبي».

.تفسير الآية رقم (44):

{تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا (44)}
أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {تحيتهم يوم يلقونه سلام} تحية أهل الجنة: السلام {وأعد لهم أجراً كريماً} أي الجنة.
وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف وابن أبي الدنيا في ذكر الموت وعبد بن حميد وأبو يعلى وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في شعب الإِيمان عن البراء بن عازب رضي الله عنه في قوله: {تحيتهم يوم يلقونه سلام} قال: يوم يلقون ملك الموت، ليس من مؤمن يقبض روحه إلا سلم عليه.
وأخرج المروزي في الجنائز وابن أبي الدنيا وأبو الشيخ عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: إذا جاء ملك الموت ليقبض روح المؤمن قال: ربك يقرئك السلام.

.تفسير الآيات (45- 48):

{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (45) وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا (46) وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ فَضْلًا كَبِيرًا (47) وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا (48)}
أخرج ابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه والخطيب وابن عساكر عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما نزلت {يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً} وقد كان أمر علياً ومعاذ أن يسيرا إلى اليمن، فقال: «انطلقا فَبَشِّرا ولا تُنَفِّرا، ويَسِّرا ولا تُعَسِّرا، فإنه قد أنزل عليَّ {يا أيها النبي أنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً} قال: شاهداً على أمتك، ومبشراً بالجنة، ونذيراً من النار، وداعياً إلى شهادة لا إله إلا الله {بإذنه وسراجاً منيراً} بالقرآن».
وأخرج أحمد والبخاري وابن أبي حاتم والبيهقي في الدلائل عن عطاء بن يسار رضي الله عنه قال: لقيت عبدالله بن عمرو بن العاص فقلت: أخبرني عن صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في التوراة قال: أجل والله انه لموصوف في التوراة ببعض صفته في القرآن {يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً} وحرزاً للأميين، أنت عبدي ورسولي، سميتك المتوكل ليس بفظ، ولا غليظ، ولا سخاب في الأسواق، ولا تجزِئ بالسيئة السيئة، ولكن تعفو وتصفح.
وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي عن العرباض بن سارية رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إني عبدالله، وخاتم النبيين، وأبي منجدل في طينته، وأخبركم عن ذلك أنا دعوة أبي إبراهيم، وبشارة عيسى، ورؤيا أمي التي رأت، وكذلك أمهات النبيين يرين، وإن أم رسول الله صلى الله عليه وسلم رأت حين وضعته نوراً أضاءت لها قصور الشام. ثم تلا {يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً} إلى قوله: {منيراً}».
وأخرج ابن جرير عن عكرمة والحسن البصري قالا: «لما نزلت {ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر} [ الفتح: 2] قالوا: يا رسول الله قد علمنا ما يفعل بك، فماذا يفعل بنا؟ فأنزل الله: {وبشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلاً كبيراً} قال: الفضل الكبير: الجنة».
وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «اجتمع عتبة. وشيبة. وأبو جهل. وغيرهم فقالوا: أسقط السماء علينا كسفا، أو ائتنا بعذاب أو امطر علينا حجارة من السماء. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ذاك إلي. إنما بعثت إليكم داعياً ومبشراً ونذيراً».
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهداً} قال: على أمتك بالبلاغ {ومبشراً} بالجنة {ونذيراً} من النار {وداعياً إلى الله} إلى شهادة أن لا إله إلا الله {بإذنه} قال: بأمره {وسراجاً منيراً} قال: كتاب الله يدعوهم إليه {وبشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلاً كبيراً} وهي الجنة {ولا تطع الكافرين والمنافقين ودع أذاهم} قال: اصبر على أذاهم.
وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {ودع أذاهم} قال: اعرض عنهم.