فصل: الآيات (164 - 166)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الدر المنثور في التفسير بالمأثور **


‏(‏تابع‏.‏‏.‏‏.‏ 1‏)‏‏:‏ الآيات 139 - 148‏.‏‏.‏‏.‏ ‏.‏‏.‏‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن شهر بن حوشب رضي الله عنه قال‏:‏ انطلق يونس عليه السلام مغضبا، فركب مع قوم في سفينة، فوقفت السفينة لم تسر، فساهمهم، فتدلى في البحر، فجاء الحوت يبصبص بذنبه، فنودي الحوت أنا لم نجعل يونس لك رزقا، إنما جعلناك له حرزا ومسجدا‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة رضي الله عنه قال‏:‏ لما ذهب مغاضبا، فكان في بطن الحوت قال من بطن الحوت‏:‏ إلهي من البيوت أخرجتني، ومن رؤوس الجبال أنزلتني، وفي البلاد سيرتني، وفي البحر قذفتني، وفي بطن الحوت سجنتني، فما تعرف مني عملا صالحا تروح به عني‏.‏ قالت الملائكة عليهم السلام‏:‏ ربنا صوت معروف من مكان غربة‏!‏ فقال لهم الرب‏:‏ ذاك عبدي يونس قال الله ‏{‏فلولا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون‏}‏ وكان في بطن الحوت أربعين يوما، فنبذه الله ‏{‏بالعراء وهو سقيم‏}‏ وأنبت ‏{‏عليه شجرة من يقطين‏}‏ قال‏:‏ اليقطين الدباء، فاستظل بظلها، وأكل من قرعها، وشرب من أصلها ما شاء الله‏.‏ ثم أن الله تعالى أيبسها، وذهب ما كان فيها، فحزن يونس عليه السلام، فأوحى الله إليه‏:‏ حزنت على شجرة أنبتها ثم أيبستها، ولم تحزن على قومك حين جاءهم العذاب، فصرف عنهم، ثم ذهبت مغاضبا‏.‏

وأخرج أحمد في الزهد وعبد بن حميد وأبو الشيخ عن حميد بن هلال قال‏:‏ كان يونس عليه السلام يدعو قومه، فيأبون عليه، فإذا خلا دعا الله لهم بالخير، وقد بعثوا عليه عينا، فلما أعيوه، دعا الله عليهم، فأتاهم عينهم فقال‏:‏ ما كنتم صانعين فاصنعوا، فقد أتاكم العذاب، فقد دعا عليكم، فانطلق ولا يشك أنه يسأتيهم العذاب، فخرجوا قد ولهوا البهائم عن أولادها، فخرجوا تائبين فرحمهم الله تعالى، وجاء يونس عليه السلام ينظر بأي شيء أهلكها، فإذا الأرض مسودة منهم بدون عذاب، وذاك حين ذهب مغاضبا، فركب مع قوم في سفينة، فجعلت السفينة لا تنفذ، ولا ترجع فقال بعضهم لبعض، ماذا إلا لذنب بعضكم‏؟‏ فاقترعوا أيكم نلقيه في الماء ونخلي وجهنا، فاقترعوا، فبقي سهم يونس عليه السلام في الشمال فقالوا‏:‏ لا نفتدي من أصحابنا بنبي الله فقال يونس عليه السلام‏:‏ ما يراد غيري، فاقذفوني ولا تنكسوني، ولكن صبوني على رجلي صبا، ففعلوا وجاء الحوت شاحبا فاه، فالتقمه فاتبعه حوت أكبر من ذلك ليلتقمهما، فسبقه فكان يونس في بطن الحوت حتى رق العظم، وذهب اللحم والبشر والشعر، وكان سقيما فدعا بما دعا به، فنبذ بالعراء وهو سقيم، فأنبت الله ‏{‏عليه شجرة من يقطين‏}‏ فكان فيها غذاه حتى اشتد العظم، ونبت اللحم والشعر والبشر، فعاد كما كان، فبعث الله عليها ريحا، فيبست فبكى عليها، فأوحى الله إليه يا يونس أتبكي على شجرة جعل الله لك فيها غذاء، ولا تبكي على قومك أن يهلكوا‏؟‏

وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير رضي الله عنه قال‏:‏ لما بعث الله يونس عليه السلام إلى قومه يدعوهم إلى الله وعبادته، وأن يتركوا ما هم فيه، أتاهم فدعاهم، فأبوا عليه، فرجع إلى ربه فقال‏:‏ رب إن قومي قد أبوا علي وكذبوني قال‏:‏ فأرجع إليهم فإن هم آمنوا وصدقوا، وإلا فأخبرهم إن العذاب مصبحهم غدوة، فأتاهم فدعاهم، فأبوا عليه قال‏:‏ فإن العذاب مصبحكم غدوة، ثم تولى عنهم فقال القوم بعضهم لبعض، والله ما جربنا عليه من كذب منذ كان فينا، فانظروا صاحبكم، فإن بات فيكم الليلة، ولم يخرج من قريتكم، ولم يبت فيها، فاعلموا أن العذاب مصبحكم، حتى إذا كان في جوف الليل، أخذ مخلاة فجعل فيها طعيما له، ثم خرج فلما رأوه فرقوا بين كل والدة وولدها، من بهيمة أو إنسان، ثم عجوا إلى الله مؤمنين ومصدقين بيونس عليه السلام، وبما جاء به، فلما رأى الله ذلك منهم بعد ما كان قد غشيهم العذاب كما يغشى القبر بالثوب كشفه عنهم، ومكث ينظر ما أصابهم من العذاب، فلما أصبح رأى القوم يخرجون لم يصبهم شيء من العذاب قال‏:‏ لا والله لا آتيهم وقد جربوا علي كذبة، فخرج فذهب مغاضبا لربه، فوجد قوما يركبون في سفينة، فركب معهم، فلما جنحت بهم السفينة، تكفت ووقفت فقال القوم‏:‏ إن فيكم لرجلا عظيم الذنب، فاستهموا لا تغرقوا جميعا، فاستهم القوم فسهمهم يونس عليه السلام قال القوم‏:‏ لا نلقي فيه نبي الله، اختلطت سهامكم، فأعيدوها فأسهموا، فسهمهم يونس فلما رأى يونس عليه السلام ذلك قال للقوم‏:‏ فألقوني لا تغرقوا جميعا، فألقوه فوكل الله تعالى به حوتا، فالتقمه لا يكسر له عظما، ولا يأكل له لحما، فهبط به الحوت، إلى أسفل البحر، فلما جنه الليل،نادى في الظلمات ثلاث‏.‏ ظلمة بطن الحوت، وظلمة الليل، وظلمة البحر ‏(‏أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين‏)‏ ‏(‏الأنبياء 87‏)‏ فأوحى الله إلى الحوت‏:‏ أن ألقيه في البر، فارتفع الحوت، فألقاه في البر لا شعر له، ولا جلد، ولا ظفر، فلما طلعت عليه الشمس أذاه حرها، فدعا الله فأنبتت ‏{‏عليه شجرة من يقطين‏}‏ وهي الدباء‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن سعيد بن جبير قال‏:‏ لما ألقي يونس عليه السلام في بطن الحوت، طاف في البحور كلها سبعة أيام، ثم انتهى به إلى شط دجلة، فقذفه على شط دجلة، فأنبت الله ‏{‏عليه شجرة من يقطين‏}‏ قال من نبات البرية، فأرسله ‏{‏إلى مائة ألف أو يزيدون‏}‏ قال‏:‏ يزيدون بسبعين ألفا، وقد كان أظلهم العذاب، ففرقوا بين كل ذات رحم ورحمها من الناس والبهائم، ثم عجوا إلى الله، فصرف عنهم العذاب، ومطرت السماء دما‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وأحمد في الزهد وعبد بن حميد عن وهب قال‏:‏ أمر الحوت أن لا يضره، ولا يكلمه‏.‏ قال الله ‏{‏فلولا أنه كان من المسبحين‏}‏ قال‏:‏ من العابدين قبل ذلك، فذكر بعبادته، فلما خرج من البحر نام نومة، فأنبت الله ‏{‏عليه شجرة من يقطين‏}‏ وهي الدباء فأظلته، فبلغت في يومها، فرآها قد أظلته، ورأى خضرتها فأعجبته، ثم نام نومة فاستيقظ، فإذا هي قد يبست، فجعل يحزن عليها، فقيل أنت الذي لم تخلق، ولم تسق، ولم تنبت، تحزن عليها‏.‏ وأنا الذي خلقت مائة ألف من الناس أو يزيدون، ثم رحمتهم، فشق عليك‏.‏

وأخرج ابن جرير من طريق ابن قسيط أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه يقول‏:‏ طرح بالعراء، فأنبت الله عليه يقطينة، فقلنا يا أبا هريرة‏:‏ ما اليقطينة‏؟‏ قال‏:‏ شجرة الدباء‏.‏ هيأ الله تعالى له أروية وحشية تأكل من خشاش الأرض، فتفشخ عليه، فترويه من لبنها كل عشية وبكرة‏.‏ حتى نبت وقال ابن أبي الصلت قبل الإسلام في ذلك بيتا من شعر‏:‏

فأنبت يقطينا عليه برحمة * من الله لولا الله ألفى ضاحيا

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ‏{‏وأنبتنا عليه شجرة من يقطين‏}‏ قال‏:‏ القرع‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن مسعود رضي الله عنه في قوله ‏{‏شجرة من يقطين‏}‏ قال‏:‏ القرع‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه قال‏:‏ كنا نحدث أنها الدباء هذا القرع، الذي رأيتم أنبتها الله عليه يأكل منها‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ‏{‏شجرة من يقطين‏}‏ قال‏:‏ القرع‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن عكرمة وسعيد بن جبير في قوله ‏{‏شجرة من يقطين‏}‏ قالا‏:‏ هي الدباء‏.‏

وأخرج الديلمي عن الحسن بن علي رفعه ‏"‏كلوا اليقطين، فلو علم الله عز وجل شجرة أخف منها لأنبتها على يونس عليه السلام، وإذا اتخذ أحدكم مرقا فليكثر فيه من الدباء، فإنه يزيد في الدماغ، وفي العقل‏"‏‏.‏

وأخرج ابن جرير عن ابن زيد رضي الله عنه قال‏:‏ أنبت الله شجرة من يقطين، وكان لا يتناول منها ورقة فيأخذها إلا أروته لبنا‏.‏ أو قال‏:‏ يشرب منها ما شاء حتى نبت‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه ‏{‏وأنبتنا عليه شجرة من يقطين‏}‏ قال‏:‏ غير ذات أصل من الدباء، أو غيره من شجرة ليس لها ساق‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس رضي الله عنهما ‏{‏وأنبتنا عليه شجرة من يقطين‏}‏ قال‏:‏ كل شيء نبت، ثم يموت من عامه‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر من طريق سعيد بن جبير رضي الله عنه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال‏:‏ ما بال البطيخ من القرع، هو كل شيء يذهب على وجه الأرض‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه قال‏:‏ كل شجرة لا ساق لها فهي من اليقطين، والذي يكون على وجه الأرض من البطيخ والقثاء‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه أنه سئل عن اليقطين أهو القرع‏؟‏ قال‏:‏ لا‏.‏ ولكنها شجرة سماها الله اليقطين، أظلته‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ‏{‏وأرسلناه‏}‏ قبل أن يلتقمه الحوت‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الحسن وقتادة في قوله ‏{‏وأرسلناه‏}‏ قالا بعثه الله تعالى قبل أن يصيبه ما أصابه، أرسل إلى أهل نينوى من أرض الموصل‏.‏

وأخرج أحمد في الزهد وعبد بن حميد وابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال‏:‏ إنما كانت رسالة يونس عليه السلام بعدما نبذه الحوت، ثم تلا ‏{‏فنبذناه بالعراء‏}‏ إلى قوله ‏{‏وأرسلناه إلى مائة ألف‏}‏‏.‏

وأخرج الترمذي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال‏:‏ سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قول الله ‏{‏وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون‏}‏ قال‏:‏ يزيدون عشرين ألفا‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ‏{‏أو يزيدون‏}‏ قال‏:‏ يزيدون ثلاثين ألفا‏.‏

وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن أبي الدنيا في كتاب العقوبات وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ‏{‏أو يزيدون‏}‏ قال‏:‏ يزيدون بضعة وثلاثين ألفا‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ‏{‏إلى مائة ألف أو يزيدون‏}‏ قال‏:‏ كانوا مائة ألف، وبضعة وأربعين ألفا‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله ‏{‏مائة ألف أو يزيدون‏}‏ قال‏:‏ يزيدون بسبعين ألفا‏.‏

وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن نوف في قوله ‏{‏مائة ألف أو يزيدون‏}‏ قال‏:‏ كانت زيادتهم سبعين‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله ‏{‏فآمنوا فمتعناهم إلى حين‏}‏ قال‏:‏ الموت‏.‏

 الآيات 149 - 160

أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله ‏{‏فاستفتهم‏}‏ قال‏:‏ فسلهم يعني مشركي قريش ‏{‏ألربك البنات ولهم البنون‏}‏ قال‏:‏ لأنهم قالوا‏:‏ لله البنات ولهم البنون، وقالوا‏:‏ إن الملائكة أناث فقال ‏{‏أم خلقنا الملائكة أناثا وهم شاهدون‏}‏ كذلك ‏{‏إلا أنهم من أفكهم ليقولون ولد الله وإنهم لكاذبون، اصطفى البنات على البنين‏}‏ فكيف يجعل لكم البنين، ولنفسه البنات ‏{‏ما لكم كيف تحكمون‏}‏ إن هذا لحكم جائر ‏{‏أفلا تذكرون، أم لكم سلطان مبين‏}‏ أي عذر مبين ‏{‏فائتوا بكتابكم‏}‏ أي بعذركم ‏{‏إن كنتم صادقين، وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا‏}‏ قال‏:‏ زعم أعداء الله أنه تبارك وتعالى أنه هو وإبليس اخوان‏.‏

وأخرج آدم بن أبي إياس وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الإيمان عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ‏{‏وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا‏}‏ قال‏:‏ قال كفار قريش الملائكة بنات الله، فقال لهم أبو بكر الصديق‏:‏ فمن أمهاتهم‏؟‏ فقالوا‏:‏ بنات سروات الجن‏.‏ فقال الله ‏{‏ولقد علمت الجنة إنهم لمحضرون‏}‏ يقول‏:‏ أنها ستحضر الحساب، قال‏:‏ والجنة الملائكة‏.‏

وأخرج جويبر عن ابن عباس رضي الله عنهما قال‏:‏ أنزلت هذه الآية في ثلاثة أحياء من قريش‏.‏ سليم، وخزاعة، وجهينة ‏{‏وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا‏}‏ قال‏:‏ قالوا صاهر إلى كرام الجن الآية‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة رضي الله عنه ‏{‏وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا‏}‏ قال‏:‏ قالوا الملائكة بنات الله‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن عطية رضي الله عنه في قوله ‏{‏وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا‏}‏ قال‏:‏ قالوا صاهر إلى كرام الجن‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن أبي صالح رضي الله عنه قال ‏{‏الجنة‏}‏ الملائكة‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي مالك رضي الله عنه قال‏:‏ إنهم سموا الجن لأنهم كانوا على الجنان، والملائكة كلهم أجنة‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله ‏{‏ولقد علمت الجنة إنهم لمحضرون‏}‏ قال‏:‏ في النار ‏{‏سبحان الله عما يصفون‏}‏ قال‏:‏ عما يكذبون ‏{‏إلا عباد الله المخلصين‏}‏ قال‏:‏ هذه ثنيا الله من الجن والأنس‏.‏

 الآيات 161 - 163

أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما ‏{‏فإنكم‏}‏ يا معشر المشركين ‏{‏وما تعبدون‏}‏ يعني الآلهة ‏{‏ما أنتم عليه بفاتنين‏}‏ بمصلين ‏{‏إلا من هو صال الجحيم‏}‏ يقول‏:‏ إلا من سبق في علمي أنه سيصلى الجحيم‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم واللالكائي في السنة عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ‏{‏ما أنتم عليه بفاتنين إلا من هو صال الجحيم‏}‏ يقول‏:‏ لا تضلون أنتم، ولا أضل منكم إلا من قضيت عليه أنه صال الجحيم‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ‏{ما أنتم عليه بفاتنين‏}‏ قال‏:‏ بمضلين‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن الحسن رضي الله عنه ‏{‏ما أنتم عليه بفاتنين‏}‏ قال‏:‏ بمضلين ‏{‏إلا من هو صال الجحيم‏}‏ إلا من قدر له أن يصلى الجحيم‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن إبراهيم التيمي وعمر بن عبد العزيز والضحاك‏.‏ مثله‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة رضي الله عنه في الآية قال‏:‏ لا يفتنون إلا من يصلى الجحيم، ولا يفتنون المؤمن، ولا يسلطون عليه‏.‏

وأخرج عبد بن حميد والبيهقي في الأسماء والصفات عن عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه قال‏:‏ لو أراد الله أن لا يعصى ما خلق إبليس، ثم قرأ ‏{‏ما أنتم عليه بفاتنين إلا من هو صال الجحيم‏}‏‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضي الله عنه في الآية قال‏:‏ يا بني إبليس أنكم لن تقدروا أن تفتنوا أحدا من عبادي، إلا من سيصلى الجحيم‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في الآية قال‏:‏ لا يفتنون ‏{‏إلا من هو صال الجحيم‏}‏‏.‏

 الآيات 164 - 166

أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ‏{‏وما منا إلا له مقام معلوم‏}‏ قال‏:‏ الملائكة ‏{‏وإنا لنحن الصافون‏}‏ قال الملائكة ‏{‏وإنا لنحن المسبحون‏}‏ قال‏:‏ الملائكة‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه‏.‏ مثله‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة رضي الله عنه في الآية قال‏:‏ ذاك قول جبريل عليه السلام‏.‏

وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن سعيد بن جبير رضي الله عنه ‏{‏وما منا إلا له مقام معلوم‏}‏ قال‏:‏ الملائكة‏.‏ ما في السماء موضع إلا عليه ملك إما ساجدا أو قائما حتى تقوم الساعة‏.‏

وأخرج محمد بن نصر المروزي في كتاب الصلاة وابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه عن عائشة رضي الله عنها قالت‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ما في السماء موضع قدم إلا عليه ملك ساجدا أو قائم، وذلك قول الملائكة عليهم السلام ‏{‏وما منا إلا له مقام معلوم، وإنا لنحن الصافون‏}‏ ‏"‏‏.‏

وأخرج محمد بن نصر وابن عساكر عن العلاء بن سعد رضي الله عنه‏.‏ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوما لجلسائه‏:‏ أطت السماء، وحق لها أن تئط، ليس منها موضع قدم إلا عليه ملك راكع أو ساجد‏.‏ ثم قرأ ‏{‏وإنا لنحن الصافون، وإنا لنحن المسبحون‏}‏‏.‏

وأخرج عبد الرزاق والفريابي وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن مسعود رضي الله عنه قال‏:‏ إن من السموات لسماء ما فيها موضع شبر إلا عليه جبهة ملك أو قدماه، قائما أو ساجدا‏.‏ ثم قرأ ‏{‏وإنا لنحن الصافون، وإنا لنحن المسبحون‏}‏‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد رضي الله عنه ‏{‏وإنا لنحن الصافون، وإنا لنحن المسبحون‏}‏ قال‏:‏ أطت السماء، وما تلام أن تئط، إن في السماء لسماء ما فيها موضع شبر إلا عليه جبهة ملك أو قدماه‏.‏

وأخرج الترمذي وحسنه وابن ماجة وابن مردويه عن أبي ذر رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏إني أرى ما لا ترون، وأسمع ما لا تسمعون‏.‏ إن السماء أطت، وحق لها أن تئط، ما فيها موضع أربع أصابع إلا وملك واضع جبهته ساجدا لله‏"‏‏.‏

وأخرج ابن مردويه عن حكيم بن حزام رضي الله عنه قال‏:‏ كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ ‏"‏هل تسمعون ما أسمع‏؟‏ قلنا يا رسول الله ما تسمع‏؟‏‏!‏ قال‏:‏ أسمع أطيط السماء، وما تلام أن تئط‏.‏ ما فيها موضع قدم إلا وفيه ملك راكع أو ساجد‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه قال‏:‏ كانوا يصلون الرجال والنساء جميعا حتى نزلت ‏{‏وما منا إلا له مقام معلوم‏}‏ فتقدم الرجال، وتأخر النساء‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن زيد بن مالك رضي الله عنه قال‏:‏ كان الناس يصلون متبددين، فأنزل الله ‏{‏وإنا لنحن الصافون‏}‏ فأمرهم أن يصفوا‏.‏

وأخرج عبد الرزاق في المصنف وابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه قال‏:‏ حدثت أنهم كانوا لا يصفون حتى نزلت ‏{‏وإنا لنحن الصافون‏}‏‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم من طريق ابن جريج عن الوليد بن عبد الله بن أبي مغيث رضي الله عنه قال‏:‏ كانوا لا يصفون في الصلاة حتى نزلت ‏{‏وإنا لنحن الصافون‏}‏‏.‏

وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن الحسن رضي الله عنه قال‏:‏ ‏(‏كانت أول صلاة صلاها رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر‏.‏ فأتاه جبريل عليه السلام فقال ‏{‏وإنا لنحن الصافون، وإنا لنحن المسبحون‏}‏ فقام جبريل عليه السلام بين يديه، ورسول الله صلى الله عليه وسلم خلفه، ثم صف النساء من خلفه، والنساء خلف الرجال، فصلى بهم الظهر أربعا حتى إذا كان عند العصر، قام جبريل عليه السلام ففعل مثلها، ثم جاءه حين غربت الشمس، فصلى بهم ثلاثا، يقرأ في الركعتين الأولتين يجهر فيهما، ولم يسمع في الثالثة‏.‏ حتى إذا كان عند العشاء، وغاب الشفق، جاء جبريل عليه السلام فصلى بالناس أربع ركعات يجهر بالقراءة في ركعتين‏.‏ حتى إذا أصبح ليلته‏.‏ أتاه فصلى ركعتين يجهر فيهما ويطول القراءة‏"‏‏.‏

وأخرج ابن مردويه عن أنس رضي الله عنه‏.‏ أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قام إلى الصلاة قال‏:‏ ‏"‏استووا‏.‏ تقدم يا فلان، تأخر يا فلان، أقيموا صفوفكم يريد الله بكم هدي الملائكة‏.‏ ثم يتلو ‏{‏وإنا لنحن الصافون، وإنا لنحن المسبحون‏}‏ ‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة ومسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجة عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربهم‏.‏ قال‏:‏ يقيمون الصفوف المقدمة، ويتراصون في الصف‏"‏‏.‏

وأخرج مسلم عن حذيفة رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏فضلنا على الناس بثلاث‏.‏ جعلت صفوفنا كصفوف الملائكة، وجعلت لنا الأرض مسجدا، وجعلت لنا تربتها طهورا إذا لم نجد الماء‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة عن أنس رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏اعتدلوا في صفوفكم، وتراصوا، فإني أراكم من ورائي‏.‏ قال أنس رضي الله عنه‏:‏ لقد رأيت أحدنا يلزق منكبه بمنكب صاحبه، وقدمه بقدمه‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة عن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال‏:‏ لقد رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يقوم الصفوف كما تقوم القداح، فأبصر يوما صدر رجل خارجا من الصف فقال‏:‏ ‏"‏لتقيمن صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم‏"‏‏.‏

وأخرج أحمد وابن أبي شيبة عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏أقيموا صفوفكم، لا يتخللكم الشيطان كأولاد الحذف‏.‏ قيل يا رسول الله وما أولاد الحذف‏؟‏ قال‏:‏ ضأن سود يكون بأرض اليمن‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن مسعود رضي الله عنه قال‏:‏ كان النبي صلى الله عليه وسلم يمسح مناكبنا في الصلاة ويقول‏:‏ ‏"‏استووا ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة عن أنس رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏أقيموا صفوفكم فإن من حسن الصلاة إقامة الصف‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال‏:‏ إن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبنا، فبين لنا سنتنا، وعلمنا صلاتنا فقال‏:‏ ‏"‏إذا صليتم فأقيموا صفوفكم‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه‏.‏ أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏إذا قمتم إلى الصلاة فأعدلوا صفوفكم، وسدوا الفرج، فإني أراكم من وراء ظهري‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة عن عطاء رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏من سد فرجة في صف رفعه الله بها درجة، وبنى له بيتا في الجنة‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي سعيد رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏سووا صفوفكم، وأحسنوا ركوعكم وسجودكم‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة عن علي رضي الله عنه قال‏:‏ استووا تستوي قلوبكم، وتراصوا ترحموا‏.‏

وأخرج محمد بن نصر عن أبي صالح رضي الله عنه قال‏:‏ لما نزلت هذه الآية ‏(‏إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل‏)‏ ‏(‏المزمل 20‏)‏ إلى قوله ‏(‏علم أن لن تحصوه‏)‏ قال جبريل عليه السلام‏:‏ أشق ذلك عليكم‏؟‏ قال‏:‏ نعم‏.‏ قال ‏{‏وما منا إلا له مقام معلوم، وإنا لنحن الصافون، وإنا لنحن المسبحون‏}‏‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله ‏{‏إنا لنحن الصافون‏}‏ قال‏:‏ صفوف في السماء ‏{‏وإنا لنحن المسبحون‏}‏ أي المصلون هذا قول الملائكة يبينون مكانهم من العباد‏.‏

 الآيات 166 - 179

أخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ‏{‏لو أن عندنا ذكرا من الأولين‏.‏‏.‏‏}‏ قال‏:‏ لما جاء المشركين من أهل مكة ذكر الأولين، وعلم الآخرين، كفروا بالكتاب ‏{‏فسوف يعلمون‏}‏‏.‏

وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله ‏{‏وإن كانوا ليقولون‏.‏‏.‏‏}‏ قال‏:‏ قالت هذه الأمة ذلك قبل أن يبعث محمد صلى الله عليه وسلم قول أهل الشرك من أهل مكة، فلما جاءهم ذكر الأولين، وعلم الآخرين، كفروا به‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله ‏{‏وإن كانوا ليقولون‏}‏ قال‏:‏ قالت هذه الأمة ذلك قبل أن يبعث محمد صلى الله عليه وسلم، فلما جاءهم محمد صلى الله عليه وسلم ‏{‏كفروا به فسوف يعلمون‏}‏ وفي قوله ‏{‏ولقد سبقت كلمتنا‏.‏‏.‏‏}‏ قال‏:‏ كانت الأنبياء تقتل وهم منصورون، والمؤمنون يقتلون وهم منصورون، نصروا بالحجج في الدنيا والآخرة، ولم يقتل نبي قط، ولا قوم يدعون إلى الحق من المؤمنين، فتذهب تلك الأمة والقرن، حتى يبعث الله قرنا ينتصر بهم منهم‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله ‏{‏فتول عنهم حتى حين‏}‏ قال‏:‏ إلى الموت ‏{‏وأبصرهم فسوف يبصرون‏}‏ قال‏:‏ أبصروا حين لم ينفعهم البصر‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله ‏{‏فتول عنهم حتى حين‏}‏ قال‏:‏ يوم القيامة‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله ‏{‏فتول عنهم حتى حين‏}‏ قال‏:‏ يوم القيامة‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله ‏{‏فتول عنهم حتى حين‏}‏ قال‏:‏ يوم بدر‏.‏ وفي قوله ‏{‏فإذا نزل بساحتهم‏}‏ قال‏:‏ بدارهم ‏{‏فساء صباح المنذرين‏}‏ قال‏:‏ بئسما يصبحون‏.‏

وأخرج جويبر عن ابن عباس رضي الله عنهما قال‏:‏ قالوا يا محمد أرنا العذاب الذي تخوفنا به عجله لنا، فنزلت ‏{‏أفبعذابنا يستعجلون‏}‏‏.‏

وأخرج أحمد والبخاري ومسلم وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن أنس رضي الله عنه قال‏:‏ ‏"‏صبح رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر وقد خرجوا بالمساحي، فلما نظروا إليه قالوا‏:‏ محمد والخميس‏.‏ فقال‏:‏ الله أكبر خربت خيبر، إنا أنزلنا بساحة قوم ‏{‏فساء صباح المنذرين‏}‏ فأصبنا حمرا خارجة من القرية، فطبخناها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏؟‏ إن الله ورسوله ينهاكم عن الحمر الأهلية، فإنها رجس من عمل الشيطان‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ‏{‏وتول عنهم حتى حين‏}‏ قال‏:‏ قيل له أعرض عنهم‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم رضي الله عنه في قوله ‏{‏وأبصر فسوف يبصرون‏}‏ قال‏:‏ يقول يوم القيامة، ما صنعوا من أمر الله، وكفرهم بالله ورسوله وكتابه، قال ‏{‏أبصر‏}‏ وأبصرهم واحد‏.‏

 الآيات 180 - 182

أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله ‏{‏سبحان ربك رب العزة‏}‏ قال‏:‏ يسبح نفسه إذ كذب عليه، وقيل عليه البهتان ‏{‏عما يصفون‏}‏ قال‏:‏ عما يكذبون ‏{‏وسلام على المرسلين‏}‏ قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏إذا سلمتم علي فسلموا على المرسلين، فإنما أنا رسول من المرسلين‏"‏‏.‏

وأخرج ابن مردويه من طريق أبي العوام عن قتادة عن أنس رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏إذا سلمتم علي، فسلموا على المرسلين، فإنما أنا رسول من المرسلين قال أبو العوام رضي الله عنه‏:‏ كان قتادة يذكر هذا الحديث إذا تلا هذه الآية ‏{‏سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين‏}‏‏.‏

وأخرج ابن سعد وابن مردويه من طريق سعيد عن قتادة عن أنس عن أبي طلحة‏.‏ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏إذا سلمتم على المرسلين فسلموا علي، فإنما أنا بشر من المرسلين‏"‏‏.‏

وأخرج الطبراني عن ابن عباس رضي الله عنهما قال‏:‏ كنا نعرف انصراف رسول الله صلى الله عليه وسلم من الصلاة بقوله ‏{‏سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين‏}‏‏.‏

وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وأبو يعلى وابن مردويه عن أبي سعيد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏أنه كان إذا أراد أن يسلم من صلاته قال ‏{‏سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين‏}‏ ‏"‏‏.‏

وأخرج الدارقطني في الأفراد عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ هذه الآيات ‏{‏سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين‏}‏‏.‏

وأخرج الخطيب عن أبي سعيد الخدري قال‏:‏ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏بعد أن يسلم ‏{‏سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين‏}‏ ‏"‏‏.‏

وأخرج الطبراني عن زيد بن أرقم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏من قال دبر كل صلاة ‏{‏سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين‏}‏ ثلاث مرات، فقد اكتال بالمكيال الأوفى من الأجر‏)‏‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن الشعبي قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏من سره أن يكتال بالمكيال الأوفى من الأجر يوم القيامة فليقل آخر مجلسه حين يريد أن يقوم ‏{‏سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين‏}‏ ‏"‏‏.‏

وأخرج البغوي في تفسيره من وجه آخر متصل عن علي موقوفا‏.‏

وأخرج حميد بن زنجويه في ترغيبه من طريق الأصبغ بن نباتة عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال‏:‏ من سره أن يكتال بالمكيال الأوفى فليقرأ هذه الآية ثلاث مرات ‏{‏سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين‏}‏‏.‏