فصل: الآيات (47 - 49)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الدر المنثور في التفسير بالمأثور **


 الآية 42

أخرج ابن جرير وأبو الشيخ، عن ابن سابط رضي الله عنه ‏{‏وقال للذي ظن أنه ناج منهما اذكرني عند ربك‏}‏ قال‏:‏ عند ملك الأرض‏.‏

وأخرج ابن جرير عن قتادة رضي الله عنه في قوله ‏{‏اذكرني عند ربك‏}‏ يعني بذلك الملك‏.‏

وأخرج ابن جرير، عن إبراهيم التيمي رضي الله عنه قال لما انتهى به إلى باب السجن، قال له‏:‏ أوصني بحاجتك‏.‏ قال‏:‏ حاجتي أن تذكرني عند ربك‏.‏ ينوي الرب الذي ملك يوسف عليه السلام‏.‏

وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ، عن قتادة رضي الله عنه في قوله ‏{‏وقال للذي ظن أنه ناج‏}‏ قال إنما عبارة الرؤيا بالظن، فيحق الله ما يشاء ويبطل ما يشاء‏.‏

وأخرج ابن أبي الدنيا في كتب العقوبات، وابن جرير والطبراني وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏"‏ لو لم يقل يوسف عليه السلام الكلمة التي قالها‏:‏ ما لبث في السجن طول ما لبث‏.‏ حيث يبتغي الفرج من عند غير الله تعالى‏"‏‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وأبو الشيخ، عن عكرمة رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏"‏لولا أنه يعني يوسف قال الكلمة التي قال، ما لبث في السجن طول ما لبث‏"‏‏.‏

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ رحم الله يوسف، لو لم يقل‏:‏ اذكرني عند ربك، ما لبث في السجن طول ما لبث‏"‏‏.‏

وأخرج أحمد في الزهد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ، عن الحسن رضي الله عنه قال‏:‏ ذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏رحم الله يوسف لولا كلمته ما لبث في السجن طول ما لبث، قوله اذكرني عند ربك‏"‏ ثم بكى الحسن رضي الله عنه وقال‏:‏ نحن إذا نزل بنا أمر فزعنا إلى الناس‏.‏

وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ، عن قتادة رضي الله عنه قال‏:‏ ذكر لنا أن النبي اله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏لولا أن يوسف استشفع على ربه، ما لبث في السجن طول ما لبث‏.‏ ولكن، إنما عوقب باستشفاعه على ربه‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد، وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ، عن أنس رضي الله عنه قال‏:‏ أوحي إلى يوسف‏:‏ ‏"‏من استنقذك من القتل حين هم إخوتك أن يقتلوك‏؟‏ قال‏:‏ أنت يا رب‏.‏ قال‏:‏ فمن استنقذك من الجب إذ ألقوك فيه‏؟‏ قال‏:‏ أنت يا رب‏.‏ قال‏:‏ فمن استنقذك من المرأة إذ هممت بها قال‏:‏ أنت يا رب‏.‏ قال‏:‏ فما لك نسيتني وذكرت آدميا‏؟‏ قال‏:‏ جزعا، وكلمة تكلم بها لساني‏.‏ قال‏:‏ فوعزتي، لأخلدنك في السجن بضع سنين‏.‏ فلبث في السجن بضع سنين‏"‏‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ، عن الحسن رضي الله عنه قال‏:‏ لما قال يوسف عليه السلام للساقي‏:‏ اذكرني عند ربك، قيل له ‏"‏يا يوسف اتخذت من دوني وكيلا‏؟‏ لأطيلن حبسك‏:‏ فبكى يوسف عليه السلام وقال‏:‏ يا رب، تشاغل قلبي من كثرة البلوى فقلت كلمة‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ‏{‏وقال للذي ظن أنه ناج منهما اذكرني عند ربك‏}‏ قال يوسف للذي نجا من صاحبي السجن‏:‏ اذكرني للملك، فلم يذكره حتى رأى الملك الرؤيا، وذلك أن يوسف أنساه الشيطان ذكر ربه وأمره بذكر الملك وابتغاء الفرج من عنده، فلبث في السجن بضع سنين عقوبة لقوله ‏{‏اذكرني عند ربك‏}‏‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ، عن قتادة رضي الله عنه في قوله ‏{‏فلبث في السجن بضع سنين‏}‏ قال‏:‏ بلغنا أنه لبث في السجن سبع سنين‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وأحمد في الزهد، وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ، عن وهب بن منبه رضي الله عنه قال‏:‏ أصاب أيوب عليه السلام البلاء سبع سنين، وترك يوسف عليه السلام في السجن سبع سنين، وعذب بخت نصر خون في السباع سبع سنين‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ‏{‏فلبث في السجن بضع سنين‏}‏ اثنتي عشرة سنة‏.‏

وأخرج ابن مردويه من طريق أبي بكر بن عياش، عن الكلبي رضي الله عنه قال‏:‏ قال يوسف عليه السلام كلمة واحدة، حبس بها سبع سنين قال أبو بكر‏:‏ وحبس قبل ذلك خمس سنين‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن طاوس والضحاك في قوله ‏{‏فلبث في السجن بضع سنين‏}‏ قالا‏:‏ أربع عشرة سنة‏.‏

وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه قال‏:‏ البضع، ما بين الثلاث إلى التسع‏.‏

وأخرج ابن جرير عن قتادة رضي الله عنه قال‏:‏ البضع، ما بين الثلاث إلى التسع‏.‏

وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال‏:‏ البضع دون العشرة‏.‏

وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال‏:‏ عثر يوسف عليه السلام ثلاث عثرات‏:‏ قوله اذكرني عند ربك، وقوله لإخوته إنكم لسارقون، وقوله ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب‏.‏ فقال له جبريل عليه السلام‏"‏ولا حين هممت‏؟‏ فقال‏:‏ وما أبرئ نفسي‏.‏

وأخرج أبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه قال‏:‏ ذهب يوسف عليه السلام وهو ابن سبع عشرة ولبث في الجب سبعا، وفي السجن سبعا، وجمع الطعام في سبعا، فيرون أنه التقى هو وأبوه عند ذلك‏.‏

وأخرج أحمد في الزهد عن أبي المليح رضي الله عنه قال‏:‏ كان دعاء يوسف عليه السلام في السجن اللهم إن كان خلق وجهي عندك، فإني أتقرب إليك بوجه يعقوب أن تجعل لي فرجا ومخرجا ويسرا، وترزقني من حيث لا أحتسب‏"‏‏.‏

وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد، عن عبد الله مؤذن الطائف قال‏:‏ جاء جبريل عليه السلام إلى يوسف عليه السلام فقال‏:‏ يا يوسف، اشتد عليك الحبس‏؟‏ قال نعم‏.‏ قال‏:‏ قل اللهم اجعل لي من كل ما أهمني وكربني من أمر دنياي وأمر آخرتي فرجا ومخرجا، وارزقني من حيث لا أحتسب، واغفر لي ذنبي وثبت رجائي، واقطعه من سواك حتى لا أرجو أحدا غيرك‏.‏

 الآيات 43 - 46

أخرج ابن إسحق وابن أبي حاتم، عن مجاهد رضي الله عنه قال‏:‏ قال يوسف عليه الصلاة والسلام للساقي ‏{‏اذكرني عند ربك‏}‏ أي الملك الأعظم، ومظلمتي وحبسي في غير شيء‏.‏ قال‏:‏ أفعل‏.‏ فلما خرج الساقي، رد على ما كان عليه ورضي عنه صاحبه، وأنساه الشيطان ذكر الملك الذي أمره يوسف عليه السلام أن يذكره له، فلبث يوسف عليه السلام بعد ذلك في السجن بضع سنين، ثم إن الملك ريان بن الوليد، رأى رؤياه التي أرى فيها فهالته وعرف أنها رؤيا واقعة، ولم يدر ما تأويلها فقال للملأ حوله من أهل مملكته ‏{‏إني أرى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات‏}‏ فلما سمع نبوا من الملك ما سمع منه ومسألته عن تأويلها، ذكر يوسف عليه السلام وما كان عبر له ولصاحبه، وما جاء من ذلك على ما قال من قوله، فقال ‏{‏أنا أنبئكم بتأويله‏}‏‏.‏

وأخرج ابن جرير، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ‏{‏أضغاث أحلام‏}‏ قال‏:‏ من الأحلام الكاذبة‏.‏

وأخرج ابن جرير عن الضحاك رضي الله عنه مثله‏.‏

وأخرج أبو عبيد وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله ‏{‏أضغاث أحلام‏}‏ قال‏:‏ أخلاط أحلام‏.‏

وأخرج عبد الرزاق والفريابي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ من طرق، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ‏{‏وادكر بعد أمة‏}‏ قال‏:‏ بعد حين‏.‏

وأخرج ابن جرير عن مجاهد والحسن وعكرمة وعبد الله بن كثير والسدي - رضي الله تعالى عنهم - مثله‏.‏

وأخرج ابن جرير عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله ‏{‏وادكر بعد أمة‏}‏ يقول‏:‏ بعد سنين‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم، عن سعيد بن جبير - رضي الله عنه - في قوله ‏{‏وادكر بعد أمة‏}‏ يقول‏:‏ بعد سنين‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن - رضي الله عنه - أنه قرأ ‏{‏وادكر بعد أمة‏}‏ قال‏:‏ بعد أمة من الناس‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أنه قرأ ‏{‏وادكر بعد أمة‏}‏ - بالفتح والتخفيف، يقول بعد نسيان‏.‏

وأخرج ابن جرير وعكرمة والحسن وقتادة ومجاهد والضحاك - رضي الله عنهم - أنهم قرأوا ‏{‏بعد أمة‏}‏ أي بعد نسيان‏.‏

وأخرج ابن جرير عن حميد - رضي الله عنه - قال‏:‏ قرأ مجاهد رضي الله عنه ‏{‏وادكر بعد أمة‏}‏ مجزومة مخففة‏.‏

وأخرج أبو عبيد وابن المنذر عن هرون - رضي الله عنه - قال في قراءة أبي بن كعب ‏{‏أنا آتيكم بتأويله‏}‏‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ - رضي الله عنه - أنه كان يقرأ ‏{‏أنا آتيكم بتأويله‏}‏ فقيل له‏:‏ أنا أنبئكم‏.‏ قال‏:‏ أهو كان ينبئهم‏؟‏

وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ، عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله ‏{‏أفتنا في سبع بقرات‏.‏‏.‏‏.‏‏}‏ الآية‏.‏ قال‏:‏ أما السمان، فسنون فيها خصب‏.‏ وأما السبع العجاف، فسنون مجدبة‏.‏ وسبع سنبلات خضر، هي السنون المخاصيب، تخرج الأرض نباتها وزرعها وثمارها‏.‏ وأخر يابسات، المحول الجدوب لا تنبت شيئا‏.‏

 الآيات 47 - 49

أخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن عكرمة - رضي الله عنه - قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏‏.‏ ‏"‏لقد عجبت من يوسف وصبره وكرمه - والله يغفر له - حين سئل عن البقرات العجاف والسمان‏.‏ ولو كنت مكانه - والله يغفر له - حين أتاه الرسول، لبادرتهم الباب‏.‏ ولكنه أراد أن يكون له العذر‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد - رضي الله عنه - قال‏:‏ لم يرض يوسف عليه السلام أن أفتاهم بالتأويل حتى أمرهم بالرفق، فقال‏:‏ ‏{‏تزرعون سبع سنين دأبا فما حصدتم فذروه في سنبله‏}‏ لأن الحب إذا كان في سنبله لا يؤكل‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ، عن قتادة رضي الله عنه في قوله ‏{‏فذروه في سنبله‏}‏ قال‏:‏ أراد يوسف عليه السلام البقاء‏.‏

وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج - رضي الله عنه - في قوله ‏{‏فذروه في سنبله‏}‏ قال‏:‏ في بعض القراءة الأولى‏:‏ هو أبقى له لا يؤكل‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم، عن زيد بن أسلم - رضي الله عنه - أن يوسف عليه السلام في زمانه كان يصنع لرجل طعام اثنين، فيقربه إلى الرجل فيأكل نصفه ويدع نصفه، حتى إذا كان يوما قربه له فأكله فقال له يوسف عليه السلام‏:‏ هذا أول يوم من السبع الشداد‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ، عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله ‏{‏ثم يأتي من بعد ذلك سبع شداد‏}‏ قال‏:‏ هن السنون المحول الجدوب‏.‏ وفي قوله ‏{‏يأكلن ما قدتم لهن‏}‏ يقول‏:‏ يأكلن ما كنتم اتخذتم فيهن من القوت ‏{‏إلا قليلا مما تحصنون‏}‏ أي مما تدخرون‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله ‏{‏مما تحصنون‏}‏ يقول‏:‏ تخزنون‏.‏ وفي قوله ‏{‏وفيه يعصرون‏}‏ يقول‏:‏ الأعناب والدهن‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ‏{‏عام فيه يغاث الناس‏}‏ يقول‏:‏ يصيبهم فيه غيث ‏{‏وفيه يعصرون‏}‏ يقول‏:‏ يعصرون فيه العنب، ويعصرون فيه الزيت، ويعصرون من كل الثمرات‏.‏

وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ من وجه آخر، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله ‏{‏وفيه يعصرون‏}‏ يحتلبون‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ، عن قتادة - رضي الله عنهما - في قوله ‏{‏وفيه يعصرون‏}‏ يحتلبون‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ، عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله ‏{‏ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس‏}‏ قال‏:‏ يغاث الناس بالمطر، ‏{‏وفيه يعصرون‏}‏ الثمار والأعناب والزيتون من الخصب‏.‏ وهذا علم آتاه الله علمه لم يكن فيما سئل عنه‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر، عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله ‏{‏ثم يأتي من بعد ذلك عام‏.‏‏.‏‏.‏‏}‏ الآية‏.‏ قال‏:‏ زادهم يوسف عليه السلام علم سنة لم يسألوه عنه‏.‏

وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله ‏{‏ثم يأتي من بعد ذلك عام‏}‏ قال‏:‏ أخبرهم بشيء لم يسألوه عنه وكان الله تعالى قد علمه إياه ‏{‏فيه يغاث الناس‏}‏ بالمطر ‏{‏وفيه يعصرون‏}‏ السمسم دهنا، والعنب خمرا، والزيتون زيتا‏.‏

وأخرج ابن جرير عن مجاهد - رضي الله عنه ‏{‏فيه يغاث الناس‏}‏ قال‏:‏ بالمطر ‏{‏وفيه يعصرون‏}‏ قال‏:‏ يعصرون أعنابهم‏.‏

وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن الضحاك - رضي الله عنه - ‏{‏فيه يغاث الناس‏}‏ قال‏:‏ يغاث الناس بالمطر ‏{‏وفيه يعصرون‏}‏ قال‏:‏ الزيت‏.‏

وأخرج ابن جرير، عن علي بن طلحة - رضي الله عنه - قال‏:‏ كان ابن عباس - رضي الله عنه - يقرأ ‏{‏وفيه تعصرون‏}‏ بالتاء، يعني تحتلبون‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ من طريق عبدان المروزي - رضي الله عنه - عن عيسى بن عبيد عن عيسى بن عمير الثقفي - رضي الله عنه - قال‏:‏ سمعته يقرأ ‏{‏فيه يغاث الناس وفيه تعصرون‏}‏ بالتاء، يعني الغياث المطر، ثم قرأ ‏{‏وأنزلنا من المعصرات ماء ثجاجا‏}‏‏.‏

 الآيات 50 - 53

أخرج أحمد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والحاكم وصححه وابن مردويه، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال‏:‏ تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية ‏{‏فلما جاءه الرسول قال ارجع إلى ربك فاسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن‏}‏ فقال‏:‏ ‏"‏لو كنت أنا لأسرعت الإجابة وما ابتغيت العذر‏"‏‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن مردويه، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏يرحم الله يوسف إن كان لذا أناة حليما، لو كنت أنا المحبوس، ثم أرسل إلي لخرجت سريعا‏"‏‏.‏

وأخرج الفريابي وابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه من طرق، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏عجبت لصبر أخي يوسف وكرمه - والله يغفر له - حيث أرسل إليه ليستفتى في الرؤيا، وإن كنت أنا لم أفعل حتى أخرج، وعجبت من صبره وكرمه - والله يغفر له - أتي ليخرج فلم يخرج حتى أخبرهم بعذره، ولو كنت أنا لبادرت الباب، ولكنه أحب أن يكون له العذر‏"‏‏.‏

وأخرج أحمد في الزهد وابن المنذر، عن الحسن - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏رحم الله أخي يوسف، لو أنا أتاني الرسول بعد طول الحبس لأسرعت الإجابة، حين قال ‏{‏ارجع إلى ربك فاسأله ما بال النسوة‏}‏ ‏"‏‏.‏

وأخرج ابن المنذر، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله ‏{‏ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن‏}‏ قال‏:‏ أراد يوسف عليه السلام العذر قبل أن يخرج من السجن‏.‏

وأخرج الفريابي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والبيهقي في شعب الإيمان، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال‏:‏ لما جمع الملك النسوة قال لهن‏:‏ أنتن راودتن يوسف عن نفسه‏؟‏ ‏{‏قلن‏:‏ حاش لله ما علمنا عليه من سوء قالت امرأة العزيز الآن حصحص الحق أنا راودته عن نفسه وإنه لمن الصادقين‏}‏ قال يوسف‏:‏ ‏{‏ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب‏}‏ فغمزه جبريل عليه السلام فقال‏:‏ ولا حين هممت بها‏؟‏ فقال ‏{‏وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء‏}‏‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ‏{‏الآن حصحص الحق‏}‏ قال‏:‏ تبين‏.‏

وأخرج ابن جرير، عن مجاهد وقتادة والضحاك وابن زيد والسدي مثله‏.‏

وأخرج الحاكم في تاريخه وابن مردويه والديلمي، عن أنس رضي الله عنه‏.‏ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية ‏{‏ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب‏}‏ قال ‏"‏لما قالها يوسف عليه السلام، قال له جبريل عليه السلام‏:‏ يا يوسف، اذكر همك‏.‏ قال ‏{‏وما أبرئ نفسي‏}‏‏.‏

وأخرج ابن جرير عن عبد الله بن أبي الهذيل قال‏:‏ لما قال يوسف عليه السلام ‏{‏ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب‏}‏ قال له جبريل عليه السلام‏:‏ ولا يوم هممت بما هممت به‏؟‏ فقال ‏{‏وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء‏}‏‏.‏

وأخرج ابن جرير عن عكرمة قال‏:‏ لما قال يوسف عليه السلام ‏{‏ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب‏}‏ قال الملك - وطعن في جنبه - يا يوسف، ولا حين هممت قال ‏{‏وما أبرئ نفسي‏}‏‏.‏

وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي حاتم، عن حكيم بن جابر في قوله ‏{‏ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب‏}‏ قال‏:‏ قال له جبريل‏:‏ ولا حين حللت السراويل‏؟‏ فقال عند ذلك ‏{‏وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء‏}‏‏.‏

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم، عن ابن عباس في قوله ‏{‏ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب‏}‏ قال‏:‏ هو قول يوسف لمليكه حين أراه الله عذره‏.‏

وأخرج أبو عبيد وابن جرير وابن المنذر، عن ابن جريج قال‏:‏ أراد يوسف عليه السلام العذر قبل أن يخرج من السجن، فقال ‏{‏ارجع إلى ربك فاسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن إن ربي بكيدهن عليم‏.‏‏.‏‏.‏‏}‏ ‏{‏ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب‏}‏ قال ابن جريج‏:‏ وبين هذا وبين ذلك ما بينه، قال‏:‏ وهذا من تقديم القرآن وتأخيره‏.‏

وأخرج أبو عبيد وابن جرير وابن المنذر، عن مجاهد في قوله ‏{‏ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب‏}‏ قال يوسف - يقول - لم أخن سيدي‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ، عن أبي صالح رضي الله عنه في قوله ‏{‏ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب‏}‏ قال هذا قول يوسف عليه السلام، لم يخن العزيز في امرأته‏.‏ قال‏:‏ فقال له جبريل عليه السلام‏:‏ ولا حين حللت السراويل‏؟‏ فقال يوسف عليه السلام ‏{‏وما أبرئ نفسي‏.‏‏.‏‏.‏‏}‏ إلى آخر الآية‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر، عن الحسن رضي الله عنه في قوله ‏{‏ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب‏}‏ قال‏:‏ قال له جبريل عليه السلام‏:‏ اذكر همك‏.‏ قال ‏{‏وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء‏}‏‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر، عن سعيد بن جبير - رضي الله عنه - ‏{‏ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب‏}‏ فقال له الملك أو جبريل‏:‏ ولا حين هممت بها‏؟‏ فقال يوسف عليه السلام ‏{‏وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء‏}‏‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر، عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله ‏{‏ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب‏}‏ فقال له الملك أو جبريل ولا حين ههمت بها‏؟‏ فقال يوسف عليه السلام ‏{‏وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء‏}‏‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر، عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله ‏{‏ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب‏}‏ قال فقال له الملك‏:‏ ولا حين ههمت‏؟‏ فقال ‏{‏وما أبرئ نفسي‏}‏‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم، عن قتادة - رضي الله عنه - قال‏:‏ ذكر لنا أن الملك الذي كان مع يوسف عليه السلام قال‏:‏ اذكر ما هممت به‏.‏ قال ‏{‏وما أبرئ نفسي‏}‏‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ، عن الحسن رضي الله عنه في قوله ‏{‏ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب‏}‏ قال‏:‏ خشي نبي الله صلى الله عليه وسلم أن يكون زكى نفسه فقال ‏{‏وما أبرئ نفسي‏.‏‏.‏‏.‏‏}‏ الآية‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم من وجه آخر، عن الحسن - رضي الله عنه - في قوله ‏{‏وما أبرئ نفسي‏}‏ قال‏:‏ يعني همته التي هم بها‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم، عن عبد العزيز بن عمير - رضي الله عنه - قال‏:‏ النفس أمارة بالسوء، فإذا جاء العزم من الله، كانت هي التي تدعو إلى الخير‏.‏

 الآية 54

أخرج ابن عبد الحكم في فتوح مصر من طريق الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال‏:‏ فأتاه الرسول فقال له‏:‏ ألق عنك ثياب السجن، وألبس ثيابا جددا وقم إلى الملك، فدعا له أهل السجن - وهو يومئذ ابن ثلاثين سنة - فلما أتاه، رأى غلاما حدثا‏.‏ فقال‏:‏ أيعلم هذا رؤياي ولا يعلمها السحرة والكهنة‏؟‏‏!‏‏.‏‏.‏‏.‏وأقعده قدامه وقال له‏:‏ لا تخف، وألبسه طوقا من ذهب وثياب حرير وأعطاه دابة مسرجة مزينة كدابة الملك، وضرب الطبل بمصر أن يوسف عليه السلام خليفة الملك‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ، عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله ‏{‏أستخلصه لنفسي‏}‏ قال‏:‏ أتخذه لنفسي‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن زيد العمى - رضي الله عنه - قال‏:‏ لما رأى يوسف عليه السلام عزيز مصر قال‏:‏ اللهم إني أسألك بخيرك من خيره، وأعوذ بعزتك من شره‏.‏

وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ، عن أبي ميسرة - رضي الله عنه - قال‏:‏ لما رأى العزيز لبق يوسف وكيسه وظرفه، دعاه، فكان يتغدى معه ويتعشى دون غلمانه، فلما كان بينه وبين المرأة ما كان، قالت‏:‏ لم تدني هذا من بين غلمانك‏؟‏‏.‏‏.‏‏.‏مره فليتغد مع الغلمان‏.‏ قال له‏:‏ اذهب فتغد مع الغلمان‏.‏ فقال له يوسف‏:‏ أترغب أن تأكل معي‏؟‏‏.‏‏.‏‏.‏أنا والله يوسف بن يعقوب، نبي الله بن إسحق ذبيح الله بن إبراهيم خليل الله‏.‏

وأخؤج سعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال‏:‏ قال الملك ليوسف‏:‏ إني أحب أن تخالطني في كل شيء، إلا في أهلي، وأنا آنف أن تأكل معي‏.‏ فغضب يوسف عليه السلام فقال‏:‏ أنا أحق أن آنف، أنا ابن إبراهيم خليل الله، وأنا ابن إسحاق ذبيح الله، وأنا ابن يعقوب نبي الله‏.‏

وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه قال‏:‏ أسلم الملك الذي كان معه يوسف عليه السلام‏.‏

 الآية 55

أخرج ابن أبي حاتم والحاكم، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال‏:‏ استعملني عمر - رضي الله عنه - على البحرين، ثم نزعني وغرمني اثني عشر ألفا، ثم دعاني بعد إلى العمل فأبيت، فقال‏:‏ ولم‏؟‏ وقد سأل يوسف عليه السلام العمل، وكان خيرا منك‏.‏ فقلت‏:‏ إن يوسف عليه السلام نبي ابن نبي ابن نبي ابن نبي، وأنا ابن أميمة، وأنا أخاف أن أقول بغير حلم، وأن أفتي بغير علم، وأن يضرب ظهري ويشتم عرضي ويؤخذ مالي‏.‏

وأخرج الخطيب في رواة مالك، عن جابر رضي الله عنه قال‏:‏ كان يوسف عليه السلام لا يشبع، فقيل له‏:‏ ما لك لا تشبع وبيدك خزائن الأرض‏؟‏‏!‏‏.‏‏.‏‏.‏قال‏:‏ إني إذا شبعت، نسيت الجائع‏.‏

وأخرج وكيع في الغرر وأبو الشيخ والبيهقي في شعب الإيمان، عن الحسن - رضي الله عنه - قال‏:‏ قيل ليوسف عليه السلام‏:‏ تجوع وخزائن الأرض بيدك‏؟‏ قال‏:‏ إني أخاف أن أشبع فأنسى الجيعان‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ، عن شيبة بن نعامة الضبي - رضي الله عنه - في قوله ‏{‏اجعلني على خزائن الأرض‏}‏ يقول‏:‏ على جميع الطعام، إني حفيظ لما استودعتني عليهم بسنين المجاعة‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم، عن ابن زيد - رضي الله عنه - في قوله ‏{‏اجعلني على خزائن الأرض‏}‏ قال‏:‏ كان لفرعون خزائن كثيرة غير الطعام، فأسلم سلطانه كله له، وجعل القضاء إليه أمره، وقضاؤه نافذ‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم، عن قتادة رضي الله عنه في قوله ‏{‏إني حفيظ‏}‏ قال‏:‏ لما وليت، ‏{‏عليم‏}‏ بأمره‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم، عن سفيان رضي الله عنه في قوله ‏{‏إني حفيظ عليم‏}‏ قال‏:‏ حفيظ للحساب، عليم بالألسن‏.‏

وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ، عن الأشجعي - رضي الله عنه - مثله‏.‏

 الآية 56

أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم، عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله ‏{‏وكذلك مكنا ليوسف في الأرض‏}‏ قال‏:‏ ملكناه فيما يكون فيها ‏{‏حيث يشاء‏}‏ من تلك الدنيا، يصنع - فيها ما يشاء، فوضت إليه‏.‏ قال‏:‏ لو شاء أن يجعل فرعون من تحت يده، ويجعله من فوق لفعل‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم، عن الفضيل بن عياض - رضي الله عنه - قال‏:‏ وقفت امرأة العزيز على ظهر الطريق حتى مر يوسف عليه السلام فقالت‏:‏ الحمد لله الذي جعل العبيد ملوكا بطاعته، وجعل الملوك عبيدا بمعصيته‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم، عن ابن إسحق - رضي الله عنه - قال‏:‏ ذكروا أن أطيفر هلك في تلك الليالي، وأن الملك الريان زوج يوسف عليه السلام امرأته راعيل، فقال لها حين أدخلت عليه‏:‏ أليس هذا خيرا مما كنت تريدين‏؟‏ فقال‏:‏ أيها الصديق، لا تلمني‏.‏ فإني كنت امرأة كما ترى حسناء جملاء، ناعمة في ملك ودنيا، وكان صاحبي لا يأتي النساء، وكنت كما جعلك الله في حسنك وهيئتك، فغلبتني نفسي على ما رأيت، فيزعمون أنه وجدها عذراء، فأصابها فولدت له رجلين‏.‏

وأخرج أبو الشيخ عن عبد العزيز بن منبه، عن أبيه قال‏:‏ تعرضت امرأة العزيز ليوسف عليه السلام في الطريق حتى مر بها، فقالت‏:‏ الحمد لله الذي جعل الملوك بمعصيته عبيدا، وجعل العبيد بطاعته ملوكا، فعرفها فتزوجها فوجدها بكرا، وكان صاحبها من قبل لا يأتي النساء‏.‏

وأخرج الحكيم الترمذي، عن وهب بن منبه - رضي الله عنه - قال‏:‏ أصابت امرأة العزيز حاجة لها فقيل لها‏.‏ لو أتيت يوسف بن يعقوب فسألته، فاستشارت الناس في ذلك فقالوا‏:‏ لا تفعلي، فإنا نخاف عليك‏.‏ قالت‏:‏ كلا، إني لا أخاف ممن يخاف الله‏.‏ فدخلت عليه فرأته في ملكه، فقالت‏:‏ الحمد لله الذي جعل العبيد ملوكا بطاعته، ثم نظرت إلى نفسها فقالت‏:‏ الحمد لله الذي جعل الملوك عبيدا بمعصيته، فقضى لها جميع حوائجها، ثم تزوجها فوجدها بكر فقال لها‏:‏ أليس هذا أجمل مما أردت‏؟‏ قالت‏:‏ يا نبي الله، إني ابتليت فيك بأربع‏:‏ كنت أجمل الناس كلهم، وكنت أنا أجمل أهل زماني، وكنت بكر، وكان زوجي عنينا‏.‏

وأخرج أبو الشيخ، عن زيد بن أسلم - رضي الله عنه - أن يوسف عليه السلام، تزوج امرأة العزيز فوجدها بكر، وكان زوجها عنينا‏.‏

وأخرج الحكيم الترمذي وابن أبي الدنيا في الفرج، والبيهقي في الأسماء والصفات، عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال‏:‏ ‏"‏اطلبوا الخير دهركم كله، وتعرضوا لنفحات رحمة الله، فإن لله عز وجل نفحات من رحمته يصيب بها من يشاء من عباده، وأسألوا الله أن يستر عوراتكم ويؤمن روعاتكم‏"‏‏.‏

 الآية 57

أخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ، عن مالك بن دينار - رضي الله عنه - قال‏:‏ سألت الحسن - رضي الله عنه - فقلت‏:‏ يا أبا سعيد، قوله ‏{‏ولأجر الآخرة خير للذين آمنوا وكانوا يتقون‏}‏ ما هي‏؟‏ قال‏:‏ يا مالك، اتقوا المحارم، خمصت بطونهم‏.‏ تركوا المحارم وهم يشتهونها‏.‏

 الآية 58

أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال‏:‏ إن إخوة يوسف لما دخلوا عليه فعرفهم وهم له منكرون، جاء بصواع الملك الذي كان يشرب فيه فوضعه على يده، فجعل ينقره ويطن، وينقره ويطن، فقال‏:‏ إن هذا الجام ليخبرني عنكم خبرا‏.‏ هل كان لكم أخ من أبيكم يقال له يوسف، وكان أبوه يحبه دونكم، وإنكم انطلقتم به فألقيتموه في الجب، وأخبرتم أباكم أن الذئب أكله، وجئتم على قميصه بدم كذب‏؟‏‏؟‏‏؟‏‏.‏‏.‏‏.‏ قال‏:‏ فجعل بعضهم ينظر إلى بعض، ويعجبون إنه هذا الجام ليخبر خبرهم، فمن أين يعلم هذا‏؟‏‏!‏‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم، عن أبي الجلد - رضي الله عنه - قال‏:‏ قال يوسف عليه السلام لإخوته‏:‏ إن أمركم ليريبني، كأنكم جواسيس قالوا‏:‏ يا أيها العزيز، إن أبانا شيخ صديق، وإنا قوم صديقون، وإن الله ليحيي بكلام الأنبياء القلوب، كما يحيي وابل السماء الأرض، ويقول لهم - وفي يده الإناء وهو يقرعه القرعة - كأن هذا يخبر عنكم بأنكم جواسيس‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ، عن ابن عون قال‏:‏ قلت للحسن - رضي الله عنه - ترى يوسف عرف إخوته‏؟‏ قال‏:‏ لا والله ما عرفهم حتى تعرفوا إليه‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله ‏{‏فعرفهم وهم له منكرون‏}‏ قال‏:‏ لا يعرفونه‏.‏وأخرج أبو الشيخ عن وهب - رضي الله عنه - قال‏:‏ لما جعل يوسف عليه السلام ينقر الصاع ويخبرهم، قام إليه بعض إخوته فقال‏:‏ أنشدك الله أن لا تكشف لنا عورة‏.‏

 الآيات 59 - 66

أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم، عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله ‏{‏ائتوني بأخ لكم من أبيكم‏}‏ قال‏:‏ يعني بنيامين، وهو أخو يوسف لأبيه وأمه‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله ‏{‏وأنا خير المنزلين‏}‏ قال‏:‏ خير من يضيف بمصر‏.‏

وأخرج ابن جرير، عن ابن جريج، عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله ‏{‏وأنا خير المنزلين‏}‏ قال‏:‏ خير المضيفين‏.‏

وأخرج ابن جرير، عن مجاهد - رضي الله عنه - ‏{‏وأنا خير المنزلين‏}‏ قال يوسف عليه السلام‏:‏ أنا خير من يضيف بمصر‏.‏

وأخرج سعيد بن منصور، عن إبراهيم أنه كان يقرأ ‏{‏وقال لفتيته‏}‏ أي لغلمانه ‏{‏اجعلوا بضاعتهم‏}‏ أي أوراقهم‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم، عن ابن إسحق قال‏:‏ كان منزل يعقوب وبنيه فيما ذكر لي، بعض أهل العلم بالعربات، من أرض فلسطين بغور الشام‏.‏ وبعض كان يقول بالأدلاج، من ناحية شعب أسفل من جسمي، وما كان صاحب بادية له بها شاء وإبل‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر، عن المغيرة، عن أصحاب عبد الله ‏{‏فأرسل معنا أخانا نكتل‏}‏‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر، عن ابن جريج - رضي الله عنه - ‏{‏فأرسل معنا أخانا‏}‏ يكتل له بعيرا‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر، عن مغيرة، عن أصحاب عبد الله - رضي الله عنه - ‏{‏فالله خير حافظا‏}‏‏.‏

وأخرج سعيد بن منصور وأبو عبيد وابن المنذر، عن علقمة أنه كان يقرأ ‏{‏ردت إلينا‏}‏ بكسر الراء‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ، عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله ‏{‏ما نبغي هذه بضاعتنا ردت إلينا‏}‏ يقول‏:‏ ما نبغي هذه أوراقنا ردت إلينا، وقد أوفى لنا الكيل ‏{‏ونزداد كيل بعير‏}‏ أي حمل بعير‏.‏

واخرج أبو عبيد وابن جرير وابن المنذر، عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ‏{‏ونزداد كيل بعير‏}‏ قال‏:‏ حمل حمار‏.‏ قال‏:‏ وهي لغة‏.‏ قال أبو عبيد يعني مجاهد أن الحمار، يقال له في بعض اللغات، بعير‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ، عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله ‏{‏إلا أن يحاط بكم‏}‏ قال‏:‏ إلا أن تغلبوا حتى لا تطيقوا ذلك‏.‏

 الآيات 67 - 68

أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ‏{‏وقال يا بني لا تدخلوا من باب واحد‏.‏‏.‏‏.‏‏}‏ قال‏:‏ رهب يعقوب عليهم العين‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر، عن محمد بن كعب - رضي الله عنه - في قوله ‏{‏لا تدخلوا من باب واحد‏}‏ قال‏:‏ خشي عليهم العين‏.‏

وأخرج ابن جرير، عن الضحاك - رضي الله عنه - في قوله ‏{‏لا تدخلوا من باب واحد‏}‏ قال‏:‏ خشي يعقوب على ولده العين‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم، عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ‏{‏لا تدخلوا من باب واحد‏}‏ قال‏:‏ خاف عليهم العين‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ، عن قتادة رضي الله عنه في قوله ‏{‏لا تدخلوا من باب واحد‏}‏ قال‏:‏ كانوا قد أوتوا صورا وجمالا، فخشي عليهم أنفس الناس‏.‏

وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر وأبو الشيخ، عن إبراهيم النخعي - رضي الله عنه - في قوله ‏{‏وادخلوا من أبواب متفرقة‏}‏ قال‏:‏ أحب يعقوب أن يلقى يوسف أخاه في خلوة‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ، عن مجاهد في قوله ‏{‏إلا حاجة في نفس يعقوب قضاها‏}‏ قال‏:‏ خيفة العين على بنيه‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ، عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله ‏{‏وإنه لذو علم لما علمناه‏}‏ قال‏:‏ إنه لعامل بما علم، ومن لا يعمل لا يكون عالما‏.‏

 الآيات 69 - 76

أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ، عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله ‏{‏آوى إليه أخاه‏}‏ قال‏:‏ ضمه إليه وأنزله معه‏.‏ وفي قوله ‏{‏فلا تبتئس‏}‏ قال‏:‏ لا تحزن ولا تيأس‏.‏ وفي قوله ‏{‏فلما جهزهم بجهازهم‏}‏ قال‏:‏ لما قضى حاجتهم وكال لهم طعامهم‏.‏ وفي قوله ‏{‏جعل السقاية‏}‏ قال‏:‏ هو إناء الملك الذي يشرب منه ‏{‏في رحل أخيه‏}‏ قال‏:‏ في متاع أخيه‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم وابن الأنباري في المصاحف، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله ‏{‏جعل السقاية‏}‏ قال‏:‏ هو الصواع، وكل شيء يشرب منه فهو صواع‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن الأنباري، عن مجاهد - رضي الله عنه - قال‏:‏ السقاية والصواع شيء واحد، يشرب منه يوسف‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم، عن عكرمة - رضي الله عنه - قال‏:‏ السقاية، هو الصواع، وكان كأسا من ذهب على ما يذكرون‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ، عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله ‏{‏أيتها العير‏}‏ قال‏:‏ كانت العير حميرا‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن الأنباري وأبو الشيخ وابن منده في غرائب شعبة، وابن مردويه والضياء، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله ‏{‏صواع الملك‏}‏ قال‏:‏ شيء يشبه المكوك من فضة، كانوا يشربون فيه‏.‏

وأخرج ابن الأنباري في الوقف والابتداء والطستي، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أن نافع بن الأزرق قال له‏:‏ أخبرني عن قوله ‏{‏صواع الملك‏}‏ قال‏:‏ الصواع، الكأس الذي يشرب فيه‏.‏ قال‏:‏ وهل تعرف العرب ذلك‏؟‏ قال نعم‏.‏ أما سمعت الأعشى وهو يقول‏:‏

له درمك في رأسه ومشارب * وقدر وطباخ وصاع وديسق

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ، عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله ‏{‏صواع الملك‏}‏ قال‏:‏ هو المكوك الذي يلتقي طرفاه، كانت تشرب فيه الأعاجم‏.‏

وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ، عن عكرمة رضي الله عنه في قوله ‏{‏صواع الملك‏}‏ قال‏:‏ كان من فضة‏.‏

وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ‏{‏صواع الملك‏}‏ قال‏:‏ كان من نحاس‏.‏

وأخرج أبو عبيد وابن جرير وابن المنذر، عن سعيد بن جبير - رضي الله عنه - أنه كان يقرأ ‏{‏نفقد صواع الملك‏}‏ بضم الصاد مع الألف‏.‏

وأخرج سعيد بن منصور وابن الأنباري، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أنه كان يقرأ ‏"‏صاع الملك‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ، عن يحيى بن يعمر أنه كان يقرؤها ‏"‏صوغ الملك‏"‏ بالغين المعجمة‏.‏ قال‏:‏ كان صيغ من ذهب أو فضة، سقايته التي كان يشرب فيها‏.‏

وأخرج ابن الأنباري، عن أبي رجاء - رضي الله عنه - أنه قرأ ‏{‏نفقد صواع الملك‏}‏ بعين غير معجمة، وصاد مفتوحة‏.‏

وأخرج عن عبد الله بن عون - رضي الله عنه - أنه كان يقرأ‏"‏صوع الملك‏"‏ بصاد مضمومة‏.‏

وأخرج عن سعيد بن جبير - رضي الله عنه - أنه كان يقرأ‏"‏صياع الملك‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ، عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله ‏{‏ولمن جاء به حمل بعير‏}‏ قال‏:‏ حمل حمار طعام، وهي لغة‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم، عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله ‏{‏حمل بعير‏}‏ وقر بعير‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله ‏{‏وأنا به زعيم‏}‏ قال كفيل‏.‏

وأخرج ابن جرير، عن سعيد بن جبير ومجاهد وقتادة والضحاك مثله‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله ‏{‏وأنا به زعيم‏}‏ قال‏:‏ الزعيم، هو المؤذن الذي قال ‏{‏أيتها العير‏}‏‏.‏

وأخرج ابن الأنباري في الوقف والابتداء، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أن نافع بن الأزرق قال له‏:‏ أخبرني عن قوله ‏{‏وأنا به زعيم‏}‏ ما الزعيم‏؟‏‏.‏‏.‏‏.‏قال‏:‏ الكفيل‏.‏ قال فيه فروة بن مسيك‏:‏

أكون زعيمكم في كل عام * بجيش جحفل لجب لهام

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ، عن الربيع بن أنس - رضي الله عنه - في قوله ‏{‏ما جئنا لنفسد في الأرض‏}‏ يقول‏:‏ ما جئنا لنعصي في الأرض‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم، عن ابن زيد - رضي الله عنه - في قوله ‏{‏قالوا فما جزاؤه‏}‏ قال‏:‏ عرفوا الحكم في حكمهم فقالوا ‏{‏جزاؤه من وجد في رحله فهو جزاؤه‏}‏ وكان الحكم عند الأنبياء‏!‏ يعقوب وبنيه عليهم السلام، أن يؤخذ السارق بسرقته عبدا يسترق‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر، عن الكلبي - رضي الله عنه - قال‏:‏ أخبروه بما يحكم في بلادهم، أنه من سرق أخذ عبدا‏.‏ فقالوا ‏{‏جزاؤه من وجد في رحله‏}‏‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ، عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله ‏{‏فبدأ بأوعيتهم‏}‏ الآية‏.‏ قال‏:‏ ذكر لنا أنه كان كلما فتح متاع رجل، استغفر تأثما مما صنع، حتى بقي متاع الغلام، قال‏:‏ ما أظن أن هذا أخذ شيئا‏.‏ قالوا‏:‏ بلى، فاستبره‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن الضحاك - رضي الله عنه - في قوله ‏{‏كذلك كدنا ليوسف‏}‏ قال‏:‏ كذلك صنعنا ليوسف ‏{‏ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك‏}‏ يقول‏:‏ في سلطان الملك‏.‏ قال‏:‏ كان في دين ملكهم أنه من سرق أخذت منه السرقة ومثلها معها من ماله، فيعطيه المسروق‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله ‏{‏ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك‏}‏ يقول‏:‏ في سلطان الملك‏.‏

وأخرج ابن جرير، عن محمد بن كعب القرظي - رضي الله عنه - في الآية‏.‏ قال‏:‏ دين الملك لا يؤخذ به من سرق أصلا، ولكن الله تعالى كاد لأخيه، حتى تكلموا بما تكلموا به فآخذهم بقولهم، وليس في قضاء الملك‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ، عن قتادة رضي الله عنه في قوله ‏{‏ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك‏}‏ قال‏:‏ لم يكن ذلك في دين الملك أن يأخذ من سرق عبدا‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر، عن الكلبي - رضي الله عنه - قال‏:‏ كان حكم الملك، أن من سرق ضاعف عليه الغرم‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ، عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله ‏{‏إلا أن يشاء الله‏}‏ قال‏:‏ إلا بعلة، كادها الله ليوسف عليه السلام، فاعتل بها‏.‏

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ من طريق مالك بن أنس - رضي الله عنه - قال‏:‏ سمعت زيد بن أسلم - رضي الله عنه - يقول في هذه الآية ‏{‏نرفع درجات من نشاء‏}‏ قال‏:‏ بالعلم‏.‏ يرفع الله به من يشاء في الدنيا‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ، عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله ‏{‏نرفع درجات من نشاء‏}‏ قال‏:‏ يوسف وإخوته، أوتوا علما‏.‏ فرفعنا يوسف فوقهم في العلم درجة‏.‏

وأخرج الفريابي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والبيهقي في الأسماء والصفات، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله ‏{‏وفوق كل ذي علم عليم‏}‏ قال‏:‏ يكون هذا أعلم من هذا، وهذا أعلم من هذا، والله فوق كل عالم‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والبيهقي في الأسماء والصفات، عن سعيد بن جبير - رضي الله عنه - قال‏:‏ كنا عند ابن عباس - رضي الله عنهما - فحدث بحديث، فقال رجل عنده ‏{‏وفوق كل ذي علم عليم‏}‏ فقال ابن عباس - رضي الله عنهما - بئس ما قلت، الله العليم الخبير هو فوق كل عالم‏.‏

وأخرج ابن جرير، عن محمد بن كعب - رضي الله عنه - قال‏:‏ سأل رجل عليا - رضي الله عنه - عن مسألة، فقال فيها‏.‏ فقال الرجل‏:‏ ليس هكذا، ولكن كذا وكذا، قال علي - رضي الله عنه - ‏:‏ أحسنت وأخطأت ‏{‏وفوق كل ذي علم عليم‏}‏‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات، عن عكرمة - رضي الله عنه - في قوله ‏{‏وفوق كل ذي علم عليم‏}‏ قال‏:‏ علم الله فوق كل عالم‏.‏

وأخرج ابن جرير، عن سعيد بن جبير - رضي الله عنه - ‏{‏وفوق كل ذي علم عليم‏}‏ قال‏:‏ الله أعلم من كل أحد‏.‏

وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ، عن الحسن في الآية قال‏:‏ ليس عالم إلا فوقه عالم حتى ينتهي العلم إلى الله‏.‏ منه بدأ وإليه يعود‏.‏ وفي قراءة عبد الله ‏"‏وفوق كل عالم عليم‏"‏‏.‏

وأخرج ابن المنذر، عن مجاهد وأبو الشيخ، عن ابن جريج في قوله ‏{‏وفوق كل ذي علم عليم‏}‏ قالا‏:‏ هو ذلك أيضا، يوسف وإخوته هو فوقهم في العلم‏.‏