فصل: الآيات 118 - 120

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الدر المنثور في التفسير بالمأثور **


 الآيات 110 - 112

أخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة وعبد بن حميد والفريابي وأحمد والنسائي وابن جرير وابن أبي حاتم وابن المنذر والطبراني والحاكم وصححه عن ابن عباس في قوله ‏{‏كنتم خير أمة أخرجت للناس‏}‏ قال‏:‏ هم الذين هاجروا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدي في الآية قال‏:‏ قال عمر بن الخطاب‏:‏ لو شاء الله لقال‏:‏ أنتم‏.‏ فكنا كلنا، ولكن قال ‏{‏كنتم‏}‏ في خاصة أصحاب محمد، ومن صنع مثل صنيعهم كانوا ‏{‏خير أمة أخرجت للناس‏}‏‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدي عمن حدثه عن عمر في قوله ‏{‏كنتم خير أمة‏}‏ قال‏:‏ تكون لأولنا، ولا تكون لآخرنا‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن عكرمة في الآية قال‏:‏ نزلت في ابن مسعود، وعمار بن يسار‏؟‏‏؟‏، وسالم مولى أبي حذيفة، وأبي بن كعب، ومعاذ بن جبل‏.‏

وأخرج ابن جرير عن قتادة قال‏:‏ ذكر لنا أن عمر بن الخطاب قرأ هذه الآية ‏{‏كنتم خير أمة أخرجت للناس‏}‏ الآية‏.‏ ثم قال‏:‏ يا أيها الناس من سره أن يكون من تلكم الأمة فليؤد شرط الله منها‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله ‏{‏كنتم خير أمة أخرجت للناس‏}‏ يقول‏:‏ على هذا الشرط‏.‏ أن تأمروا بالمعروف، وتنهوا عن المنكر، وتؤمنوا بالله‏.‏ يقول‏:‏ لمن أنتم بين ظهرانيه كقوله ‏(‏ولقد اخترناهم على علم على العالمين‏)‏ ‏(‏الدخان الآية 32‏)‏‏.‏

وأخرج الفريابي وعبد بن حميد والبخاري والنسائي وابن جرير وابن المنذرو ابن أبي حاتم والحاكم عن أبي هريرة في قوله ‏{‏كنتم خير أمة أخرجت للناس‏}‏ قال‏:‏ خير الناس للناس، تأتون بهم في السلاسل في أعناقهم حتى يدخلوا في الإسلام‏.‏

وأخرج ابن المنذر من طريق عكرمة عن ابن عباس ‏{‏كنتم خير أمة أخرجت للناس‏}‏ قال‏:‏ خير الناس للناس‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي بن كعب قال‏:‏ لم تكن أمة أكثر استجابة في الإسلام من هذه الأمة، فمن ثم قال ‏{‏كنتم خير أمة أخرجت للناس‏}‏‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وأحمد والترمذي وحسنه وابن ماجة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه وابن مردويه عن معاوية بن حيدة أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم في قوله ‏{‏كنتم خير أمة أخرجت للناس‏}‏ قال‏:‏ ‏"‏إنكم تتمون سبعين أمة، أنتم خيرها، وأكرمها على الله‏"‏‏.‏

وأخرج ابن جرير عن قتادة قال‏:‏ ‏"‏ذكر لنا نبي الله صلى الله عليه وسلم قال ذات يوم وهو مسند ظهره إلى الكعبة‏:‏ نحن نكمل يوم القيامة سبعين أمة، نحن آخرها وخيرها‏"‏‏.‏

وأخرج أحمد بسند حسن عن علي قال‏:‏ ‏"‏قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ أعطيت ما لم يعط أحد من الأنبياء‏:‏ نصرت بالرعب، وأعطيت مفاتيح الأرض، وسميت أحمد، وجعل التراب لي طهورا، وجعلت أمتي خير الأمم‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي جعفر ‏{‏كنتم خير أمة أخرجت للناس‏}‏ قال‏:‏ أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن عطية في الآية قال‏:‏ خير الناس للناس‏.‏ شهدتم للنبيين الذين كذبهم قومهم بالبلاغ‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة في الآية قال‏:‏ لم تكن أمة دخل فيها من أصناف الناس غير هذه الأمة‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس في قوله ‏{‏كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف‏}‏ يقول‏:‏ تأمرونهم أن يشهدوا أن لا إله إلا الله، والإقرار بما أنزل الله ويقاتلونهم عليه‏.‏ ولا إله إلا الله هو أعظم المعروف ‏{‏وتنهونهم عن المنكر‏}‏ والمنكر هو التكذيب، وهو أنكر المنكر‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله ‏{‏منهم المؤمنون‏}‏ قال‏:‏ استثنى الله منهم ثلاثة كانوا على الهدى والحق‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله ‏{‏وأكثرهم الفاسقون‏}‏ قال‏:‏ ذم الله أكثر الناس‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله ‏{‏لن يضروكم إلا أذى‏}‏ قال‏:‏ تسمعونه منهم‏.‏

وأخرج ابن جرير عن ابن جريج ‏{‏لن يضروكم إلا أذى‏}‏ قال‏:‏ اشراكهم في عزير، وعيسى، والصليب‏.‏

وأخرج عن الحسن ‏{‏لن يضروكم إلا أذى‏}‏ قال‏:‏ تسمعون منهم كذبا على الله، يدعونكم إلى الضلالة‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ‏{‏ضربت عليهم الذلة‏}‏ قال‏:‏ هم أصحاب القبالات‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن الحسن ‏{‏ضربت عليهم الذلة‏}

قال‏:‏ أذلهم الله فلا منعة لهم، وجعلهم الله تحت أقدام المسلمين‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الحسن قال‏:‏ أدركتهم هذه الأمة، وإن المجوس لتجتنيهم الجزية‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن وقتادة ‏{‏ضربت عليهم الذلة‏}‏ قال‏:‏ يعطون الجزية عن يد وهم ضاغرون‏.‏

وأخرج ابن المنذر عن الضحاك ‏{‏ضربت عليه الذلة‏}‏ قال‏:‏ الجزية‏.‏

وأخرج ابن المنذر وابن جرير وابن أبي حاتم من طريقين عن ابن عباس ‏{‏إلا بحبل من الله وحبل من الناس‏}‏ قال‏:‏ بعهد من الله وعهد من الناس‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله ‏{‏ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون‏}‏ قال‏:‏ اجتنبوا المعصية والعدوان، فإن بهما هلك من هلك قبلكم من الناس‏.‏

 الآيات 113 - 116

أخرج ابن إسحق وابن المنذر وابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني والبيهقي في الدلائل وابن عساكر عن ابن عباس قال‏:‏ لما أسلم عبد الله بن سلام، وثعلبة بن سعية، وأسيد بن سعية، وأسد بن عبيد، ومن أسلم من يهود معهم‏.‏ فآمنوا وصدقوا ورغبوا في الإسلام قالت أحبار يهود وأهل الكفر منهم‏:‏ ما آمن بمحمد وتبعه إلا شرارنا، ولو كانوا خيارنا ما تركوا دين آبائهم وذهبوا إلى غيره‏.‏ فأنزل الله في ذلك ‏{‏ليسوا سواء‏}‏ إلى قوله ‏{‏وأولئك من الصالحين‏}‏‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله ‏{‏ليسوا سواء‏}‏ الآية‏.‏ يقول‏:‏ ليس كل القوم هلك، قد كان لله فيهم بقية‏.‏

وأخرج ابن جرير عن ابن جريج في قوله ‏{‏أمة قائمة‏}‏ قال‏:‏ عبد الله بن سلام، وثعلبة بن سلام أخوه، وسعية، ومبشر، وأسيد، وأسد ابنا كعب‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدي في الآية يقول‏:‏ هؤلاء اليهود ليسوا كمثل هذه الآمة التي هي قانتة لله‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس ‏{‏أمة قائمة‏}‏ يقول‏:‏ مهتدية، قائمة على أمر الله لم تنزع عنه وتتركه كما تركه الآخرون وضيعوه‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد ‏{‏أمة قائمة‏}‏ قال‏:‏ عادلة‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن الربيع ‏{‏أمة قائمة‏}‏ يقول‏:‏ قائمة على كتاب الله، وحدوده، وفرائضه‏.‏

وأخرج ابن جرير عن الربيع ‏{‏آناء الليل‏}‏ قال‏:‏ ساعات الليل‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وابن نصر وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ‏{‏آناء الليل‏}‏ قال‏:‏ جوف الليل‏.‏

وأخرج الفريابي والبخاري في تاريخه وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن مسعود في قوله ‏{‏ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة‏}‏ قال‏:‏ لا يستوي أهل الكتاب وأمة محمد ‏{‏يتلون آيات الله آناء الليل‏}‏ قال‏:‏ صلاة العتمة هم يصلونها، ومن سواهم من أهل الكتاب لا يصلونها‏.‏

وأخرج أحمد والنسائي والبزار وأبو يعلى وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني بسند حسن عن ابن مسعود قال‏:‏ أخر رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة صلاة العشاء، ثم خرج إلى المسجد، فإذا الناس ينتظرون الصلاة فقال‏:‏ ‏"‏أما أنه ليس من أهل هذه الأديان أحد يذكر الله هذه الساعة غيركم‏.‏ ولفظ ابن جرير، والطبراني، وقال‏:‏ إنه لا يصلي هذه الصلاة أحد من أهل الكتاب‏.‏ قال‏:‏ وأنزلت هذه الآية ‏{‏ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة‏}‏ حتى بلغ ‏{‏والله عليم بالمتقين‏}‏ ‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن الربيع في قوله ‏{‏يتلون آيات الله آناء الليل‏}‏ قال‏:‏ قال بعضهم‏:‏ صلاة العتمة يصليها أمة محمد ولا يصليها غيرهم من أهل الكتاب‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وأبو داود والبيهقي في سننه عن معاذ بن جبل قال‏:‏ ‏"‏أخر رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة العتمة ليلة حتى ظن الظان أن قد صلى، ثم خرج فقال‏:‏ أعتموا بهذه الصلاة فإنكم فضلتم بها على سائر الأمم، ولم تصلها أمة قبلكم‏"‏‏.‏

وأخرج الطبراني بسند حسن عن المنكدر عن النبي صلى الله عليه وسلم ‏"‏أنه خرج ذات ليلة وقد أخر صلاة العشاء حتى ذهب من اليل هنيهة أو ساعة والناس ينتظرون في المسجد فقال‏:‏ أما إنكم لن تزالوا في صلاة ما انتظرتموها، ثم قال‏:‏ أما إنها صلاة لم يصلها أحد ممن كان قبلم من الأمم‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة والبزار بسند حسن عن ابن عمر ‏"‏أن النبي صلى الله عليه وسلم أعتم ليلة بالعشاء‏.‏ فناداه عمر‏:‏ نام النساء والصبيان فقال‏:‏ ما ينتظر هذه الصلاة أحد من أهل الأرض غيركم‏"‏‏.‏

وأخرج الطبراني بسند حسن عن ابن عباس ‏"‏أن النبي صلى الله عليه وسلم أخر صلاة العشاء ثم خرج فقال‏:‏ ما يحبسكم هذه الساعة‏؟‏ قالوا‏:‏ يا نبي الله انتظرناك لنشهد الصلاة معك فقال لهم‏:‏ ما صلى صلاتكم هذه أمة قط قبلكم، وما زلتم في صلاة بعد‏"‏‏.‏

وأخرج الطبراني بسند حسن عن عبد الله بن المستورد قال‏:‏ ‏"‏احتبس النبي صلى الله عليه وسلم ليلة حتى لم يبق في المسجد إلا بضعة عشر رجلا، فخرج إليهم فقال‏:‏ ما أمسى أحد ينتظر الصلاة غيركم‏"‏‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن منصور قال‏:‏ بلغني أنها نزلت ‏{‏يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون‏}‏ فيما بين المغرب والعشاء‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن مسعود في قوله ‏{‏يتلون آيات الله آناء الليل‏}‏ قال‏:‏ هي صلاة الغفلة‏.‏

وأخرج ابن جرير عن أبي عمرو بن العلاء في قوله ‏{‏وما تفعلوا من خير فلن تكفروه‏}‏ قال‏:‏ بلغني عن ابن عباس أنه كان يقرؤهما جميعا بالتاء‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة ‏{‏فلن تكفروه‏}‏ قال‏:‏ لن يضل عنكم‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن ‏{‏فلن تكفروه‏}‏ قال‏:‏ لن تظلموه‏.‏

 الآية 117

أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله ‏{‏مثل ما ينفقون في هذه الحياة الدنيا‏}‏ قال‏:‏ مثل نفقة الكافر في الدنيا‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدي في الآية يقول‏:‏ مثل ما ينفق المشركون ولا يتقبل منهم، كمثل هذا الزرع إذا زرعه القوم الظالمون‏.‏ فأصابته ريح فيها صر فأهلكته، فكذلك أنفقوا فأهلكهم شركهم‏.‏

وأخرج سعيد بن منصور والفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طرق عن ابن عباس ‏{‏فيها صر‏}‏ قال‏:‏ برد شديد‏.‏

وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله ‏{‏فيها صر‏}‏ قال‏:‏ برد‏.‏ قال‏:‏ فهل تعرف العرب ذلك‏؟‏ قال‏:‏ نعم‏.‏ أما سمعت قول نابغة بني ذبيان‏:‏

لا يبردون إذا ما الأرض جللها * صر الشتاء من الأمحال كالأدم

 الآيات 118 - 120

أخرج ابن إسحق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال‏:‏ كان رجال من المسلمين يواصلون رجالا من يهود لما كان بينهم من الجوار والحلف في الجاهلية، فأنزل الله فيهم ينهاهم عن مباطنتهم تخوف الفتنة عليهم منهم ‏{‏يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم‏.‏‏.‏‏}‏ الآية‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ‏{‏لا تتخذوا بطانة من دونكم‏}‏ قال‏:‏ هم المنافقون‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في الآية قال‏:‏ نزلت في المنافقين من أهل المدينة‏.‏ نهى المؤمنين أن يتولوهم‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم والطبراني بسند جيد عن حميد بن مهران المالكي الخياط قال‏:‏ سألت أبا غالب عن قوله ‏{‏يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم‏.‏‏.‏‏.‏‏}‏ الآية‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏حدثني أبو أمامة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ أنه قال‏:‏ هم الخوارج‏"‏‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وأبو يعلى وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الشعب عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏لا تنقشوا في خواتيمكم عربيا، ولا تستضيئوا بنار المشركين‏.‏ فذكر ذلك للحسن فقال‏:‏ نعم‏.‏ لا تنقشوا في خواتيمكم محمدا، ولا تستشيروا المشركين في شيء من أموركم‏"‏ قال الحسن‏:‏ وتصديق ذلك في كتاب الله ‏{‏يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم‏}‏‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن أبي حاتم عن عمر بن الخطاب‏.‏ أنه قيل له‏:‏ إن هنا غلاما من أهل الحيرة حافظا كاتبا، فلو اتخذته كاتبا قال‏:‏ قد اتخذت إذن بطانة من دون المؤمنين‏.‏

وأخرج ابن جرير عن الربيع ‏{‏لا تتخذوا بطانة‏}‏ يقول‏:‏ لا تستدخلوا المنافقين تتولوهم دون المؤمنين‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدي ‏{‏ودوا ما عنتم‏}‏ يقول‏:‏ ما ضللتم‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل ‏{‏ودوا ما عنتم‏}‏ يقول‏:‏ ود المنافقون ما عنت المؤمنون في دينهم‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة ‏{‏قد بدت البغضاء من أفواههم‏}‏ يقول‏:‏ من أفواه المنافقين إلى إخوانهم من الكفار من غشهم للإسلام وأهله وبغضهم إياهم ‏{‏وما تخفي صدورهم أكبر‏}‏ يقول‏:‏ ما تكن صدورهم أكبر مما قد أبدوا بألسنتهم‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج في قوله ‏{‏ها أنتم أولاء تحبونهم ولا يحبونكم‏}‏ قال المؤمن خير للمنافق من المنافق للمؤمن يرحمه في الدنيا‏.‏ لو يقدر المنافق من المؤمن على مثل ما يقدر عليه منه لأباد خضراءه‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن قتادة‏.‏ مثله‏.‏

وأخرج اسحق وابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس في قوله ‏{‏وتؤمنون بالكتاب كله‏}‏ أي بكتابكم وكتابهم، وبما مضى من الكتب قبل ذلك، وهم يكفرون بكتابكم، فأنتم أحق بالبغضاء لهم منهم لكم‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن مسعود ‏{‏وإذا خلوا عضوا عليكم الأنامل‏}‏ قال‏:‏ هكذا ووضع أطراف أصابعه في فيه‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله ‏{‏وإذا لقوكم‏.‏‏.‏‏.‏‏}‏ الآية‏.‏ قال‏:‏ إذا لقوا المؤمنين ‏{‏قالوا آمنا‏}‏ ليس بهم إلا مخافة على دمائهم وأموالهم فصانعوهم بذلك ‏{‏وإذا خلوا عضوا عليكم الأنامل من الغيظ‏}‏ يقول‏:‏ مما يجدون في قلوبهم من الغيظ والكراهة لما هم عليه، لو يجدون ريحا لكانوا على المؤمنين‏.‏

وأخرج ابن جرير عن السدي ‏{‏عضوا عليكم الأنامل‏}‏ قال‏:‏ الأصابع‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن أبي الجوزاء قال‏:‏ نزلت هذه الآية في الإباضية‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل ‏{‏إن تمسسكم حسنة‏}‏ يعني النصر على العدو، والرزق، والخير، يسؤهم ذلك ‏{‏وإن تصبكم سيئة‏}‏ يعني القتل والهزيمة والجهد‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة في الآية قال‏:‏ إذا رأوا من أهل الإسلام إلفة وجماعة وظهورا على عدوهم غاظهم ذلك وساءهم، واذا رأوا من أهل الإسلام فرقة واختلافا أو أصيب طرف من أطراف المسلمين سرهم ذلك وابتهجوا به‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ ‏{‏وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم‏}‏ مشددة برفع الضاد والراء‏.‏