فصل: الآية (71)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الدر المنثور في التفسير بالمأثور **


 الآية 68 - 70

أخرج ابن أبي حاتم، عن ابن عباس في قوله‏:‏ ‏{‏وأوحى ربك إلى النحل‏}‏ قال‏:‏ ألهمها‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم، عن الحسن قال‏:‏ النحل دابة أصغر من الجندب، ووحيه إليها قذف في قلوبها‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر، عن مجاهد في قوله‏:‏ ‏{‏وأوحى ربك إلى النحل‏}‏ قال‏:‏ ألهمها إلهاما، ولم يرسل إليها رسولا‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق العوفي، عن ابن عباس في قوله‏:‏ ‏{‏وأوحى ربك إلى النحل‏}‏ قال‏:‏ أمرها أن تأكل من كل الثمرات، وأمرها أن تتبع سبل ربها ذللا‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن مجاهد في قوله‏:‏ ‏{‏فاسلكي سبل ربك ذللا‏}‏ قال‏:‏ طرقا لا يتوعر عليها مكان سلكته‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر، عن قتادة في قوله‏:‏ ‏{‏فاسلكي سبل ربك ذللا‏}‏ قال‏:‏ مطيعة‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم، عن ابن زيد في الآية قال‏:‏ الذلول الذي يقاد ويذهب به حيث أراد صاحبه‏.‏ قال‏:‏ فهم يخرجون بالنحل وينتجعون بها‏.‏ ويذهبون وهي تتبعهم‏.‏ وقرأ ‏{‏أو لم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاما فهم لهم مالكون وذللناها لهم‏}‏ ‏(‏يس، آية 71 - 72‏)‏ الآية‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم، عن السدي رضي الله عنه في قوله‏:‏ ‏{‏فاسلكي سبل ربك ذللا‏}‏ قال‏:‏ ذليلة لذلك‏.‏ وفي قوله‏:‏ ‏{‏يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه‏}‏ قال‏:‏ هذا العسل ‏{‏فيه شفاء للناس‏}‏ يقول‏:‏ فيه شفاء الأوجاع التي شفاؤها فيه‏.‏

وأخرج ابن جرير، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله‏:‏ ‏{‏يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس‏}‏ يعني العسل‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي شيبة وابن أبي حاتم، عن مجاهد رضي الله عنه في قوله‏:‏ ‏{‏شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس‏}‏ قال‏:‏ هو العسل فيه الشفاء، وفي القرآن‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال‏:‏ إن العسل فيه شفاء من كل داء، والقرآن شفاء لما في الصدور‏.‏

وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه، عن ابن مسعود قال‏:‏ عليكم بالشفاءين‏:‏ العسل والقرآن‏.‏

وأخرج ابن ماجه وابن مردويه والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الإيمان، عن ابن مسعود قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏عليكم بالشفاءين العسل والقرآن‏"‏‏.‏

وأخرج البخاري، عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي قال‏:‏ ‏"‏الشفاء في ثلاثة في شرطة محجم، أو شربة عسل، أو كية بنار، وأنا أنهي أمتي عن الكي‏"‏‏.‏

وأخرج أحمد والبخاري ومسلم وابن مردويه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ يا رسول الله، إن أخي استطلق بطنه، فقال‏:‏ ‏"‏اسقه عسلا‏"‏‏:‏ فسقاه عسلا، ثم جاء فقال‏:‏ ما زاده إلا استطلاقا‏:‏ قال‏:‏ ‏"‏اذهب فاسقه عسلا‏"‏ فسقاه عسلا، ثم جاء فقال‏:‏ ما زاده إلا استطلاقا‏!‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏صدق الله وكذب بطن أخيك، اذهب فاسقه عسلا‏"‏ فذهب فسقاه فبرأ‏.‏

وأخرج ابن ماجه وابن السني والبيهقي في الشعب عن أبي هريرة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏من لعق العسل ثلاث غدوات كل شهر لم يصبه عظيم من البلاء‏"‏‏.‏

وأخرج البيهقي في الشعب، عن عامر بن مالك قال‏:‏ بعثت إلى النبي صلى الله عليه وسلم من وعك كان بي ألتمس منه دواء وشفاء، فبعث إلى بعكة من عسل‏.‏

وأخرج حميد بن زنجويه، عن نافع أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما كان لا يشكو قرحة ولا شيئا إلا جعل عليه عسلا حتى الدمل إذا كان به طلاه عسلا، فقلنا له‏:‏ تداوي الدمل بالعسل‏؟‏ فقال أليس يقول الله‏:‏ ‏{‏فيه شفاء للناس‏}‏‏.‏

وأخرج أحمد والنسائي، عن معاوية بن خديج قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏إن كان في شيء شاء ففي شرطة من محجم أو شربة من عسل أو كية بنار تصيب ألما، وما أحب أن أكتوى‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة، عن حشرم المجمري‏:‏ أن ملاعب الأسنة عامر بن مالك بعث إلى النبي صلى الله عليه وسلم يسأله الدواء والشفاء من داء نزل به‏؟‏ فبعث إليه النبي صلى الله عليه وسلم بعسل أو بعكة من عسل‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة، عن عبد الله بن عمر وقال‏:‏ مثل المؤمن كمثل النحلة تأكل طيبا وتضع طيبا‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة، عن الزهري قال‏:‏ نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن قتل النمل والنحل‏.‏

وأخرج الطبراني في الأوسط بسند حسن، عن أبي هريرة قال‏:‏ قال رسول اللهصلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏مثل بلال كمثل النحلة، غدت تأكل من الحلو والمر، ثم هو حلو كله‏"‏‏.‏

وأخرج الحاكم وصححه، عن عبد الله بن عمرو قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏إن الله لا يحب الفاحش ولا المتفحش وسوء الجوار وقطيعة الرحم، ثم قال‏:‏ إنما مثل المؤمن كمثل النحلة رتعت فأكلت طيبا ثم سقطت فلم تؤذ ولم تكسر‏"‏‏.‏

وأخرج الطبراني عن سهل بن سعد الساعدي‏:‏ أن النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ نهى عن قتل النملة والنحلة والهدهد والصرد والضفدع‏.‏

وأخرج الخطيب في تاريخه، عن أبي هريرة قال‏:‏ نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتل أربع من الدواب‏:‏ النملة والنحلة والهدهد والصرد‏.‏

وأخرج أبو يعلى عن أنس قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏عمر الذباب أربعون يوما، والذباب كله في النار، إلا النحل‏"‏‏.‏

وأخرج عبد الرزاق في المصنف من طريق مجاهد، عن عبيد بن عمير أو ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏كل الذباب في النار إلا النحل‏"‏ وكان ينهى عن قتلها‏.‏

وأخرج الحكيم الترمذي عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏الذباب كلها في النار إلا النحل‏"‏‏.‏

وأخرج ابن جرير، عن علي رضي الله عنه في قوله‏:‏ ‏{‏ومنكم من يرد إلى أرذل العمر‏}‏ قال‏:‏ خمس وسبعون سنة‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم، عن السدي في قوله‏:‏ ‏{‏ومنكم من يرد إلى أرذل العمر‏}‏ الآية‏.‏ أرذل العمر هو الخوف‏.‏

وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن عكرمة قال‏:‏ من قرأ القرآن لم يرد إلى أرذل العمر، ثم قرأ ‏{‏لكي لا يعلم بعد علم شيئا‏}‏‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة، عن طاوس قال‏:‏ إن العالم لا يخرف‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة، عن عبد الملك بن عمير قال‏:‏ كان يقال أن أبقى الناس عقولا قراء القرآن‏.‏

وأخرج البخاري وابن مردويه، عن أنس‏:‏ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو، ‏"‏أعوذ بك من البخل والكسل وأرذل العمر وعذاب القبر وفتنة الدجال وفتنة المحيا وفتنة الممات‏"‏‏.‏

وأخرج ابن مردويه، عن ابن مسعود قال‏:‏ كان دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏"‏أعوذ بالله من دعاء لا يسمع ومن قلب لا يخشع ومن علم لا ينفع ومن نفس لا تشبع، اللهم إني أعوذ بك من الجوع فإنه بئس الضجيع‏.‏ ومن الخيانة فإنها بئست البطانة‏.‏ وأعوذ بك من الكسل والهرم والبخل والجبن، وأعوذ بك أن أرد إلى أرذل العمر، وأعوذ بك من فتنة الدجال وعذاب القبر‏"‏‏.‏

وأخرج ابن مردويه، عن سعد بن أبي وقاص عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه كان يدعو ‏"‏اللهم إني أعوذ بك من البخل وأعوذ بك من الجبن وأعوذ بك أن أرد إلى أرذل العمر، وأعوذ بك من فتنة الدنيا وأعوذ بك من عذاب القبر‏"‏‏.‏

وأخرج ابن مردويه، عن أنس بن مالك قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏المولود حتى يبلغ الحنث ما يعمل من حسنة أثبت لوالده أو لوالديه، وإن عمل سيئة لم تكتب عليه ولا على والديه، فإذا بلغ الحنث وجرى عليه القلم أمر الملكان اللذان معه فحفظاه وسددا، فإذا بلغ أربعين سنة في الإسلام، آمنه الله من البلايا الثلاثة‏:‏ من الجنون والجذام والبرص، فإذا بلغ الخمسين ضاعف الله حسناته، فإذا بلغ ستين رزقه الله الإنابة إليه فيما يحب، فإذا بلغ سبعين أحبه أهل السماء، فإذا بلغ تسعين سنة غفر الله ما تقدم من ذنبه وما تأخر وشفعه في أهل بيته وكان اسمه عنده أسير الله في أرضه، فإذا بلغ إلى أرذل العمر ‏{‏لكي لا يعلم بعد علم شيئا‏}‏ كتب الله له مثل ما كان يعمل في صحته من الخير، وإن عمل سيئة لم تكتب عليه‏"‏‏.‏

 الآية 71

أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم، عن ابن عباس في قوله‏:‏ ‏{‏والله فضل بعضكم على بعض في الرزق‏}‏ الآية‏.‏ يقول‏:‏ لم يكونوا يشركون عبيدهم في أموالهم ونسائهم، وكيف تشركون عبيدي معي في سلطاني‏؟‏‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن مجاهد في الآية قال‏:‏ هذا مثل الآلهة الباطل مع الله‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن جرير وابن أبي حاتم، عن قتادة في قوله‏:‏ ‏{‏والله فضل بعضكم على بعض في الرزق‏}‏ الآية‏.‏ قال‏:‏ هذا مثل ضربه الله، فهل منكم من أحد يشارك مملوكه في زوجته وفي فراشه‏؟‏‏!‏ أفتعدلون بالله خلقه وعباده‏؟‏ فإن لم ترض لنفسك هذا، فالله أحق أن تبرئه من ذلك، ولا تعدل بالله أحدا من عباده وخلقه‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم، عن عطاء الخراساني في الآية‏.‏ قال‏:‏ هذا مثل ضربه الله في شأن الآلهة، فقال كيف تعدلون بي عبادي، ولا تعدلون عبيدكم بأنفسكم، وتردون ما فضلتم به عليهم فتكونون أنتم وهم في الرزق سواء‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن البصري قال‏:‏ كتب عمر بن الخطاب إلى أبي موسى الأشعري، اقنع برزقك في الدنيا، فإن الرحمن فضل بعض عباده على بعض في الرزق، بلاء يبتلى به كلا، فيبتلى به من بسط له، كيف شكره فيه، وشكره لله أداؤه الحق الذي افترض عليه مما رزقه وخوله‏.‏

 الآية 72

أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن قتادة في قوله‏:‏ ‏{‏والله جعل لكم من أنفسكم أزواجا‏}‏ قال‏:‏ خلق آدم ثم خلق زوجته منه‏.‏

وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور والبخاري في تاريخه وابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه والبيهقي في سننه، عن ابن مسعود في قوله‏:‏ ‏{‏بنين وحفدة‏}‏ قال الحفدة الأختان‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم، عن ابن عباس قال‏:‏ الحفدة الأصهار‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم، عن ابن عباس قال‏:‏ الحفدة الولد وولد الولد‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم، عن ابن عباس قال‏:‏ الحفدة بنو البنين‏.‏

وأخرج الطستي، عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق قال له‏:‏ أخبرني عن قوله عز وجل‏:‏ ‏{‏وحفدة‏}‏ قال‏:‏ ولد الولد وهم الأعوان قال‏:‏ وهل تعرف العرب ذلك قال‏:‏ نعم أما سمعت الشاعر وهو يقول‏:‏

حفد الولائد حولهن وأسلمت * بأكفهن أزمة الاجمال

وأخرج ابن جرير، عن أبي حمزة قال‏:‏ سئل ابن عباس عن قوله‏:‏ ‏{‏بنين وحفدة‏}‏ قال‏:‏ من أعانك فقد حفدك، أما سمعت قول الشاعر‏:‏

حفد الولائد حولهن وأسلمت * بأكفهن أزمة الاجمال

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم، عن ابن عباس قال‏:‏ الحفدة بنو امرأة الرجل ليسوا منه‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن أبي مالك قال‏:‏ الحفدة الأعوان‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم، عن عكرمة قال‏:‏ الحفدة الخدم‏.‏

وأخرج ابن جرير، عن الحسن قال‏:‏ الحفدة البنون وبنو البنون، ومن أعانك من أهل أو خادم فقد حفدك‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم، عن قتادة في قوله‏:‏ ‏{‏أفبالباطل يؤمنون‏}‏ قال‏:‏ الشرك‏.‏

وأخرج ابن المنذر، عن ابن جريج في قوله‏:‏ ‏{‏أفبالباطل يؤمنون‏}‏ قال‏:‏ الشيطان ‏{‏وبنعمة الله‏}‏ قال‏:‏ محمد‏.‏

 الآية 73 - 77

أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن قتادة في قوله‏:‏ ‏{‏ويعبدون من دون الله ما لا يملك لهم رزقا من السموات والأرض‏}‏ قال‏:‏ هذه الأوثان التي تعبد من دون الله، لا تملك لمن يعبدها رزقا ولا ضرا ولا نفعا ولا حياة ولا نشورا ‏{‏فلا تضربوا لله الأمثال‏}‏ فإنه أحد صمد ‏(‏لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد‏)‏ ‏(‏الصمدية‏:‏ 3 الآية‏)‏‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن ابن عباس في قوله‏:‏ ‏{‏فلا تضربوا لله الأمثال‏}‏ يعني اتخاذهم الأصنام‏.‏ يقول‏:‏ لا تجعلوا معي إلها غيري، فإنه لا إله غيري‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم، عن ابن عباس في قوله‏:‏ ‏{‏ضرب الله مثلا عبدا مملوكا لا يقدر على شيء‏}‏ يعني الكافر، أنه لا يستطيع أن ينفق نفقة في سبيل الله ‏{‏ومن رزقناه منا رزقا حسنا فهو ينفق منه سرا وجهرا‏}‏ يعني المؤمن وهو المثل في النفقة‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم، عن قتادة في قوله‏:‏ ‏(‏وضرب الله مثلا عبدا مملوكا‏)‏ قال‏:‏ هذا مثل ضربه الله للكافر رزقه الله مالا فلم يقدم فيه خيرا ولم يعمل فيه بطاعة الله‏.‏ ‏{‏ومن رزقناه منا رزقا حسنا‏}‏ قال‏:‏ هو المؤمن أعطاه الله مالا رزقا حلالا، فعمل فيه بطاعة الله، وأخذه بشكر ومعرفة حق الله، فأثابه الله على ما رزقه الرزق المقيم الدائم لأهله في الجنة‏.‏ قال الله‏:‏ ‏{‏هل يستويان مثلا‏}‏ قال‏:‏ لا والله لا يستويان‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن مجاهد في قوله‏:‏ ‏{‏ضرب الله مثلا عبدا مملوكا لا يقدر على شيء ومن رزقناه منا رزقا حسنا‏}‏ و ‏{‏رجلين أحدهما أبكم‏}‏ ‏{‏ومن يأمر بالعدل‏}‏ قال‏:‏ كل هذا مثل إله الحق، وما يدعون من دونه الباطل‏.‏

وأخرج ابن المنذر من طريق ابن جريج، عن ابن عباس في قوله‏:‏ ‏{‏ضرب الله مثلا عبدا مملوكا لا يقدر على شيء‏}‏ قال‏:‏ يعني بذلك الآلهة التي لا تملك ضرا ولا نفعا، ولا تقدر على شيء‏.‏ ينفعها ومن رزقنا منا رزقا حسنا فهو ينفق منه سرا وجهرا قال علانية المؤمن الذي ينفق سرا وجهرا لله‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم، عن الحسن في قوله‏:‏ ‏{‏ضرب الله مثلا عبدا مملوكا لا يقدر على شيء‏}‏ قال الصنم‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم، عن الربيع بن أنس قال‏:‏ إن الله ضرب الأمثال على حسب الأعمال، فليس عمل صالح، إلا له المثل الصالح، وليس عمل سوء، إلا له مثل سوء، وقال‏:‏ إن مثل العالم المتفهم، كطريق بين شجر وجبل، فهو مستقيم لا يعوجه شيء، فذلك مثل العبد المؤمن الذي قرأ القرآن وعمل به‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه وابن عساكر‏.‏ عن ابن عباس قال‏:‏ نزلت هذه الآية ‏{‏ضرب الله مثلا عبدا مملوكا لا يقدر على شيء‏}‏ في رجل من قريش وعبده، في هشام بن عمر، وهو الذي ينفق ماله سرا وجهرا، وفي عبد أبي الجوزاء الذي كان ينهاه‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم، عن ابن عباس قال‏:‏ ليس للعبد طلاق إلا بإذن سيده‏.‏ وقرأ ‏{‏عبدا مملوكا لا يقدر على شيء‏}‏‏.‏

وأخرج البيهقي في سننه‏.‏ عن ابن عباس أنه سئل عن المملوك يتصدق بشيء‏؟‏ قال‏:‏ ‏{‏ضرب الله مثلا عبدا مملوكا لا يقدر على شيء‏}‏ لا يتصدق بشيء‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم، عن ابن عباس في قوله‏:‏ ‏{‏ضرب الله مثلا رجلين أحدهما أبكم‏}‏ إلى آخر الآية‏.‏ يعني بالأبكم الذي ‏{‏هو كل على مولاه‏}‏ الكافر‏.‏ وبقوله‏:‏ ‏{‏ومن يأمر بالعدل‏}‏ المؤمن‏.‏ وهذا المثل في الأعمال‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه وابن عساكر، عن ابن عباس قال‏:‏ نزلت هذه الآية ‏{‏وضرب الله مثلا رجلين أحدهما أبكم‏}‏ في رجلين أحدهما عثمان بن عفان، ومولى له كافر، وهو أسيد بن أبي العيص، كان يكره الإسلام، وكان عثمان ينفق عليه ويكفله ويكفيه المؤنة، وكان الآخر ينهاه عن الصدقة والمعروف، فنزلت فيهما‏.‏

وأخرج ابن سعد وابن أبي شيبة والبخاري في تاريخه وابن أبي حاتم وابن مردويه والضياء في المختارة، عن ابن عباس في قوله‏:‏ ‏{‏ومن يأمر بالعدل‏}‏ قال‏:‏ عثمان بن عفان‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم، عن السدي في الآية قال‏:‏ هذا مثل ضربه الله للآلهة أيضا‏.‏ أما الأبكم فالصنم، فإنه أبكم لا ينطق ‏{‏وهو كل على مولاه‏}‏ ينفقون عليه وعلى من يأتيه، ولا ينفق عليهم ولا يرزقهم ‏{‏هل يستوي هو ومن يأمر بالعدل‏}‏ وهو الله‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر، عن قتادة في قوله‏:‏ ‏{‏أحدهما أبكم‏}‏ قال‏:‏ هو الوثن ‏{‏هل يستوي هو ومن يأمر بالعدل‏}‏ قال‏:‏ الله‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم وابن المنذر، عن ابن عباس في قوله‏:‏ ‏{‏كل‏}‏ قال‏:‏ الكل العيال‏.‏ كانوا إذا ارتحلوا حملوه على بعير ذلول، وجعلوا معه نفرا يمسكونه خشية أن يسقط، فهو عناء وعذاب وعيال عليهم ‏{‏هل يستوي هو ومن يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم‏}‏ يعني نفسه‏.‏

وأخرج الطبراني عن ابن مسعود أنه قرأ خبر‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن قتادة في قوله‏:‏ ‏{‏وما أمر الساعة إلا كلمح البصر‏}‏ هو أن يقول‏:‏ كن أو أقرب، فالساعة ‏{‏كلمح البصر أو أقرب‏}‏‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم، عن السدي في قوله‏:‏ ‏{‏كلمح البصر‏}‏ يقول‏:‏ كلمح ببصر العين من السرعة‏.‏ أو ‏{‏أقرب‏}‏ من ذلك إذا أردنا‏.‏

وأخرج ابن المنذر، عن ابن جريج في قوله‏:‏ ‏{‏وما أمر الساعة إلا كلمح البصر أو هو أقرب‏}‏ قال‏:‏ هو أقرب، وكل شيء في القرآن أو، فهو هكذا ‏(‏مائة ألف أو يزيدون‏)‏ والله أعلم‏.‏