فصل: الآية (91)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الدر المنثور في التفسير بالمأثور **


 الآية 91

أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم، عن مزيدة بن جابر في قوله‏:‏ ‏{‏وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم‏}‏ قال‏:‏ نزلت هذه الآية في بيعة النبي صلى الله عليه وسلم، كان من أسلم بايع على الإسلام فقال‏:‏ ‏{‏وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها‏}‏ فلا تحملنكم قلة محمد وأصحابه وكثرة المشركين أن تنقضوا البيعة التي بايعتم على الإسلام‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن مجاهد في قوله‏:‏ ‏{‏ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها‏}‏ قال‏:‏ تغليظها في الحلف‏:‏ ‏{‏وقد جعلتم الله عليكم كفيلا‏}‏ قال‏:‏ وكيلا‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر، عن قتادة في قوله‏:‏ ‏{‏ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها‏}‏ يقول‏:‏ بعد تشديدها وتغليظها‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله‏:‏ ‏{‏ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها‏}‏ يعني، بعد وتغليظها وتشديدها ‏{‏وقد جعلتم الله عليكم كفيلا‏}‏ يعني في العهد شهيدا، والله أعلم بالصواب‏.‏

 الآية 92 - 96

أخرج ابن أبي حاتم عن أبي بكر بن حفص قال‏:‏ كانت سعيدة الأسدية مجنونة تجمع الشعر والليف، فنزلت هذه الآية ‏{‏ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها‏.‏‏.‏‏.‏‏}‏ الآية‏.‏

وأخرج ابن مردويه من طريق عطاء بن أبي رباح قال‏:‏ قال لي ابن عباس‏:‏ يا عطاء، ألا أريك امرأة من أهل الجنة‏؟‏ فأراني حبشية صفراء، فقال‏:‏ ‏"‏هذه أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت‏:‏ إن بي هذه الموتة - يعني الجنون - فادع الله أن يعافيني‏.‏ فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ إن شئت دعوت الله فعافاك، وإن شئت صبرت واحتسبت ولك الجنة، فاختارت الصبر والجنة ‏"‏قال‏:‏ وهذه المجنونة سعيدة الأسدية، وكانت تجمع الشعر والليف فنزلت هذه الآية ‏{‏ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها‏.‏‏.‏‏.‏‏}‏ الآية‏.‏

وأخرج ابن جرير عن عبد الله بن كثير في قوله‏:‏ ‏{‏ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها‏}‏ قال‏:‏ خرقاء كانت بمكة تنقضه بعدما تبرمه‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدي في قوله‏:‏ ‏{‏ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها‏}‏ قال‏:‏ كانت امرأة بمكة، كانت تسمى خرقاء مكة كانت تغزل فإذا أبرمت غزلها تنقضه‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم، عن مجاهد في قوله‏:‏ ‏{‏ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها‏}‏ قال‏:‏ نقضت حبلها بعد إبرامها إياه‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن قتادة في الآية‏:‏ لو سمعتم بامرأة نقضت غزلها من بعد إبرامه لقلتم‏:‏ ما أحمق هذه‏.‏‏.‏‏.‏‏!‏ وهذا مثل ضربه الله لمن نكث عهده‏.‏ وفي قوله‏:‏ ‏{‏تتخذون أيمانكم دخلا بينكم‏}‏ قال‏:‏ خيانة وغدرا‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله‏:‏ ‏{‏أن تكون أمة هي أربى من أمة‏}‏ قال‏:‏ ناس أكثر من ناس‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن مجاهد رضي الله عنه في قوله‏:‏ ‏{‏أن تكون أمة هي أربى من أمة‏}‏ قال‏:‏ كانوا يحالفون الحلفاء فيجدون أكثر منهم وأعز فينقضون حلف هؤلاء، ويحالفون هؤلاء الذين هم أعز فنهوا عن ذلك‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في الآية قال‏:‏ ولا تكونوا في نقض العهد بمنزلة التي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا، يعني بعد ما أبرمته ‏{‏تتخذون أيمانكم‏}‏ يعني العهد ‏{‏دخلا بينكم‏}‏ يعني بين أهل العهد، يعني مكرا أو خديعة ليدخل‏[‏‏]‏ العلة فيستحل به نقض العهد ‏{‏أن تكون أمة هي أربى من أمة‏}‏ يعني أكثر ‏{‏إنما يبلوكم الله به‏}‏ يعني بالكثرة ‏{‏وليبينن لكم يوم القيامة ما كنتم فيه تختلفون ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة‏}‏ يعني المسلمة والمشركة ‏{‏أمة واحدة‏}‏ يعني ملة الإسلام وحدها ‏{‏ولكن يضل من يشاء‏}‏ يعني عن دينه، وهم المشركون ‏{‏ويهدي من يشاء‏}‏ يعني المسلمين ‏{‏ولتسألن‏}‏ يوم القيامة ‏{‏عما كنتم تعملون‏}‏ ثم ضرب مثلا آخر للناقض العهد فقال‏:‏ ‏{‏ولا تتخذوا أيمانكم‏}‏ يعني العهد ‏{‏دخلا بينكم فتزل قدم بعد ثبوتها‏}‏ يقول‏:‏ إن ناقض العهد يزل في دينه كما يزل قدم الرجل بعد الاستقامة ‏{‏وتذوقوا السوء بما صددتم عن سبيل الله‏}‏ يعني العقوبة ‏{‏ولا تشتروا بعهد الله ثمنا قليلا‏}‏ يعني عرضا من الدنيا يسيرا ‏{‏إنما عند الله‏}‏ يعني الثواب ‏{‏هو خير لكم‏}‏ يعني أفضل لكم من العاجل ‏{‏ما عندكم ينفد‏}‏ يعني ما عندكم من الأموال يفنى ‏{‏وما عند الله باق‏}‏ يعني وما عند الله في الآخرة من الثواب دائم لا يزول عن أهله، وليجزين ‏{‏الذين صبروا بأحسن ما كانوا يعلمون‏}‏ في الدنيا ويعفو عن سيئاتهم‏.‏

وأخرج سعيد بن منصور والطبراني، عن ابن مسعود قال‏:‏ إياكم وأرأيت فإنما هلك من كان قبلكم بأرأيت، ولا تقيسوا الشيء بالشيء ‏{‏فتزل قدم بعد ثبوتها‏}‏ وإذا سئل أحدكم عما لا يعلم فليقل‏:‏ لا أعلم، فإنه ثلث العلم‏.‏

 الآية 97

أخرج عبد الرزاق والفريابي وسعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن ابن عباس رضي الله عنهما، أنه سئل عن هذه الآية ‏{‏من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة‏}‏ قال‏:‏ الحياة الطيبة، الرزق الحلال في هذه الحياة الدنيا‏.‏ وإذا صار إلى ربه جازاه بأحسن ما كان يعمل‏.‏

وأخرج ابن جرير عن الضحاك في قوله‏:‏ ‏{‏فلنحيينه حياة طيبة‏}‏ قال‏:‏ الحياة الطيبة، الرزق الحلال في هذه الحياة الدنيا، وإذا صار إلى ربه جازاه بأحسن ما كان يعمل‏.‏

وأخرج ابن جرير عن الضحاك رضي الله عنه في قوله‏:‏ ‏{‏فلنحييه حياة طيبة‏}‏ قال‏:‏ يأكل حلالا ويشرب حلالا ويلبس حلالا‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله‏:‏ ‏{‏حياة طيبة‏}‏ قال‏:‏ الكسب الطيب والعمل الصالح‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله‏:‏ ‏{‏حياة طيبة‏}‏ قال‏:‏ السعادة‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه والبيهقي في الشعب من طرق، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله‏:‏ ‏{‏فلنحيينه حياة طيبة‏}‏ قال‏:‏ القنوع‏.‏ قال‏:‏ وكان رسول الله يدعو‏:‏ ‏"‏اللهم قنعني بما رزقتني وبارك لي فيه، واخلف على كل غائبة لي بخير‏"‏‏.‏

وأخرج وكيع في الغرر، عن محمد بن كعب القرظي في قوله‏:‏ ‏{‏فلنحيينه حياة طيبة‏}‏ قال‏:‏ القناعة‏.‏

وأخرج وكيع عن جابر بن عبد الله قال‏:‏ قال رسول الله‏:‏ ‏"‏القناعة مال لا ينفد‏"‏‏.‏

وأخرج مسلم عن ابن عمرو، أن رسول الله قال‏:‏ ‏"‏قد أفلح من أسلم ورزق كفافا وقنعه الله بما آتاه‏"‏‏.‏

وأخرج الترمذي والنسائي عن فضاة بن عبيد، أنه سمع رسول الله يقول‏:‏ ‏"‏قد أفلح من هدي إلى الإسلام وكان عيشه كفافا وقنع به‏"‏‏.‏

وأخرج وكيع في الغرر، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله‏:‏ ‏"‏القناعة مال لا ينفد‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن الحسن رضي الله عنه في قوله‏:‏ ‏{‏حياة طيبة‏}‏ قال‏:‏ ما تطيب الحياة لأحد إلا في الجنة‏.‏

 الآية 98

أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم، عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله‏:‏ ‏{‏فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم‏}‏ قال‏:‏ هذا دليل من الله دل عليه عباده‏.‏

وأخرج عبد الرزاق في المصنف وابن المنذر، عن عطاء قال‏:‏ الاستعاذة واجبة لكل قراءة في الصلاة أو غيرها، من أجل قوله‏:‏ ‏{‏فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم‏}‏‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة والبيهقي في سننه، عن جبير بن مطعم‏:‏ ‏"‏أن النبي لما دخل في الصلاة كبر ثم قال أعوذ بالله من الشيطان الرجيم‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عمر رضي الله عنه، أنه كان يتعوذ يقول‏:‏ أعوذ بالله من الشيطان الرجيم‏.‏

وأخرج أبو داود والبيهقي، عن أبي سعيد قال‏:‏ ‏"‏كان رسول الله إذا قام من الليل فاستفتح الصلاة قال‏:‏ سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله إلا غيرك، ثم يقول‏:‏ أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم‏"‏‏.‏

وأخرج أبو داود والبيهقي، عن عائشة رضي الله عنها في ذكر الأفك قالت‏:‏‏:‏ جلس رسول الله وكشف عن وجهه وقال‏:‏ أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم ‏(‏إن الذين جاؤوا بالإفك عصبة منكم‏.‏‏.‏‏.‏‏)‏ ‏(‏النور، آية 11‏)‏ الآيات‏.‏