فصل: الآية 52

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الدر المنثور في التفسير بالمأثور **


‏(‏تابع‏.‏‏.‏‏.‏ 1‏)‏‏:‏ الآية 49‏.‏‏.‏‏.‏ ‏.‏‏.‏‏.‏

وأخرج أحمد في الزهد عن ثابت قال‏:‏ انطلق عيسى عليه الصلاة والسلام يزور أخا له، فاستقبله إنسان فقال‏:‏ إن أخاك قد مات‏.‏ فرجع فسمع بنات أخيه برجوعه عنهن، فأتينه فقلن يا رسول الله رجوعك عنا أشد علينا من موت أبينا قال‏:‏ فانطلقن فأرينني قبره، فانطلقن حتى أرينه قبره قال‏:‏ فصوت به فخرج وهو أشيب فقال‏:‏ ألست فلانا‏.‏‏.‏‏.‏‏؟‏ قال‏:‏ بلى‏.‏ قال‏:‏ فما الذي أرى بك‏؟‏ قال‏:‏ سمعت صوتك فحسبته الصيحة‏.‏

أخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله ‏{‏وأنبئكم بما تأكلون وما تدخرون‏}‏ قال‏:‏ بما أكلتم الراحة من طعام، وما خبأتم منه‏.‏

وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير قال‏:‏ كان عيسى يقول للغلام في الكتاب‏:‏ إن أهلك قد خبأوا لك كذا وكذا‏.‏‏.‏‏.‏ فذلك قوله ‏{‏وما تدخرون‏}‏‏.‏

وأخرج ابن عساكر عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال‏:‏ كان عيسى بن مريم وهو غلام يلعب مع الصبيان، فكان يقول لأحدهم‏:‏ تريد أن أخبرك بما خبأت لك أمك‏؟‏ فيقول‏:‏ نعم‏.‏ فيقول‏:‏ خبأت لك كذا وكذا‏.‏‏.‏‏.‏ فيذهب الغلام منهم إلى أمه فيقول لها‏:‏ أطعميني ما خبأت لي قالت‏:‏ وأي شيء خبأت لك‏؟‏ فيقول‏:‏ كذا وكذا‏.‏‏.‏‏.‏ فتقول‏:‏ من أخبرك‏؟‏‏!‏ فيقول‏:‏ عيسى بن مريم فقالوا‏:‏ والله لئن تركتم هؤلاء الصبيان مع عيسى ليفسدنهم‏.‏ فجمعوهم في بيت وأغلقوا عليهم، فخرج عيسى يتلمسهم فلم يجدهم حتى سمع ضوضاءهم في بيت، فسأل عنهم فقالوا‏:‏ يا هؤلاء كأن هؤلاء الصبيان‏!‏ قالوا‏:‏ لا‏.‏ إنما هؤلاء قردة وخنازير قال‏:‏ اللهم اجعلهم قردة وخنازير‏.‏ فكانوا كذلك‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عمار بن ياسر قال ‏{‏أنبئكم بما تأكلون‏}‏ من المائدة ‏{‏وما تدخرون‏}‏ منها، وكان أخذ عليهم في المائدة حين نزلت أن يأكلوا ولا يدخروا، وخافوا فجعلوا قردة وخنازير‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن عاصم بن أبي النجود ‏{‏وما تدخرون‏}‏ مثقلة بالإدغام‏.‏

 آية 50 - 51

أخرج ابن جرير عن وهب‏.‏ أن عيسى كان على شريعة موسى عليهما السلام، وكان يسبت، ويستقبل بيت المقدس، وقال لبني إسرائيل‏:‏ إني لم أدعكم إلى خلاف حرف مما في التوراة إلا ‏{‏ولأحل لكم بعض الذي حرم عليكم‏}‏ وأضع عنكم من الآصار‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن الربيع في قوله ‏{‏ولأحل لكم بعض الذي حرم عليكم‏}‏ قال‏:‏ كان الذي جاء به عيسى ألين مما جاء به موسى، وكان قد حرم عليهم فيما جاء به موسى لحوم الإبل، والثروب، فأحلهما لهم على لسان عيسى، وحرمت عليهم الشحوم، فأحلت لهم فيما جاء به عيسى، وفي أشياء من السمك، وفي أشياء من الطير ما لا صيصية له ‏(‏الصيصية في اللغة شوكة الديك وأراد بها هنا مخلب الطير‏)‏، وفي أشياء أخر حرمها عليهم وشدد عليهم فيها‏.‏ فجاءهم عيسى بالتخفيف منه في الإنجيل‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة‏.‏ مثله‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله ‏{‏وجئتكم بآية من ربكم‏}‏ قال‏:‏ ما بين لهم عيسى من الأشياء كلها وما أعطاه ربه‏.‏

 الآية 52

أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن جريج في قوله ‏{‏فلما أحس عيسى منهم الكفر‏}‏ قال‏:‏ كفروا وأرادوا قتله‏.‏ فذلك حين استنصر قومه‏.‏ فذلك حين يقول ‏(‏فآمنت طائفة من بني إسرائيل وكفرت طائفة‏)‏ ‏(‏الصف الآية 14‏)‏

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد ‏{‏من أنصاري إلى الله‏}‏ قال‏:‏ من يتبعني إلى الله‏.‏

وأخرج ابن جرير عن السدي ‏{‏من أنصاري إلى الله‏}‏ يقول‏:‏ مع الله‏.‏

وأما قوله تعالى‏:‏ ‏{‏قال الحواريون‏}‏ الآية‏.‏

أخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال‏:‏ إنما سموا الحواريين لبياض ثيابهم‏.‏ كانوا صيادين‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن أبي أرطاة قال ‏{‏الحواريون‏}‏ الغسالون الذين يحورون الثياب‏:‏ يغسلونها‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك قال ‏{‏الحواريون‏}‏ الغسالون وهو بالنبطية هواري، وبالعربية المحور‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك قال ‏{‏الحواريون‏}‏ قصارون مر بهم عيسى فآمنوا به واتبعوه‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة قال ‏{‏الحواريون‏}‏ هم الذين تصلح لهم الخلافة‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن الضحاك قال ‏{‏الحواريون‏}‏ أصفياء الأنبياء‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وابن أبي حاتم عن قتادة قال‏:‏ ‏"‏الحواري‏"‏ الوزير‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن سفيان بن عيينة قال‏:‏ ‏"‏الحواري‏"‏ الناصر‏.‏

وأخرج البخاري والترمذي وابن المنذر عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ إن لكل نبي حواريا وإن حواري الزبير‏.‏

وأخرج ابن أبي داود في المصاحف عن أسيد بن يزيد قال ‏{‏واشهد بأننا مسلمون‏}‏ في مصحف عثمان ثلاثة أحرف‏.‏

 آية 53 - 54

أخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والطبراني وابن مردويه عن ابن عباس في قوله ‏{‏فاكتبنا مع الشاهدين‏}‏ قال‏:‏ مع محمد صلى الله عليه وسلم وأمته‏.‏ أنهم شهدوا له أنه قد بلغ، وشهدوا للرسل أنهم قد بلغوا‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس ‏{‏فاكتبنا مع الشاهدين‏}‏ قال‏:‏ مع أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم‏.‏

وأخرج ابن مردويه عن أبي سعيد الخدري ‏"‏أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا قضى صلاته‏:‏ اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك - فإن للسائلين عليك حقا - أيما عبد أو أمة من أهل البر والبحر تقبلت دعوتهم، واستجبت دعاءهم، أن تشركنا في صالح ما يدعونك به، وأن تعافينا وإياهم، وأن تقبل منا ومنهم، وأن تجاوز عنا وعنهم، بأنا ‏{‏آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين‏}‏ وكان يقول‏:‏ لا يتكلم بهذا أحد من خلقه إلا أشركه الله في دعوة أهل برهم وبحرهم فعمتهم وهو مكانه‏"‏‏.‏

وأخرج ابن جرير عن السدي قال‏:‏ إن بني إسرائيل حصروا عيسى وتسعة عشر رجلا من الحواريين في بيت فقال عيسى لأصحابه‏:‏ من يأخذ صورتي فيقتل وله الجنة‏؟‏ فأخذها رجل منهم وصعد بعيسى إلى السماء‏.‏ فذلك قوله ‏{‏ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين‏}‏‏.‏