فصل: التفسير

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الدر المنثور في التفسير بالمأثور **


*2* -  سورة القصص مكية وآياتها ثمان وثمانون

*3* -  مقدمة سورة القصص

بسم الله الرحمن الرحيم

أخرج النحاس وابن الضريس وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس قال‏:‏ نزلت سورة القصص بمكة‏.‏

وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن الزبير قال‏:‏ أنزلت سورة القصص بمكة‏.‏

وأخرج أحمد والطبراني وابن مردويه بسند جيد عن معدي كرب قال‏:‏ أتينا عبد الله بن مسعود فسألناه أن يقرأ علينا ‏(‏طسم‏)‏ المائتين فقال‏:‏ ما هي معي، ولكن عليكم بمن أخذها من رسول الله صلى الله عليه وسلم خباب بن الأرث، فأتيت خباب بن الأرث فقلت‏:‏ كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ ‏(‏طسم‏)‏ أو ‏(‏طس‏)‏ فقال‏:‏ كل‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ‏.‏

*3* التفسير

-  طسم*تلك آيات الكتاب المبين*نتلوا عليك من نبإ موسى وفرعون بالحق لقوم يؤمنون* إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم إنه كان من المفسدين‏.‏

أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدي قال‏:‏ كان من شأن فرعون انه رأى رؤيا في منامه‏:‏ أن نارا أقبلت من بيت المقدس حتى إذا اشتملت على بيوت مصر أحرقت القبط، وتركت بني إسرائيل، فدعا السحرة، والكهنة، والعافة، والزجرة‏.‏ وهم العافة الذين يزجرون الطير فسألهم عن رؤياه فقالوا له‏:‏ يخرج من هذا البلد الذي جاء بنو إسرائيل منه - يعنون بيت المقدس - رجل يكون على وجهه هلاك مصر‏.‏ فأمر بني إسرائيل ان لا يولد لهم ولد إلا ذبحوه، ولا يولد لهم جارية إلا تركت، وقال للقبط‏:‏ انظروا مملوكيكم الذين يعملون خارجا فادخلوهم، واجعلوا بني إسرائيل يلون تلك الاعمال القذرة، فجعلوا بني إسرائيل في أعمال غلمانهم‏.‏ فذلك حين يقول ‏{‏إن فرعون علا في الأرض‏}‏ يقول‏:‏ تجبر في الأرض ‏{‏وجعل أهلها شيعا‏}‏ يعني بني إسرائيل ‏{‏يستضعف طائفة منهم‏}‏ حين جعلهم في الاعمال القذرة، وجعل لا يولد لبني إسرائيل مولود إلا ذبح فلا يكبر صغير‏.‏

وقذف الله في مشيخة بني إسرائيل الموت، فأسرع فيهم‏.‏ فدخل رؤوس القبط على فرعون فكلموه فقالوا‏:‏ ان هؤلاء القوم قد وقع فيهم الموت، فيوشك ان يقع العمل على غلماننا تذبح أبناءهم فلا يبلغ الصغار فيعينون الكبار، فلو انك كنت تبقى من أولادهم‏.‏ فأمر ان يذبحوا سنة، ويتركوا سنة، فلما كان في السنة التي لا يذبحون فيها ولد هرون عليه السلام‏.‏ فترك، فلما كان في السنة التي يذبحون فيها حملت أم موسى بموسى عليه الصلاة والسلام، فلما أرادت وضعه حزنت من شأنه، فلما وضعته أرضعته ثم دعت له نجارا وجعلت له تابوتا، وجعلت مفتاح التابوت من داخل وجعلته فيه، وألقته في اليم بين أحجار عند بيت فرعون، فخرجن جواري آسية امرأة فرعون يغتسلن، فوجدن التابوت، فادخلنه إلى آسية وظنن ان فيه مالا‏.‏ فلما تحرك الغلام رأته آسية صبيا، فلما نظرته آسية وقعت عليه رحمتها وأحبته‏.‏

فلما أخبرت به فرعون أراد أن يذبحه فلم تزل آسية تكلمه حتى تركه لها وقال‏:‏ اني أخاف ان يكون هذا من بني إسرائيل، وأن يكون هذا الذي على يديه هلاكنا‏.‏ فبينما هي ترقصه وتلعب به إذ ناولته فرعون وقالت‏:‏ خذه ‏{‏قرة عين لي ولك‏}‏ ‏(‏القصص، الآية 9‏)‏ قال فرعون‏:‏ هو قرة عين لك - قال عبد الله بن عباس‏:‏ ولو قال هو قرة عين لي إذا لآمن به، ولكنه أبى - فلما أخذه اليه أخذ موسى عليه السلام بلحيته فنتفها فقال فرعون‏:‏ علي بالذباحين هو ذا‏.‏

قالت آسية‏:‏ لا تقتله ‏{‏عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا‏}‏ ‏(‏القصص، الآية 9‏)‏ إنما هو صبي لا يعقل وإنما صنع هذا من صباه، أنا أضع له حليا من الياقوت، وأضع له جمرا فإن أخذ الياقوت فهو يعقل اذبحه، وإن أخذ الجمر فانما هو صبي، فاخرجت له ياقوتا، ووضعت له طستا من جمر، فجاء جبريل عليه السلام فطرح في يده جمرة، فطرحها موسى عليه السلام في فيه فاحرقت لسانه، فارادوا له المرضعات فلم يأخذ من أحد من النساء، وجعلن النساء يطلبن ذلك لينزلن عند فرعون في الرضاع فأبى ان يأخذ‏.‏

فجاءت أخته فقالت‏:‏ ‏{‏هل أدلكم على أهل بيت يكفلونه لكم وهم له ناصحون‏}‏ فأخذوها فقالوا‏:‏ انك قد عرفت هذا الغلام فدلينا على أهله فقالت‏:‏ ما أعرفه ولكن إنما هم للملك ناصحون‏.‏ فلما جاءته أمه أخذ منها‏.‏ وكادت تقول‏:‏ هو ابني‏.‏ فعصمها الله فذلك قوله ‏{‏إن كادت لتبدي به لولا أن ربطنا على قلبها لتكون من المؤمنين‏}‏ قال‏:‏ قد كانت من المؤمنين ولكن بقول‏:‏ ‏{‏إنا رادوه اليك وجاعلوه من المرسلين‏}‏ قال السدي‏:‏ وإنما سمى موسى لأنهم وجدوه في ماء وشجر والماء بالنبطية مو، الشجر سى‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله ‏{‏نتلو عليك من نبأ موسى وفرعون‏}‏ يقول‏:‏ في هذا القرآن نبؤهم ‏{‏إن فرعون علا في الأرض‏}‏ أي بغى في الأرض ‏{‏وجعل أهلها شيعا‏}‏ أي فرقا‏.‏

وأخرج الفريابي وابن أبي شيبه وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ‏{‏وجعل أهلها شيعا‏}‏ قال‏:‏فرق بينهم‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله ‏{‏وجعل أهلها شيعا‏}‏ قال‏:‏ يتعبد طائفة، ويقتل طائفة، ويستحي طائفة‏.‏

أما قوله تعالى ‏{‏انه كان من المفسدين‏}‏‏.‏

أخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه قال‏:‏ لقد ذكر لنا انه كان يأمر بالقصب فيشق حتى يجعل أمثال الشفار، ثم يصف بعضه إلى بعض، ثم يؤتى بحبالى من بني إسرائيل فيوقفن عليه، فيجز أقدامهن حتى ان المرأة منهم لتضع بولدها، فيقع بين رجليها، فتظل تطؤه وتتقي به حد القصب عن رجليها لما بلغ من جهدها‏.‏ حتى أسرف في ذلك وكان يفنيهم قيل له‏:‏ أفنيت الناس، وقطعت النسل، وإنما هم خولك وعمالك، فتأمر أن يقتلوا الغلمان، وولد موسى عليه السلام في السنة التي فيها يقتلون، وكان هرون عليه السلام أكبر منه بسنة، فلما أراد بموسى عليه السلام ما أراد واستنقاذ بني إسرائيل مما هم فيه من البلاء، أوحى الله إلى أم موسى حين تقارب ولادها ‏{‏أن أرضعيه‏}‏ ‏(‏القصص، الآية 7‏)‏‏.‏

-  قوله تعالى‏:‏ ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين*ونمكن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون‏.‏

أخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه في قوله ‏{‏ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض‏}‏ قال‏:‏ يوسف وولده‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه في قوله ‏{‏ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض‏}‏ قال‏:‏ هم بنو إسرائيل ‏{‏ونجعلهم أئمة‏}‏ أي هم ولاة الامر ‏{‏ونجعلهم الوارثين‏}‏ أي يرثون الأرض بعد فرعون وقومه ‏{‏ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون‏}‏ قال‏:‏ ما كان القوم حذروه‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله‏:‏ ‏{‏ونجعلهم الوارثين‏}‏ قال‏:‏ يرثون الأرض بعد آل فرعون، وفي قوله ‏{‏ونري فرعون‏}‏ الآية قال‏:‏ كان حاز يحزي لفرعون فقال‏:‏ انه يولد في هذا العام غلام يذهب بملككم وكان فرعون ‏{‏يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم‏}‏ حذرا لقول الحازي فذلك قوله ‏{‏ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون‏}‏‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله قال‏:‏ قال عمر رضي الله عنه‏:‏ اني استعملت عمالا لقول الله ‏{‏ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض‏}‏‏.‏

-  قوله تعالى‏:‏ وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين*فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين‏.‏

أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله‏:‏ ‏{‏وأوحينا إلى أم موسى‏}‏ يقول‏:‏ ألهمناها الذي صنعت بموسى‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله ‏{‏وأوحينا إلى أم موسى‏}‏ قال‏:‏ قذف في نفسها‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله ‏{‏وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه‏}‏ قال‏:‏ وحي جاءها عن الله قذف في قلبها، وليس بوحي نبوة ‏{‏فإذا خفت عليه فألقيه في اليم‏}‏ قال‏:‏ فجعلته في تابوت فقذفته في البحر‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي عبد الرحمن الحبلي قال‏:‏ ان الله أوحى إلى أم موسى حين وضعت ‏{‏أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم‏}‏ فلما خافت عليه جعلته في التابوت، وجعلت المفتاح مع التابوت وطرحته في البحر، وخرجت امرأة فرعون إلى البحر وابنة لفرعون برصاء، فرأوا سوادا في البحر، فأخرج التابوت اليهم، فبدرت ابنة فرعون وهي برصاء إلى التابوت، فوجدت موسى في التابوت وهو مولود، فأخذته فبرأت من برصها‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن الأعمش رضي الله عنه قال‏:‏ قال ابن عباس رضي الله عنهما‏:‏ في قوله ‏{‏فإذا خفت عليه‏}‏ قال‏:‏ ان يسمع جيرانك صوته‏.‏

وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله ‏{‏وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه‏}‏ قال‏:‏ فجعلته في بستان فكانت تأتيه في كل يوم مره فترضعه، وتأتيه في كل ليله فترضعه فيكفيه ذلك ‏{‏فإذا خفت عليه‏}‏ قال‏:‏ إذا بلغ أربعة أشهر وصاح وابتغى من الرضاع أكثر من ذلك‏.‏ فذلك قوله ‏{‏فإذا خفت عليه فألقيه في اليم‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله ‏{‏ولا تخافي‏}‏ قال‏:‏ لا تخافي عليه البحر ‏{‏ولا تحزني‏}‏ يقول‏:‏ ولا تحزني لفراقه‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله ‏{‏فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا‏}‏ قال‏:‏ في دينهم ‏{‏وحزنا‏}‏ قال‏:‏ لما يأتيهم به‏.‏

-  قوله تعالى‏:‏ وقالت امرأة فرعون قرة عين لي ولك لا تقتلوه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا وهم لا يشعرون‏.‏

أخرج ابن جرير عن محمد بن قيس قال‏:‏ قالت‏:‏ امرأة فرعون ‏{‏قرة عين لي ولك لا تقتلوه‏}‏ قال فرعون‏:‏ قرة عين لك‏.‏ أما لي فلا قال محمد بن قيس‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏"‏لو قال فرعون قرة عين لي ولك لكان لهما جميعا‏"‏‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله ‏{‏وقالت امرأة فرعون قرة عين لي ولك‏}‏ تعني بذلك‏:‏ موسى عليه السلام ‏{‏عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا‏}‏ قال‏:‏ ألقيت عليه رحمتها حين ابصرته ‏{‏وهم لا يشعرون‏}‏ ان هلاكهم على يديه وفي زمانه‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله ‏{‏وهم لا يشعرون‏}‏ قال‏:‏ آل فرعون انه عدو لهم‏.‏

وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله ‏{‏وهم لا يشعرون‏}‏ قال‏:‏ ما يصيبهم من عاقبة أمره‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في الآية قال‏:‏ لا يشعرون ان هلاكهم على يديه والله تعالى أعلم‏.‏

-  قوله تعالى‏:‏ وأصبح فؤاد أم موسى فارغا إن كادت لتبدي به لولا أن ربطنا على قلبها لتكون من المؤمنين‏.‏

أخرج ابن أبي حاتم عن ابن مسعود رضي الله عنه في قوله ‏{‏وأصبح فؤاد أم موسى فارغا‏}‏ قال‏:‏ من ذكر كل شيء من أمر الدنيا إلا من ذكر موسى‏.‏

وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه من طرق عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ‏{‏وأصبح فؤاد أم موسى فارغا‏}‏ قال‏:‏ خاليا من كل شيء غير ذكر موسى عليه السلام، وفي قوله ‏{‏إن كادت لتبدي به‏}‏ قال‏:‏ تقول يا ابناه‏.‏

وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه ‏{‏وأصبح فؤاد أم موسى فارغا‏}‏ قال‏:‏ من كل شيء غير هم موسى عليه السلام‏.‏

وأخرج الفريابي عن عكرمة رضي الله عنه ‏{‏وأصبح فؤاد أم موسى فارغا‏}‏ قال‏:‏ من كل شيء من أمر الدنيا والآخرة إلا من هم موسى‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضي الله عنه ‏{‏وأصبح فؤاد أم موسى فارغا‏}‏ قال‏:‏ من كل شيء إلا من ذكر موسى‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن مغيث بن سمي أو عن أبي عبيدة في قوله ‏{‏إن كادت لتبدي به‏}‏ أي لتنبئ انه ابنها من شدة وجدها ‏{‏لولا أن ربطنا على قلبها‏}‏ قال‏:‏ ربط الله على قلبها بالإيمان‏.‏

-  قوله تعالى‏:‏ وقالت لأخته قصيه فبصرت به عن جنب وهم لا يشعرون‏.‏

أخرج الفريابي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ‏{‏وقالت لأخته قصيه‏}‏ أي اتبعي أثره ‏{‏فبصرت به عن جنب‏}‏ قال‏:‏ عن جانب‏.‏

وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ‏{‏وقالت لأخته قصيه‏}‏ أي اتبعي أثره كيف يصنع به‏؟‏ ‏{‏فبصرت به عن جنب‏}‏ قال‏:‏ عن بعد ‏{‏وهم لا يشعرون‏}‏ قال‏:‏ آل فرعون انه عدو لهم‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله ‏{‏وقالت لأخته قصيه‏}‏ قال‏:‏ قصي أثره ‏{‏فبصرت به عن جنب‏}‏ يقول‏:‏ بصرت به وهي مجانبة لهم ‏{‏وهم لا يشعرون‏}‏ انها أخته قال‏:‏ جعلت تنظر إليه وكأنها لا تريده‏.‏

وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج قال‏:‏ اسم أخت موسى يواخيد، وأمه يحانذ‏.‏‏.‏

وأخرج ابن عساكر في تاريخ دمشق عن أبي رواد رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لخديجة رضي الله عنها‏"‏اما علمت ان الله قد زوجني معك في الجنة مريم بنت عمران، وكلثوم أخت موسى، وآسية امرأة فرعون، قالت‏:‏ وقد فعل الله ذلك يا رسول الله قال‏:‏ نعم‏.‏ قالت‏:‏ بالرفاه والبنين‏"‏‏.‏

وأخرج الطبراني وابن عساكر عن أبي أمامة رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏"‏ما شعرت ان الله زوجني مريم بنت عمران، وكلثوم أخت موسى، وامرأة فرعون فقلت‏:‏ هنيئا لك يا رسول الله‏"‏‏.‏

-  قوله تعالى‏:‏ وحرمنا عليه المراضع من قبل فقالت هل أدلكم على أهل بيت يكفلونه لكم وهم له ناصحون*فرددناه إلى أمه كي تقر عينها ولا تحزن ولتعلم أن وعد الله حق ولكن أكثرهم لا يعلمون‏.‏

أخرج الفريابي وابن جرير وابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ‏{‏وحرمنا عليه المراضع من قبل‏}‏ قال‏:‏ لا يؤتى بمرضع فيقبلها‏.‏

وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد ‏{‏وحرمنا عليه المراضع من قبل‏}‏ قال‏:‏ لا يقبل ثدي امرأة حتى يرجع إلى أمه‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه قال‏:‏ حين قالت ‏{‏هل أدلكم على أهل بيت يكفلونه لكم وهم له ناصحون‏}‏ قالوا‏:‏ قد عرفتيه فقالت‏:‏ إنما أردت الملك، هم للملك ناصحون‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله ‏{‏وحرمنا عليه المراضع‏}‏ قال‏:‏ جعل لا يؤتى بامرأة إلا لم يأخذ ثديها وفي قوله ‏{‏ولتعلم أن وعد الله حق‏}‏ قال‏:‏ وعدها انه راده اليها وجاعله من المرسلين ففعل الله بها ذلك‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي عمران الجوني رضي الله عنه قال‏:‏ كان فرعون يعطي أم موسى على رضاع موسى كل يوم دينارا‏.‏

وأخرج أبو داود في المراسيل عن جبير بن نفير رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏"‏مثل الذين يغزون من أمتي ويأخذون الجعل يعني‏:‏ يتقوون على عدوهم‏.‏ مثل أم موسى، ترضع ولدها وتأخذ أجرها‏"‏‏.‏

-  قوله تعالى‏:‏ ولما بلغ أشده واستوى آتيناه حكما وعلما وكذلك نجزي المحسنين‏.‏

أخرج عبد بن حميد ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والمحاملي في أماليه عن طريق مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ‏{‏ولما بلغ أشده‏}‏ قال‏:‏ ثلاثا وثلاثين سنة ‏{‏واستوى‏}‏ قال‏:‏ أربعين سنة‏.‏

وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب المعمرين من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ‏{‏ولما بلغ اشده واستوى‏}‏ قال‏:‏ الاشد ما بين الثماني عشرة إلى الثلاثين والاستواء ما بين الثلاثين والأربعين، فإذا زاد على الأربعين أخذ في النقصان‏.‏

وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله ‏{‏ولما بلغ أشده‏}‏ قال‏:‏ ثلاثا وثلاثين سنة ‏{‏واستوى‏}‏ قال‏:‏ أربعين سنة ‏{‏آتيناه حكما وعلما‏}‏ قال‏:‏ الحكم والفقه، والعقل، والعلم قال‏:‏ النبوة‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي قبيصة رضي الله عنه في الآية قال‏:‏ يعني بالاستواء‏:‏ خروج لحيته‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه ‏{‏ولما بلغ أشده‏}‏ قال‏:‏ ثلاثا وثلاثين سنة ‏{‏واستوى‏}‏ قال‏:‏ أربعين سنة‏.‏

-  قوله تعالى‏:‏ ودخل المدينه على حين غفله من أهلها فوجد فيها رجلان يقتتلان هذا من شيعته وهذا من عدوه فاستغثه الذي من شيعته على الذي من عدوه فوكزه موسى فقضى عليه قال هذا من عمل الشيطان إنه عدو مبين‏.‏

أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدي‏:‏ إن فرعون ركب مركبا وليس عنده موسى، فلما جاء موسى عليه السلام قيل له‏:‏ إن فرعون قد ركب‏.‏ فركب في أثره‏.‏ فأدركه المقيل بأرض يقال لها منف، فدخلها نصف النهار وقد تغلقت أسواقها، وليس في طرقها أحد‏.‏ وهي التي يقول الله تعالى ‏{‏ودخل المدينة على حين غفلة من أهلها‏}‏‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طرق عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ‏{‏ودخل المدينة على حين غفلة‏}‏ قال‏:‏ نصف النهار‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله ‏{‏ودخل المدينة على حين غفلة‏}‏ قال‏:‏ نصف النهار والناس قائلون‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في الآية قال‏:‏ دخلها عند القائلة بالظهيرة والناس نائمون‏.‏ وذلك أغفل ما يكون الناس‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم من طريق ابن جريج عن عطاء الخراساني عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ‏{‏حين غفلة‏}‏ قال‏:‏ ما بين المغرب والعشاء‏.‏

وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله ‏{‏على حين غفلة‏}‏ قال‏:‏ ما بين المغرب والعشاء عن أناس، وقال آخرون‏:‏ نصف النهار، وقال ابن عباس‏:‏ أحدهما‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ‏{‏فوجد فيها رجلين يقتتلان هذا من شيعته‏}‏ قال‏:‏ اسرائيلي ‏{‏وهذا من عدوه‏}‏ قال‏:‏ قبطي ‏{‏فاستغاثه الذي من شيعته‏}‏ الاسرائيلي ‏{‏على الذي من عدوه‏}‏ القبطي ‏{‏فوكزه موسى فقضى عليه‏}‏ قال‏:‏ فمات قال‏:‏ فكبر ذلك على موسى عليه الصلاة والسلام‏.‏

وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ‏{‏فاستغاثه الذي من شيعته‏}‏ قال‏:‏ من قومه من بني إسرائيل‏.‏ وكان فرعون من فارس من اصطخر ‏{‏فوكزه موسى‏}‏ قال‏:‏ بجمع كفه‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله ‏{‏فوكزه موسى‏}‏ قال‏:‏ بعصا، ولم يتعمد قتله‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه قال‏:‏ الذي وكزه موسى كان خبازا لفرعون‏.‏

وأخرج أحمد في الزهد عن وهب رضي الله عنه قال‏:‏ قال الله عز وجل ‏(‏بعزتي يا ابن عمران لو أن هذه النفس التي وكزت فقتلت، اعترفت لي ساعة من ليل أو نهار باني لها خالق أو رازق، لأذقتك فيها طعم العذاب‏.‏ ولكني عفوت عنك في أمرها انها لم تعترف لي ساعة من ليل أو نهار اني لها خالق أو رازق‏)‏‏.‏