فصل: الآية (88)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الدر المنثور في التفسير بالمأثور **


 الآية 88

أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ‏{‏ربنا اطمس على أموالهم‏}‏ يقول‏:‏ دمر على أموالهم وأهلكها ‏{‏واشدد على قلوبهم‏}‏ قال‏:‏ إطبع ‏{‏فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم‏}‏ وهو الغرق‏.‏

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن محمد بن كعب القرظي رضي الله عنه قال‏:‏ سألني عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه عن قوله ‏{‏ربنا اطمس على أموالهم‏}‏ فأخبرته أن الله طمس على أموال فرعون وآل فرعون حتى صارت حجارة‏.‏ فقال عمر‏:‏ كما أنت حتى آتيك‏.‏ فدعا بكيس مختوم ففكه فإذا فيه الفضة مقطوعة كأنها الحجارة، والدنانير والدراهم وأشباه ذلك من الأموال حجارة كلها‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ‏{‏اطمس على أموالهم‏}‏ قال‏:‏ أهلكها ‏{‏واشدد على قلوبهم‏}‏ قال‏:‏ بالضلالة ‏{‏فلا يؤمنوا‏}‏ بالله فيما يرون من الآيات ‏{‏حتى يروا العذاب الأليم‏}‏‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في قوله ‏{‏ربنا اطمس على أموالهم‏}‏ قال‏:‏ بلغنا أن زروعهم وأموالهم تحولت حجارة‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الضحاك رضي الله عنه في قوله ‏{‏ربنا اطمس على أموالهم‏}‏ قال‏:‏ صارت دنانيرهم ودراهمهم ونحاسهم وحديدهم حجارة منقوشة ‏{‏واشدد على قلوبهم‏}‏ يقول‏:‏ أهلكهم كفارا‏.‏

وأخرج أبو الشيخ عن أبي العالية رضي الله عنه في قوله ‏{‏ربنا اطمس على أموالهم‏}‏ قال‏:‏ صارت حجارة‏.‏

وأخرج أبو الشيخ عن القرظي رضي الله عنه في قوله ‏{‏ربنا اطمس على أموالهم‏}‏ قال‏:‏ اجعل سكرهم حجارة‏.‏

 الآية 89

أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال‏:‏ قد أجيبت دعوتكما‏.‏ قال‏:‏ فاستجاب ربه له وحال بين فرعون وبين الإيمان‏.‏

وأخرج أبو الشيخ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ كان موسى عليه السلام إذا دعا أمن هرون على دعائه يقول‏:‏ آمين‏.‏ قال أبو هريرة رضي الله عنه‏:‏ وهو اسم من أسماء الله تعالى، فذلك قوله ‏{‏قد أجيبت دعوتكما‏}‏‏.‏

وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ‏{‏قد أجيبت دعوتكما‏}‏ قال‏:‏ دعا موسى عليه السلام وأمن هرون‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وأبو الشيخ عن عكرمة رضي الله عنه قال‏:‏ كان موسى عليه السلام يدعو ويؤمن هرون عليه السلام، فذلك قوله ‏{‏قد أجيبت دعوتكما‏}‏‏.‏

وأخرج سعيد بن منصور عن محمد بن كعب القرظي رضي الله عنه قال‏:‏ كان موسى يدعو وهرون يؤمن، والداعي والمؤمن شريكان‏.‏

وأخرج ابن جرير عن محمد بن كعب القرظي قال‏:‏ دعا موسى وأمن هرون‏.‏

وأخرج ابن جرير عن أبي صالح وأبي العالية والربيع مثله‏.‏

وأخرج ابن جرير عن ابن زيد رضي الله عنه قال‏:‏ كان هرون عليه السلام يقول‏:‏ آمين‏.‏ فقال الله ‏{‏قد أجيبت دعوتكما‏}‏ فصار التأمين دعوة صار شريكه فيها‏.‏

وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما قال‏:‏ يزعمون أن فرعون مكث بعد هذه الدعوة أربعين سنة‏.‏

وأخرج ابن جرير عن ابن جريج‏.‏ مثله‏.‏

وأخرج الحكيم الترمذي عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ‏{‏قال قد أجيبت دعوتكما‏}‏ قال‏:‏ بعد أربعين سنة‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنه ‏{‏فاستقيما‏}‏ فامضيا لأمري وهي الاستقامة‏.‏

 الآيات 90 - 91

أخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة رضي الله عنه قال‏:‏ العدو والعلو والعتو في كتاب الله تجبر‏.‏

أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال‏:‏ لما خرج آخر أصحاب موسى ودخل آخر أصحاب فرعون، أوحي إلى البحر أن أطبق عليهم، فخرجت أصبع فرعون بلا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل‏.‏ قال جبريل عليه السلام‏:‏ فعرفت أن الرب رحيم وخفت أن تدركه الرحمة فدمسته بجناحي، وقلت ‏{‏آلآن وقد عصيت قبل‏}‏ فلما خرج موسى وأصحابه قال‏:‏ من تخلف في المدائن من قوم فرعون، ما غرق فرعون ولا أصحابه ولكنهم في جزائر البحر يتصيدون، فأوحي إلى البحر أن الفظ فرعون عريانا، فلفظه عريانا أصلع أخنس قصيرا، فهو قوله ‏{‏فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية‏}‏ لمن قال‏:‏ إن فرعون لم يغرق، وكانت نجاته عبرة لم تكن نجاة عافية، ثم أوحي إلى البحر أن الفظ ما فيك، فلفظهم على الساحل وكان البحر لا يلفظ غريقا يبقى في بطنه حتى يأكله السمك، فليس يقبل البحر غريقا إلى يوم القيامة‏.‏

وأخرج أحمد والترمذي وحسنه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏"‏لما أغرق الله عز وجل فرعون ‏{‏قال أمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل‏}‏ قال لي جبريل‏:‏ يا محمد لو رأيتني وأنا آخذ من حال البحر فأدسه في فيه مخافة أن تدركه الرحمة‏"‏‏.‏

وأخرج الطيالسي والترمذي وصححه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن حبان وأبو الشيخ والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن عباس رضي الله عنهما قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏"‏قال لي جبريل‏:‏ لو رأيتني وأنا آخذ من حال البحر فأدسه في في فرعون مخافة أن تدركه الرحمة‏"‏‏.‏

وأخرج ابن مردويه عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم ‏"‏أن جبريل عليه السلام قال‏:‏ لو رأيتني وأنا آخذ من حال البحر فأدسه في فيه حتى لا يتابع الدعاء لما أعلم من فضل رحمة الله‏"‏‏.‏وأخرج الطبراني في الأوسط عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ‏"‏قال لي جبريل‏:‏ ما كان على الأرض شيء أبغض إلي من فرعون، فلما آمن جعلت أحشو فاه حمأة وأنا أغطه خشية أن تدركه الرحمة‏"‏‏.‏

وأخرج ابن جرير والبيهقي في شعب الإيمان عن أبي هريرة رضي الله عنه قال ‏"‏قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏"‏قال لي جبريل‏:‏ يا محمد لو رأيتني وأنا أغط فرعون بإحدى يدي وأدس من الحال في فيه مخافة أن تدركه الرحمة فيغفر له‏"‏‏.‏

وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر رضي الله عنهما‏"‏سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ قال لي جبريل‏:‏ ما غضب ربك على أحد غضبه على فرعون إذ قال ‏(‏ما علمت لكم من إله غيري‏)‏ ‏(‏القصص الآية 38‏)‏ ‏(‏فقال أنا ربكم الأعلى‏)‏ ‏(‏النازعات الآية 24‏)‏ فلما أدركه الغرق استغاث وأقبلت أحشو فاه مخافة أن تدركه الرحمة‏"‏‏.‏

أخرج أبو الشيخ عن سعيد بن جبير رضي الله عنه قال‏:‏ كانت عمامة جبريل عليه السلام يوم غرق فرعون سوداء‏.‏

وأخرج أبو الشيخ عن أبي أمامة رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏"‏قال لي جبريل‏:‏ ما أبغضت شيئا من خلق الله ما أبغضت إبليس يوم أمر بالسجود فأبى أن يسجد، وما أبغضت شيئا أشد بغضا من فرعون، فلما كان يوم الغرق خفت أن يعتصم بكلمة الإخلاص فينجو، فأخذت قبضة من حمأة فضربت بها في فيه فوجدت الله عليه أشد غضبا مني، فأمر ميكائيل فأنبه وقال ‏{‏آلآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين‏}‏ ‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه قال‏:‏ بعث الله إليه ميكائيل ليعيره فقال ‏{‏آلآن وقد عصيت قبل‏}‏‏.‏

وأخرج ابن المنذر والطبراني في الأوسط عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال‏:‏ أخبرت أن فرعون كان أثرم‏.‏

 الآية 92

أخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ‏{‏فاليوم ننجيك ببدنك‏}‏ قال‏:‏ أنجى الله فرعون لبني إسرائيل من البحر فنظروا إليه بعدما غرق‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن الأنباري في المصاحف وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ‏{‏فاليوم ننجيك ببدنك‏}‏ قال‏:‏ بجسدك، كذب بعض بني إسرائيل بموت فرعون فألقي على ساحل البحر حتى يراه بنو إسرائيل أحمر قصيرا كأنه ثور‏.‏

وأخرج أبو الشيخ عن محمد بن كعب رضي الله عنه ‏{‏فاليوم ننجيك ببدنك‏}‏ قال‏:‏ جسده ألقاه البحر على الساحل‏.‏

وأخرج ابن الأنباري عن محمد بن كعب رضي الله عنه ‏{‏فاليوم ننجيك ببدنك‏}‏ قال‏:‏ بدرعك، وكانت درعه من لؤلؤ يلاقي فيه الحروب‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن أبي صخر رضي الله عنه ‏{‏فاليوم ننجيك ببدنك‏}‏ قال‏:‏ البدن الدرع الحديد‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن أبي جهيم موسى بن سالم رضي الله عنه في قوله ‏{‏فاليوم ننجيك ببدنك‏}‏ قال‏:‏ كان لفرعون شيء يلبسه يقال له البدن يتلألأ‏.‏

وأخرج ابن الأنباري وأبو الشيخ عن يونس بن حبيب النحوي رضي الله عنه في قوله ‏{‏فاليوم ننجيك ببدنك‏}‏ قال‏:‏ نجعلك على نجوة من الأرض كي ينظروا فيعرفوا أنك قد مت‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله ‏{‏فاليوم ننجيك ببدنك‏.‏‏.‏‏.‏‏}‏ الآية‏.‏ قال‏:‏ لما أغرق الله فرعون لم تصدق طائفة من الناس بذلك، فأخرجه الله ليكون عظة وآية‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله ‏{‏لتكون لمن خلفك آية‏}‏ قال‏:‏ لبني إسرائيل‏.‏

وأخرج ابن الأنباري عن ابن مسعود أنه قرأ ‏"‏فاليوم ننجيك بندائك‏"‏‏.‏

وأخرج ابن الأنباري عن محمد بن السميقع اليماني ويزيد البربري أنهما قرآ‏"‏فاليوم ننحيك ببدنك‏"‏ بحاء غير معجمه‏.‏

 الآية 93

أخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن عساكر عن قتادة رضي الله عنه في وقه ‏{‏ولقد بؤأنا بني إسرائيل مبوأ صدق‏}‏ قال‏:‏ بؤأهم الله الشام وبيت المقدس‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الضحاك رضي الله عنه في وقوله ‏{‏مبوأ صدق‏}‏ قال‏:‏ منازل صدق، مصر والشام‏.‏

وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله ‏{‏فما اختلفوا حتى جاءهم العلم‏}‏ قال‏:‏ العلم كتاب الله الذي أنزله، وأمره الذي أمرهم به‏.‏

 الآيات 94 - 95

أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والضياء في المختارة عن ابن عباس رضي الله عنهما ‏{‏فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرأون الكتاب من قبلك‏}‏ قال‏:‏ لم يشك رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يسأل‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه في قوله ‏{‏فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرأون الكتاب من قبلك‏}‏ قال‏:‏ ذكر لنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ لا أشك ولا أسأل‏.‏

وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ‏{‏فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرأون الكتاب من قبلك‏}‏ قال‏:‏ التوراة والإنجيل الذين أدركوا محمدا صلى الله عليه وسلم من أهل الكتاب فآمنوا به يقول‏:‏ سلهم إن كنت في شك بأنك مكتوب عندهم‏.‏

وأخرج أبو داود وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن سماك الحنفي قال‏:‏ قلت لابن عباس رضي الله عنهما إني أجد في نفسي ما لا أستطيع أن أتكلم به‏.‏ فقال‏:‏ شك‏؟‏ قلت‏:‏ نعم‏.‏ قال‏:‏ ما نجا من هذا أحد حتى نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم ‏{‏فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك‏.‏‏.‏‏.‏‏}‏ الآية‏.‏ فإذا أحسست أو وجدت من ذلك شيئا فقل ‏(‏هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم‏)‏ ‏(‏الحديد الآية 3‏)‏‏.‏

وأخرج ابن الأنباري في المصاحف عن الحسن رضي الله عنه قال‏:‏ خمسة أحرف في القرآن ‏(‏وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال‏)‏ ‏(‏إبراهيم الآية 26‏)‏ معناه وما كان مكرهم لتزول منه الجبال ‏(‏لو أردنا أن نتخذ لهوا لاتخذناه من لدنا إن كنا فاعلين‏)‏ ‏(‏الأنبياء الآية 17‏)‏ معناه ما كنا فاعلين ‏(‏قل إن كان للرحمن ولد‏)‏ ‏(‏الزخرف الآية 81‏)‏ معناه ما كان للرحمن ولد ‏(‏ولقد مكناهم فيما إن مكناكم فيه‏)‏ ‏(‏الأحقاف الآية 26‏)‏ معناه في الذين ما مكناكم فيه ‏{‏فإن كنت في شك مما أنزلنا‏}‏ معناه فما كنت في شك‏.‏

وأخرج أبو الشيخ عن الحسن في قوله ‏{‏فاسأل الذين يقرأون الكتاب من قبلك‏}‏ قال‏:‏ سؤالك إياهم نظرك في كتابي كقولك‏:‏ سل عن آل المهلب دورهم‏.‏

 الآيات 96 - 97

أخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ‏{‏إن الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون‏}‏ قال‏:‏ حق عليهم سخط الله بما عصوه‏.‏

 الآيات 98 - 99

أخرج عبد الرزاق وابن جرير وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه قال‏:‏ بلغني أن في حرف ابن مسعود رضي الله عنه‏"‏فهلا كانت قرية آمنت‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي مالك رضي الله عنه في قوله ‏{‏فلولا كانت قرية آمنت‏}‏ يقول‏:‏ فما كانت قرية آمنت‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي مالك رضي الله عنه قال‏:‏ كل ما في القرآن فلولا فهو فهلا إلا في حرفين في يونس ‏{‏فلولا كانت قرية آمنت‏}‏ والآخر ‏(‏فلولا كان من القرون من قبلكم‏)‏ ‏(‏هود الآية 116‏)‏‏.‏

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ‏{‏فلولا كانت قرية آمنت‏}‏ قال‏:‏ فلم تكن قرية آمنت‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه ‏{‏فلولا كانت قرية آمنت‏.‏‏.‏‏.‏‏}‏ الآية‏.‏ يقول‏:‏ لم يكن هذا في الأمم قبل قوم يونس لم ينفع قرية كفرت ثم آمنت حين عاينت العذاب إلا قوم يونس عليه السلام فاستثنى الله قوم يونس، وذكر لنا أن قوم يونس كانوا بنينوى من أرض الموصل، فلما فقدوا نبيهم عليه السلام قذف الله تعالى في قلوبهم التوبة فلبسوا المسوح، وأخرجوا المواشي، وفرقوا بين كل بهيمة وولدها فعجوا إلى الله أربعين صباحا فلما عرف الله الصدق من قلوبهم والتوبة والندامة على ما مضى منهم، كشف عنهم العذاب بعد ما تدلى عليهم لم يكن بينهم وبين العذاب إلا ميل‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ‏{‏فلولا كانت قرية آمنت‏.‏‏.‏‏.‏‏}‏ الآية‏.‏ قال‏:‏ لم تكن قرية آمنت فنفعها الإيمان إذا نزل بها بأس الله‏.‏ إلا قرية‏:‏ يونس‏.‏

وأخرج ابن مردويه عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ‏"‏في قوله ‏{‏إلا قوم يونس لما آمنوا‏}‏ قال‏:‏ لما دعوا‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم واللالكائي في السنة عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال‏:‏ إن الحذر لا يرد القدر وإن الدعاء يرد القدر، وذلك في كتاب الله‏:‏ ‏{‏إلا قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي‏}‏‏.‏

وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما قال‏:‏ إن الدعاء ليرد القضاء وقد نزل من السماء، اقرأوا إن شئتم ‏{‏إلا قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم‏}‏ فدعوا صرف عنهم العذاب‏.‏

وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ‏"‏إن يونس دعا قومه فلما أبوا أن يجيبوه وعدهم العذاب فقال‏:‏ إنه يأتيكم يوم كذا وكذا‏.‏ ثم خرج عنهم - وكانت الأنبياء عليهم السلام إذا وعدت قومها العذاب خرجت - فلما أظلهم العذاب خرجوا ففرقوا بين المرأة وولدها، وبين السخلة وأولادها، وخرجوا يعجبون إلى الله علم الله منهم الصدق فتاب عليهم وصرف عنهم العذاب، وقعد يونس في الطريق يسأل عن الخبر، فمر به رجل فقال‏:‏ ما فعل قوم يونس‏؟‏ فحدثه بما صنعوا فقال‏:‏ لا أرجع إلى قوم قد كذبتهم‏.‏ وانطلق مغاضبا يعني مراغما‏"‏‏.‏

وأخرج أحمد في الزهد وابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما أن العذاب كان هبط على قوم يونس حتى لم يكن بينهم وبينه إلا قدر ثلثي ميل، فلما دعوا كشف الله عنهم‏.‏

وأخرج أحمد في الزهد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن سعيد بن جبير قال‏:‏ غشي قوم يونس العذاب كما يغشى القبر بالثوب إذا أدخل فيه صاحبه، وأمطرت السماء دما‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وأحمد في الزهد وابن جرير عن قتادة في قوله ‏{‏إلا قوم يونس لما آمنوا‏}‏ قال‏:‏ بلغنا أنهم خرجوا فنزلوا على تل وفرقوا بين كل بهيمة وولدها، فدعو الله أربعين ليلة حتى تاب عليهم‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن علي رضي الله عنه قال‏:‏ تيب على قوم يونس عليه السلام يوم عاشوراء‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه قال‏:‏ بعث يونس عليه السلام إلى قرية يقال لها نينوى على شاطئ دجلة‏.‏

وأخرج أحمد في الزهد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي الخلد رضي الله عنه قال‏:‏ لما غشي قوم يونس عليه السلام العذاب مشوا إلى شيخ من بقية علمائهم فقالوا له‏:‏ ما ترى‏؟‏ قال‏:‏ قولوا يا حي حين لا حي، ويا حي محيي الموت، ويا حي لا إله إلا أنت‏.‏ فقالوا فكشف عنهم العذاب‏.‏

وأخرج ابن النجار عن عائشة رضي الله عنها قالت‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏"‏لا ينجي حذر من قدر، وإن الدعاء يدفع من البلاء، وقد قال الله في كتابه ‏{‏إلا قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ومتعناهم إلى حين‏}‏‏.‏

وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما قال‏:‏ لما دعا يونس على قومه أوحى الله إليه أن العذاب مصبحهم‏.‏ فقالوا‏:‏ ما كذب يونس وليصبحنا العذاب، فتعالوا حتى نخرج سخال كل شيء فنجعلها مع أولادنا فلعل الله أن يرحمهم‏.‏ فأخرجوا النساء معهن الولدان، وأخرجوا الإبل معها فصلانها، وأخرجوا البقر معها عجاجيلها، وأخرجو الغنم معها سخالها فجعلوه أمامهم، وأقبل العذاب فلما أن رأوه جأروا إلى الله ودعوا، وبكى النساء والولدان، ورغت الإبل وفصلانها، وخارت البقر وعجاجيلها، وثغت الغنم وسخالها، فرحمهم الله فصرف عنهم العذاب إلى جبال آمد، فهم يعذبون حتى الساعة‏.‏

 الآيات 100 - 106

أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ‏{‏ويجعل الرجس‏}‏ قال‏:‏ السخط‏.‏

وأخرج أبو الشيخ عن قتادة في قوله ‏{‏ويجعل الرجس‏}‏ قال‏:‏ الرجس الشيطان، والرجس العذاب‏.‏

وأخرج أبو الشيخ عن السدي رضي الله عنه ‏{‏وما تغني الآيات والنذر عن قوم‏}‏ يقول‏:‏ عند قوم لا يؤمنون نسخت قوله ‏(‏حكمة بالغة فما تغني النذر‏)‏ ‏(‏القمر الآية 5‏)‏‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه ‏{‏فهل ينتظرون إلا مثل أيام الذين خلوا من قبلهم‏}‏ قال‏:‏ وقائع الله في الذين خلوا من قبلهم قوم نوح وعاد وثمود‏.‏

وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن الربيع في قوله ‏{‏فهل ينتظرون إلا مثل أيام الذين خلوا من قبلهم قل فانتظروا إني معكم من المنتظرين‏}‏ قال‏:‏ خوفهم الله عذابه ونقمته وعقوبته، ثم أخبرهم أنه إذا وقع من ذلك أمر نجى الله رسله والذين آمنوا فقال ‏{‏ثم ننجي رسلنا والذين آمنوا‏}‏‏.‏

 الآية 107

أخرج أبو الشيخ عن السدي رضي الله عنه في قوله ‏{‏وإن يردك بخير‏}‏ يقول‏:‏ بعافية‏.‏

وأخرج أبو الشيخ عن الحسن رضي الله عنه قال‏:‏ ثلاث آيات وجدتها في كتاب الله تعالى اكتفيت بها عن جميع الخلائق، قوله ‏{‏وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله‏}‏‏.‏

وأخرج البيهقي في شعب الإيمان عن عامر بن قيس رضي الله عنه قال‏:‏ ثلاث آيات في كتاب الله اكتفيت بهن عن جميع الخلائق‏:‏ أولهن ‏{‏وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله‏}‏ والثانية ‏(‏ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له‏)‏ ‏(‏فاطر الآية 2‏)‏ والثالثة ‏(‏وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها‏)‏ ‏(‏هود الآية 6‏)‏‏.‏

وأخرج أبو نعيم في الحلية والبيهقي في شعب الإيمان وابن عساكر عن أنس رضي الله عنه ‏"‏أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ اطلبوا الخير دهركم وتعرضوا لنفحات رحمة الله تعالى فإن لله نفحات من رحمته يصيب بها من يشاء من عباده، وسلوه أن يستر عوراتكم، ويؤمن من روعاتكم‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي الدرداء رضي الله عنه موقوفا‏.‏ مثله سواء‏.‏

 الآيات 108 - 109

أخرج أبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ‏{‏وقد جاءكم الحق من ربكم‏}‏ و ‏{‏وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله‏}‏ ‏(‏يونس الآية 107‏)‏ هو الحق‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله ‏{‏واصبر حتى يحكم الله‏}‏ قال‏:‏ هذا منسوخ أمره بجهادهم والغلظة عليهم‏.‏