فصل: الآيات (43: 48)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الدر المنثور في التفسير بالمأثور **


 الآية 43 - 48

أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم، عن ابن عباس قال‏:‏ لما بعث الله محمدا رسولا أنكرت العرب ذلك، ومن أنكر منهم قالوا‏:‏ الله أعظم من أن يكون رسوله بشرا مثل محمد‏.‏ فأنزل الله‏:‏ ‏(‏أكان للناس عجبا أن أوحينا إلى رجل منهم‏)‏ ‏(‏يونس، آية 2‏)‏ وقال‏:‏ ‏{‏وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون‏}‏ يعني فاسألوا أهل الذكر والكتب الماضية‏:‏ أبشر كانت الرسل الذين أتتهم أم ملائكة‏؟‏ فإن كانوا ملائكة أتتكم، وإن كانوا بشرا فلا تنكروا أن يكون رسولا‏.‏ ثم قال‏:‏ ‏(‏وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا يوحى إليهم من أهل القرى‏)‏ ‏(‏يوسف، آية 109‏)‏ أي ليسوا من أهل السماء كما قلتم‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله‏:‏ ‏{‏وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا‏}‏ قال‏:‏ قالت العرب ‏(‏لولا أنزل علينا الملائكة‏)‏ ‏(‏المائدة، آية 73‏)‏ قال الله‏:‏ ما أرسلت الرسل إلا بشرا ‏{‏فاسألوا‏}‏ يا معشر العرب ‏{‏أهل الذكر‏}‏ وهم أهل الكتاب من اليهود والنصارى، الذين جاءتهم قبلكم ‏{‏إن كنتم لا تعلمون‏}‏ أن الرسل الذين كانوا من قبل محمد كانوا بشرا مثله، فإنهم سيخبرونكم أنهم كانوا بشرا مثله‏.‏

وأخر الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه، عن ابن عباس ‏{‏فاسألوا أهل الذكر‏}‏ يعني مشركي قريش، أن محمدا رسول الله في التوراة والإنجيل‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله‏:‏ ‏{‏فاسألوا أهل الذكر‏}‏ قال‏:‏ نزلت في عبد الله بن سلام ونفر من أهل التوراة، وكانوا أهل كتب يقول‏:‏ فاسألوهم ‏{‏إن كنتم لا تعلمون‏}

أن الرجل ليصلي ويصوم ويحج ويعتمر، وأنه لمنافق‏.‏ قيل‏:‏ يا رسول الله، بماذا دخل عليه النفاق‏؟‏ قال‏:‏ يطعن على إمامه، وإمامه من قال الله في كتابه‏:‏ ‏{‏فاسألوا أهل الذكر أن كنتم لا تعلمون‏}‏‏.‏

وأخرج ابن مردويه عن جابر قال‏:‏ قال رسول الله‏:‏ ‏"‏لا ينبغي للعالم أن يسكت عن علمه، ولا ينبغي للجاهل أن يسكت عن جهله‏.‏ وقد قال الله ‏{‏فاسألوا أهل الذكر أن كنتم لا تعلمون‏}‏ فينبغي للمؤمن أن يعرف عمله على هدى أم على خلافه‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن مجاهد في قوله‏:‏ ‏{‏بالبينات‏}‏ قال‏:‏ الآيات ‏{‏والزبر‏}‏ قال‏:‏ الكتب‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي عن أصحابه في قوله‏:‏ ‏{‏بالبينات والزبر‏}‏ قال‏:‏ ‏{‏البينات‏}‏ الحلال والحرام الذي كانت تجيء به الأنبياء ‏{‏والزبر‏}‏ كتب الأنبياء ‏{‏وأنزلنا إليك الذكر‏}‏ قال‏:‏ هو القرآن‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله‏:‏ ‏{‏لتبين للناس ما نزل إليهم‏}‏ قال‏:‏ ما أحل لهم وما حرم عليهم‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله‏:‏ ‏{‏لتبين للناس ما نزل إليهم‏}‏ قال‏:‏ أرسله الله إليهم ليتخذ بذلك الحجة عليهم‏.‏

وأخرج ابن جرير عن مجاهد في قوله‏:‏ ‏{‏لعلهم يتفكرون‏}‏ قال‏:‏ يطيعون‏.‏

وأخرج الحاكم وصححه عن حذيفة قال‏:‏ قام فينا رسول الله مقاما أخبرنا بما يكون إلى قيام الساعة، عقله منا من عقله ونسيه من نسيه‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر، عن مجاهد في قوله‏:‏ ‏{‏أفأمن الذين مكروا السيئات‏}‏ قال‏:‏ نمرود بن كنعان وقومه‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم، عن قتادة في قوله‏:‏ ‏{‏أفأمن الذين مكروا السيئات‏}‏ أي الشرك‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك في قوله‏:‏ ‏{‏أفأمن الذين مكروا السيئات‏}‏ قال‏:‏ تكذيبهم الرسل وأعمالهم بالمعاصي‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم، عن ابن عباس في قوله‏:‏ ‏{‏أو يأخذهم في تقلبهم‏}‏ قال‏:‏ في إختلافهم‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم، عن ابن عباس في قوله‏:‏ ‏{‏أو يأخذهم في تقلبهم‏}‏ قال‏:‏ إن شئت أخذته في سفره‏.‏ وفي قوله‏:‏ ‏{‏أو يأخذهم على تخوف‏}‏ يقول‏:‏ إن شئت أخذته على أثر موت صاحبه‏.‏ وتخوف بذلك‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن قتادة في قوله‏:‏ ‏{‏أو يأخذهم في تقلبهم‏}‏ قال‏:‏ في أسفارهم‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم، عن الضحاك في قوله‏:‏ ‏{‏أو يأخذهم في تقلبهم‏}‏ يعني على أي حال كانوا بالليل والنهار ‏{‏أو يأخذهم على تخوف‏}‏ يعني أن يأخذ بعضا بالعذاب ويترك بعضا، وذلك أنه كان يعذب القرية فيهلكها ويترك الأخرى‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله‏:‏ ‏{‏أو يأخذهم على تخوف‏}‏ قال‏:‏ ينقص من أعمالهم‏.‏

وأخرج ابن جرير من طريق عطاء الخراساني، عن ابن عباس في قوله‏:‏ ‏{‏أو يأخذهم على تخوف‏}‏ قالوا‏:‏ ما نرى إلا أنه عند تنقص ما نردده من الآيات، فقال عمر‏:‏ ما أرى إلا أنه على ما تنتقصون من معاصي الله‏.‏ فخرج رجل ممن كان عند عمر فلقي أعرابيا فقال‏:‏ يا فلان، ما فعل ربك‏.‏ فقال‏:‏ قد تخيفته‏.‏ يعني تنقصه‏.‏ فرجع إلى عمر فأخبره فقال‏:‏ قدر الله ذلك‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر، عن مجاهد في قوله‏:‏ ‏{‏أو يأخذهم على تخوف‏}‏ قال‏:‏ يأخذهم بنقص بعضهم بعضا‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم، عن ابن زيد في قوله‏:‏ ‏{‏أو يأخذهم على تخوف‏}‏ قال‏:‏ كان يقال‏:‏ التخوف، هو التنقص‏.‏‏.‏‏.‏ تنقصهم من البلد والأطراف‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن قتادة في قوله‏:‏ ‏{‏أو لم يروا إلى ما خلق الله من شيء يتفيؤوا ظلاله عن اليمين والشمائل سجدا لله‏}‏ قال‏:‏ ظل كل شيء فيه، وظل كل شيء سجوده‏.‏ ‏{‏فاليمين‏}‏ أول النهار ‏{‏والشمائل‏}‏ آخر النهار‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم، عن الضحاك في قوله‏:‏ ‏{‏أو لم يروا إلى ما خلق الله من شيء يتفيؤوا ظلاله‏}‏ قال‏:‏ إذا فاء الفيء توجه كل شيء ساجدا لله قبل القبلة من بيت أو شجر‏.‏ قال‏:‏ فكانوا يستحبون الصلاة عند ذلك‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة، عن الضحاك في الآية قال‏:‏ إذا فاء الفيء، لم يبق شيء من دابة ولا طائر إلا خر لله ساجدا‏.‏

وأخرج عبد بن حميد والترمذي وابن المنذر وأبو الشيخ، عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله‏:‏ ‏"‏أربع قبل الظهر بعد الزوال تحسب بمثلين من صلاة السحر‏"‏‏.‏ قال رسول الله‏:‏ ‏"‏وليس من شيء إلا وهو يسبح الله تلك الساعة‏"‏ ثم قرأ ‏{‏يتفيؤوا ظلاله عن اليمين والشمائل سجدا لله‏.‏‏.‏‏.‏‏}‏ الآية كلها‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة عن سعد بن إبراهيم قال‏:‏ صلوا صلاة الآصال حتى يفيء الفيء قبل النداء بالظهر، من صلاها فكأنما تهجد بالليل‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في الآية قال‏:‏ فيء كل شيء ظله، وسجود كل شيء فيه سجود الخيال فيها‏.‏

وأخرج ابن جرير عن مجاهد في الآية قال‏:‏ إذا زالت الشمس سجد كل شيء لله‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في الآية في قوله‏:‏ ‏{‏يتفيؤوا ظلاله عن اليمين والشمائل‏}‏ قال‏:‏ الغدو والآصال، إذا فاء ظل كل شيء‏.‏ أما الظل بالغداة فعن اليمين، وأما بالعشي فعن الشمائل‏.‏ إذا كان بالغداة سجدت لله، وإذا كان بالعشي سجدت له‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي غالب الشيباني قال‏:‏ أمواج البحر صلاته‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن مجاهد في قوله‏:‏ ‏{‏داخرون‏}‏ قال‏:‏ صاغرون‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر، عن قتادة في قوله ‏{‏وهم داخرون‏}‏ قال‏:‏ صاغرون‏.‏

 الآية 49 - 56

أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله‏:‏ ‏{‏ولله يسجد ما في السموات وما في الأرض من دابة‏}‏ قال‏:‏ لم يدع شيئا من خلقه إلا عبده له طائعا أو كارها‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن في الآية قال‏:‏ يسجد من في السموات طوعا، ومن في الأرض طوعا وكرها‏.‏

وأخرج الخطيب في تاريخه عن ابن عباس في قوله‏:‏ ‏{‏يخافون ربهم من فوقهم‏}‏ قال‏:‏ مخافة الإجلال‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وابن مردويه، عن أبي هريرة قال‏:‏ ‏"‏مر النبي بسعد وهو يدعو بأصبعيه فقال له‏:‏ يا سعد، أحد أحد‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن سيرين قال‏:‏ كانوا إذا رأوا إنسانا يدعو بأصبعيه، ضربوا إحداهما وقالوا‏:‏ ‏{‏إنما هو إله واحد‏}‏‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة عن عائشة قالت‏:‏ إن الله يحب أن يدعى هكذا، وأشارت بأصبع واحدة‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عباس قال‏:‏ الإخلاص، يعني الدعاء بالأصبع‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة عن مجاهد قال‏:‏ الدعاءهكذا - وأشار بأصبع واحدة - مقمعة الشيطان‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عباس قال‏:‏ الإخلاص هكذا‏.‏ وأشار بأصبعيه والدعاء هكذا يعني ببطون كفيه‏.‏ وللإستخارة هكذا، ورفع يديه وولى ظهرهما وجهه‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن مجاهد في قوله‏:‏ ‏{‏وله الدين واصبا‏}‏ قال‏:‏ ‏{‏الدين‏}‏ الإخلاص ‏{‏واصبا‏}‏ دائما‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي صالح في قوله‏:‏ ‏{‏وله الدين واصبا‏}‏ قال‏:‏ لا إله إلا الله‏.‏

واخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن ابن عباس في قوله‏:‏ ‏{‏وله الدين واصبا‏}‏ قال‏:‏ دائما‏.‏

وأخرج الفريابي وابن جرير عن ابن عباس في قوله‏:‏ ‏{‏وله الدين واصبا‏}‏ قال‏:‏ واجبا‏.‏

وأخرج ابن الأنباري في الوقف والابتداء، عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق قال له‏:‏ أخبرني عن قولهك ‏{‏وله الدين واصبا‏}‏ ما الواصب‏؟‏ قال‏:‏ الدائم‏.‏ قال فيه أمية بن أبي الصلت‏:‏

وله الدين واصبا وله * الملك وحمد له على كل حال

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم، عن الحسن في الآية قال‏:‏ إن هذا الدين دين واصب‏.‏‏.‏‏.‏شغل الناس وحال بينهم وبين كثير من شهواتهم، فما يستطيعه من إلا من عرف فضله ورجا عاقبته‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن مجاهد في قوله‏:‏ ‏{‏فإليه تجأرون‏}‏ قال‏:‏ تتضرعون دعاء‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله‏:‏ ‏{‏فإليه تجأرون‏}‏ يقول‏:‏ تضجون بالدعاء‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله‏:‏ ‏{‏ثم إذا كشف الضر عنكم‏.‏‏.‏‏.‏‏}‏ الآية، قال‏:‏ الخلق كلهم يقرون لله أنه ربهم ثم يشركون بعد ذلك‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن في قوله‏:‏ ‏{‏فتمتعوا فسوف تعلمون‏}‏ قال‏:‏ هو وعيد‏.‏

وأخرج ابن جرير عن مجاهد في قوله‏:‏ ‏{‏ويجعلون لما لا يعلمون نصيبا مما رزقناهم‏}‏ قال‏:‏ يعلمون أن الله خلقهم ويضرهم وينفعهم، ثم يجعلون لما يعلمون أنه يضرهم ولا ينفعهم نصيبا مما رزقناهم‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن قتادة في قوله‏:‏ ‏{‏ويجعلون لما لا يعلمون نصيبا‏}‏ قال‏:‏ هم مشركو العرب جعلوا لأوثانهم وشياطينهم نصيبا مما رزقهم الله، وجزأوا من أموالهم جزءا فجعلوه لأوثانهم وشياطينهم‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله‏:‏ ‏{‏ويجعلون لما لا يعلمون نصيبا مما رزقناهم‏}‏ هو قولهم هذا لله بزعمهم وهذا لشركائنا‏.‏

 الآية 57 - 60

أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه، عن ابن عباس في قوله‏:‏ ‏{‏ويجعلون لله البنات‏.‏‏.‏‏.‏‏}‏ الآيات‏.‏ يقول‏:‏ يجعلون له البنات، يرضونهن له ولا يرضونهن لأنفسهم‏.‏ وذلك أنهم كانوا في الجاهلية إذا ولد للرجل منهم جارية أمسكها على هون أو دسها في التراب وهي حية‏.‏

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم، عن الضحاك في قوله‏:‏ ‏{‏ولهم ما يشتهون‏}‏ قال‏:‏ يعني به البنين‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن قتادة في قوله‏:‏ ‏{‏وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم‏}‏ قال‏:‏ هذا صنيع مشركي العرب، أخبرهم الله بخبث صنيعهم‏.‏ فأما المؤمن، فهو حقيق أن يرضى بما قسم الله له، وقضاء الله خير من قضاء المرء لنفسه‏.‏ ولعمري ما ندري أنه لخير لرب جارية خير لأهلها من غلام، وإنما أخبركم الله بصنيعهم لتجتنبوه وتنتهوا عنه، فكان أحدهم يغذو كلبه ويئد ابنته‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في الآية قال‏:‏ كانت العرب يقتلون ما ولد لهم من جارية فيدسونها في التراب وهي حية حتى تموت‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله‏:‏ ‏{‏على هون‏}‏ أي هوان بلغة قريش‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر، عن ابن جريج في قوله‏:‏ ‏{‏أم يدسه في التراب‏}‏ قال‏:‏ يئد ابنته‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله‏:‏ ‏{‏ألا ساء ما يحكمون‏}‏ قال‏:‏ بئس ما حكموا‏.‏ يقول‏:‏ شيء لا يرضونه لأنفسهم، فكيف يرضونه لي‏.‏‏.‏‏.‏‏؟‏

وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن قتادة في قوله‏:‏ ‏{‏ولله المثل الأعلى‏}‏ قال‏:‏ شهادة أن لا إله إلا الله‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات، عن ابن عباس في قوله‏:‏ ‏{‏ولله المثل الأعلى‏}‏ قال‏:‏ يقول ليس كمثله شيء‏.‏

 الآية 61 - 67

أخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله‏:‏ ‏{‏ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك عليها من دابة‏}‏ قال‏:‏ ما سقاهم المطر‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في الآية يقول‏:‏ إذا قحط المطر لم يبق في الأرض دابة إلا ماتت‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر، عن قتادة في قوله‏:‏ ‏{‏ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك عليها من دابة‏}‏ قال‏:‏ قد فعل الله ذلك في زمان نوح، أهلك الله ما على ظهر الأرض من دابة إلا ما حملت سفينة نوح‏.‏

وأخرج أحمد في الزهد عن ابن مسعود قال‏:‏ ذنوب ابن آدم قتلت الجعل في جحره، ثم قال‏:‏ أي والله‏.‏‏.‏‏.‏ ومن غرق قوم نوح عليه السلام‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الشعب، عن ابن مسعود قال‏:‏ كاد الجعل أن يعذب في جحره بذنب ابن آدم، ثم قرأ ‏{‏ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك على ظهرها من دابة‏}‏‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن أبي الدنيا في كتاب العقوبات، عن أنس بن مالك قال‏:‏ كاد الضب أن يموت في جحره هولا من ظلم ابن آدم‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن أبي الدنيا وابن جرير والبيهقي في الشعب، عن أبي هريرة أنه سمع رجلا يقول‏:‏ إن الظالم لا يضر إلا نفسه‏.‏ فقال أبو هريرة‏:‏ بلى‏.‏ والله، إن الحبارى لتموت هزلا وكرها من ظلم الظالم‏.‏

وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة قال‏:‏ قال رسول الله‏:‏ ‏"‏لو أن الله يؤاخذني وعيسى ابن مريم بذنونبا، وفي لفظ‏:‏ بما جنت هاتان - الإبهام والتي تليها - لعذبنا ما يظلمنا شيئا‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك في قوله‏:‏ ‏{‏ويجعلون لله ما يكرهون‏}‏ قال‏:‏ يقول‏:‏ تجعلون لي البنات وتكرهون ذلك لأنفسكم‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله‏:‏ ‏{‏ويجعلون لله ما يكرهون‏}‏ قال‏:‏ وهن الجواري‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن مجاهد في قوله‏:‏ ‏{‏وتصف ألسنتهم الكذب أن لهم الحسنى‏}‏ قال‏:‏ قول كفار قريش لنا البنون ولله البنات‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن قتادة في قوله‏:‏ ‏{‏وتصف ألسنتهم الكذب‏}‏ أي يتكلمون بأن ‏{‏لهم الحسنى‏}‏ الغلمان‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر، عن مجاهد في قوله‏:‏ ‏{‏وأنهم مفرطون‏}‏ قال‏:‏ مسيئون‏.‏

وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر، وابن أبي حاتم، عن سعيد بن جبير في قوله‏:‏ ‏{‏وأنهم مفرطون‏}‏ قال‏:‏ متروكون في النار ينسون فيها أبدا‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر، عن قتادة في قوله‏:‏ ‏{‏وأنهم مفرطون‏}‏ قال‏:‏ قد فرطوا في النار أي معجلين‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن في قوله‏:‏ ‏{‏وأنهم مفرطون‏}‏ قال‏:‏ معجل بهم إلى النار‏.‏

وأخرج ابن مردويه، عن يحيى بن عبد الرحمن بن أبي كبشة، عن أبيه، عن جده أن رسول الله قال‏:‏ ما شرب أحد لبنا فشرق أن الله يقول‏:‏ ‏{‏لبنا خالصا سائغا للشاربين‏}‏‏.‏

وأخرج عبد الرزاق في المصنف وابن أبي حاتم، عن ابن سيرين‏.‏ أن ابن عباس لبنا فقال له مطرف‏:‏ ألا تمضمضت‏؟‏ فقال‏:‏ ما أباليه بالة، اسمح يسمح لك‏.‏ فقال قائل‏:‏ إنه يخرج من بين فرث ودم‏.‏ فقال ابن عباس‏:‏ قد قال الله ‏{‏لبنا خالصا سائغا للشاربين‏}‏‏.‏

وأخرج عبد الرزاق والفريابي وسعيد بن منصور وأبو داود في ناسخه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والنحاس وابن مردويه والحاكم وصححه، عن ابن عباس أنه سئل عن قوله‏:‏ ‏{‏تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا‏}‏ قال‏:‏ السكر ما حرم من ثمرتها، والرزق الحسن ما حل من ثمرتها‏.‏

وأخرج الفريابي وابن أبي حاتم وابن مردويه، عن ابن عباس في الآية قال‏:‏ السكر الحرام منه، والرزق الحسن زبيبه وخله وعنبه ومنافعه‏.‏

وأخرج أبو داود في ناسخه وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن ابن عباس في الآية قال‏:‏ السكر النبيذ، والرزق الحسن، فنسختها هذه الآية ‏(‏إنما الخمر والميسر‏)‏ ‏(‏المائدة، آية 90‏)‏‏.‏

وأخرج أبو داود في ناسخه وابن جرير، عن أبي رزين في الآية قال‏:‏ نزل هذا وهم يشربون الخمر قبل أن ينزل تحريمها‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم، عن ابن عباس في الآية قال‏:‏ السكر الخل، والنبيذ وما أشبهه‏.‏ والرزق الحسن‏:‏ الثمر والزبيب وما أشبهه‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي، عن ابن عباس في قوله‏:‏ ‏{‏تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا‏}‏ قال‏:‏ فحرم الله بعد ذلك السكر، مع تحريم الخمر، لأنه منه، ثم قال‏:‏ ‏{‏ورزقا حسنا‏}‏ فهو الحلال من الخل والزبيب والنبيذ وأشباه ذلك، فأقره الله وجعله حلالا للمسلمين‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن مردويه، عن ابن عباس في قوله‏:‏ ‏{‏تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا‏}‏ قال‏:‏ إن الناس يسمون الخمر سكرا، وكانوا يشربونها، ثم سماها الله بعد ذلك الخمر حين حرمت، وكان ابن عباس يزعم أن الحبشة يسمون الخل السكر‏.‏ وقوله‏:‏ ‏{‏ورزقا حسنا‏}‏ يعني بذلك الحلال التمر والزبيب، وكان حلالا لا يسكر‏.‏

وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر، عن ابن مسعود قال‏:‏ السكر خمر‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة، عن سعيد بن جبير والحسن والشعبي وإبراهيم وأبي رزين مثله‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وابن الأنباري في المصاحف والنحاس، عن قتادة في قوله‏:‏ ‏{‏تتخذون منه سكرا‏}‏ قال‏:‏ خمور الأعاجم، ونسخت في سورة المائدة‏.‏

وأخرج النسائي عن سعيد بن جبير قال‏:‏ السكر الحرام، والرزق الحسن الحلال‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن الحسن في قوله‏:‏ ‏{‏تتخذون منه سكرا‏}‏ قال‏:‏ ذكر الله نعمته عليهم في الخمر قبل أن يحرمها عليهم‏.‏

وأخرج ابن الأنباري والبيهقي، عن إبراهيم والشعبي في قوله‏:‏ ‏{‏تتخذون منه سكرا‏}‏ قالا‏:‏ هي منسوخة‏.‏

وأخرج الخطيب، عن أبي هريرة قال‏:‏ قال رسول صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏لكم في العنب أشياء تأكلونه عنبا، وتشربونه عصيرا ما لم ييبس، وتتخذون منه زبيبا وربا والله أعلم‏"‏‏.‏