فصل: الآية (61)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الدر المنثور في التفسير بالمأثور **


-  قوله تعالى‏:‏ أفمن وعدناه وعدا حسنا فهو لاقيه كمن متعناه متاع الحياة الدنيا ثم هو يوم القيامة من المحضرين‏.‏

أخرج ابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ‏{‏أفمن وعدناه وعدا حسنا فهو لاقيه كمن متعناه متاع الحياة الدنيا‏}‏ قال‏:‏ نزلت في النبي صلى الله عليه وسلم، وفي أبي جهل‏.‏

وأخرج ابن جرير من وجه آخر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ‏{‏أفمن وعدناه‏.‏‏.‏‏.‏‏}‏ الآية‏.‏ قال‏:‏ نزلت في حمزة، وأبي جهل‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله ‏{‏أفمن وعدناه وعدا حسنا فهو لاقيه‏}‏ قال‏:‏ حمزة بن عبد المطلب ‏{‏كمن متعناه متاع الحياة الدنيا‏}‏ قال‏:‏ أبو جهل بن هشام‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه أفمن وعدناه وعدا حسنا فهو لاقيه‏}‏ قال‏:‏ هو المؤمن‏.‏ سمع كتاب الله فصدق بهن وآمن بما وعد فيه من الخير والجنة ‏{‏كمن متعناه متاع الحياة والدنيا‏}‏ قال‏:‏ هو الكافر‏.‏ ليس كالمؤمن ‏{‏ثم هو يوم القيامة من المحضرين‏}‏ قال‏:‏ من المحضرين في عذاب الله‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبه وابن أبي حاتم عن مسروق رضي الله عنه انه قرأ هذه الآية ‏(‏أفمن وعدناه وعدا حسنا فهو لاقيه‏)‏‏.‏

وأخرج الفريابي وابن أبي شيبه وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ‏{‏من المحضرين‏}‏ قال‏:‏ أهل النار أحضروها‏.‏

وأخرج البخاري في تاريخه عن عطاء بن السائب قال‏:‏ كان ميمون بن مهران إذا قدم ينزل على سالم البراد، فقدم قدمة فلم يلقه فقالت له امرأته‏:‏ ان أخاك قرأ ‏{‏أفمن وعدناه وعدا حسنا فهو لاقيه كمن متعناه‏}‏ قالت‏:‏ فشغل‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن مسعود رضي الله عنه قال‏:‏ من استطاع منكم ان يضع كنزه حيث لا يأكله السوس فليفعل‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن كعب رضي الله عنه قال‏:‏ مكتوب في التوراة‏.‏ ابن آدم ضع كنزك عندي فلا غرق، ولا حرق، أدفعه إليك افقر ما تكون اليه يوم القيامة‏.‏

وأخرج مسلم والبيهقي في الاسماء والصفات عن أبي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏يقول الله عز وجل يا ابن آدم مرضت فلم تعدني، فيقول‏:‏ رب كيف أعودك وأنت رب العالمين‏؟‏ فيقول‏:‏ أما علمت ان عبدي فلانا مرض فلم تعده، أما علمت انك لو عدته لوجدتني عنده، ويقول‏:‏ يا ابن آدم استسقيتك فلم تسقني، فيقول‏:‏ أي رب كيف أسقيك وأنت رب العالمين‏؟‏ فيقول تبارك وتعالى‏:‏ اما علمت ان عبدي فلانا استسقاك فلم تسقه، أما علمت انك لو سقيته لوجدت ذلك عندي‏.‏ قال‏:‏ ويقول‏:‏ يا ابن آدم استطعمتك فلم تطعمني‏:‏ فيقول‏:‏ أي رب وكيف أطعمك وأنت رب العالمين‏؟‏ فيقول‏:‏ أما علمت ان عبدي فلانا استطعمك فلم تطعمه، أما انك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي‏"‏‏.‏

وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن عبد الله بن عبيد بن عمير رضي الله عنه قال‏:‏ ‏"‏يحشر الناس يوم القيامة أجوع ما كانوا، وأعطش ما كانوا، وأعرى ما كانوا، فمن أطعم لله عز وجل أطعمه الله، ومن كسا لله عز وجل كساه الله، ومن سقى لله عز وجل سقاه الله، ومن كان في رضا الله كان الله على رضاه أقدر‏"‏‏.‏

-  قوله تعالى‏:‏ ويوم يناديهم فيقول أين شركائي الذين كنتم تزعمون*قال الذين حق عليهم القول ربنا هؤلاء الذين أغوينا أغويناهم كما غوينا تبرأنا إليك ما كانوا إيانا يعبدون*وقيل ادعوا شركاءكم فدعوهم فلم يستجيبوا لهم ورأوا العذاب لو أنهم كانوا يهتدون‏.‏

أخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه ‏{‏ويوم يناديهم فيقول اين شركائي الذين كنتم تزعمون‏}‏ قال‏:‏ هؤلاء بنو آدم ‏{‏قال الذين حق عليهم القول‏}‏ قال‏:‏ هم الجن ‏{‏ربنا هؤلاء الذين أغوينا أغويناهم‏.‏‏.‏‏.‏‏}‏ الآية‏.‏ وقيل لبني آدم ‏{‏ادعو شركاءكم فدعوهم فلم يستجيبوا لهم‏}‏ ولم يردوا عليهم خيرا‏.‏

-  قوله تعالى‏:‏ ويوم يناديهم فيقول ماذا أجبتم المرسلين*فعميت عليهم الأنباء يومئذ فهم لا يتساءلون*فأما من تاب وآمن وعمل صالحا فعسى أن يكون من المفلحين‏.‏

أخرج ابن المبارك في الزهد وعبد بن حميد والنسائي والطبراني وابن مردويه عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏ما من أحد إلا سيخلو الله به كما يخلوا أحدكم بالقمر ليلة البدر فيقول‏:‏ يا ابن آدم ما غرك بي، يا ابن آدم ماذا عملت فيما عملت‏؟‏ يا ابن آدم ماذا أجبت المرسلين‏؟‏ ‏"‏‏.‏

وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه ‏{‏فعميت عليهم الأنباء‏}‏ قال‏:‏ الحجج ‏{‏يومئذ فهم لا يتساءلون‏}‏ قال‏:‏ بالأنساب‏.‏

-  قوله تعالى‏:‏ وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة سبحان الله وتعالى عما يشركون*وربك يعلم ما تكن صدورهم وما يعلنون*وهو الله لا إله إلا هو له الحمد في الأولى والآخرة وله الحكم وإليه ترجعون‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن أرطاة قال‏:‏ ذكرت لأبي عون الحمصي شيئا من قول القدر فقال‏:‏ ما تقرأون كتاب الله تعالى ‏{‏وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة‏}‏‏؟‏‏.‏

وأخرج البخاري وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وابن مردويه والبيهقي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال‏:‏ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الامر كما يعلمنا السورة من القرآن‏.‏ يقول‏:‏ ‏"‏إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة، ثم ليقل‏:‏ اللهم اني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فانك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وانت علام الغيوب‏.‏ اللهم ان كنت تعلم ان هذا الأمر خير لي في ديني، ومعاشي، وعاقبة أمري، وعاجل أمري وآجله، فاقدره لي، ويسره لي‏.‏ وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في دينين ومعاشي، وعاقبة أمري، وعاجل أمري وآجله، فاصرفه عني، واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان، وأرضني به‏.‏ ويسمى حاجته باسمها‏"‏‏.‏

-  قوله تعالى‏:‏ قل أرأيتم إن جعل الله عليكم الليل سرمدا إلى يوم القيامة من إله غير الله يأتيكم بضياء أفلا تسمعون*قل أرأيتم إن جعل الله عليكم النهار سرمدا إلى يوم القيامة من إله غير الله يأتيكم بليل تسكنون فيه أفلا تبصرون*ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون*ويوم يناديهم فيقول أين شركائي الذين كنتم تزعمون*ونزعنا من كل أمة شهيدا فقلنا هاتوا برهانكم فعلموا أن الحق لله وضل عنهم ما كانوا يفترون‏.‏

أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ‏{‏إن جعل الله عليكم الليل سرمدا‏}‏ قال‏:‏ دائما‏.‏

وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ‏{‏سرمدا‏}‏ قال‏:‏ دائما لا ينقطع‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه في قوله ‏{‏سرمدا إلى يوم القيامة‏}‏ قال‏:‏ دائما ‏{‏من إله غير الله يأتيكم بضياء‏}‏ قال‏:‏ بنهار‏.‏

وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج ‏{‏ومن رحمته جعل لكم الليل لتسكنوا فيه‏}‏ قال‏:‏ في الليل ‏{‏ولتبتغوا من فضله‏}‏ قال‏:‏ في النهار‏.‏

وأخرج الفريابي وابن أبي شيبه وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ‏{‏ونزعنا من كل أمة شهيدا‏}‏ قال‏:‏ رسولا ‏{‏فقلنا هاتوا برهانكم‏}‏ قال‏:‏ هاتوا حجتكم بما كنتم تعبدون وتقولون‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه ‏{‏ونزعنا من كل أمة شهيدا‏}‏ قال‏:‏ شهيدها‏:‏ نبيها‏.‏ ليشهد عليها انه قد بلغ رسالات ربه ‏{‏فقلنا هاتوا برهانكم‏}‏ قال‏:‏ بينتكم‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما ‏{‏وضل عنهم‏}‏ في القيامة ‏{‏ما كانوا يفترون‏}‏ يكذبون في الدنيا‏.‏

-  قوله تعالى‏:‏ إن قارون كان من قوم موسى فبغى عليهم وأتيناه من الكنوز ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة إذ قال له قومه لا تفرح إن الله لا يحب الفرحين*وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين*قال إنما أوتيته على علم عندي أولم يعلم أن الله قد أهلك من قبله من القرون من هو أشد منه قوة وأكثرجمعا ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون*فخرج على قومه في زينته قال الذين يريدون الحياة الدنيا يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون إنه لذو حظ عظيم*وقال الذين أوتوا العلم ويلكم ثواب الله خير لمن آمن وعمل صالحا ولا يلقاها إلا الصابرون*فخسفنا به وبداره الأرض فما كان له من فئة ينصرونه من دون الله وما كان من المنتصرين*وأصبح الذين تمنوا مكانه بالأمس يقولون ويكأن الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر لولا أن من الله علينا لخسف بنا ويكأنه لا يفلح الكافرون‏.‏

أخرج ابن أبي شيبه في المصنف وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما ‏{‏إن قارون كان من قوم موسى‏}‏ قال‏:‏ كان ابن عمه، وكان يبتغي العلم حتى جمع علما، فلم يزل في أمره ذلك حتى بغى على موسى حسده‏.‏ فقال له موسى عليه السلام‏:‏ إن الله أمرني أن آخذ الزكاة، فأبى فقال‏:‏ ان موسى عليه السلام يريد أن يأكل أموالكم‏.‏ جاءكم بالصلاة، وجاءكم بأشياء فاحتملتموها، فتحملوه أن تعطوه‏؟‏ قالوا‏:‏ لا نحتمل فما ترى فقال لهم‏:‏ أرى أن أرسل إلى بغي من بغايا بني إسرائيل، فنرسلها اليه فترميه بانه أرادها على نفسها‏.‏

فارسلوا اليها فقالوا لها‏:‏ نعطيك حكمك على أن تشهدي على موسى أنه فجر بك‏.‏ قالت‏:‏ نعم‏.‏ فجاء قارون إلى موسى عليه السلام قال‏:‏ اجمع بني إسرائيل فأخبرهم بما أمرك ربك قال‏:‏ نعم‏.‏ فجمعهم فقالوا له‏:‏ بم أمرك ربك‏؟‏ قال‏:‏ أمرني أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا، وأن تصلوا الرحم، وكذا وكذا، وقد أمرني في الزاني إذا زنى وقد أحصن أن يرجم‏.‏ قالوا‏:‏ وإن كنت أنت قال‏:‏ نعم‏.‏ قالوا‏:‏ فانك قد زنيت قال‏:‏ أنا‏.‏ فأرسلوا إلى المرأة، فجاءت فقالوا‏:‏ ما تشهدين على موسى‏؟‏ فقال لها موسى عليه السلام‏:‏ أنشدك بالله إلا ما صدقت قالت‏:‏ أما إذ نشدتني بالله فإنهم دعوني وجعلوا لي جعلا على أن أقذفك بنفسي، وأنا أشهد أنك بريء، وأنك رسول الله، فخر موسى عليه السلام ساجدا يبكي، فأوحى الله اليه‏:‏ ما يبكيك‏؟‏ وأنك رسول الله، فخر موسى عليه السلام ساجدا يبكي، فأوحى الله اليه‏:‏ ما يبكيك‏؟‏ قد سلطناك على الأرض، فمرها فتطيعك‏.‏

فرفع رأسه فقال‏:‏ خذيهم فاخذتهم إلى أعقابهم، فجعلوا يقولون‏:‏ يا موسى‏.‏‏.‏‏.‏ يا موسى‏.‏‏.‏‏.‏ فقال‏:‏ خذيهم إلى أعناقهم، فجعلوا يقولون‏:‏ يا موسى‏.‏‏.‏‏.‏ يا موسى‏.‏‏.‏‏.‏ فقال‏:‏ خذيهم فغيبتهم فأوحى الله يا موسى‏:‏ سألك عبادي وتضرعوا إليك فلم تجبهم، وعزتي لو أنهم دعوني لأجبتهم‏.‏ قال ابن عباس‏:‏ وذلك قوله تعالى ‏{‏فخسفنا به وبداره الأرض‏}‏ وخسف به إلى الأرض السفلى‏.‏

وأخرج الفريابي عن إبراهيم رضي الله عنه قال‏:‏ كان قارون ابن عم موسى‏.‏

وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله ‏{‏إن قارون كان من قوم موسى‏}‏ قال‏:‏ كان ابن عمه أخي أبي قارون بن مصر بن فاهث أو قاهث، وموسى بن عرموم بن فاهث أو قاهث، وعرموم بالعربية عمران‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله قال‏:‏ كان قارون ابن عم موسى أخي أبيه، وكان قطع البحر مع بني إسرائيل، وكان يسمى النور من حسن صوته بالتوراة، ولكن عدو الله نافق كما نافق السامري، فأهلكه الله ببغيه‏.‏ وإنما بغى لكثرة ماله وولده‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله ‏{‏فبغى عليهم‏}‏ قال‏:‏ فعلا عليهم‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبه وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن شهر بن حوشب رضي الله عنه في قوله ‏{‏إن قارون كان من قوم موسى فبغى عليهم‏}‏ قال‏:‏ زاد عليهم في طول ثيابه شبرا‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن عطاء رضي الله عنه في قوله ‏{‏وآتيناه من الكنوز‏}‏ قال‏:‏ أصاب كنزا من كنوز يوسف‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن الوليد بن زوران رضي الله عنه في قوله ‏{‏وآتيناه من الكنوز‏}‏ قال‏:‏ أصاب كنزا من كنوز يوسف‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن الوليد بن زوران رضي الله عنه في قوله ‏{‏وآتيناه من الكنوز‏}‏ قال‏:‏ كان قارون يعلم الكيمياء‏.‏

وأخرج ابن مردويه عن سلمان رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏"‏كانت أرض دار قارون من فضة، وأساسها من ذهب‏"‏‏.‏

وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن خيثمة رضي الله عنه قال‏:‏ وجدت في الإنجيل أن مفاتيح خزائن قارون كانت وقر ستين بغلا غرا محجلة، ما يزيد منها مفتاح على أصبع، لكل مفتاح كنز‏.‏

وأخرج الفريابي وابن أبي شيبه وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن خيثمة رضي الله عنه قال‏:‏ كانت مفاتيح كنوز قارون من جلود كل مفتاح على خزانة على حدة، فإذا ركب حملت المفاتيح على سبعين بغلا أغر محجلا‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في الآية قال‏:‏ كانت المفاتيح من جلود الإبل‏.‏

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ‏{‏لتنوء بالعصبة‏}‏ يقول‏:‏ لا يرفعها العصبة من الرجال ‏{‏أولي القوة‏}‏‏.‏

وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس رضي الله عنهما أن نافع بن الازرق سأله عن قوله ‏{‏لتنوء بالعصبة‏}‏ قال‏:‏ لتثقل قال‏:‏ وهل تعرف العرب ذلك‏.‏ قال‏:‏ نعم‏.‏ أما سمعت قول امرئ القيس إذ يقول‏:‏

تمشي فتثقلها عجيزتها * مشي الضعيف ينوء بالوسق

وأخرج الفريابي وابن أبي شيبه وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه قال ‏{‏العصبة‏}‏ ما بين العشرة إلى الخمسة عشر و ‏{‏أولو القوة‏}‏ خمسة عشر‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن الكلبي قال ‏{‏العصبة‏}‏ ما بين الخمس عشرة إلى الاربعين‏.‏

وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال ‏{‏العصبة‏}‏ أربعون رجلا‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه قال‏:‏ كنا نحدث أن ‏{‏العصبة‏}‏ ما فوق العشرة إلى الأربعين‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي صالح مولى أم هانئ قال ‏{‏العصبة‏}‏ سبعون رجلا‏.‏ قال‏:‏ وكانت خزانته تحمل على أربعين بغلا‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله ‏{‏إذ قال له قومه لا تفرح‏}‏ قال‏:‏ هم المؤمنون منهم قالوا‏:‏ يا قارون لا تفرح بما أوليت فتبطر‏.‏

وأخرج الفريابي وابن أبي شيبه وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ‏{‏إن الله لا يحب الفرحين‏}‏ قال‏:‏ المرحين، الأشرين، البطرين، الذين لا يشكرون الله على ما أعطاهم‏.‏

وأخرج الحاكم وصححه والطبراني وأبو نعيم والبيهقي في الشعب والخرائطي في اعتلال القلوب عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏"‏إن الله يحب كل قلب حزين‏"‏‏.‏

وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي في شعب الإيمان وقال‏:‏ هذا متن منكر، عن أبي ذر رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏"‏زر القبور تذكر بها الآخرة، واغسل الموتى فإن معالجة جسد خاو موعظة بليغة، وصل على الجنائز لعل ذلك يحزنك، فإن الحزين في ظل الله يوم القيامة‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ‏{‏ان الله لا يحب الفرحين‏}‏ قال‏:‏ الفرح هنا البغي‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله ‏{‏إن الله لا يحب الفرحين‏}‏ قال‏:‏ إن الله لا يحب بطرا ‏{‏وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة‏}‏ قال‏:‏ تصدق، وتقرب إلى الله تعالى، وصل الرحم‏.‏

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ‏{‏إن الله لا يحب الفرحين‏}‏ قال‏:‏ المرحين‏.‏ وفي قوله ‏{‏وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا‏}‏ يقول‏:‏ لا تترك أن تعمل لله في الدنيا‏.‏

وأخرج الفريابي وابن أبي حاتم من وجه آخر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ‏{‏و لا تنس نصيبك من الدنيا‏}‏ قال‏:‏ أن تعمل فيها لآخرتك‏.‏

وأخرج عبد الرزاق والفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ‏{‏ولا تنس نصيبك من الدنيا‏}‏ قال‏:‏ العمل بطاعة الله نصيبه من الدنيا الذي يثاب عليه في الآخرة‏.‏

وأخرج الفريابي وابن أبي شيبه وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الحسن في قوله ‏{‏ولا تنس نصيبك‏}‏ قال‏:‏ قدم الفضل، وأمسك ما يبلغك - وفي لفظ - قال‏:‏ امسك قوت سنة، وتصدق بما بقي‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه ‏{‏ولا تنس نصيبك من الدنيا‏}‏ قال‏:‏ أن تأخذ من الدنيا ما أحل الله لك، فإن لك فيه غنى وكفاية‏.‏

وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن منصور رضي الله عنه في قوله ‏{‏ولا تنس نصيبك من الدنيا‏}‏ قال‏:‏ ليس هو عرض من عرض الدنيا، ولكن هو نصيبك عمرك ان تقدم فيه لآخرتك‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله ‏{‏قال إنما أوتيته على علم عندي‏}‏ يقول على خير عندي، وعلم عندي‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله ‏{‏إنما أوتيته على علم عندي‏}‏ يقول‏:‏ علم الله أني أهل لذلك‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله ‏{‏ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون‏}‏ قال‏:‏ المشركون‏.‏ لا يسألون عن ذنوبهم، ولا يحاسبون لدخول النار بغير حساب‏.‏

وأخرج الفريابي وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ‏{‏ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون‏}‏ قال‏:‏ كقوله ‏{‏يعرف المجرمون بسيماهم‏}‏ ‏(‏الرحمن، الآية 41‏)‏ سود الوجوه، زرق العيون، الملائكة لا تسأل عنهم قد عرفتهم‏.‏

وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ‏{‏فخرج على قومه في زينته‏}‏ قال‏:‏ خرج على براذين بيض، عليها سرج من أرجوان، وعليها ثياب معصفرة‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن عطاء رضي الله عنه في قوله ‏{‏فخرج على قومه في زينته‏}‏ قال‏:‏ في ثوبين أحمرين‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن أبي الزبير رضي الله عنه قال‏:‏ خرج قارون على قومه في ثوبين بغير عصفر كالقرمز‏.‏

وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر عن إبراهيم النخعي رضي الله عنه في قوله ‏{‏فخرج على قومه في زينته‏}‏ قال‏:‏ في ثياب صفر وحمر‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم رضي الله عنه في قوله ‏{‏فخرج على قومه في زينته‏}‏ قال‏:‏ خرج في سبعين ألفا عليهم المعصفرات، وكان ذلك أول يوم في الأرض رؤيت المعصفرات فيها‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله ‏{‏فخرج على قومه في زينته‏}‏ قال‏:‏ في حشمه‏.‏ وذكر لنا أنهم خرجوا على أربعة الآف دابة، عليهم ثياب حمر، منها ألف بغلة بيضاء، وعلى دوابهم قطائف الارجوان‏.‏

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله ‏{‏فخرج على قومه في زينته‏}‏ قال‏:‏ خرج على بغلة شهباء عليها الارجوان، وعليها ثلاثمائة جارية، على بغال شهب عليهن ثياب حمر‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله ‏{‏فخرج على قومه في زينته‏}‏ قال‏:‏ خرج في جوار بيض، على سروج من ذهب، على قطف أرجوان، وهن على بغال بيض، عليهن ثياب حمر، وحلى ذهب‏.‏

وأخرج ابن مردويه عن أوس بن أوس الثقفي عن النبي صلى الله عليه وسلم ‏{‏فخرج على قومه في زينته‏}‏ قال ‏"‏في أربعة آلاف بغل يعني عليه البزيون‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن عبدة بن أبي لبابة رضي الله عنه قال‏:‏ أول من صبغ بالسواد قارون‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله ‏{‏قال الذين يريدون الحياة الدنيا‏}‏ قال‏:‏ أناس من أهل التوحيد قالوا‏:‏ ‏{‏يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون‏}‏ وفي قوله ‏{‏ولا يلقاها إلا الصابرون‏}‏ يعني لا يلقى ثواب الله، والصواب من القول‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله ‏{‏إنه لذو حظ عظيم‏}‏ قال‏:‏ ذو جد‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وابن أبي حاتم عن عبد الله بن الحرث رضي الله عنه‏.‏ وهو ابن نوفل الهاشمي قال‏:‏ بلغنا إن قارون أوتي من الكنوز والمال حتىجعل باب داره من ذهب، وجعل داره كلها من صفائح الذهب، وكان الملا من بني إسرائيل يغدون اليه ويروحون، يطعمهم الطعام ويتحدثون عنده، وكان مؤذيا لموسى عليه الصلاة والسلام، فلم تدعه القسوة والهوى حتى أرسل إلى امرأة من بني إسرائيل مذكورة بالجمال كانت تذكر بريبة فقال لها‏:‏ هل لك أن أمولك وأعطيك وأخلطك بنسائي على أن تأتين والملا من بني إسرائيل عندي فتقولين‏:‏ يا قارون ألا تنهي موسى عني‏؟‏ فقالت‏:‏ بلى‏.‏ فلما جاء أصحابه واجتمعوا عنده، دعا بها فقامت على رؤوسهم، فقلب الله قلبها ورزقها التوبة فقالت‏:‏ ما أجد اليوم توبة أفضل من أن أكذب عدو الله، وأبرئ رسول الله عليه فقالت‏:‏ إن قارون بعث الي فقال‏:‏ هل لك أن أمولك وأعطيك وأخلطك بنسائي على أن تأتيني والملأ من بني إسرائيل عندي، وتقولين‏:‏ يا قارون ألا تنهي موسى عني، فاني لم أجد اليوم توبة أفضل من أن أكذب عدو الله، وأبريء رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنكس قارون رأسه وعرف انه قد هلك‏.‏

وفشا الحديث في الناس حتى بلغ موسى عليه السلام، وكان موسى عليه السلام شديد الغضب‏.‏ فلما بلغه توضأ، ثم صلى وسجد وبكى وقال‏:‏ يا رب‏.‏‏.‏‏.‏ عدوك قارون كان لي مؤذيا، فذكر أشياء ثم لن يناه‏؟‏‏؟‏ حتى أراد فضيحتي‏.‏ يا رب سلطني عليه‏.‏ فأوحى الله اليه‏:‏ ان مر الأرض بما شئت تطعك‏.‏ فجاء موسى إلى قارون، فلما رآه قارون عرف الغضب في وجهه فقال‏:‏ يا موسى ارحمني فقال موسى عليه السلام‏:‏ يا أرض خذيهم، فاضطربت داره وخسف به وبأصحابه حتى تغيبت أقدامهم، وساخت دارهم على قدر ذلك فقال قارون‏:‏ يا موسى ارحمني فقال‏:‏ يا أرض خذيهم، فخسف به وبداره وبأصحابه، فلما خسف به قيل له‏:‏ ‏"‏يا موسى ما أفظك أما وعزتي لو إياي دعا لرحمته‏"‏ وقال أبو عمران الجوني‏:‏ فقيل لموسى‏:‏ لا أعبد الأرض بعدك أحدا‏.‏

وأخرج الفريابي عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ‏{‏فخسفنا به وبداره الأرض‏}‏ قال‏:‏ خسف به إلى الأرض السفلى‏.‏

‏(‏يتبع‏.‏‏.‏‏.‏‏)‏

‏(‏تابع‏.‏‏.‏‏.‏ 1‏)‏‏:‏ - قوله تعالى‏:‏ إن قارون كان من قوم موسى فبغى عليهم وأتيناه من الكنوز‏.‏‏.‏‏.‏ ‏.‏‏.‏‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم من طريق قتادة عن أبي ميمون عن سمرة بن جندب قال‏:‏ يخسف بقارون وقومه في كل يوم قدر قامة، فلا يبلغ الأرض السفلى إلى يوم القيامة‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه قال‏:‏ ذكر لنا انه يخسف به كل يوم قامة، وانه يتجلجل فيها لا يبلغ قعرها إلى يوم القيامة‏.‏

وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه‏.‏ مثله‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه قال‏:‏ إن الله أمر الأرض ان تطيعه ساعة‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن مالك بن دينار رضي الله عنه‏:‏ إن قارون يخسف به كل يوم قامة‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة رضي الله عنه قال‏:‏ لما خسف بقارون فهو يذهب وموسى قريب منه قال‏:‏ يا موسى ادع ربك يرحمني‏.‏ فلم يجبه موسى حتى ذهب‏.‏ فأوحى الله اليه‏"‏استغاث بك فلم تغثه، وعزتي وجلالي لو قال‏:‏ يا رب لرحمته‏"‏‏.‏

وأخرج أحمد في الزهد عن عون بن عبد الله القاري عامل عمر بن عبد العزيز على ديوان فلسطين انه بلغه‏:‏ إن الله عز وجل أمر الأرض ان تطيع موسى عليه السلام في قارون، فلما لقيه موسى قال للأرض‏:‏ أطيعيني فأخذته إلى الركبتين، ثم قال‏:‏ أطيعيني فوارته في جوفها، فأوحى الله اليه‏"‏يا موسى ما أشد قلبك، وعزتي وجلالي لو بي استغاث لأغثته‏"‏ قال‏:‏ رب غضبا لك فعلت‏.‏

وأخرج عبد بن حميد ابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله ‏{‏فما كان له من فئة ينصرونه من دون الله وما كان من المنتصرين‏}‏ قال‏:‏ ما كانت عنده منعة يمتنع بها من الله تعالى‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه ‏{‏ويكأن الله‏}‏ يقول‏:‏ أو لا يعلم ‏{‏إن الله يبسط الرزق‏}‏ وفي قوله ‏{‏ويكأنه لا يفلح الكافرون‏}‏ يقول‏:‏ أو لا يعلم ‏{‏إنه لا يفلح الكافرون‏}‏ والله أعلم‏.‏

-  قوله تعالى‏:‏ تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين*من جاء بالحسنة فله خير منها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى الذين عملوا السيئات إلا ما كانوا يعملون‏.‏

أخرج المحاملي والديلمي في مسند الفردوس عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله ‏{تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الرض ولا فسادا‏}‏ قال‏:‏ التجبر في الأرض، والآخذ بغير الحق‏.‏

وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مسلم البطين رضي الله عنه في قوله ‏{‏للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا‏}‏ قال‏:‏ العلو التكبر في الأرض بغير الحق‏.‏ والفساد الأخذ بغير الحق‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبه وابن المنذر وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله ‏{‏لا يريدون علوا في الأرض‏}‏ قال‏:‏ بغيا‏.‏

وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله ‏{‏للذين لا يريدون علوا في الأرض‏}‏ قال‏:‏ تعظما وتجبرا ‏{‏ولا فسادا‏}‏ قال‏:‏ بالمعاصي‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن عكرمة رضي الله عنه في قوله ‏{‏تلك الدار الآخرة‏.‏‏.‏‏.‏‏}‏ قال‏:‏ نجعل الدار الآخرة ‏{‏للذين لا يريدون علوا في الأرض‏}‏ قال‏:‏ التكبر وطلب الشرف والمنزلة عند سلاطينها وملوكها ‏{‏ولا فسادا‏}‏ قال‏:‏ لا يعملون بمعاصي الله، ولا يأخذون المال بغير حقه ‏{‏والعاقبة للمتقين‏}‏ قال‏:‏ الجنة‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه في قوله ‏{‏لا يريدون علوا في الأرض‏}‏ قال‏:‏ الشرف والعز عند ذوي سلطانهم‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي معاوية الاسود في قوله ‏{‏لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا‏}‏ قال‏:‏ لم ينازعوا أهلها في عزها، ولا يجزعوا من ذلها‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبه ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال‏:‏ ان الرجل ليحب ان يكون شسع نعله أفضل من شسع نعل صاحبه، فيدخل في هذه الآية ‏{‏تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا‏}‏‏.‏

وأخرج ابن مردويه وابن عساكر عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه‏.‏ أنه كان يمشي في الأسواق وحده وهو وال، يرشد الضال، ويعين الضعيف، ويمر بالبقال والبيع فيفتح عليه القرآن، ويقرأ ‏{‏تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا‏}‏ ويقول‏:‏ نزلت هذه الآية في أهل العدل والتواضع، في الولاة وأهل القدرة من سائر الناس‏.‏

وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما‏.‏ نحوه‏.‏

وأخرج ابن مردويه عن عدي بن حاتم رضي الله عنه قال‏:‏ لما دخل على النبي صلى الله عليه وسلم ألقى اليه وسادة فجلس على الأرض فقال‏:‏ اشهد أنك لا تبتغي في الأرض ولا فسادا‏.‏ فاسلم‏.‏

-  قوله تعالى‏:‏ إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد قل ربي أعلم من جاء بالهدى ومن هو في ضلال مبين*وما كنت ترجوا أن يلقى إليك الكتاب إلا رحمة من ربك فلا تكونن ظهيرا للكافرين*ولا يصدنك عن آيات الله بعد إذ أنزلت إليك وادع إلى ربك ولا تكونن من المشركين‏.‏

أخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك رضي الله عنه قال‏:‏ لما خرج النبي صلى الله عليه وسلم من مكة فبلغ الجحفة، اشتاق إلى مكة، فأنزل الله ‏{‏إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد‏}‏ إلى مكة‏.‏

وأخرج ابن مردويه عن علي بن الحسين بن واقد رضي الله عنه قال‏:‏ كل القرآن مكي أو مدني غير قوله ‏{‏إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد‏}‏ فإنها أنزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجحفة حين خرج مهاجرا إلى المدينة‏.‏ فلا هي مكية ولا مدنية، وكل آية نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الهجرة فهي مكية‏.‏ فنزلت بمكة أو بغيرها من البلدان، وكل آية نزلت بالمدينة بعد الهجرة فإنها مدنية‏.‏ نزلت بالمدينة أو بغيرها من البلدان‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبه وعبد بن حميد والبخاري والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في الدلائل من طرق عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ‏{‏لرادك إلى معاد‏}‏ قال‏:‏ إلى مكة‏.‏ زاد ابن مردويه ‏(‏كما أخرجك منها‏)‏‏.‏

وأخرج الفريابي وعبد بن حميد عن مجاهد رضي الله عنه ‏{‏لرادك إلى معاد‏}‏ قال‏:‏ إلى مولدك‏.‏ إلى مكة‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك رضي الله عنه‏.‏ مثله‏.‏

وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما ‏{‏لرادك إلى معاد‏}‏ قال‏:‏ الموت‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن مردويه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ‏{‏لرادك إلى معاد‏}‏ قال‏:‏ الموت‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن مردويه وأبو يعلى وابن جرير عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ‏{‏لرادك إلى معاد‏}‏ قال‏:‏ الآخرة‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما ‏{‏لرادك إلى معاد‏}‏ قال‏:‏ إلى يوم القيامة‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة رضي الله عنه‏.‏ مثله‏.‏

وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه ‏{‏إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد‏}‏ قال‏:‏ يحييك يوم القيامة‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضي الله عنه ‏{‏لرادك إلى معاد‏}‏ قال‏:‏ ان له معاد يبعثه الله يوم القيامة، ثم يدخله الجنة‏.‏

وأخرج الحاكم في التاريخ والديلمي عن علي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم ‏{‏لرادك إلى معاد‏}‏ قال الجنة‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبه والبخاري في تاريخه وأبو يعلى وابن المنذر عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ‏{‏لرادك إلى معاد‏}‏ قال‏:‏ معاده الجنة، وفي لفظ ‏(‏معاده‏)‏ آخرته‏.‏

وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما ‏{‏لرادك إلى معاد‏}‏ قال‏:‏ إلى معدنك من الجنة‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه عن ابن عباس ‏{‏إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد‏}‏ قال‏:‏ لرادك إلى الجنة، ثم سائلك عن القرآن‏.‏

وأخرج الفريابي عن أبي صالح رضي الله عنه في قوله ‏{‏لرادك إلى معاد‏}‏ قال‏:‏ إلى الجنة‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله ‏{‏لرادك إلى معاد‏}‏ قال‏:‏ هذه مما كان يكتم ابن عباس رضي الله عنهما‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن نعيم القاري رضي الله عنه ‏{‏لرادك إلى معاد‏}‏ قال‏:‏ إلى بيت المقدس‏.‏

-  قوله تعالى‏:‏ ولا تدع مع الله إلها آخر لا إله إلا هو كل شيء هالك إلا وجهه له الحكم وإليه ترجعون‏.‏

أخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه قال‏:‏ لما نزلت ‏{‏كل من عليها فان‏}‏ ‏(‏الرحمن، الآية 26‏)‏ قالت الملائكة‏:‏ هلك أهل الأرض، فلما نزلت ‏{‏كل نفس ذائقة الموت‏}‏ ‏(‏آل عمران، الآية 18‏)‏ قالت الملائكة‏:‏ هلك كل نفس، فلما نزلت ‏{‏كل شيء هالك إلا وجهه‏}‏ قالت الملائكة‏:‏ هلك أهل السماء وأهل الأرض‏.‏

وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما ‏{‏كل نفس ذائقة الموت‏}‏ قال‏:‏ لما نزلت قيل‏:‏ يا رسول الله فما بال الملائكة‏؟‏ فنزلت ‏{‏كل شيء هالك إلا وجهه‏}‏ فبين في هذه الآية فناء الملائكة والثقلين من الجن والانس وسائر عالم الله، وبريته من الطير والوحش والسباع والانعام، وكل ذي روح أنه هالك ميت‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل رضي الله عنه ‏{‏كل شيء هالك إلا وجهه‏}‏ يعني الحيوان خاصة من أهل السموات والملائكة ومن في الأرض وجميع الحيوان، ثم تهلك السماء والارض بعد ذلك، ولا تهلك الجنة والنار وما فيها، ولا العرش، ولا الكرسي‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس رضي الله عنهما ‏{‏كل شيء هالك إلا وجهه‏}‏ إلا ما يريد به وجهه‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه ‏{‏كل شيء هالك إلا وجهه‏}‏ قال‏:‏ إلا ما أريد به وجهه‏.‏

وأخرج البيهقي في شعب الإيمان عن سفيان قال ‏{‏كل شيء هالك إلا وجهه‏}‏ قال‏:‏ إلا ما أريد به وجهه من الاعمال الصالحة‏.‏

وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب التفكر عن ابن عمر رضي الله عنهما‏.‏ أنه كان إذا أراد ان يتعاهد قلبه، يأتي الخربة يقف على بابها فينادي بصوت حزين‏:‏ أين أهلك‏؟‏ ثم يرجع إلى نفسه فيقول ‏{‏كل شيء هالك إلا وجهه‏}‏‏.‏

وأخرج أحمد في الزهد عن ثابت رضي الله عنه قال‏:‏ لما مات موسى بن عمران عليه الصلاة والسلام جالت الملائكة عليهم السلام في السموات يقولون‏:‏ مات موسى عليه السلام فأي نفس لا تموت‏!‏