فصل: الآيتان 81 - 82

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الدر المنثور في التفسير بالمأثور **


 الآيتان 81 - 82

أخرج عبد بن حميد والفريابي وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله ‏{‏واذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة‏}‏ قال‏:‏ هي خطأ من الكتاب‏.‏ وهي قراءة ابن مسعود ‏{‏واذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب‏}‏‏.‏

وأخرج ابن جرير عن الربيع أنه قرأ ‏{‏واذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب‏}‏ قال‏:‏ وكذلك كان يقرؤها أبي كعب بن كعب‏.‏ قال الربيع‏:‏ ألا ترى أنه يقول ‏{‏ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه‏}‏ يقول‏:‏ لتؤمنن بمحمد صلى الله عليه وسلم، ولتنصرنه‏.‏ قال‏:‏ هم أهل الكتاب‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير قال‏:‏ قلت لابن عباس‏:‏ إن أصحاب عبد الله يقرؤون ‏{‏واذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لما آتيتكم من كتاب وحكمة‏}‏ ونحن نقرأ ‏{‏ميثاق النبيين‏}‏ فقال ابن عباس‏:‏ إنما أخذ الله ميثاق النبيين على قومهم‏.‏

وأخرج عبد الرزاق و ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن طاوس في الآية قال‏:‏ أخذ الله ميثاق النبيين أن يصدق بعضهم بعضا‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر من وجه آخر عن طاوس في الآية قال‏:‏ أخذ الله ميثاق الأول من الأنبياء ليصدقن، وليؤمنن بما جاء به الآخر منهم‏.‏

وأخرج ابن جرير عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال‏:‏ لم يبعث الله نبيا آدم فمن بعده إلا أخذ عليه العهد في محمد، لئن بعث وهو حي ليؤمنن به، ولينصرنه‏.‏ ويأمره فيأخذ العهد على قومه‏.‏ ثم تلا ‏{‏واذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة‏.‏‏.‏‏.‏‏}‏ الآية‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في الآية قال‏:‏ هذا ميثاق أخذه الله على النبيين أن يصدق بعضهم بعضا، وأن يبلغوا كتاب الله ورسالاته، فبلغت الأنبياء كتاب الله ورسالاته إلى قومهم، وأخذ عليهم فيما بلغتهم رسلهم أن يؤمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم، ويصدقوه، وينصروه‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدي في الآية قال‏:‏ لم يبعث الله نبيا قط من لدن نوح إلا أخذ الله ميثاقه‏.‏ ليؤمنن بمحمد، ولينصرنه إن خرج وهو حي، وإلا أخذ على قومه أن يؤمنوا به وينصروه إن خرج وهم أحياء‏.‏

وأخرج ابن جريج عن الحسن في الآية قال‏:‏ أخذ الله ميثاق النبيين ليبلغن آخركم أولكم، ولا تختلفوا‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس في الآية قال‏:‏ ثم ذكر ما أخذ عليهم - يعني على أهل الكتاب - وعلى أنبيائهم من الميثاق بتصديقه - يعني بتصديق محمد صلى الله عليه وسلم - إذ جاءهم، وإقرارهم به على أنفسهم‏.‏

واخرج أحمد عن عبد الله بن ثابت قال‏:‏ ‏"‏جاء عمر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ يا رسول الله إني مررت بأخ لي من قريظة، فكتب لي جوامع من التوراة ألا أعرضها عليك‏؟‏ فتغير وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عمر‏:‏ رضينا بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد رسولا‏.‏ فسري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال‏:‏ والذي نفس محمد بيده لو أصبح فيكم موسى ثم اتبعتموه لضللتم‏.‏ إنكم حظي من الأ‏؟‏‏؟‏، وأنا حظكم من النبيين‏"‏‏.‏

وأخرج أبو يعلى عن جابر قال‏:‏ ‏"‏قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ لا تسألوا أهل الكتاب عن شيء فإنهم لن يهدوكم وقد ضلوا‏.‏ إنكم إما أن تصدقوا بباطل، وإما أن تكذبوا بحق، وإنه - والله - لو كان موسى حيا بين أظهركم ما حل له إلا أن يتبعني‏"‏‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير أنه قرأ ‏{‏لما آتيتكم‏}‏ ثقل لما‏.‏

وأخرج عن عاصم أنه قرأ ‏{‏لما‏}‏ مخففة ‏{‏آتيتكم‏}‏ بالتاء على واحدة يعني أعطيتكم‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم من طريق العوفي عن ابن عباس في قوله ‏{‏إصري‏}‏ قال‏:‏ عهدي‏.‏

وأخرج ابن جرير عن علي بن أبي طالب في قوله ‏{‏قال فاشهدوا‏}‏ يقول‏:‏ فاشهدوا على أممكم بذلك ‏{‏وأنا معكم من الشاهدين‏}‏ عليكم وعليهم ‏{‏فمن تولى‏}‏ عنك يا محمد بعد هذا العهد من جميع الأمم ‏{‏فأولئك هم الفاسقون‏}‏ هم العاصون في الكفر‏.‏

 الآيتان 83 - 84

أخرج الطبراني بسند ضعيف عن ابن عباس ‏"‏عن النبي صلى الله عليه وسلم ‏{‏وله أسلم من في السموات والأرض طوعا وكرها‏}‏ أما من في السموات فالملائكة، وأما من في الأرض فمن ولد على الإسلام، وأما كرها فمن أتي به من سبايا الأمم في السلاسل والأغلال يقادون إلى الجنة وهم كارهون‏"‏‏.‏

وأخرج الديلمي عن أنس قال‏:‏ ‏"‏قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله ‏{‏وله أسلم من في السموات والأرض طوعا وكرها‏}‏ قال‏:‏ الملائكة أطاعوه في السماء، والأنصار وعبد القيس أطاعوه في الأرض‏"‏‏.‏

وأخرج ابن جرير من طريق مجاهد عن ابن عباس ‏{‏وله أسلم من في السموات والأرض طوعا وكرها‏}‏ قال‏:‏ حين أخذ الميثاق‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق علي عن ابن عباس في الآية قال‏:‏ عبادتهم لي أجمعين ‏{‏طوعا وكرها‏}‏ وهو قوله ‏(‏ولله يسجد من في السموات والأرض طوعا وكرها‏)‏ ‏(‏الرعد الآية 15‏)‏‏.‏

واخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق عكرمة عن ابن عباس ‏{‏وله أسلم من في السموات‏}‏ قال‏:‏ هذه مفصولة ‏{‏ومن في الأرض طوعا وكرها‏}‏‏.‏

واخرج ابن أبي حاتم من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس ‏{‏وله أسلم‏}‏ قال‏:‏ المعرفة‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في الآية قال‏:‏ هو كقوله ‏(‏ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله‏)‏ ‏(‏لقمان الآية 25‏)‏ فذلك إسلامهم‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن أبي العالية في الآية قال‏:‏ كل آدمي أقر على نفسه بأن الله ربي وأنا عبده‏.‏ فمن أشرك في عبادته فهذا الذي أسلم كرها، ومن أخلص لله العبودية فهو الذي أسلم طوعا‏.‏

وأخرج ابن جرير عن الحسن في الآية قال‏:‏ أكره أقوام على الإسلام، وجاء أقوام طائعين‏.‏

وأخرج عن مطر الوراق في الآية قال‏:‏ الملائكة طوعا، والأنصار طوعا، وبنو سليم وعبد القيس طوعا، والناس كلهم كرها‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة في الآية قال‏:‏ أما المؤمن فأسلم طائعا فنفعه ذلك وقبل منه، وأما الكافر فأسلم حين رأى بأس الله، فلم ينفعه ذلك، ولم يقبل منهم ‏(‏فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا‏)‏ ‏(‏غافر الآية 85‏)‏‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن في الآية قال‏:‏ في السماء الملائكة طوعا، وفي الأرض الأنصار وعبد القيس طوعا‏.‏

وأخرج عن الشعبي ‏{‏وله أسلم من في السموات‏}‏ قال‏:‏ استقادتهم له‏.‏

وأخرج عن أبي سنان ‏{‏وله أسلم من في السموات والأرض‏}‏ قال‏:‏ المعرفة‏.‏ ليس أحد تسأله إلا عرفه‏.‏

وأخرج عن عكرمة في قوله ‏{‏وكرها‏}‏ قال‏:‏ من أسلم من مشركي العرب والسبايا‏:‏ ومن دخل في الإسلام كرها‏.‏

واخرج الطبراني في الأوسط عن أنس قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏من ساء خلقه من الرقيق والدواب والصبيان فاقرأوا في أذنه ‏{‏أفغير دين الله يبغون‏}‏‏.‏

وأخرج ابن السني في عمل يوم وليلة عن يونس بن عبيد قال‏:‏ ليس رجل يكون على دابة صعبة فيقرأ في أذنها ‏{‏أفغير دين الله يبغون وله أسلم‏}‏ الآية‏.‏ إلا ذلت له بإذن الله عز وجل‏.‏

 الآية 85

أخرج أحمد والطبراني في الأوسط عن أبي هريرة قال‏:‏ ‏"‏قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ تجيء الأعمال يوم القيامة فتجيء الصلاة فتقول‏:‏ يا رب أنا الصلاة فيقول‏:‏ إنك على خير، وتجيء الصدقة فتقول‏:‏ يا رب أنا الصدقة فيقول‏:‏ إنك على خير، ثم يجيء الصيام فيقول‏:‏ أنا الصيام فيقول إنك على خير، ثم تجيء الأعمال كل ذلك يقول الله‏:‏ إنك على خير، ثم يجيء الإسلام فيقول‏:‏ يا رب أنت السلام، وأنا الإسلام فيقول الله‏:‏ إنك على خير‏.‏ بك اليوم آخذ، وبك أعطي‏.‏ قال الله في كتابه ‏{‏و من يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين‏}‏‏.‏

 الآيات 86 - 89

أخرج النسائي وابن حبان وابن أبي حاتم والبيهقي في سننه من طريق عكرمة عن ابن عباس قال‏:‏ كان رجل من الأنصار فأسلم ثم ارتد ولحق بالمشركين، ثم ندم فأرسل إلى قومه‏:‏ أرسلوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، هل لي من توبة‏؟‏ فنزلت ‏{‏كيف يهدي الله قوما كفروا بعد إيمانهم‏}‏ إلى قوله ‏{‏فإن الله غفور رحيم‏}‏ فأرسل إليه قومه فأسلم‏.‏

وأخرج عبد الرزاق ومسدد في مسنده وابن جرير وابن المنذر والباوردي في معروفة الصحابة قال‏:‏ جاء الحارث بن سويد فأسلم مع النبي صلى الله عليه وسلم، ثم كفر فرجع إلى قومه، فأنزل الله فيه القرآن ‏{‏كيف يهدي الله قوما كفروا‏}‏ إلى قوله ‏{‏رحيم‏}‏ فحملها إليه رجل من قومه فقرأها عليه فقال الحارث‏:‏ إنك - والله - ما علمت لصدوق، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصدق منك، وإن الله عز وجل لأصدق الثلاثة‏.‏ فرجع الحارث فأسلم فحسن إسلامه‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن السدي في قوله ‏{‏كيف يهدي الله قوما‏}‏ الآية قال‏:‏ أنزلت في الحارث بن سويد الأنصاري، كفر بعد إيمانه‏.‏ فأنزلت فيه هذه الآيات، ثم نزلت ‏{‏إلا الذين تابوا‏.‏‏.‏‏.‏‏}‏ الآية‏.‏ فتاب‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر من وجه آخر عن مجاهد في قوله ‏{‏كيف يهدي الله قوما‏.‏‏.‏‏.‏‏}‏ الآية‏.‏ قال‏:‏ نزلت في رجل من بني عمرو بن عوف كفر بعد إيمانه فجاء الشام‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر من طريق ابن جريج عن مجاهد في الآية قال‏:‏ هو رجل من بني عمرو بن عوف كفر بعد إيمانه قال‏:‏ قال ابن جريج‏:‏ أخبرني عبد الله بن كثير، عن مجاهد قال‏:‏ لحق بأرض الروم فتنصر، ثم كتب إلى قومه‏:‏ أرسلوا هل لي من توبة‏؟‏ فنزلت ‏{‏إلا الذين تابوا‏}‏ فآمن ثم رجع‏.‏ قال ابن جريج‏:‏ قال عكرمة‏:‏ نزلت في أبي عامر الراهب، والحارث بن سويد بن الصامت، ووحوح بن الأسلت، في اثني عشر رجلا رجعوا عن الإسلام ولحقوا بقريش‏.‏ ثم كتبوا إلى أهلهم هل لنا من توبة‏؟‏‏!‏ فنزلت ‏{‏إلا الذين تابوا من بعد ذلك‏.‏‏.‏‏.‏‏}‏ الآيات‏.‏

وأخرج ابن إسحق وابن المنذر عن ابن عباس أن الحارث بن سويد قتل المجدر بن زياد، وقيس بن زيد أحد بني ضبيعة يوم أحد، ثم لحق بقريش فكان بمكة، ثم بعث إلى أخيه الجلاس يطلب التوبة ليرجع إلى قومه‏.‏ فأنزل الله فيه ‏{‏كيف يهدي الله قوما‏}‏ إلى آخر القصة‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي صالح مولى أم هانئ أن الحرث بن سويد بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم لحق بأهل مكة، وشهد أحدا فقاتل المسلمين، ثم سقط في يده فرجع إلى مكة، فكتب إلى أخيه جلاس بن سويد‏:‏ يا أخي إني ندمت على ما كان مني، فأتوب إلى الله و أرجع إلى الإسلام‏؟‏ فاذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن طمعت لي في توبة فاكتب إلي‏.‏ فذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏ فأنزل الله ‏{‏كيف يهدي الله قوما كفروا بعد إيمانهم‏}‏ فقال قوم من أصحابه ممن كان عليه يتمنع ثم يراجع الإسلام، فأنزل الله ‏(‏إن الذين كفروا بعد إيمانهم ثم ازدادوا كفرا لن تقبل توبتهم وأولئك هم الضالون‏)

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق العوفي عن ابن عباس في قوله ‏{‏كيف يهدي الله قوما كفروا بعد إيمانهم‏}‏ قال‏:‏ هم أهل الكتاب عرفوا محمدا ثم كفروا به‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن الحسن في الآية قال‏:‏ هم أهل الكتاب من اليهود والنصارى، رأوا نعت محمد في كتابهم، وأقروا به، وشهدوا أنه حق‏.‏ فلما بعث من غيرهم حسدوا العرب على ذلك، فأنكروه وكفروا بعد إقرارهم حسدا للعرب حين بعث من غيرهم‏.‏