فصل: 19- باب الزجر عن المباهاة بالمطعم والملبس

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية ***


الجزء الثاني عشر

38- باب ترويح القلوب لتعي

3102- قال مُسَدَّد‏:‏ حدَّثنا حماد، عن عمران بن حُدَير، عن قَسامة بن زهير، قال‏:‏ قال‏:‏ روحوا القلوب، تعي الذكر‏.‏

3103- وعن حماد، عن يونس بن عبيد، عن الحسن رضي الله عنه، قال‏:‏ حادثوا هذه القلوب، فإنها سريعة الدثور‏.‏

3104- وقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عُمَرَ بْنِ خَالِدٍ أَبُو أَيُّوبَ الرَّقِّيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ الْكَلْبِيِّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ‏:‏ قُرِئَ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قُرْآنٌ وَأُنْشِدَ شِعْرٌ، فَقِيلَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَقُرْآنٌ وَشِعْرٌ فِي مَجْلِسٍ‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ‏.‏

39- باب التحذير من الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم

3105- قَالَ مُسَدَّدٌ‏:‏ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ أَبِي هَارُونَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ‏.‏

3106- حدَّثنا فُضيل، عن الأعمش، عن طلحة، عن أبي عمار، عن عمرو بن شُرَحْبيل رضي الله عنه، قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ من كذب علي متعمدًا ليضل به الناس، فليتبوأ مقعده من النار‏.‏

3107- وقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ‏:‏ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ هُبَيْرَةُ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ شَيْخًا، مِنْ حِمْيَرَ يَذْكُرُ أَنَّهُ سَمِعَ قَيْسَ بْنَ سَعْدٍ وَهُوَ عَلَى مِصْرَ، يَقُولُ‏:‏ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ‏:‏ مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَضْجَعًا أَوْ بَيْتًا فِي جَهَنَّمَ‏.‏

3108- حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدِ بْنِ مَعْبَدٍ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ مِعْبَدَ بْنَ كَعْبٍ يُحَدِّثُ، أَنَّ أَبَا قَتَادَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، خَرَجَ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ‏:‏ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ‏:‏ مَنْ قَالَ عَلَيَّ شَيْئًا لَمْ أَقُلْ، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ‏.‏

3109- وقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الزِّمَّانِيُّ، نا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا دُجَيْنُ بْنُ ثَابِتٍ الْيَرْبُوعِيُّ، قَالَ‏:‏ دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ فَإِذَا شَيْخٌ إِلَى جَنْبِ الْمِنْبَرِ جَالِسٌ، يُقَالُ لَهُ‏:‏ سَالِمٌ أَوْ أَسْلَمُ، قَالَ‏:‏ كُنْتُ أُسَافِرُ مَعَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَأَرْجُزُ لَهُ، فَكَانَ لاَ يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْنَا لَهُ‏:‏ لَوْ حَدَّثْتَنَا، فَقَالَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ إِنِّي سَمِعْتُهُ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ‏:‏ مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ‏.‏

3109- حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ، عَنِ الدُّجَيْنِ، عَنْ أَسْلَمَ مَوْلَى عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَهُ‏.‏

3109- حَدَّثَنَا سُفْيَانُ يَعْنِي ابْنَ وَكِيعٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ الدُّجَيْنِ، بِهِ‏.‏

3110- حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ سُكَيْنٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَيُّوبَ بْنِ سَليْمَانَ بْنِ عِيسَى بْنِ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، كُوفِيٌّ ثِقَةٌ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ طَلْحَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ‏:‏ مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا الْحَدِيثَ‏.‏

3111- حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مَالِكٍ، حَدَّثَنَا جَارِيَةُ بْنُ هَرِمٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَارِمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُسْرٍ الْحُبْرَانِيُّ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ أَبَا كَبْشَةَ الأَنْمَارِيَّ وَلَهُ صُحْبَةٌ يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا، أَوْ رَدَّ شَيْئًا أَمَرْتُ بِهِ فَلْيَتَبَوَّأْ بَيْتًا فِي جَهَنَّمَ‏.‏

3112- حَدَّثَنَا شَبَابُ بْنُ خَيَّاطٍ، حَدَّثَنَا سَلْمُ بْنُ قُتَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْفَزَارِيُّ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْسَجَةَ، عَنِ الْبَرَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ‏.‏

40- باب تفسير قوله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ومن كذب عليَّ متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار

تقدم في باب الرواية بالمعنى حديث خالد بن دُريك عن رجل من الصحابة رضي الله عنهم‏.‏

3113- حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنِي رِيَاحُ بْنُ الْحَارِثِ، قَالَ‏:‏ كُنَّا عِنْدَ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ، وَعِنْدَهُ أَهْلُ الْكُوفَةِ، فَجَاءَ سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَأَوْسَعَ لَهُ الْمُغِيرَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ‏:‏ هُنَا فَاجْلِسْ، فَأَجْلَسَهُ مَعَهُ عَلَى السَّرِيرِ، فَقَالَ سَعِيدٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ‏:‏ إِنَّ كَذِبًا عَلَيَّ لَيْسَ كَكَذِبٍ عَلَى أَحَدٍ، مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ‏.‏

36- كتاب الرقائق

1- باب العمر الغالب

3114- قَالَ إِسْحَاقُ‏:‏ أَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ إِذَا بَلَغَ الْعَبْدُ سِتِّينَ سَنَةً، فَقَدَ أَعْذَرَ اللَّهُ تَعَالَى إِلَيْهِ منَ الْعُمُرِ، أَوْ قَالَ‏:‏ أَبْلَغَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَيْهِ مِنَ الْعُمُرِ‏.‏

رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي مُعْجَمِهِ الْكَبِيرِ، عَنْ يُوسُفَ الْقَاضِي، عَنْ سُلَيْمَانَ وَرَوَاهُ الرُّويَانِيُّ فِي مُسْنَدِهِ عَنِ الصَّاغَانِيِّ، عَنْ خَلَفِ بْنِ هِشَامٍ وَرَوَاهُ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِي مُسْنَدِهِ، عَنْ عَارِمٍ، كُلُّهُمْ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، بِهِ وَهَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ، وَلَكِنْ لَهُ عِلَّةٌ، رَوَاهُ غَيْرُ وَاحِدٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَمِنْ هَذَا الْوَجْهِ عَلَّقَهُ الْبُخَارِيُّ، فَإِنْ كَانَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ حَفِظَهُ فَيُحْتَمَلُ عَلَى أَنْ يَكُونَ سَمِعَهُ مِنْ وَجْهَيْنِ‏.‏

2- باب ذكر الموت، وقصر الأمل

3115- قَالَ مُسَدَّدٌ‏:‏ حدَّثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن غيلان بن بشر، عن يعلي بن الوليد، عن أبي الدرداء رضي الله عنه، قال‏:‏ قيل له‏:‏ ما تحب لمن تحب‏؟‏ قال‏:‏ الموت، قال‏:‏ فإن لم يمت‏؟‏ قال‏:‏ يقل ماله وولده‏.‏

3116- وقَالَ أَبُو دَاوُدَ‏:‏ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ قَالَ لِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ‏:‏ يَا مُحَمَّدُ، عِشْ مَا شِئْتَ فَإِنَّكَ مَيِّتٌ، وَأَحْبِبْ مَنْ أَحْبَبْتَ فَإِنَّكَ مُفَارِقُهُ، وَاعْمَلْ مَا شِئْتَ فَإِنَّكَ لاَقِيهِ‏.‏

3117- وقَالَ عبد‏:‏ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحِمَّانِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ تُحْفَةُ الْمُؤْمِنِ الْمَوْتُ‏.‏

3117- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو هَمَّامٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، بِهِ‏.‏

3118- وقَالَ‏:‏ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَعْلَى، عَنْ حُمَيْدٍ هُوَ الأَعْرَجُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ عَجَبًا لِغَافِلٍ وَلاَ يُغْفَلُ عَنْهُ، وَعَجَبًا لِطَالِبِ دُنْيَا وَالْمَوْتُ يَطْلُبُهُ، وَعَجَبًا لِضَاحِكٍ مِلْءَ فِيهِ وَلاَ يَدْرِي أَرْضَى اللَّهَ أَمْ أَسْخَطَهُ‏.‏

3119- وقَالَ الْحَارِثُ‏:‏ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ عُرْوَةَ، قَالَ‏:‏ تُوُفِّيَتِ امْرَأَةٌ وَكَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَضْحَكُونَ مِنْهَا، فَقَالَ فلانٌ‏:‏ وَيْحَهَا، قَدِ اسْتَرَاحَتْ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم‏:‏ إِنَّمَا يَسْتَرِيحُ مَنْ غُفِرَ لَهُ‏.‏

إِسْنَادُهُ مُرْسَلٌ، رِجَالُهُ ثِقَاتٌ‏.‏

3120- حَدَّثَنَا الْخَلِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا، أنا حَبِيبُ بْنُ الشَّهِيدِ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ أَيُّ الْمُؤْمِنِينَ أَكْيَسُ‏؟‏ قَالُوا‏:‏ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ‏:‏ أَكْيَسُ الْمُؤْمِنِينَ‏:‏ أَكْثَرُهُمْ لِلْمَوْتِ ذِكْرًا، وَأَحْسَنُهُمْ لَهُ اسْتِعْدَادًا‏.‏

3121- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ هَاشِمٍ، أنا أَبُو خَالِدٍ عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ آبَائِهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ أَيُّ النَّاسِ أَكْيَسُ‏؟‏ قُلْتُ‏:‏ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ إِنَّ أَكْيَسَ النَّاسِ أَكْثَرُهُمْ لِلْمَوْتِ ذِكْرًا، وَأَحْسَنُهُمْ لِلْمَوْتِ اسْتِعْدَادًا‏.‏

3- باب الوصايا النافعة

3122- وقَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، أَوْ غَيْرِهِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ لِيَتَّخِذْ أَحَدُكُمْ لِسَانًا ذَاكِرًا، أوَ قَلْبًا شَاكِرًا، أَوْ زَوْجَةً مُؤْمِنَةً تُعِينُهُ عَلَى إِيمَانِهِ، أَوْ تُعِينُ أَحَدَكُمْ عَلَى إِيمَانِهِ‏.‏

أَوْرَدْتُهُ لِلشَّكِّ فِيهِ، وَقَدْ أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ، وَابْنُ مَاجَهْ، مِنْ طَرِيقِ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ ثَوْبَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَحْدَهُ، وَسِيَاقُهُمَا أَتَمُّ‏.‏

- وقال أحمد في الزهد‏:‏ حدَّثنا علي بن إسحاق، أنا عبد الله، أخبرنا يحيى بن أيوب قال‏:‏ وحدَّثنا إبراهيم بن إسحاق، ثنا ابن المبارك، عن يحيى بن أيوب، عن عبيد الله بن زَحْر، عن حبان بن أبي جَبَلة، قال‏:‏ إن أبا ذر رضي الله عنه قال‏:‏ تَلِدُون للموت وتعمُرون للخراب، وتحرُصون على ما يفنى، وتذرون ما يبقى، ألا حبذا المكروهات الثلاث‏:‏ الموتِ، والمرضِ، والفقرِ‏.‏ قلت‏:‏ وأخرجه أبو نعيم في ترجمة أبي ذر رضي الله عنه في الحلية، من طريق عبد الله بن وهب، عن يحيى بن أيوب، عن عبيد الله بن زَحْر، قال‏:‏ إن أبا ذر رضي الله عنه قال‏:‏‏.‏‏.‏ فذكره، ولكنه قال في آخره‏:‏ ألا حبذا المكروهان‏:‏ الموت والفقر، ولم يذكر بين عبيد الله وأبي ذر رضي الله عنه أحدًا‏.‏

3125- وقال ابن أبي عمر‏:‏ حدَّثنا بشر بن السّري، ثنا الثوري، عن عبد الرحمن عابس، حدثني أبو إياس، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، أنه كان يقول في خطبته‏:‏ إن أصدق الحديث كلام الله، وأوثق العُرى كلمة التقوى، وخير الملل ملة إبراهيم عليه السلام، وأحسن القصص هذا القرآن، وأحسن السنن سنة محمد صلى الله عليه وسلم، وأشرف الحديث ذكر الله تعالى، وخير الأمور عزائمها، وشر الأمور محدثاتها، وأحسن الهدي هدي الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وأشرف الموت قتل الشهداء، وأعير الضلالة الضلالة بعد الهدى، وخير العمل أو العلم – شك بِشر- ما نفع، وخير الهدى ما اتبع، وشر العمى عمى القلب، واليد العليا خير من اليد السفلي، ما قل وكفى خير مما كثر وألهى‏.‏ ونفس تنجيها خير من إمارة لا تحصيها، وشر المعذرة المعذرة عند حضرة الموت، وشر الندامة ندامةٌ يوم القيامة، ومن الناس من لا يأتي الجمعة أو الصلاة إلا دُبُرًا، ولا يذكر الله تعالى إلا هُجرًا، وأعظم الخطايا اللسان الكذوب، وخير الغنى غنى النفس، وخير الزاد التقوى، ورأس الحكمة مخافة الله تعالى، وخير ما ألقي في القلب اليقين، والريب من الكفر، والنوح من عمل الجاهلية، والغلول من جمر جهنم، والكنز كي من النار، والشِعر مزامير إبليس، والخمر جماع الإثم، والنساء حبائل الشيطان، والشباب شعبة من الجنون، وشر المكاسب مكاسب الربا، وشر المآكل مأكل مال اليتامى، والسعيد من وعظ بغيره، والشقي من شقي في بطن أمه، وإنما يكفي أحدكم ما قنعت به نفسه، وإنما يصير إلى موضع أربع أذرع، وخير الأمر ناجزه، وأملك العمل خواتمه، وشر الروايا روايا الكذب، وكل ما هو آت قريب، وسباب المسلم فسوق، وقتاله كفر، وأكل لحمه من معاصي الله تعالى، ولحرمة ماله كحرمة دمه، ومن يتألّ على الله تعالى يُكذّبه، ومن يغفر يغفر الله له، ومن يعفُ يعفُ الله عنه، ومن يكظم الغيظ يأجره الله تعالى، ومن يصبر على الرزايا يعنه الله عز وجل، ومن يعرف البلاء يصبر عليه، ومن لا يعرفه ينكره، ومن ينكره يضيعه الله تبارك وتعالى، ومن يتبع السمعة يُسّمعُ الله به، ومن ينو الدنيا تعجزه، ومن يطع الشيطان يعص الله عز وجل، ومن يعص الله تعالى يعذبه‏.‏

3125- وقال أحمد بن منيع‏:‏ حدَّثنا يوسف بن عطية، ثنا أبو حمزة- هو الأعور اسمه ميمون- عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله بن مسعود أنه كان يخطب كل عشية خميس بهذه الخُطبة، قال‏:‏ وكنا نرى أنها خطبة النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ أيها الناس، إن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، ألا أيها الناس إنكم موقوفون في صعيد واحد، ينفذكم البصر، ويُسْمِعكم المنادي، وإن الشقي من شقي في بطن أمه، وإن السعيد من وُعظ بغيره‏.‏

3126- وقال ابن أبي عمر‏:‏ حدَّثنا بِشْر بن السَّرِي، ثنا ابن لَهِيْعَة، ثنا يزيد بن أبي حبيب، عن عراك بن مالك، عن عروة بن الزبير، عن أبي البَخْتَري، عن الباهلي، قال‏:‏ إن عمر رضي الله عنه، قام في الناس خطيبًا، مدخلهم الشام بالجابية، فقال‏:‏ تعلموا القرآن تُعرفوا به، واعلموا به تكون من أهله، وإنه لن يبلغ منزلة ذي حق أن يطاع في معصية الله تعالى، واعلموا أنه لا يُقرب من أجل ولا يبعد من رزق قول بحق وتذكير عظيم، واعلموا أن بين العبد وبين رزقه حجاب، قال‏:‏ فيترأى له رزقه، وإن اقتحم هتك الحجاب، ولم يُدرك فوق رزقه، وأدّبوا الخيل، وانتضلوا، وانتعلوا وتسوّكوا، وتمعددوا، وإياكم وأخلاق العجم، ومجاورة الجبارين، وأن يُرى بين أظهركم صليب، وأن تجلسوا على مائدة يُشرب عليها الخمر، وتدخلوا الحمام بغير إزار، وتدعوا نساءكم يدخلن الحمامات، فإن ذلك لا يحل، وإياكم أن تكسبوا من عقد الأعاجم بعد نزولكم في بلادهم ما يحبسكم في أرضهم، فإنكم يوشك أن ترجعوا إلى بلادكم، وإياكم والصفار أن تجعلوه في رقابكم، وعليكم بأموال العرب‏:‏ الماشية تزولون بها حيث زلتم، واعلموا أن الأشربة تصنع من الزبيب والعسل والتمر، فما عَتُق منه، فهو خمر لا يحل، واعلموا أن الله تعالى لا يزكي ثلاثة نفر، ولا ينظر إليهم، ولا يقربهم يوم القيامة‏:‏ رجل أعطى إمامه صفقة يريد بها الدنيا، فإن أصابها وفى له، وإن لم يصبها لم يف له، ورجل خرج بسلعة بعد العصر، فحلف لقد أعطى بها كذا وكذا فاشتُريت لقوله، وسباب المسلم فسوق وقتاله كفر، ولا يحل لك أن تهجر أخاك فوق ثلاث، ومن أتى ساحرًا أو كاهنًا أو عرافًا فصدقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم‏.‏

3127- وقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حدَّثنا يحيى بن أيوب، ثنا محمد الحسن بن أبي يزيد، ثنا عبَّاد المِنْقَري، عن علي بن زيد، عن سعيد بن المسيب، عن أنس رضي الله عنه، فذكر مثله، وأتمّ منه‏.‏

3127- قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ‏:‏ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا الْعَلاَءُ أَبُو مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيُّ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ‏:‏ خَدَمْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَنَا ابْنُ ثَمَانِ سِنِينَ، فَكَانَ أَوَّلُ مَا عَلَّمَنِي أَنْ قَالَ لِي‏:‏ يَا بُنَيَّ، أَحْكِمْ وُضُوءَكَ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ وَفِي آخِرِهِ وَلاَ تَبِيتَنَّ وَلاَ تُصْبِحَنَّ يَوْمًا وَفِي قَلْبِكَ غِشٌّ لِأَحَدٍ مِنْ أَهْلِ الْإِسْلاَمِ، فَإِنَّ هَذَا مِنْ سُنَّتِي، وَمَنْ أَخَذَ بِسُنَّتِي، فَقَدْ أَحَبَّنِي وَمَنْ أَحَبَّنِي فَهُوَ مَعِي فِي الْجَنَّةِ، يَا بُنَيَّ، فَإِذَا عَمِلْتَ بِهَذَا وَحَفِظْتَ وَصِيَّتِي، فَلاَ يَكُونَنَّ شَيْءٌ أَحَبَّ إِلَيْكَ مِنَ الْمَوْتِ، فَإِنَّ فِيهِ رَاحَتَكَ‏.‏

3127- حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مِرْدَاسٍ، حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ بَدْرٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَذَكَرَهُ وَزَادَ فِيهِ‏:‏ وَسَلِّمْ فِي بَيْتِكَ يَزِدِ اللَّهُ تَعَالَى فِي بَرَكَاتِكَ، وَوَقِّرْ كَبِيرَ الْمُسْلِمِينِ، وَارْحَمْ صَغِيرَهُمْ، أَجِئْ أَنَا وَأَنْتَ كَهَاتَيْنِ وَجَمَعَ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ أَصَابِعِهِ‏.‏

3127- حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَبِي خَلِيفَةَ، عَنْ ضِرَارِ بْنِ مُسْلِمٍ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُهُ يَذْكُرُهُ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ أَوْصَانِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وَفِي آخِرِهِ‏:‏ إِنْ نِمْتَ وَأَنْتَ طَاهِرٌ فَمُتَّ، مُتَّ شَهِيدًا يَا أَنَسُ، وَقِّرِ الْكَبِيرَ، وَارْحَمِ الصَّغِيرَ‏.‏

3128- وَقَالَ عَبد‏:‏ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ زِيَادٍ وَهُوَ أَبُو الْمِقْدَامِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ، قَالَ‏:‏ عَهِدْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَهُوَ عَلَيْنَا عَامِلٌ بِالْمَدِينَةِ، وَهُوَ شَابٌّ غَلِيظُ الْبَضْعَةِ، مُمْتَلِئُ الْجِسْمِ، فَلَمَّا اسْتُخْلِفَ وَقَاسَى مِنَ الْعَمَلِ وَالْهَمِّ مَا قَاسَى، تَغَيَّرَتْ حَالُهُ، فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ إِلَيْهِ لاَ أَكَادُ أَصْرِفُ بَصَرِي عَنْهُ، فَقَالَ‏:‏ يَا ابْنَ كَعْبٍ، إِنَّكَ تَنْظُرُ إِلَيَّ نَظَرًا مَا كُنْتَ تَنْظُرُ إِلَيَّ مِنْ قَبْلُ، قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ تُعْجِبُنِي، قَالَ‏:‏ ومَا عَجَبُكَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ لِمَا حَالَ مِنْ لَوْنِكَ، وَنُفِيَ مِنْ شَعْرِكَ، وَنَحَلَ مِنْ جِسْمِكَ، قَالَ‏:‏ وَكَيْفَ لَوْ رَأَيْتَنِي بَعْدَ ثَلاَثٍ، حِينَ تَسِيلُ حَدَقَتَايَ عَلَى وَجْهِي، وَيَسِيلُ مَنْخَرَايَ وَفَمِي صَدِيدًا وَدُودًا، كُنْتَ لِي أَشَدَّ نُكْرَةً‏؟‏ أَعِدْ عَلَيَّ حَدِيثًا كُنْتَ حَدَّثْتَنِيهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، وَرَفَعَ ذَلِكَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ شَرَفًا، وَإِنَّ أَشْرَفَ الْمَجَالِسِ مَا اسْتُقْبِلَ بِهِ الْقِبْلَةَ، وَإِنَّمَا يُجَالَسُ بِالأَمَانَةِ، وَاقْتُلُوا الْحَيَّةَ وَالْعَقْرَبَ وَإِنْ كُنْتُمْ فِي صَلاَتِكُمْ، وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يَكُونَ أَكْرَمَ النَّاسِ، فَلْيَتَّقِ اللَّهَ تَعَالَى، وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يَكُونَ أَقْوَى النَّاسِ، فَلْيَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يَكُونَ أَغْنَى النَّاسِ، فَلْيَكُنْ بِمَا فِي يَدِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَوْثَقَ مِنْهُ بِمَا فِي يَدِهِ، أَلاَ أُنَبِّئُكُمْ بِشِرَارِكُمْ‏؟‏ قَالُوا‏:‏ بَلَى، يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ مَنْ نَزَلَ وَحْدَهُ، وَمَنَعَ رِفْدَهُ، وَجَلَدَ عَبْدَهُ، أَفَلاَ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرِّ مِنْ هَذَا‏؟‏ قَالُوا‏:‏ بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ مَنْ يُبْغِضِ النَّاسَ وَيُبْغِضُونَهُ، أَفَلاَ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ هَذَا‏؟‏ قَالُوا‏:‏ بَلَى، يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ مَنْ لَمْ يُقِلْ عَثْرَةً، وَلَمْ يَقْبَلْ مَعْذِرَةً، وَلَمْ يَغْفِرْ ذَنْبًا، أَفَلاَ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ هَذَا‏؟‏ قَالُوا‏:‏ بَلَى، يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ مَنْ لَمْ يُرْجَ خَيْرُهُ، وَلَمْ يُؤْمَنْ شَرُّهُ، إِنَّ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَامَ فِي قَوْمِهِ، فَقَالَ‏:‏ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ، لاَ تَكَلَّمُوا بِالْحِكْمَةِ عِنْدَ الْجَاهِلِ فَتَظْلِمُوهَا، وَلاَ تَمْنَعُوهَا أَهْلَهَا فَتَظْلِمُوهُمْ، وَلاَ تَظْلِمُوا، وَلاَ تُكَافِئُوا ظَالِمًا بِظُلْمٍ فَيَبْطُلَ فَضْلَكُمْ عِنْدَ رَبِّكُمْ، يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ، الأَمْرُ ثَلاَثَةٌ‏:‏ أَمْرٌ بَيِّنٌ رُشْدُهُ فَاتَّبِعُوهُ، وَأَمْرٌ بَيِّنٌ غِيُّهُ فَاجْتَنِبُوهُ، وَأَمْرٌ اخْتُلِفَ فِيهِ فَكِلُوهُ إِلَى عَالِمِهِ‏.‏

3128- وَقَالَ الْحَارِثُ‏:‏ حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا أَبُو الْمِقْدَامٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ، قَالَ‏:‏ عَهِدْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَهُوِ عَلَيْنَا عَامِلٌ بِالْمَدِينَةِ فِي زَمَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَهُوَ شَابٌّ، فَذَكَرَهُ، قُلْتُ‏:‏ فِي السُّنَنِ شَيْءٌ مِنْ أَوَائِلِهِ‏.‏

3129- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ حَاتِمٍ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنِ الْكَوْثَرِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ‏:‏ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ إِلَى الْمَسْجِدِ، فَإِذَا قَوْمٌ يَتَحَدَّثُونَ، أَضْحَكَهُمْ حَدِيثُهُمْ، فَوَقَفَ فَسَلَّمَ، فَقَالَ‏:‏ اذْكُرُوا هَاذِمَ اللَّذَّاتِ‏:‏ الْمَوْتَ، وَخَرَجَ صلى الله عليه وسلم بَعْدَ ذَلِكَ خَرْجَةً أُخْرَى، فَإِذَا قَوْمٌ يَتَحَدَّثُونَ وَيَضْحَكُونَ، فَقَالَ‏:‏ أَمَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ، لَضَحِكْتُمْ قَلِيلاً، وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا، قَالَ‏:‏ وَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَيْضًا، فَإِذَا قَوْمٌ يَتَحَدَّثُونَ وَيَضْحَكُونَ، فَسَلَّمَ، ثُمَّ قَالَ‏:‏ أَلاَ إِنَّ الْإِسْلاَمَ بَدَأَ غَرِيبًا وَسَيَعُودُ غَرِيبًا، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، قِيلَ لَهُ‏:‏ وَمَنِ الْغُرَبَاءُ يَا رَسُولَ اللَّهِ‏؟‏ قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ الَّذِينَ إِذَا فَسَدَ النَّاسُ صَلَحُوا‏.‏

3130- وَقَالَ مُسَدَّدٌ‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ النَّخَعِ، قَالَ‏:‏ شَهِدْتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حِينَ حَضَرَهُ الْمَوْتُ، فقَالَ‏:‏ إِنِّي مُحَدِّثُكُمْ حَدِيثًا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ‏:‏ اعْبُدِ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ، وَعُدَّ نَفْسَكَ فِي الْمَوْتَى، وَاتَّقِ دَعْوَاتَ الْمَظْلُومِ فَإِنَّهَا تُسْتَجَابُ، وَمَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَشْهَدَ الْعِشَاءَ الْآخِرَةَ وَصَلاَةَ الْغَدَاةِ فِي جَمَاعَةٍ، فَلْيَفْعَلْ وَلَوْ حَبْوًا‏.‏

صَحِيحٌ لَوْلاَ الْمُبْهَمُ‏.‏

3130- حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ اعْبُدِ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَذَكَرَهُ مَوْقُوفًا إِلَى قَوْلِهِ‏:‏ الْمَظْلُومِ، وَزَادَ‏:‏ وَاعْلَمْ أَنَّ قَلِيلاً يُغْنِيكَ خَيْرٌ مِنْ كَثِيرٍ يُلْهِيكَ، وَإِنَّ الدِّينَ لاَ يَبْلَى، وَإِنَّ الْبِرَّ لاَ يُنْسَى‏.‏

3131- وقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ‏:‏ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي زَكَرِيَّا الْكُوفِيِّ، عَنْ رَجُلٍ حَدَّثَهُ، قَالَ‏:‏ إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَهَى رَجُلا عَنْ ثَلاَثٍ وَأَوْصَاهُ بِثَلاَثٍ، فَأَمَّا الَّتي نَهَاهُ عَنْهَا، فَقَالَ‏:‏ لاَ تَنْقُضْ عَهْدًا، وَلاَ تُعِنْ عَلَى نَقْضِهِ، وَلاَ تَبْغِ، فَإِنَّ مَنْ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ تَعَالَى، وَإِيَّاكَ وَمَكْرَ السَّيِّيءِ، فَإِنَّهُ لاَ يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّيءُ إِلاَّ بِأَهْلِهِ، وَلَهُنَّ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى طَالِبٌ، وَأَمَّا الَّتِي أَوْصَاهُ بِهَا‏:‏ أَنْ تَكْثِرْ ذِكْرَ الْمَوْتِ، فَإِنَّهُ يُسْلِيكَ عَمَّا سِوَاهُ، وَعَلَيْكَ بِالدُّعَاءِ، فَإِنَّكَ لاَ تَدْرِي مَتَى يُسْتَجَابُ لَكَ، وَعَلَيْكَ بِالشُّكْرِ، فَإِنَّهُ زِيَادَةٌ، ثُمَّ قَرَأَ سُفْيَانُ‏:‏ ‏{‏لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ‏}‏‏.‏

3132- وقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ عُقْبَةَ بْنَ مُحَمَّدٍ الْمَدَنِيَّ يُحَدِّثُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، رَفَعَ الْحَدِيثَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ عِنْدَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى خَزَائِنُ لِلْخَيْرِ وَالشَّرِّ، مَفَاتِيحُهَا الرِّجَالُ‏.‏

4- باب حسن الخلق

3133- قَالَ إِسْحَاقُ‏:‏ أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ خِيَارُكُمْ أَحَاسِنُكُمْ أَخْلاَقًا‏.‏

5- باب المحافظة على الدِّين، وبذل المال والنفس دونه

3134- قَالَ مُسَدَّدٌ‏:‏ حدَّثنا يحيى، ثنا شُعبة، عن قتادة، عن يونس بن جُبير، قال‏:‏ شيّعنا جُنْدبًا إلى حصن المكاتب، فقلنا له أوصنا‏.‏ فقال‏:‏ عليكم بالقرآن، فإنه نور الليل المظلم، وهدي النهار، فاعملوا به على ما كان من جهد وفاقة، فإن عرض بلاء فقدّم مالك دون نفسك، فإن تجاوز البلاء فقدم مالك ونفسك دون دينك، فإن المحروم من حُرم دينه، وإن المسلوب من سُلب دينه، وإنه لا غنى يُغني بعده النار، ولا فقر يُفقر بعده الجنة، إن النار لا يُفك أسيرها ولا يستغني فقيرها‏.‏

3135- قَالَ أَبُو دَاوُدَ‏:‏ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَكَمِ بْنُ ذَكْوَانَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ إِنَّ مِنْ أَسْوَأَ النَّاسِ مَنْزِلَةً مَنْ أَذْهَبَ آخِرَتَهُ بِدُنْيَا غَيْرِهِ‏.‏

6- باب‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏

3136- قَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ شَبِيبٍ، عَنْ يُوسُفَ الصَّبَّاغِ، عَنِ الْحُسَيْنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، لاَ أَعْلَمُهُ إِلاَّ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ مَنْ شَهِدَ أَمْرًا فَكَرِهَهُ، كَانَ كَمَنْ غَابَ عَنْهُ، وَمَنْ غَابَ عَنْ أَمْرٍ فَرَضِيَ بِهِ، كَانَ كَمَنْ شَهِدَهُ‏.‏

7- باب الضيق على المؤمن في الدنيا

3137- قالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْهَرَوِيُّ، وَأَبُو مَعْمَرٍ، قَالاَ‏:‏ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَرَّاقُ، حَدَّثَنَا مُوسَى الْجُهَنِيُّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ عَطِيَّةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ سَلْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ‏:‏ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ‏:‏ يَا سَلْمَانُ، إِنَّ الدُّنْيَا سِجْنُ الْمُؤْمِنِ، وَجَنَّةُ الْكَافِرِ‏.‏

8- باب‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏

3138- قَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، حدثنا عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ، حَدَّثَنِي عِيسَى بْنُ سَبْرَةَ، يُحَدِّثُ عَمَّنْ، سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَرْفَعُهُ، قَالَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُعْطِي الدُّنْيَا عَلَى نِيَّةِ الْآخِرَةِ، وَلاَ يُعْطِي الْآخِرَةَ عَلَى نِيَّةِ الدُّنْيَا‏.‏

9- باب فضل العمل الصالح في الزمن السوء

3139- قال ابن أبي عمر‏:‏ حدَّثنا المقرئ، ثنا حَيْوة، أنا شُرَحْبيل بن شَريك، أنه سمع أبا عبد الرحمن الحُبُلِيّ يحدث، أنه سمع عبد الله بن عمرو رضي الله عنه يقول‏:‏ لخير أعمله اليوم أحبّ إليّ من مثليه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأنا كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم تهمنا الآخرة ولا تهمنا الدنيا، وإنّا اليوم قد مالت بنا الدنيا‏.‏

10- باب وقوع البلاء بالمؤمن الكامل إبتلاء

3140- قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ‏:‏ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي لَيْلَى، يَقُولُ‏:‏ حَدَّثَنَا فُلاَنٌ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ‏:‏ فَذَكَرَ حَدِيثًا، قَالَ‏:‏ وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ تَجْتَمِعُ مَلاَئِكَةُ اللَّيْلِ وَمَلاَئِكَةُ النَّهَارِ فِي صَلاَةِ الْعَصْرِ وَصَلاَةِ الصُّبْحِ، فَتَصْعَدُ مَلاَئِكَةُ النَّهَارِ فِي صَلاَةِ الْعَصْرِ، وَتَبْقَى فِيكُمْ مَلاَئِكَةُ اللَّيْلِ، وَتَصْعَدُ مَلاَئِكَةُ اللَّيْلِ فِي صَلاَةِ الصُّبْحِ، وَتَبْقَى فِيكُمْ مَلاَئِكَةُ النَّهَارِ، وَيَقُولُونَ‏:‏ أَتَيْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ، وَتَرَكْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ، وَتَرَكْنَا فِيهِمْ رَجُلاً لَمْ يُصِبْهُ خَيْرٌ قَطُّ، وَلاَ بَلاَءٌ قَطُّ، إِلاَّ عَلِمَ أَنَّهُ مِنْكَ، فَيَقُولُ‏:‏ ابْتَلُوا عَبْدِي، أَوْ زِيدُوا عَبْدِي قَالَ سُفْيَانُ‏:‏ لاَ أَدْرِي بِأَيَّتِهِمَا بَدَأَ، قَالَ‏:‏ فَيَبْتَلُونَهُ، ثُمَّ يَقُولُ‏:‏ ابْتَلُوهُ، فَيُبْتَلَى، ثُمَّ يَقُولُ‏:‏ ابْتَلُوهُ وَهُوَ أَعْلَمُ، فَيَقُولُونَ‏:‏ انْتَهَى الْبَلاَءُ أَيْ رَبِّ، فَيَقُولُ‏:‏ زِيدُوهُ فَيُزَادُ، ثُمَّ يَقُولُ‏:‏ زِيدُوهُ فَيُزَادُ، ثُمَّ يَقُولُ‏:‏ زِيدُوهُ، فَيُزَادُ، ثُمَّ يَقُولُ‏:‏ زِيدُوهُ وَهُوَ أَعْلَمُ، فَيَقُولُونَ‏:‏ انْتَهَى الْمَزِيدُ أَيْ رَبِّ، فَيَقُولُ‏:‏ كَيْفَ تَرَكْتُمْ عَبْدِي فِي الْبَلاَءِ، وَكَيْفَ رَأَيْتُمُوهُ فِي الرَّخَاءِ‏؟‏ فَيَقُولُونَ‏:‏ أَيْ رَبِّ، أَصْبَرَ عَبْدٍ وَأَشْكَرَهُ، فَيَقُولُ‏:‏ اكْتُبُوا عَبْدِي مِمَّنْ لاَ يُبَدَّلُ وَلاَ يُغَيَّرُ، حَتَّى يَلْقَانِي‏.‏

11- باب الحث على الصبر

3141- قَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قِيلَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ الْإِيمَانِ أَفْضَلُ‏؟‏ قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ الصَّبْرُ وَالسَّمَاحَةُ‏.‏

إِسْنَادُهُ حَسَنٌ، أَخْرَجَهُ فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ، قدْ أَخْرَجُوهُ مُفَرَّقًا إِلاَّ هَذِهِ الْجُمْلَةَ‏.‏

3142- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدَةُ هُوَ ابْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ مُحْرِزِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ فُرَاتِ بْنِ سَلْمَانَ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ مَا صَبَرَ أَهْلُ بَيْتٍ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ عَلَى جَهْدٍ، إِلاَّ أَتَاهُمُ اللَّهُ بِرِزْقٍ‏.‏

3143- حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنٍ الأَنْطَاكِيُّ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ صَدَقَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي وَهْبٍ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ إِنَّ النَّاسَ الْيَوْمَ كَشَجَرَةٍ ذَاتِ جَنَاءٍ، وَيُوشِكُ أَنْ يَعُودَ النَّاسُ كَشَجَرَةٍ ذَاتِ شَوْكٍ، إِنْ نَافَرْتَهُمْ نَافَرُوكَ، وَإِنْ تَرَكْتَهُمْ لَمْ يَتْرُكُوكَ، وَإِنْ هَرَبْتَ مِنْهُمْ طَلَبُوكَ، قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ وَكَيْفَ بِالْمَخْرَجِ يَا رَسُولَ اللَّهِ‏؟‏ قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ تُقْرِضُهُمْ مِنْ عِرْضِكَ لِيَوْمِ فَقْرِكَ‏.‏

12- باب ذم الغصب

3144- قَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمٍ، حَدَّثَنِي أَبْو عَمْرٍو مَوْلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ مَنْ خَزَنَ لِسَانَهُ، سَتَرَ اللَّهُ تَعَالَى عَوْرَتَهُ، وَمَنْ كَفَّ غَضَبَهُ، كَفَّ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَنْهُ عَذَابَهُ، وَمَنِ اعْتَذَرَ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى، قَبِلَ اللَّهُ مِنْهُ عُذْرَهُ‏.‏

- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، بِهَذَا‏.‏

- وَحدثنا أَبُو مُوسَى، نا عِيسَى بْنُ شُعَيْبٍ الضَّرِيرُ أَبُو الْفَضْلِ، حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمٍ النُّمَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي عُمَيْرِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِيهِ، نَحْوَهُ‏.‏

- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلاَمِ بْنُ هَاشِمٍ الْبَزَّارُ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ بُرْدٍ الْعِجْلِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، بِهِ‏.‏

13- باب فضل من ترك المعصية من خوف الله تعالى

3145- قَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عُمَرَ بْنِ خَالِدٍ أَبُو أَيُّوبَ الرَّقِّيُّ، حَدَّثَنَا عِيسَى يَعْنِي ابْنَ يُونُسَ، عَنْ بِشْرِ بْنِ نُمَيْرٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ مَنْ قَدَرَ عَلَى طَمَعِ الدُّنْيَا، وَهُوَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ لاَ يُؤَدِّيَهُ، زَوَّجَهُ اللَّهُ تَعَالَى مِنَ الْحُورِ الْعِينِ حَيْثُ يَشَاءُ، وَمَنْ دَعَتْهُ بُغْيَةٌ إِلَى نَفْسِهَا، فَتَرَكَهَا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى زَوَّجَهُ اللَّهُ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ حَيْثُ شَاءْ‏.‏

14- باب المبادرة إلى الطاعة

3146- قَالَ مُسَدَّدٌ‏:‏ حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا أبْو وَائِلٍ، عَنْ شُرَيْحٍ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَبْلَ تَلاَطُخِ هَذِهِ الأَحَادِيثِ، أَنَّهُ قَالَ‏:‏ قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى‏:‏ يَا ابْنَ آدَمَ، قُمْ إِلَيَّ، أَمْشِي إِلَيْكَ، وَامْشِ إِلَيَّ، أُهَرْوِلُ إِلَيْكَ‏.‏

صَحِيحٌ مَوْقُوفٌ‏.‏

15- باب الترهيب من مساوئ الأعمال

3147- قَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدٍ هُوَ ابْنُ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ أَنّ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ لِعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ اجْمَعْ لِي قَوْمَكَ، فَجَمَعَهُمْ فَكَانُوا بِالْبَابِ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ أَلاَ إِنَّ أَوْلِيَائِي مِنْكُمُ الْمُتَّقُونَ، إِيَّاكُمْ أَنْ يَجِيءَ النَّاسُ بِالأَعْمَالِ، وَتَجِيئُونَ بِالأَثْقَالِ تَحْمِلُونَهَا عَلَى ظُهُورِكُمْ‏.‏

3148- وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ‏:‏ حَدَّثَنَا عِمْرَانُ الْقَطَّانُ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ لِكُلِّ إِنْسَانٍ ثَلاَثَةُ أَخِلاَّءَ‏:‏ فَأَمَّا خَلِيلٌ، فَيَقُولُ‏:‏ مَا أَنْفَقْتَ فَلَكَ، وَمَا أَمْسَكْتَ فَلَيْسَ لَكَ، فَذَلِكَ مَالُهُ، وَأَمَا خَلِيلٌ، فَيَقُولُ‏:‏ أَنَا مَعَكَ، فَإِذَا أَتَيْتَ بَابَ الْمَلِكِ، تَرَكْتُكَ وَرَجَعْتُ، فَذَالِكَ أَهْلُهُ وَحَشَمُهُ، وَأَمَا خَلِيلٌ، فَيَقُولُ‏:‏ أَنَا مَعَكَ حَيْثُ دَخَلْتَ وَحَيْثُ خَرَجْتَ، فَذَلِكَ عَمَلُهُ، فَيَقُولُ‏:‏ إِنْ كُنْتَ لَأَهْوَنَ الثَّلاَثَةِ عَلَيَّ‏.‏

3149- وقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ‏:‏ حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا فُرَاتُ بْنُ سَلْمَانَ، عَنْ أَبِي الْمُهَاجِرِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ خَلِيلِيَ أَبَا الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ‏:‏ كَمَا لاَ يُجْتَنَى مِنَ الشَّوْكِ الْعِنَبُ، لاَ يَنْزِلُ الْفُجَّارُ مَنَازِلَ الأَبْرَارِ، وَهُمَا طَرِيقَانِ، فَأَيَّهُمَا أَخَذْتُمْ، وَرَدَ بِكُمْ عَلَى أَهْلِهِ‏.‏

3150- وقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حدَّثنا مؤمَّل، ثنا مُكبّر بن عثمان، ثنا الوضين بن عطاء، عن يزيد بن مَرْثَد المَذْحِجي، عن أبي ذر رضي الله عنه قال‏:‏ إن الله تبارك وتعالى بنى دينه على أربعة أركان، فمن لم يصبر عليهن ولم يعمل بهن لقي الله تعالى من الفاسقين، قال‏:‏ وما هن يا أبا ذر، قال رضي الله عنه‏:‏ يُسلِّم حلال الله لله، وحرام الله لله، وأمر الله لله، ونهي الله لله، لا يُؤتمن عليهن إلا الله‏.‏

قَالَ‏:‏ قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ كَمَا لاَ يُجْتَنَى مِنَ الشَّوْكِ الْعِنَبُ، كَذَلِكَ لاَ يَنَالُ الْفُجَّارُ مَنَازِلَ الأَبْرَارِ‏.‏

16- باب التخويف من يوم القيامة

3151- قَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا أبْو مَعْمَرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفُرَاتِ، قَالَ‏:‏ اخْتَصَمَ إِلَى مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ رَجُلاَنِ، قَالَ‏:‏ فَشَهِدَ عَلَى أَحَدِهِمَا رَجُلٌ، فَقَالَ الْمَشْهُودُ عَلَيْهِ‏:‏ وَاللَّهِ، مَا عَلِمْتُ إِنَّهُ لِرَجُلُ صِدْقٍ، وَلَئِنْ سَأَلْتَ عَنْهُ، لَيُحْمَدَنَّ أَوْ لَيُزَكِّيَنَّ، وَلَقَدْ شَهِدَ عَلَيَّ بِبَاطِلٍ، وَلاَ أَدْرِي مَا اجْتَرَأَهُ إِلَى ذَلِكَ، فَقَالَ مُحَارِبٌ‏:‏ يَا هَذَا، اتَّقِ اللَّهَ، فَإِنِّي سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، يَقُولُ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَهُوَ يَعِظُ رَجُلاً ذَلِكَ الْيَوْمَ‏:‏ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، قَالَ‏:‏ وَإِنَّ الطَّيْرَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَتَضْرِبُ بِأَجْنِحَتِهَا، وَتَرْمِي بِمَا فِي أَجْوَافِهَا مَا لَهَا طَلِبَةٌ‏.‏

3151- وَقَالَ الْحَارِثُ‏:‏ حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفُرَاتِ، بِهِ مُخْتَصَرًا، وَفِي آخِرِهِ‏:‏ وَلَيْسَ عِنْدَهَا طَلِبَةٌ‏.‏

17- باب الحث على العمل

3152- قَالَ إِسْحَاقُ‏:‏ أَخْبَرَنَا الْمُقْرِئُ، حَدَّثَنَا نُوحُ بْنُ جَعْوَنَةَ الْخُرَاسَانِيُّ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ‏:‏ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وَفِيهِ‏:‏ أَلاَ إِنَّ عَمَلَ الْآخِرَةِ حَزَنٌ بِرَبْوَةٍ ثَلاَثًا، وَإِنَّ عَمَلَ النَّارَ سَهْلٌ بِشَهْوَةٍ، وَالسَّعِيدُ مَنْ وُقِيَ الْفِتَنَ‏.‏

18- باب عيش السلف

3153- قَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ‏:‏ إِنَّهُ سَمِعَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ‏:‏ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عِنْدَ الظَّهِيرَةِ، فَوَجَدَ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي الْمَسْجِدِ، فَقَالَ‏:‏ مَا أَخْرَجَكَ فِي هَذِهِ السَّاعَةِ‏؟‏ فَقَالَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ أَخْرَجَنِي الَّذِي أَخْرَجَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَجَاءَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ مَا أَخْرَجَكَ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ‏؟‏ قَالَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ أَخْرَجَنِي الَّذِي أَخْرَجَكُمَا يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَعَدَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَأَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُحَدِّثُهُمَا، ثُمَّ قَالَ‏:‏ هَلْ بِكُمَا قُوَّةٌ تَنْطَلِقَانِ إِلَى هَذَا النَّخْلِ، فَتُصِيبَانِ طَعَامًا وَشَرَابًا وَظِلاً‏؟‏ قَالَ‏:‏ قُلْنَا‏:‏ نَعَمْ، قَالَ‏:‏ مُرُّوا بِنَا إِلَى مَنْزِلِ أَبِي الْهَيْثَمِ بْنِ التَّيْهَانِ الأَنْصَارِيِّ فَتَقَدَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ أَيْدِينَا، فَسَلَّمَ فَاسْتَأْذَنَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، وَأُمُّ الْهَيْثَمِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا وَرَاءَ الْبَابِ، تَسْمَعُ الْكَلاَمَ وَتُرِيدُ أَنْ يَزِيدَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا أَرَادَ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَنْصَرِفَ خَرَجَتْ أُمُّ الْهَيْثَمِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا خَلْفَهُمْ، فَقَالَتْ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ سَمِعْتُ وَاللَّهِ تَسْلِيمَكَ، وَلَكِنْ أَرَدْتُ أَنْ تَزِيدَنَا مِنْ سَلاَمِكَ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَيْرًا، وَقَالَ‏:‏ أَيْنَ أَبُو الْهَيْثَمِ‏؟‏ مَا أُرَاهُ، قَالَتْ‏:‏ هُوَ قَرِيبٌ، ذَهَبَ يَسْتَعْذِبُ لَنَا الْمَاءَ، ادْخُلُوا، فَإِنَّهُ يَأْتِي السَّاعَةَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى، فَبَسَطَتْ لَهُمَا بِسَاطًا تَحْتَ شَجَرَةٍ، فَجَاءَ أَبُو الْهَيْثَمِ وَفَرِحَ بِهِمْ، وَقَرَّتْ عَيْنُهُ بِهِمْ، وَصَعِدَ عَلَى نَخْلَةٍ فَصَرَمَ عِذْقًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ حَسْبُكَ يَا أَبَا الْهَيْثَمِ، قَالَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، تَأْكُلُونَ مِنْ رُطَبِهِ وَمِنْ بُسْرِهِ وَمِنْ تَذْنُوبِهِ، ثُمَّ أَتَاهُمْ بِمَاءٍ فَشَرِبُوا عَلَيْهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ هَذَا مِنَ النَّعِيمِ الَّذِي تُسْأَلُونَ عَنْهُ، وَقَامَتْ أُمُّ الْهَيْثَمِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا تَعْجِنُ لَهُمُ وَتَخْبِزُ، وَوَضَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ رُؤُوسَهُمْ لِلْقَائِلَةِ، فَانْتَبَهُوا وَقَدْ أَدْرَكَ طَعَامُهُمْ، فَوُضِعَ الطَّعَامُ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ فَأَكَلُوا وَشَبِعُوا، وَحَمِدُوا اللَّهَ تَعَالَى، وَرَدَّتْ عَلَيْهِمْ أُمُّ الْهَيْثَمِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا بَقِيَّةَ الْعِذْقِ، فَأَكَلُوا مِنْ رُطَبِهِ وَمِنْ تَذْنُوبِهِ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَدَعَا لَهُمْ وَقَالَ البَّزَّارُ‏:‏ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، حَدَّثَنَا أَبُو خَلَفٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عِيسَى، فَذَكَرَهُ بِتَمَامِهِ، إِلاَّ أَنَّهُ قَالَ‏:‏ حَتَّى أَتَيْنَا مَنْزِلَ مَالِكِ بْنِ التَّيْهَانِ أَبِي الْهَيْثَمِ الأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَزَادَ فِي آخِرِهِ‏:‏ ثُمَّ دَعَا لَهُمْ بِخَيْرٍ، ثُمَّ قَالَ صلى الله عليه وسلم لِأَبِي الْهَيْثَمِ‏:‏ إِذَا بَلَغَكَ أَنْ قَدْ أَتَانَا رَقِيقٌ فَأْتِنَا قَالَ أَبُو الْهَيْثَمِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ فَلَمَّا بَلَغَنِي أَنَّهُ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِرَقِيقٍ، أَتَيْتُ الْمَدِينَةَ، فَأَعْطَانِي رَأْسًا فَكَاتَبْتُهُ عَلَى أَرْبَعِينَ أَلْفِ دِرْهَمٍ، فَمَا رَأَيْتُ رَأْسًا كَانَ أَعْظَمَ بَرَكَةً مِنْهُ، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عِيسَى‏:‏ فَحَدَّثْتُ بِهِ إِسْمَاعِيلَ بْنَ مُسْلِمٍ الْمَكِّيَّ، فَحَدَّثَنِي بِنَحْوِهِ، وَزَادَ، فِيهِ‏:‏ قَالَتْ لَهُ أُمُّ الْهَيْثَمِ‏:‏ لَوْ دَعَوْتَ لَنَا‏؟‏ قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ أَفْطَرَ عِنْدَكُمُ الصَّائِمُونَ، وَأَكَلَ طَعَامَكُمُ الأَبْرَارُ، وَصَلَّتْ عَلَيْكُمُ الْمَلاَئِكَةُ‏.‏

3154- قَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ، حَدَّثَنَا الْمُحَارِبِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ فَاتَنِي الْعِشَاءُ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَأَتَيْتُ أَهْلِي، فَقُلْتُ‏:‏ هَلْ عِنْدَكُمْ عَشَاءٌ‏؟‏ قَالُوا‏:‏ لاَ، وَاللَّهِ مَا عِنْدَنَا عَشَاءٌ، فَاضْطَجَعْتُ عَلَى فِرَاشِي فَلَمْ يَأْتِنِي النَّوْمُ مِنَ الْجُوعِ، فَقُلْتُ‏:‏ لَوْ خَرَجْتُ إِلَى الْمَسْجِدِ فَصَلَّيْتُ، وَتَعَلَّلْتُ حَتَّى أُصْبِحَ، فَخَرَجْتُ إِلَى الْمَسْجِدِ، فَصَلَّيْتُ مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ تَسَانَدْتُ إِلَى نَاحِيَةِ الْمَسْجِدِ كَذَلِكَ، إِذْ طَلَعَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ‏:‏ مَنْ هَذَا‏؟‏ قُلْتُ‏:‏ أَبُو بَكْرٍ، قَالَ‏:‏ مَا أَخْرَجَكَ هَذِهِ السَّاعَةَ‏؟‏ فَقَصَصْتُ عَلَيْهِ الْقِصَّةَ، فَقَالَ‏:‏ وَاللَّهِ مَا أَخْرَجَنِي إِلاَّ الَّذِي أَخْرَجَكَ، فَجَلَسَ إِلَى جَنْبِي، فَبَيْنَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ خَرَجَ إِلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَنْكَرَنَا، فَقَالَ‏:‏ مَنْ هَذَا‏؟‏ فَبَادَرَنِي عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ‏:‏ هَذَا أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ مَا أَخْرَجَكُمَا هَذِهِ السَّاعَةَ‏؟‏ فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ خَرَجْتُ فَدَخَلْتُ الْمَسْجِدَ فَرَأَيْتُ سَوَادَ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقُلْتُ‏:‏ مَنْ هَذَا‏؟‏ فَقَالَ‏:‏ أَبُو بَكْرٍ، فَقُلْتُ‏:‏ مَا أَخْرَجَكَ هَذِهِ السَّاعَةَ‏؟‏ فَذَكَرَ الَّذِي كَانَ، فَقُلْتُ‏:‏ وَأَنَا وَاللَّهِ مَا أَخْرَجَنِي إِلاَّ الَّذِي أَخْرَجَكَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم‏:‏ وَأَنَا وَاللَّهِ مَا أَخْرَجَنِي إِلاَّ الَّذِي أَخْرَجَكُمَا، فَانْطَلِقُوا بِنَا إِلَى الْوَاقِفِيِّ أَبِي الْهَيْثَمِ بْنِ التَّيْهَانِ فَلَعَلَّنَا نَجِدُ عِنْدَهُ شَيْئًا يُطْعِمُنَا فَخَرَجْنَا نَمْشِي، فَانْتَهَيْنَا إِلَى الْحَائِطِ فِي الْقَمَرِ، فَقَرَعْنَا الْبَابَ، فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ‏:‏ مَنْ هَذَا‏؟‏ فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ هَذَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، فَفَتَحَتْ لَنَا فَدَخَلْنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ أَيْنَ زَوْجُكِ‏؟‏ قَالَتْ‏:‏ ذَهَبَ يَسْتَعْذِبُ لَنَا مِنَ الْمَاءِ مِنْ حُشِّ بَنِي حَارِثَةَ، الْآنَ يَأْتِيكُمْ، قَالَ‏:‏ فَجَاءَ يَحْمِلُ قِرْبَةً حَتَّى أَتَى بِهَا نَخْلَةً، وَعَلَّقَهَا عَلَى كِرْنَافَةٍ مِنْ كَرَانِيفِهَا، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا، فَقَالَ‏:‏ مَرْحَبًا وَأَهْلاً، مَا زَارَ نَاسًا أَحَدٌ قَطُّ مِثْلُ مَنْ زَارَنِي، ثُمَّ قَطَعَ لَنَا عِذْقًا فَأَتَانَا بِهِ فَجَعَلْنَا نَنْتَقِي مِنْهُ فِي القَمَرِ وَنَأْكُلُ، ثُمَّ أَخَذَ الشَّفْرَةَ فَجَالَ فِي الْغَنَمِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ إِيَّاكَ وَالْحَلُوبَ أَوْ قَالَ‏:‏ إِيَّاكَ وَذَاتِ الدَّرِّ، فَأَخَذَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ شَاةً فَذَبَحَهَا وَسَلَخَهَا، وَقَالَ لاِمْرَأَتِهِ‏:‏ قُومِي، فَطَحَنَتْ وَخَبَزَتْ وَجَعَلَتْ تَقْطَعُ فِي الْقِدْرِ مِنَ اللَّحْمِ، وَتُوقِدُ تَحْتَهَا حَتَّى فَرَغَ الْخُبْزُ وَاللَّحْمُ، فَثَرَدَ، وَغَرَفَ عَلَيْهِ مِنَ الْمَرَقِ وَاللَّحْمِ، ثُمَّ أَتَانَا بِهِ فَوَضَعَهُ بَيْنَ أَيْدِينَا، فَأَكَلْنَا حَتَّى شَبِعْنَا، ثُمَّ قَامَ إِلَى الْقِرْبَةِ وَقَدْ صَفَقَتْهَا الرِّيحُ، فَبَرَّدَ، فَصَبَّ فِي الْإِنَاءِ، ثُمَّ نَاوَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَشَرِبَ، ثُمَّ نَاوَلَ أَبَا بَكْرِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَشَرِبَ، ثُمَّ نَاوَلَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَشَرِبَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَرَجْنَا لَمْ يُخْرِجْنَا إِلاَّ الْجُوعُ، ثُمَّ رَجَعْنَا وَقَدْ أَصَبْنَا هَذَا، لَتُسْأَلُنَّ عَنْ هَذَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، هَذَا مِنَ النَّعِيمِ، ثُمَّ قَالَ صلى الله عليه وسلم لِلْوَاقِفِيِّ‏:‏ مَا لَكَ خَادِمٌ يَسْقِيكَ الْمَاءَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ لاَ وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ فَإِذَا أَتَانَا سَبْيٌ، فَأْتِنَا حَتَّى نَأْمُرَ لَكَ بِخَادِمٍ، فَلَمْ يَلْبَثْ إِلاَّ يَسِيرًا حَتَّى أَتَاهُ سَبْيٌ، فَأَتَاهُ الْوَاقِفِيُّ، فَقَالَ‏:‏ مَا جَاءَ بِكَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَعْدُكَ الَّذِي وَعَدْتَنِي، قَالَ‏:‏ هَذَا سَبْيٌ، فَقُمْ فَاخْتَرْ مِنْهُ، فَقَالَ‏:‏ كُنْ أَنْتَ تَخْتَارُ لِي، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ خُذْ هَذَا الْغُلاَمَ وَأَحْسِنْ إِلَيْهِ، قَالَ‏:‏ فَأَخَذَهُ، فَانْطَلَقَ بِهِ إِلَى امْرَأَتِهِ، فَقَالَتْ‏:‏ مَا هَذَا‏؟‏ فَقَصَّ عَلَيْهَا الْقِصَّةَ، قَالَتْ‏:‏ فَأَيُّ شَيْءٍ قُلْتَ لَهُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ قُلْتُ لَهُ‏:‏ كُنْ أَنْتَ الَّذِي تَخْتَارُ لِي، قَالَتْ‏:‏ قَدْ أَحْسَنْتَ، قَالَ لَكَ‏:‏ أَحْسِنْ إِلَيْهِ، فَأَحْسِنْ إِلَيْهِ، قَالَ‏:‏ مَا الْإِحْسَانُ إِلَيْهِ‏؟‏ قَالَتْ‏:‏ أَنْ تُعْتِقَهُ، قَالَ‏:‏ هُوَ حُرٌّ لِوَجْهِ اللَّهِ تَعَالَى‏.‏

3155- وقَالَ مُسَدَّدٌ‏:‏ حَدَّثَنَا بِشْيرُ بْنُ سُرَيْجٍ، عَنْ نُفَيْعِ بْنِ الْحَارِثِ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ أُمَّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، تَقُولُ‏:‏ لَمْ يُنْخَلْ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم دَقِيقٌ قَطُّ‏.‏

3156- وَقَالَ إِسْحَاقُ‏:‏ قلت لأبي أسامة أحدثكم إسماعيل بن أبي خالد، عن مصعب بن سعد بن أبي وقاص، قال‏:‏ قالت حفصة بنت عمر لعمر – رضي الله عنهما-‏:‏ لو أنك لبست ثيابًا ألين من ثيابك، وأكلت طعامًا ألين من طعامك، فقال رضي الله عنه‏:‏ أَخْبَرَنَا أخاصمك إلى نفسك، ألم تعلمي من أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا وكذا‏؟‏، حتى بكت، قال- رضي الله عنه-‏:‏ قد قلت لك، ولكني أشاركهما في عيشهما الشديد، لعلي أشاركهما في عيشهما الرخي‏؟‏، فأقر به، وقال‏:‏ نعم‏.‏

رواه النسائي في الكبرى عن سُويد بن نصر، عن ابن المبارك، عن إسماعيل، عن، فإذا كان مصعب سمعه من حفصة رضي الله عنهما، فهو صحيح، و إلا فهو مرسل صحيح الإسناد‏.‏

3157- وَقَالَ إِسْحَاقُ‏:‏ أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ، يَقُولُ‏:‏ حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ هُوَ الْقُرَظِيُّ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنِي مَنْ، سَمِعَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يُحَدِّثُ، قَالَ‏:‏ خَرَجْتُ فِي غَدَاةٍ شَاتِيَةٍ مِنْ بَيْتِي جَائِعًا حَرِضًا قَدْ أَذْلَقَنِي الْبَرْدُ، فَأَخَذْتُ إِهَابًا مَعْطُوفًا، قَدْ كَانَ عِنْدَنَا، فَجُبْتُهُ ثُمَّ أَدْخَلْتُهُ فِي عُنُقِي، ثُمَّ حَزَمْتُهُ عَلَى صَدْرِي أَسْتَدْفِئُ بِهِ، وَاللَّهِ مَا فِي بَيْتِي شَيْءٌ آكُلُ مِنْهُ، وَلَوْ كَانَ فِي بَيْتِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لَبَلَغَنِي، فَخَرَجْتُ فِي نَوَاحِي الْمَدِينَةِ، فَاطَّلَعْتُ إِلَى يَهُودِيٍّ فِي حَائِطٍ مِنْ ثُغْرَةِ جِدَارِهِ، فَقَالَ‏:‏ مَا لَكَ يَا أَعْرَابِيُّ‏؟‏ هَلْ لَكَ فِي كُلِّ دَلْوٍ بِتَمْرَةٍ‏؟‏ فَقُلْتُ‏:‏ نَعَمْ، فَافْتَحِ الْحَائِطَ، فَفَتَحَ لِي، فَدَخَلْتُ، فَجَعَلْتُ أَنْزِعُ دَلْوًا وَيُعْطِينِي تَمْرَةً، حَتَّى مَلَأْتُ كَفِّي، قُلْتُ‏:‏ حَسْبِي مِنْكَ الْآنَ، فَأَكَلْتُهُنَّ، ثُمَّ كَرَعْتُ فِي الْمَاءِ، ثُمَّ جِئْتُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَجَلَسْتُ إِلَيْهِ فِي الْمَسْجِدِ، وَهُوَ صلى الله عليه وسلم فِي عِصَابَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، إِذَا طَلَعَ عَلَيْنَا مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي بُرْدَةٍ لَهُ مَرْقُوعَةٍ، فَلَمَّا رَآهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ذَكَرَ مَا كَانَ فِيهِ مِنَ النَّعِيمِ، وَرَأَى حَالَهُ الَّتِي هُوَ عَلَيْهَا، فَذَرَفَتْ عَيْنَاهُ فَبَكَى، ثُمَّ قَالَ‏:‏ كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا غَدَا أَحَدُكُمْ فِي حُلَّةٍ وَرَاحَ فِي أُخْرَى، وَسُتِرَتْ بُيُوتُكُمْ كَمَا تُسْتَرُ الْكَعْبَةُ‏؟‏ قُلْنَا‏:‏ نَحْنُ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ، نُكْفَى الْمَئُونَةَ، وَنَتَفَرَّغُ لِلْعِبَادَةِ، قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ أَنْتُمُ الْيَوْمَ خَيْرٌ مِنْكُمْ يَوْمَئِذٍ‏.‏

3157- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، نَحْوَهُ، قُلْتُ‏:‏ رَوَاهُ مِنْ طَرِيقِ ابْنِ إِسْحَاقَ، بِهِ مُخْتَصَرًا، وَرَوَى أَحْمَدُ، مِنْ حَدِيثِ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، بَعْضَ قِصَّةِ التَّمْرِ‏.‏

3157- وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ‏:‏ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو رَافِعٍ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ كَعْبٍ الْقُرَظِيَّ، يُحَدِّثُ بِأَنَّ أَهْلَ الْعِرَاقِ، أَصَابَتْهُمْ أَزْمَةٌ، فَقَامَ بَيْنَهُمْ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ‏:‏ يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَبْشِرُوا، فَوَاللَّهِ إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ لاَ يَمُرَّ عَلَيْكُمْ إِلاَّ يَسِيرٌ حَتَّى تَرَوْا مَا يَسُرُّكُمْ مِنَ الرَّخَاءِ وَالْيُسْرِ، قَدْ رَأَيْتُنِي بَكَيْتُ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ مِنَ الدَّهْرِ، مَا أَجِدُ شَيْئًا آكُلُهُ، حَتَّى خَشِيتُ أَنْ يَقْتُلَنِي الْجُوعُ، فَأَرْسَلْتُ فَاطِمَةَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تَسْتَطْعِمُهُ لِي، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ يَا بُنَيَّةُ، وَاللَّهِ مَا فِي الْبَيْتِ طَعَامٌ يَأْكُلُهُ ذُو كَبِدٍ إِلاَّ مَا تَرَيَْ، لِشَيْءٍ قَلِيلٍ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَلَكِنِ ارْجِعِي فَسَيَرْزُقُكُمُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، فَلَمَّا جَاءَتْنِي فَأَخْبَرَتْنِي، انْقَلَبْتُ وَذَهَبْتُ حَتَّى آتِيَ بَنِي قُرَيْظَةَ، فَإِذَا يَهُودِيٌّ عَلَى شَفِيرِ بِئْرٍ، فَقَالَ‏:‏ يَا عَلِيُّ، هَلْ لَكَ أَنْ تَسْقِيَ نَخْلاً لِي وَأُطْعِمُكَ‏؟‏ قُلْتُ‏:‏ نَعَمْ، فَبَايَعْتُهُ عَلَى أَنْ أَنْزِعَ كُلَّ دَلْوٍ بِتَمْرَةٍ، فَجَعَلْتُ أَنْزِعُ، فَكُلَّمَا نَزَعْتُ دَلْوًا أَعْطَانِي تَمْرَةً، حَتَّى امْتَلَأَتْ يَدَايَ مِنَ التَّمْرِ، فَقَعَدْتُ فَأَكَلْتُ، ثُمَّ شَرِبْتُ مِنَ الْمَاءِ، ثُمَّ قُلْتُ‏:‏ يَا لَكَ بَطْنًا، لَقَدْ لَقِيتُ الْيَوْمَ خَيْرًا، ثُمَّ نَزَعْتُ كَذَلِكَ لاِبْنَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ وَضَعْتُ، فَانْقَلَبْتُ رَاجِعًا، حَتَّى إِذَا كُنْتُ بِبَعْضِ الطَّرِيقِ، إِذَا أَنَا بِدِينَارٍ مُلْقًى، فَلَمَّا رَأَيْتُهُ وَقَفْتُ أَنْظُرُ إِلَيْهِ وَأُؤَامِرُ نَفْسِي آخُذُهُ أَمْ أَذَرُهُ، فَأَبَيْتُ إِلاَّ أَخْذَهُ، وَقُلْتُ‏:‏ أَسْتَشِيرُ بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَخَذْتُهُ، فَلَمَّا جِئْتُهَا أَخْبَرْتُهَا الْخَبَرَ، قَالَتْ‏:‏ هَذَا رِزْقُ مِنَ اللَّهِ، فَانْطَلِقْ فَاشْتَرِ لَنَا دَقِيقًا فَانْطَلَقْتُ حَتَّى جِئْتُ السُّوقَ، فَإِذَا أَنَا بِيَهُودِيٍّ مِنْ يَهُودِ فَدَكَ يَبِيعُ دَقِيقًا مِنْ دَقِيقِ الشَّعِيرِ، فَاشْتَرَيْتُ مِنْهُ، فَلَمَّا اكْتَلْتُ، قَالَ‏:‏ مَا أَنْتَ لِأَبِي الْقَاسِمِ‏؟‏ قُلْتُ‏:‏ ابْنُ عَمِّي وَابْنَتُهُ امْرَأَتِي، فَأَعْطَانِي الدِّينَارَ، فَجِئْتُهَا فَأَخْبَرْتُهَا الْخَبَرَ، فَقَالَتْ‏:‏ هَذَا رِزْقُ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَاذْهَبْ بِهِ فَارْهَنْهُ بِثَمَانِيَةِ قَرَارِيطَ، ذَهَبٍ فِي لَحْمٍ، فَفَعَلْتُ، ثُمَّ جِئْتُهَا بِهِ فَقَطَّعْتُهُ لَهَا، وَنَصَبْتُ، ثُمَّ عَجَنْتُ وَخَبَزْتُ، ثُمَّ صَنَعْنَا طَعَامًا، وَأَرْسَلْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَجَاءَنَا، فَلَمَّا رَأَى الطَّعَامَ، قَالَ‏:‏ مَا هَذَا‏؟‏ أَلَمْ تَأْتِنِي آنِفًا تَسْأَلُنِي‏؟‏ فَقُلْنَا‏:‏ بَلَى، اجْلِسْ يَا رَسُولَ اللَّهِ، نُخْبِرْكَ الْخَبَرَ، فَإِنْ رَأَيْتَهُ طَيِّبًا، أَكَلْتَ وَأَكَلْنَا، فَأَخْبَرْنَاهُ الْخَبَرَ، فَقَالَ‏:‏ هُوَ طَيِّبٌ، فَكُلُوا بِاسْمِ اللَّهِ، ثُمَّ قَامَ صلى الله عليه وسلم فَخَرَجَ، فَإِذَا هُوَ بِأَعْرَابِيَّةٍ تَشْتَدُّ كَأَنَّهُ نُزِعَ فُؤَادُهَا، فَقَالَتْ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي أُبْضِعُ مَعِي بِدِينَارٍ فَسَقَطَ مِنِّي، وَاللَّهِ مَا أَدْرِي أَيْنَ سَقَطَ، فَانْظُرْ بِأَبِي وَأُمِّي أَنْ يُذْكَرَ لَكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ ادْعِي لِي عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، فَجِئْتُهُ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ اذْهَبْ إِلَى الْجَزَّارِ، فَقُلْ لَهُ‏:‏ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ لَكَ‏:‏ إِنَّ قَرَارِيطَكَ عَلَيَّ، فَأَرْسِلْ بِالدِّينَارِ، فَأَرْسَلَ بِهِ، فَأَعْطَاهُ الأَعْرَابِيَّةَ، فَذَهَبَتْ‏.‏

3158- وقَالَ عَبد‏:‏ حدثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَنَا أَبُو الْعَطُوفِ الْجَرَّاحُ بْنُ مِنْهَالٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ‏:‏ خَرَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى دَخَلْنَا فِي بَعْضِ حِيطَانِ الأَنْصَارِ، فَجَعَلْنَا نَلْتَقِطُ مِنَ التَّمْرِ وَنَأْكُلُ، فَقَالَ لِي‏:‏ يَا ابْنَ عُمَرَ، مَا لَكَ لاَ تَأْكُلُ‏؟‏ فَقُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، لاَ أَشْتَهِيهِ، قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ لَكِنِّي أَشْتَهِيهِ، وَهَذِهِ صُبْحُ رَابِعَةٍ مُنْذُ لَمْ أَذُقْ طَعَامًا وَلَمْ أَجِدْهُ، وَلَوْ شِئْتُ دَعَوْتُ رَبِّي فَأَعْطَانِي مِثْلَ مُلْكِ كِسْرَى وَقَيْصَرَ، فَكَيْفَ بِكَ يَا ابْنَ عُمَرَ، إِذَا بَقِيتَ فِي قَوْمٍ يُخَبِّئُونَ رِزْقَ سَنَةٍ وَيُضَعِّفُ الْيَقِينَ‏؟‏ فَوَاللَّهِ مَا بَرِحْنَا وَلاَ ذَهَبْنَا حَتَّى نَزَلَتْ‏:‏ ‏{‏وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ‏}‏، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يَأْمُرْنِي بِكَنْزِ الدُّنْيَا وَلاَ اتِّبَاعِ الشَّهَوَاتِ، فَمَنْ كَنَزَهَا يُرِدْ بِهَا حَيَاةً بَاقِيَةً، فَإِنَّ الْحَيَاةَ بِيَدِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، أَلاَ وَإِنِّي لاَ أَكْنِزُ دِينَارًا وَلاَ دِرْهَمًا، وَلاَ أَخْبَأُ رِزْقًا لِغَدٍ‏.‏

3159- وقَالَ الْحَارِثُ‏:‏ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بَكِيرٍ، حَدَّثَنَا الْمُسْتَلِمُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، قَالَ‏:‏ جَعَلَ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا لِعَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا طَعَامًا، فَجَعَلَ يَرْفَعُ قَصْعَةً وَيَضَعُ قَصْعَةً، قَالَ‏:‏ فَحَوَّلَتْ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا وَجْهَهَا إِلَى الْحَائِطِ تَبْكِي، فَقَالَ لَهَا عُرْوَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ كَدَّرْتِ عَلَيْنَا، فَقَالَتْ‏:‏ وَالَّذِي بَعَثَهُ بِالْحَقِّ، مَا رَأَى الْمَنَاخِلَ مُنْذُ بَعَثَهُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى حَتَّى قُبِضَ‏.‏

3160- حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْغَفَّارِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ‏:‏ نَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى فِرَاشٍ حَشْوِهِ لِيفٌ، وَوِسَادَةٍ حَشْوِهَا لِيفٌ، فَقَامَ صلى الله عليه وسلم فَأَثَّرَ بِجِلْدِهِ، فَبَكَيْتُ، فَقَالَ‏:‏ يَا أُمَّ سَلَمَةَ، مَا يُبْكِيكِ‏؟‏ فَقُلْتُ‏:‏ مَا أَرَى مِنْ أَثَرِ هَذَا، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ لاَ تَبْكِي، فَوَاللَّهِ لَوْ أَرَدْتُ أَنْ تَسِيرَ مَعِي الْجِبَالُ لَسَارَتْ‏.‏

حَدِيثُ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي قِصَّةِ الْجَفْنَةِ فِي بَيْتِ فَاطِمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا فِي مَنَاقِبِهَا‏.‏

3161- وقَالَ مُسَدَّدٌ‏:‏ حدَّثنا هُشيم بن حُصَين، عن أبي وائل، عن مسروق قال‏:‏ لما حضره الموت قال‏:‏ أموت على أمر لم يَسنّه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أبو بكر ولا عمر رضي الله عنهما، أما إني لم أدع صفراء ولا بيضاء، إلا ما في سيفي هذا، فبيعوه وكفنوني به‏.‏

3162- وقال أحمد بن منيع‏:‏ حدَّثنا ابن عُلَيَّة، عن أيوب، عن الحسن قال‏:‏ قال أبو برزة رضي الله عنه‏:‏ كانت العرب تقول من أكل الخبز سَمِن، فلما افتتحنا خبير، أجهضناهم عن خبزة لهم، فقعدت عليها فأكلت حتى شبعت، فجعلت أنظر في عطفي، هل سمنت‏؟‏

3163- وقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ هُوَ الْمُقَدَّمِيُّ، حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنِي فَائِدٌ مَوْلَى عَبَادِلَ، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ‏:‏ إِنَّ جَدَّتَهُ سَلْمَى أَخْبَرَتْهُ، قَالَتْ‏:‏ دَخَلَ عَلَيَّ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، فَقَالُوا‏:‏ اصْنَعِي لَنَا طَعَامًا مِمَّا كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُحِبُّ أَنْ يَأْكُلَهُ، قَالَتْ لِلْحَسَنِ‏:‏ يَا بُنَيَّ، إِنَّا لاَ نَشْتَهِيهِ الْيَوْمَ، فَأَخَذَتْ شَعِيرًا فَطَحَنَتْهُ، وَنَسَفَتْهُ، وَجَعَلَتْ مِنْهُ خُبْزَةً، وَجَعَلَتْ أَدَمَهُ الزَّيْتَ، وَنَثَرَتْ عَلَيْهِ فُلْفُلاً، وَقَرَّبَتْهُ إِلَيْهِمْ، وَقَالَتْ‏:‏ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُحِبُّ هَذِهِ وَيُحْسِنُ أَكْلَهَا‏.‏

أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ فِي الشَّمَائِلِ‏.‏

وقال أحمد في الزهد‏:‏ حدَّثنا يحيى بن أبي بكير، ثنا مهدي، عن محمد بن سيرين قال‏:‏ أعرس ابن أخت لنا فصنع طعامًا، فقال ابن سيرين‏:‏ كان الرجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يمكث أيامًا لا يأكل، فإذا وجد جلدة، اجتزأ بها، فإن لم يجد، عصب على بطنه حجرًا‏.‏

3165- وَقَالَ الْحَارِثُ‏:‏ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزُّهْرِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ، حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ‏:‏ بَعَثَنَا صلى الله عليه وسلم فِي سَرِيَّةٍ نَخْلَةٍ وَمَعَنَا عَمْرُو بْنُ سُرَاقَةَ، وَكَانَ رَجُلاً لَطِيفَ الْبَطْنِ، طَوِيلاً، فَجَاعَ فَانْثَنَى صُلْبُهُ، فَكَانَ لاَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَمْشِيَ، فَسَقَطَ عَلَيْنَا، فَأَخَذْنَا صَفِيحَةً مِنْ حِجَارَةٍ فَرَبَطْنَاهَا عَلَى بَطْنِهِ، ثُمَّ شَدَدْنَاهَا إِلَى صُلْبِهِ، فَمَشَى مَعَنَا، فَجِئْنَا حَيًّا مِنَ الْعَرَبِ فَضَيَّفُونَا، فَمَشَى مَعَنَا، ثُمَّ قَالَ‏:‏ كُنْتُ أَحْسَبُ الرِّجْلَيْنِ يَحْمِلاَنِ الْبَطْنَ فَإِذَا الْبَطْنُ يَحْمِلُ الرِّجْلَيْنِ‏.‏

19- باب الزجر عن المباهاة بالمطعم والملبس

3166- قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ‏:‏ أَخْبَرَنَا الْمُقْرِئُ، حَدَّثَنَا الْإِفْرِيقِيُّ، حَدَّثَنَا عُمَارَةُ بْنُ رَاشِدٍ مِنْ أَهْلِ دِمَشْقَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ إِنَّ شِرَارَ أُمَّتِي الَّذِينَ غُذُّوا بِالنَّعِيمِ، وَنَبَتَتْ عَلَيْهِ أَجْسَادُهُمْ‏.‏

3166- وقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنِي عُمَارَةُ بِهِ، وَقَالَ الْبَزَّارُ‏:‏ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ هُوَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَهُوَ الْمُقْرِئُ بِهِ‏.‏

وَقَالَ‏:‏ تَفَرَّدَ بِهِ عُمَارَةُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ حَدَّثَ مَنَاكِيرَ عَنْ مَجَاهِيلَ‏.‏

20- باب الحذر من فتنة الغنى، وكثرة المال

3167- َقَالَ إِسْحَاقُ‏:‏ أخبرنا عبد الصمد بن عبد الوارث، ثنا سليمان بن المغيرة، ثنا حُميد بن هلال العدوي، ثنا زهير بن حيّان العدوي، عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال‏:‏ دعاني عمر رضي الله عنه، فإذا بين يديه نطع عليه ذهب منثور نثر الحثا، قال ابن عباس رضي الله عنهما‏:‏ والحثا التبن، فقال‏:‏ هلم فاقسم بين قومك، والله أعلم حين حبس هذا عن نبيه وعن أبي بكر، أخيرًا أراد أم شرًا، فجعل عمر رضي الله عنه، يبكي ويقول في بكائه‏:‏ والذي نفسي بيده ما حبسه عن نبيه صلى الله عليه وسلم وعن أبي بكر رضي الله عنه، إرادة الشر بهما، وأعطانيه إرادة الخير بي‏.‏

هذا حديث حسن‏.‏

- رواه الهيثم بن كليب الشاشي في مسنده‏:‏ حدَّثنا ابن المنادي، ثنا أبو النَّضر هاشم بن القاسم، ثنا سليمان بن المغيرة، عن حُميد بن هلال، ثنا زهير بن حيّان، وكان يغشى ابن عباس رضي الله عنه، يقول‏:‏ دعاني عمر رضي الله عنه، فذكره‏.‏

3168- وَقَالَ إِسْحَاقُ‏:‏ أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الْمُغِيرَةِ الضَّبِّيِّ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي عَامِرٍ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ لَأَنَا فِي فِتْنَةِ السَّرَّاءِ أَخْوَفُ عَلَيْكُمْ مِنِّي فِي فِتْنَةِ الضَّرَّاءِ، إِنَّكُمُ ابْتُلِيتُمْ بِفِتْنَةِ الضَّرَّاءِ فَصَبَرْتُمْ، وَإِنَّ الدُّنْيَا خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ‏.‏

3168- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ بِهِ‏.‏

3169- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ سَيْحَانَ، حَدَّثَنَا حَرْبُ بْنُ مَيْمُونٍ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ عَادَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِلاَلاً رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَأَخْرَجَ إِلَيْهِ صُبَرًا مِنْ تَمْرٍ، فَقَالَ‏:‏ مَا هَذَا يَا بِلاَلُ‏؟‏ قَالَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ تَمْرٌ ادَّخَرْتُهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ أَمَا خِفْتَ أَنْ تَسْمَعَ لَهُ بُخَارًا فِي جَهَنَّمَ‏؟‏ أَنْفِقْ بِلاَلُ، وَلاَ تَخَافَنَّ مِنْ ذِي الْعَرْشِ إِقْلاَلاً‏.‏

3170- حَدَّثَنَا أَبُو هَمَّامٍ، نا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي مَسْلَمَةُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ مَنْ قَلَّ مَالُهُ، وَكَثُرَ عِيَالُهُ، وَحَسَّنتَ صَلاَتَهُ، وَلَمْ يَغْتَبِ الْمُسْلِمِينَ، جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَهُوَ مَعِي كَهَاتَيْنِ‏.‏

3171- حدَّثنا محمد بن بشار، ثنا محمد بن جعفر، ثنا شُعبة، عن عمرو بن مُرّة، عن أبي البَخْتَري، عن رجل من بني عبس قال‏:‏ كنت مع سلمان رضي الله عنه، فذكر قصة، قال‏:‏ ثم ذكر كنوز كسرى، قال‏:‏ إن الذي أعطاكموه وخولكموه وفتحه لكم، لممسك خزائنه ومحمد صلى الله عليه وسلم حي، قد كانوا يصبحون وما عندهم دينار ولا درهم، ولا مد من طعام، ففيم ذاك يا أخا بني عبس‏؟‏، ثم مررنا ببيادر تُذرى، فقال‏:‏ إن الذي أعطاكموه وخولكموه وفتحه لكم، لممسك خزائنه ومحمد صلى الله عليه وسلم حي، قد كانوا يصبحون وما عندهم مد من طعام، ففيم ذاك يا أخا بني عبس‏؟‏

21- باب فضل التقلل من الدنيا، ومدح أهل الزهادة فيها

3172- قَالَ إِسْحَاقُ‏:‏ أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ الْجُمَحِيِّ، قَالَ‏:‏ دَعَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ رَجُلاً مِنْ بَنِي جُمَحَ، يُقَالُ لَهُ‏:‏ سَعِيدُ بْنُ عَامِرِ بْنِ حِذْيَمٍ، فَقَالَ لَهُ‏:‏ إِنِّي مُسْتَعْمِلُكَ عَلَى أَرْضِ كَذَا وَكَذَا، قَالَ‏:‏ أَوَتُقِيلَنِي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ‏؟‏ فَقَالَ‏:‏ وَاللَّهِ لاَ أَفْعَلُ، قَلَّدْتُمُوهَا فِي عُنُقِي وَتَتْرُكُونِي، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ أَلاَ نَفْرِضُ لَكَ رِزْقًا‏؟‏ قَالَ‏:‏ فَإِنَّكَ قَدْ جَعَلْتَ لِي فِي عَطَائِي مَا يَكْفِينِي دُونَهُ، وَفَضْلاً عَلَى مَا أُرِيدُ، قَالَ‏:‏ وَكَانَ إِذَا خَرَجَ عَطَاؤُهُ ابْتَاعَ لِأَهْلِهِ قُوتَهُمْ، وَتَصَدَّقَ بِبَقِيَّتِهِ، فَتَقُولُ لَهُ امْرَأَتُهُ‏:‏ أَيْنَ فَضْلُ عَطَائِكَ‏؟‏ فَيَقُولُ‏:‏ قَدْ أَقْرَضْتُهُ، فَأَتَاهُ نَاسٌ، فَقَالُوا‏:‏ إِنَّ لِأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَلَأَصْهَارِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، فَقَالَ‏:‏ مَا أَنَا بِمُسْتَأْثِرٍ عَلَيْهِمْ، وَلاَ بِمُلْتَمِسٍ رِضَا أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ لِطَلَبِ الْحُورِ الْعِينِ، لَوِ اطَّلَعَتْ خَيْرَةٌ مِنْ خَيْرَاتِ الْجَنَّةِ، لَأَشْرَقَتْ لَهَا الأَرْضُ كَمَا تُشْرِقُ الشَّمْسُ، وَمَا أَنَا بِمُتَخَلِّفٍ عَنِ الْعُنُقِ الأَوَّلِ بَعْدَ إِذْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ‏:‏ يُجْمَعُ النَّاسُ لِلْحِسَابِ، فَيَجِيءُ فُقَرَاءُ الْمُؤْمِنِينَ فَيَدُفُّونَ كَمَا يَدُفُّ الْحَمَامُ، فَيُقَالُ لَهُمْ‏:‏ قِفُوا عِنْدَ الْحِسَابِ، فَيَقُولُونَ‏:‏ مَا عِنْدَنَا مِنْ حِسَابٍ وَلاَ آتَيْتُمُونَا، فَيَقُولُ لَهُمْ رَبُّهُمْ جَلَّ وَعَلاَ‏:‏ صَدَقَ عِبَادِي، فَيُفْتَحُ لَهُمْ بَابُ الْجَنَّةِ، فَيَدْخُلُونَهَا قَبْلَ النَّاسِ بِسَبْعِينَ عَامًا‏.‏

3173- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا الشَّاذَكُونِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبَانَ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَزَوَّرِ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ أَبَا مَرْيَمَ، يَقُولُ‏:‏ سَمِعْتُ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ‏:‏ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ‏:‏ مَا تَزَيَّنَ الأَبْرَارُ فِي الدُّنْيَا بِمِثْلِ الزُّهْدِ فِيهَا‏.‏

3174- حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ سَيْفٍ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ هَارُونَ الْبَلْخِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ إِذَا رَأَيْتُمْ مَنْ يَزْهَدُ فِي الدُّنْيَا فَادْنُوا مِنْهُ، فَإِنَّهُ يُلَقَّى الْحِكْمَةَ‏.‏

3175- وَقَالَ الْحَارِثُ‏:‏ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ يَعْنِي ابْنَ عَطَاءٍ، عَنْ عَوْفٍ، عَنِ الْحَسَنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، نَحْوَ الْحَدِيثِ الَّذِي قَبْلَهُ‏:‏ لَيْسَ الْغِنَى عَنْ كَثْرَةِ الْعَرَضِ، إِنَّمَا الْغِنَى غِنَى النَّفْسِ‏.‏

3176- حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ أَبِي بِشْرٍ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا حَيَّانُ بْنُ الْبَصْرِيِّ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ نُوحٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَقْبَلَ عَلَى أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، فَقَالَ‏:‏ يَا أُسَامَةُ، إِيَّاكَ وَكُلُّ كَبِدٍ جَائِعَةٍ تُخَاصِمُكَ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَإِيَّاكَ وَدُعَاءَ عِبَادٍ قَدْ أَذَابُوا اللُّحُومَ، وَحَرَقُوا الْجُلُودَ بِالرِّيَاحِ وَالسَّمَائِمِ، وَأَظْمَأُوا الأَكْبَادَ، حَتَّى غُشِيَتْ أَبْصَارُهُمْ، فَإِنْ شِئْتَ فَانْظُرْ إِلَيْهِمْ فَتُسَرُّ بِهِمُ الْمَلاَئِكَةُ، بِهِمْ تُصْرَفُ الزَّلاَزِلُ وَالْفِتَنُ، ثُمَّ بَكَى حَتَّى اشْتَدَّ نَحِيبُهُ، ثُمَّ قَالَ‏:‏ وَيْحٌ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ، مَا تَلْقَى مِنْهُمْ مِنْ أَطَاعَ رَبَّهُ، كَيْفَ يَقْتُلُونَهُ وَيُكَذِّبُونَهُ مِنْ أَجْلِ أَنَّهُمْ أَطَاعُوا اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى‏؟‏ فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَالنَّاسُ يَوْمَئِذٍ عَلَى الْإِسْلاَمِ‏؟‏ قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ نَعَمْ، قَالَ‏:‏ فَفِيمَ إِذًا يَقْتَتِلُونَ‏؟‏ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ يَا عُمَرُ، تَرَكَ الْقَوْمُ الطَّرِيقَ، وَرَكِبُوا الدَّوَابَّ، وَلَبِسُوا أَلْيَنَ الثِّيَابِ، وَخَدَمَتْهُمْ أَبْنَاءُ فَارِسَ، تَتَزَيَّنُ لَهُمْ تَزَيُّنَ الْمَرْأَةِ لِزَوْجِهَا، فَإِذَا تَكَلَّمَ أَوْلِيَاءُ اللَّهِ تَعَالَى عَلَيْهِمُ الْعَبَاءُ مَحْنِيَّةٌ أَصْلاَبُهُمْ، قَدْ ذَبَحُوا أَنْفُسَهُمْ بِالْعَطَشِ، فَإِذَا تَكَلَّمَ مِنْهُمْ مُتَكَلِّمٌ كُذِّبَ، وَقِيلَ لَهُ‏:‏ أَنْتَ قَرِينُ الشَّيْطَانِ وَرَأْسُ الضَّلاَلَةِ، تُحَرِّمُ زِينَةَ اللَّهِ تَعَالَى، وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ، يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ تَعَالَى عَلَى غَيْرِ دِينٍ، اسْتَذَلُّوا أَوْلِيَاءَ اللَّهِ، وَاعْلَمْ يَا أُسَامَةُ، أَنَّ أَقْرَبَ النَّاسِ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَمَنْ طَالَ حُزْنُهُ، وَعَطَشُهُ، وَجُوعُهُ فِي الدُّنْيَا، الْأصفِيَاءُ الأَبْرَارُ، الَّذِينَ إِذَا شَهِدُوا لَمْ يُقْرَبُوا، وَإِذَا غَابُوا لَمْ يُفْتَقَدُوا، تَعْرِفُهُمْ بِقَاعُ الأَرْضِ، يُعْرَفُونَ فِي أَهْلِ السَّمَاءِ، وَيَخْفَوْنَ عَلَى أَهْلِ الأَرْضِ، وَتَحِفُّ بِهِمُ الْمَلاَئِكَةُ، يَنَعَّمَ النَّاسُ، وَتَنَعَّمُوا هُمُ بِالْجُوعِ وَالْعَطَشِ، لَبِسَ النَّاسُ لَيِّنَ الثِّيَابِ، وَلَبِسُوا هُمْ خَشِنَ الثِّيَابَ، افْتَرَشَ النَّاسُ الْفُرُشَ، وَافْتَرَشُوا هُمُ الْجِبَاهَ وَالرُّكَبَ، ضَحِكَ النَّاسُ وَبَكَوْا، يَا أُسَامَةُ، لاَ يَجْمَعُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِمُ الشِّدَّةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، لَهُمُ الْجَنَّةُ، يَا لَيْتَنِي قَدْ رَأَيْتُهُمْ يَا أُسَامَةُ، لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْآخِرَةِ، الأَرْضُ بِهِمْ رَحِيمَةٌ، وَالْجَبَّارُ عَنْهُمْ رَاضٍ، ضَيَّعَ النَّاسُ فِعْلَ النَّبِيِّينَ وَأَخْلاَقَهُمْ وَحَفِظُوا هُمُ، الرَّاغِبُ مَنْ رَغِبَ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى فِي مِثْلِ رَغْبَتِهِمْ، وَالْخَاسِرُ مَنْ خَالَفَهُمْ، تَبْكِي الأَرْضُ إِذَا فَقَدَتْهُمْ، وَيَسْخَطُ اللَّهُ تَعَالَى عَلَى كُلِّ بَلْدَةٍ لَيْسَ فِيهَا مِثْلُهُمْ، يَا أُسَامَةُ، وإِذَا رَأَيْتَهُمْ فِي قَرْيَةٍ، فَاعْلَمْ أَنَّهُمْ أَمَانٌ لِتِلْكَ الْقَرْيَةِ، لاَ يُعَذِّبُ اللَّهُ تَعَالَى قَوْمًا هُمْ فِيهِمْ، اتَّخِذْهُمْ لِنَفْسِكَ، عَسَى أَنْ تَنْجُوَ بِهِمْ، وَإِيَّاكَ أَنْ تَدَعَ مَا هُمْ عَلَيْهِ فَتَزِلَّ قَدَمُكَ، فَتَهْوِي فِي النَّارِ، حُرِمُوا حَلاَلَ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَهُمْ، طَلَبُوا الْفَضْلَ مِنَ الْآخِرَةِ، وَتَرَكُوا الطَّعَامَ وَالشَّرَابَ عَنْ قُدْرَةٍ، لَمْ يَتَكَلَّبُوا عَلَى الدُّنْيَا تَكَلُّبَ الْكِلاَبِ عَلَى الْجِيَفِ، شُغِلَ النَّاسُ بِالدُّنْيَا وَشَغَلُوا أَنْفُسَهُمْ بِطَاعَةِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، لَبِسُوا الْخِرَقَ وَأَكَلُوا الْفِلَقَ، تَرَاهُمْ شُعْثًا غُبْرًا، يَظُنُّ النَّاسُ أَنَّ بِهِمْ دَاءً وَمَا ذَاكَ بِهِمْ، وَيَظُنُّ النَّاسُ أَنَّ عُقُولَهُمْ ذَهَبَتْ وَمَا ذَهَبَتْ، وَلَكِنْ نَظَرُوا بِقُلُوبِهِمْ إِلَى مَنْ ذَهَبَ بِعُقُولِهِمْ عَنِ الدُّنْيَا، فَهُمْ فِي الدُّنْيَا عِنْدَ أَهْلِ الدُّنْيَا يَمْشُونَ بِلاَ عُقُولٍ، يَا أُسَامَةُ، عَقَلُوا حِينَ ذَهَبَ عُقُولُ النَّاسِ، لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْآخِرَةِ‏.‏

3177- وَقَالَ مُسَدَّدٌ‏:‏ حَدَّثَنَا أبو مُعَاوِيَةُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ إِنَّمَا أَهْلَكَ مَنْ قَبْلَكُمْ هَذَا الدِّينَارُ وَهَذَا الدِّرْهَمُ، وَهُمَا مُهْلِكَاكُمْ‏.‏

صَحِيحٌ مَوْقُوفٌ‏.‏

22- باب فضل الرزق في الوطن

3178- قَالَ إِسْحَاقُ‏:‏ أَخْبَرَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي يَعْقُوبَ الْمُدْنِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ أَرْبَعٌ مِنْ سَعَادَةِ الْمَرْءِ‏:‏ أَنْ تَكُونَ زَوْجَتُهُ مُوَافِقَةً، وَأَوْلاَدُهُ أَبْرَارًا، وَإِخْوَانُهُ صَالِحِينَ، وَأَنْ يَكُونَ رِزْقُهُ فِي بَلَدِهِ‏.‏

23- باب إظهار عمل العبد وإن أخفاه

3179- قَالَ مُسَدَّدٌ‏:‏ حدَّثنا يحيى، عن عوف، ثنا معبد الجُهَني، عن عثمان بن عفان رضي الله عنه، قال‏:‏ لو إن رجلاً دخل بيتًا في جوف بيت فأدمن هناك عملاً، أوشك الناس أن يتحدثوا به، وما من عامل عَمِلَ عملاً، إلا كساه الله تعالى رداء عمله، إن كان خيرًا فخير، وإن كان شرًا فشر‏.‏

3180- وقَالَ مُسَدَّدٌ‏:‏ حدَّثنا يحيى، عن شُعبة، عن عمرو بن مُرّة، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، قال‏:‏ كتب أبو الدرداء رضي الله عنه إلى مَسلمة بن مَخْلَد‏:‏ أما بعد، فإن العبد إذا عمل بطاعة الله عز وجل أحبه الله تبارك وتعالى، وإذا أحبه حببه إلى خلقه، وإن العبد إذا عمل بمعصية الله أبغضه الله عز وجل، وإذا أبغضه الله تعالى، بغّضه إلى الخلق‏.‏

24- باب جواز الإحراز بتحصيل القوت، مع العمل الصالح

3181- قال الحارث‏:‏ حدَّثنا أبو عبد الرحمن، ثنا أبو عمر الصفار، عن عُبيد الله بن العَيْزار، قال‏:‏ لقيت شيخًا بالرمل من الأعراب كبيرًا، فقلت له‏:‏ لقيت أحدًا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم‏؟‏ فقال‏:‏ نعم، فقلت‏:‏ من‏؟‏، قال‏:‏ عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما‏.‏ قلت له‏:‏ فما سمعته يقول‏؟‏، قال سمعته رضي الله عنه يقول‏:‏ أحرز لدنياك كأنك تعيش أبدًا، واعمل لآخرتك كأنك تموت غدًا‏.‏

25- باب الترغيب في التسهيل في أمور الدنيا

3182- قَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ أَلاَ أُخْبِرُكُمْ عَلَى مَنْ تُحَرَّمُ النَّارُ غَدًا‏؟‏ عَلَى كُلِّ هَيِّنٍ لَيِّنٍ قَرِيبٍ سَهْلٍ‏.‏

3183- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ‏:‏ حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ، حَدَّثَنَا حَفْصٌ، عَنِ الْعَلاَءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ الدُّنْيَا سِجْنُ الْمُؤْمِنِ، وَجَنَّةُ الْكَافِرِ‏.‏

3184- وَقَالَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ‏:‏ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَعْمَرٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي فَهْمٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ لَوْ كَانَتِ الدُّنْيَا تَزِنُ عِنْدَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى جَنَاحَ بَعُوضَةٍ مَا أَعْطَى كَافِرًا مِنْهَا شَرْبَةَ مَاءٍ‏.‏

3185- قَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرٍو وَهُوَ ابْنُ دِينَارٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ جَعْدَةَ، قَالَ‏:‏ عَادَ خَبَّابًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالُوا‏:‏ أَبْشِرْ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، تَرِدُ عَلَى مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم الْحَوْضَ، فَقَالَ‏:‏ كَيْفَ بِهَذَا‏؟‏ وَأَشَارَ إِلَى أَعْلَى الْبَيْتِ وَأَسْفَلِهِ، وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ إِنَّمَا يَكْفِي أَحَدُكُمْ مِنَ الدُّنْيَا كَزَادِ الرَّاكِبِ‏.‏

3186- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ، حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، عَنْ صَدَقَةَ بْنِ الرَّبِيعِ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غُزَيَّةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، أُرَاهُ عَنْ أَبِيهِ، شَكَّ الرَّاوِي، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، وَهُوَ عَلَى الأَعْوَادِ، وَهُوَ يَقُولُ‏:‏ مَا قَلَّ وَكَفَى خَيْرٌ مِمَّا كَثُرَ وَأَلْهَى‏.‏

3187- حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ الأَنْطَاكِيُّ، حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَعْوَرُ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ لَوْ هَرَبَ عَبْدٌ مِنِ رِزْقِهِ كَمَا يَهْرُبَ مِنَ الْمَوْتِ، لَأَتَاهُ رِزْقُهُ كَمَا يَأْتِيهِ الْمَوْتُ‏.‏

3188- وقَالَ مُسَدَّدٌ‏:‏ حدَّثنا خالد، ثنا يزيد بن أبي زياد، عن زيد بن وهب، عن ابن مسعود رضي الله عنه، قال‏:‏ إنما الدنيا مثل الثَّغب، ذهب صفوه، وبقي كدره‏.‏

3188- حدَّثنا خالد، ثنا يزيد، عن أبي جُحيفة، عن ابن مسعود رضي الله عنه، قال‏:‏ ذهب صفو الدنيا، فلم يبق منه إلا الكُدْرة، والموت اليوم تحفة لكل مسلم‏.‏

3188- وقال الحارث‏:‏ حدَّثنا معاوية بن عمرو، ثنا زائدة، عن يزيد بن أبي زياد، عن أبي جُحيفة به، ولم يذكر ابن مسعود رضي الله عنه‏.‏

26- باب فضل مخالطة الناس، والصبر على أذاهم

3189- قَالَ مُسَدَّدٌ‏:‏ حدَّثنا عبد الله بن داوود، عن سعيد بن عبد الرحمن، عن محمد بن سيرين قال‏:‏ قال عمر رضي الله عنه‏:‏ اتقوا الله عز وجل، واتقوا الناس‏.‏

3190- وَقَالَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ‏:‏ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ وَثَّابٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، ورَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ إِنَّ الْمُؤْمِنَ الَّذِي يُخَالِطُ النَّاسَ وَيَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ، أَعْظَمُ أَجْرًا مِنَ الْمُؤْمِنِ الَّذِي لاَ يُخَالِطُ النَّاسَ وَلاَ يَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ‏.‏

3190- قَالَ الْحَارِثُ‏:‏ حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنِ الأَعْمَشِ بِهِ‏.‏

3191- وقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حدَّثنا روح بن حاتم، ثنا هُشيم، عن مجالد، عن الشَّعبي، عن صِلَة بن زُفَر، عن حذيفة رضي الله عنه، قال‏:‏ تعودوا الصبر، فيوشك أن ينزل بكم البلاء، كما أنه لا يصيبكم ما أصابنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

3192- َقَالَ إِسْحَاقُ‏:‏ أَخْبَرَنَا جرير، عن منصور، عن الشَّعبي قال‏:‏ قال صعصعة بن صوحان لابن زيد- يعني ابن صوحان-‏:‏ أَخْبَرَنَا كنت أحب إلى أبيك منك، وأنت إلي من ابني، خصلتان أوصيك بهما‏:‏ خالص المؤمن، وخالق الفاجر، فإن الفاجر يرضى منك بالخلق الحسن، وإنه لحق علينا إن نخالص المؤمن‏.‏

27- باب التبرك بآثار الصالحين

3193- قَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ‏:‏ أَتَيْتُ عَمْرَو بْنَ حُرَيْثٍ أَتَكَارَى مِنْهُ بَيْتًا فِي دَارِهِ، فَقَالَ‏:‏ تَكَارَّ، فَإِنَّهَا مُبَارَكَةٌ عَلَى مَنْ هِيَ لَهُ، مُبَارَكَةٌ عَلَى مَنْ سَكَنَهَا، فَقُلْتُ‏:‏ مِنْ أَيِّ شَيْءٍ ذَلِكَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَقَدْ نَحَرْتُ جَزُورًا، وَقَدْ أَمَرَ بِقِسْمَتِهَا، فَقَالَ لِلَّذِي يَقْسِمُهَا‏:‏ أَعْطُوا عَمْرًا مِنْهَا قَسْمًا، فَلَمْ يُعْطِنِي وَأَغْفَلَنِي، فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَبَيْنَ يَدَيْهِ دَرَاهِمَ، فَقَالَ‏:‏ أَخَذْتَ الْقَسْمَ الَّذِي أَمَرْتُ لَكَ‏؟‏ قُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا أَعْطَانِي شَيْئًا، قَالَ‏:‏ فَتَنَاوَلَ صلى الله عليه وسلم مِنَ الدَّرَاهِمِ فَأَعْطَانِي، فَجِئْتُ بِهَا إِلَى أُمِّي، فَقُلْتُ‏:‏ خُذِي هَذِهِ الدَّرَاهِمَ الَّتِي أَخَذَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِيَدِهِ، ثُمَّ أَعْطَانِيهَا، أَمْسِكِيهَا حَتَّى نَنْظُرَ فِي أَيِّ شَيْءٍ نَضَعُهَا، ثُمَّ ضَرَبَ الدَّهْرُ ضَرَبَاتهُ حَتَّى اشْتَرَيْتُ هَذِهِ الدَّارَ، قَالَتْ أُمِّي‏:‏ إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَنْقُدَ ثَمَنَهَا فَلاَ تَنْقُدْ حَتَّى تَدْعُوَنِي، أَدْعُ لَكَ بِالْبَرَكَةِ، فَدَعَوْتُهَا حِينَ هَيَّأْتُهَا، فَقَالَتْ لِي‏:‏ خُذْ هَذِهِ الدَّرَاهِمَ، فَشَرِكْهَا فِيهَا، فَشَرَكْتُهَا، ثُمَّ خَلَطَتْهَا، وَقَالَتِ‏:‏ اذْهَبْ بِهَا‏.‏

3194- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ أَبُو الْحَارِثِ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ‏:‏ قَالَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ اعْتَمَرْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي عُمْرَةٍ اعْتَمَرَهَا، فَحَلَقَ شَعْرَهُ، فَاسْتَبَقَ النَّاسُ إِلَى شَعْرِهِ، فَاسْتَبَقْتُ إِلَى النَّاصِيَةٍ فَأَخَذْتُهَا، فَاتَّخَذْتُ قَلَنْسُوَةً، فَجَعَلْهَا فِي مُقَدَّمِ قُلُنْسُوَتِهِ، فَمَا وَجَّهَهَا فِي وَجْهٍ إِلاَّ فُتِحَ لِي‏.‏

3195- حدَّثنا هاشم بن الحارث، ثنا عُبيد الله بن عمرو، عن أيوب، عن ابن سيرين، قال‏:‏ استَوهبت من أم سليم رضي الله عنها من المسك التي كانت تعجنه بعرق النبي صلى الله عليه وسلم فوهبت لي منه، فلما مات محمد، حنط بذلك السُّك‏.‏

28- باب فضل المداومة على العمل

3196- قَالَ مُسَدَّدٌ‏:‏ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سُوَيْدٍ، حَدَّثَنِي أَبُو فَاخِتَةَ التَّيْمِيُّ، مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ، قَالَ‏:‏ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ ابْنَ أُخْتِي قَدِ اجْتَهَدَ فِي الْعِبَادَةِ، وَأَجْهَدَ نَفْسَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ تِلْكَ شِرَّةُ الْإِسْلاَمِ، لِكُلِّ شِرَّةٍ فَتْرَةٌ فَارْتقُبْهُ عِنْدَ فَتْرَتِهِ، فَإِنْ قَارَبَ، فَلَعَلَّ، وَإِنْ هَلَكَ، فَتَبًّا لَهُ‏.‏

29- باب ذكر الأبدال

3197- َقَالَ إِسْحَاقُ‏:‏ أخبرنا عبد الرزاق، ثنا مَعْمَر، عن الزهري، عن صفوان بن عبد الله، أو عبد الله بن صفوان، قال‏:‏ قال رجل يوم صفين‏:‏ اللهم ألعن أهل الشام، فقال علي رضي الله عنه‏:‏ لا تسبوا أهل الشام جمًا غفيرًا، فإن بها الأبدال، قالها ثلاثًا‏.‏

أخرجه أحمد في مسند علي رضي الله عنه مرفوعًا‏.‏

3197- أخبرنا النَّضر، عن صالح بن أبي الأخضر، عن ابن شهاب، عن صفوان بن عبد الله، عن علي رضي الله عنه مثله‏.‏

رواه الذهلي في علل حديث الزهري، عن محمد بن كثير، عن معمر، عن الزهري، عن صفوان بن عبد الله بن صفوان به، وله شاهد من حديث ابن زُرير الغافقي عن علي رضي الله عنه موقوفًا أيضًا، رواه ابن يونس في تاريخ مصر‏.‏

30- باب بركة أهل الطاعة

3198- قَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خُثَيْمِ بْنِ عِرَاكٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ مَهْلاً عَنِ اللَّهِ تَعَالَى مَهْلاً، لَوْلاَ شَبَابٌ خُشَّعٌ، وَشُيُوخٌ رُكَّعٌ، وَأَطْفَالٌ رُضَّعٌ، وَبَهَائِمُ رُتَّعٌ، لَصُبَّ عَلَيْكُمُ الْعَذَابُ صَبًّا، وَقَالَ الْبَزَّارُ‏:‏ حَدَّثَنَا الْجَرَّاحُ بْنُ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خُثَيْمِ، بِهِ‏.‏

وَقَالَ‏:‏ لاَ نَعْلَمُهُ إِلاَّ بِهَذَا الْإِسْنَادِ‏.‏

31- باب ما يكرم به الرجل الصالح

3199- قال الحميدي‏:‏ حدَّثنا سفيان، ثنا محمد بن سُوْقة، عن محمد بن المُنْكَدر، قال‏:‏ إن الله تعالى ليحفظ الرجل الصالح في ولده، وولد ولده، ودويرته التي ولد فيها، والدويرات حوله، فلا يزالون في حفظ‏.‏

32- باب ما جاء في القُصّاص والوُعّاظ

3200- قَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خُثَيْمِ بْنِ عِرَاكٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ مَهْلاً عَنِ اللَّهِ تَعَالَى مَهْلاً، لَوْلاَ شَبَابٌ خُشَّعٌ، وَشُيُوخٌ رُكَّعٌ، وَأَطْفَالٌ رُضَّعٌ، وَبَهَائِمُ رُتَّعٌ، لَصُبَّ عَلَيْكُمُ الْعَذَابُ صَبًّا، وَقَالَ الْبَزَّارُ‏:‏ حَدَّثَنَا الْجَرَّاحُ بْنُ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خُثَيْمِ، بِهِ، وَقَالَ‏:‏ لاَ نَعْلَمُهُ إِلاَّ بِهَذَا الْإِسْنَادِ‏.‏

3201- وقَالَ مُسَدَّدٌ‏:‏ حدَّثنا يحيى، عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند، قال‏:‏ سمعت أبي يحدث أن عَلِيًّا رضي الله عنه مرّ بقصَّاص، فقال‏:‏ ما يقول‏؟‏، قالوا‏:‏ يقص، قال رضي الله عنه‏:‏ لا، ولكن يقول‏:‏ اعرفوني‏.‏

3202- وقَالَ الْحَارِثُ‏:‏ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، حَدَّثَنَا مَيْسَرَةُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ، عَنْ أَبِي عَائِشَةَ السَّعْدِيِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قَالاَ‏:‏ خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خُطْبَةً، فَوَعَظَنَا فِيهَا مَوْعِظَةً، ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ، وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ، وَاقْشَعَرَّتْ مِنْهَا الْجُلُودُ، وَتَقَلْقَلَتْ مِنْهَا الأَحْشَاءُ، أَمَرَ صلى الله عليه وسلم بِلاَلاً رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَنَادَى‏:‏ الصَّلاَةُ جَامِعَةٌ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ، وَفِيهِ‏:‏ وَمَنِ اخْتَارَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ، فَلَهُ النَّارُ، وَمَنْ عَظَّمَ صَاحِبَ دُنْيَا وَمَدَحَهُ طَمَعًا فِي دُنْيَاهُ، سَخِطَ اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ، وَكَانَ فِي دَرَجَةِ قَارُونَ فِي أَسْفَلِ جَهَنَّمَ، وَمَنْ بَنَى بِنَاءً رِيَاءً وَسُمْعَةً، حُمِّلَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَ سَبْعِ أَرَضِينَ، مُطَوَّقَةٍ نَارًا تُوقَدُ فِي عُنُقِهِ، ثُمَّ يُرْمَى بِهِ فِي النَّارِ فَقِيلَ‏:‏ وَكَيْفَ يَبْنِي بِنَاءً رِيَاءً وَسُمْعَةً‏؟‏ فَقَالَ‏:‏ يَبْنِي فَضْلاً عَمَّا يَكْفِيهِ، وَبَنِيهِ مُبَاهَاةً، وَمَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ فَلَمْ يَعْمَلْ بِهِ، وَآثَرَ عَلَيْهِ حُطَامَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا، اسْتَوْجَبَ سَخَطَ اللَّهِ تَعَالَى، وَكَانَ فِي دَرَجَةِ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى الَّذِينَ نَبَذُوا كِتَابَ اللَّهِ تَعَالَى وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ، وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاً، وَمَنْ سَخِطَ رِزْقَهُ وَبَثَّ شَكْوَاهُ، لَمْ ترْفَعْ لَهُ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى حَسَنَةٌ، وَلَقِيَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَهُوَ عَلَيْهِ سَاخِطٌ، وَمَنْ نَكَحَ امْرَأَةً حَلاَلاً بِمَالٍ حَلاَلٍ يُرِيدُ بِذَلِكَ الْفَخْرَ وَالرِّيَاءَ، لَمْ يَزِدْهُ اللَّهُ تَعَالَى بِذَلِكَ إِلاَّ ذُلاً وَهَوَانًا، وَأَقَامَهُ اللَّهُ تَعَالَى بِقَدْرِ مَا اسْتَمْتَعَ مِنْهَا عَلَى شَفِيرِ جَهَنَّمَ، ثُمَّ يَهْوِي فِيهَا سَبْعِينَ خَرِيفًا، وَمَنْ أَهَانَ فَقِيرًا مُسْلِمًا مِنْ أَجْلِ فَقْرِهِ فَاسْتَخَفَّ بِهِ، فَقَدِ اسْتَخَفَّ بِحَقِّ اللَّهِ تَعَالَى وَلَمْ يَزَلْ فِي مَقْتِ اللَّهِ تَعَالَى وَسَخَطِهِ حَتَّى يُرْضِيَهُ، وَمَنْ أَكْرَمَ فَقِيرًا مُسْلِمًا، لَقِيَ اللَّهَ تَعَالَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَهُوَ يَضْحَكُ إِلَيْهِ، وَمَنْ عُرِضَتْ لَهُ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةُ فَاخْتَارَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ، لَقِيَ اللَّهَ تَعَالَى وَلَيْسَتْ لَهُ حَسَنَةٌ يَتَّقِي بِهَا النَّارَ، وَإِنِ اخْتَارَ الْآخِرَةَ عَلَى الدُّنْيَا، لَقِيَ اللَّهَ تَعَالَى وَهُوَ عَنْهُ رَاضٍ، وَمَنْ ذَرَفَتْ عَيْنَاهُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى كَانَ لَهُ بِكُلِّ قَطْرَةٍ مِنْ دُمُوعِهِ مِثْلُ أُحُدٍ فِي مِيزَانِهِ، وَلَهُ بِكُلِّ قَطْرَةٍ عَيْنٌ فِي الْجَنَّةِ عَلَى حَافَتِهَا مِنَ الْمَدَائِنِ وَالْقُصُورِ مَا لاَ عَيْنٌ رَأَتْ، وَلاَ أُذُنٌ سَمِعَتْ، وَلاَ خَطَرَ عَلَى قَلْبِ وَاصِفٍ‏.‏

3203- وقَالَ مُسَدَّدٌ‏:‏ حدَّثنا حماد، عن خالد بن دينار، عن محمد بن سيرين قال‏:‏ إن القصص بدعة‏.‏

3204- وقال ابن أبي عمر‏:‏ حدَّثنا عبد الوهاب، عن هشام، عن الحسن قال‏:‏ لما مرض سلمان رضي الله عنه مرضه الذي مات فيه، أتاه سعد رضي الله عنه، يعوده، وهو أمير الكوفة، فجعل سلمان رضي الله عنه يبكي، فذكر الحديث، ثم قال‏:‏ وأما أنت أيها الرجل، فاتق الله تعالى عند همك إذا هممت، وعند يدك إذا قسمت، وعند لسانك إذا حكمت‏.‏

3205- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا الْقَوَارِيرِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الأَجْلَحِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ، عَنْ خَبَّابٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَمَّا هَلَكُوا قَصُّوا‏.‏

3206- وقال أبو بكر‏:‏ حدَّثنا أبو أسامة، عن بعض أصحابه، عن يزيد الرَّقَاشي قال‏:‏ اختصم قوم في القصص، فحسَّنه قوم وكرهه قوم، فأتوا أنس بن مالك رضي الله عنه فذكروا له ذلك وسألوه، فقال‏:‏ بُعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقتال، ولم يُبعث بالقصص‏.‏

33- باب كراهية تنجيد البيوت بالستور، والتبقر في التزين

3207- قَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الْخَطْمِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ، قَالَ‏:‏ دُعِيَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ إِلَى طَعَامِ، فَلَمَّا جَاءَ، رَأَى الْبَيْتَ مُنَجَّدًا فَقَعَدَ خَارِجًا يَبْكِي، فَقِيلَ لَهُ‏:‏ مَا يُبْكِيكَ‏؟‏ فقَالَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا شَيَّعَ جَيْشًا فَبَلَغَ عَقَبَةَ الْوَدَاعِ، قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ أَسْتَوْدِعُ اللَّهَ دِينَكُمْ، وَأَمَانَتَكُمْ، وَخَوَاتِيمَ أَعْمَالِكُمْ، فَرَأَى رَجُلاً ذَاتَ يَوْمٍ قَدْ رَقَعَ بُرْدَةً لَهُ بِقِطْعَةِ فَرْوٍ، فَقَالَ‏:‏ فَاسْتَقْبَلَ مَطْلَعَ الشَّمْسِ، وَقَالَ‏:‏ هَكَذَا بِيَدِهِ وَوَصَفَّ حَمَّادٌ بِيَدَيْهِ بَاطِنَ الْكَفَّيْنِ وَمَدَّ يَدَيْهِ‏:‏ تَطَالَعَتْ عَلَيْكُمُ الدُّنْيَا أَيْ أَقْبَلَتْ حَتَّى ظَنَنَّا أَنْ تَقَعَ عَلَيْنَا، وَيَغْدُو أَحَدُكُمْ فِي حُلَّةٍ وَيَرُوحُ فِي أُخْرَى، وَتَسْتُرُونَ بُيُوتَكُمْ كَمَا تَسْتُرُونَ الْكَعْبَةَ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ‏:‏ أَوَلاَ أَبْكِي وَقَدْ رَأَيْتُكُمْ تَسْتُرُونَ بُيُوتَكُمْ كَمَا تَسْتُرُونَ الْكَعْبَةُ قُلْتُ‏:‏ أَخْرَجَ أَبُو دَاوُدَ، وَالنَّسَائِيُّ قِصَّةَ الْقَوْلِ عِنْدَ التَّوْدِيعِ فَقَطْ، وَإِسْنَادُهُمَا حَسَنٌ‏.‏

34- باب كراهية التبختر في المشي

فيه حديث أبي الحجاج الثّمالي رضي الله عنه، الآتي إن شاء الله تعالى في آخر الكتاب، في باب عذاب القبر‏.‏

35- باب ذم الشح

3208- قَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الْحُصَيْنِ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي سَارَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ مَا مَحَقَ الْإِسْلاَمَ مَحْقَ الشُّحِّ شَيْءٌ‏.‏

3209- وقَالَ مُسَدَّدٌ‏:‏ حدَّثنا خالد، ثنا حُصَين، عن مجاهد، عن عبد الرحمن بن أبي عمرة، قال‏:‏ إذا كان جوف الليل، اطَّلَعَ ملكٌ فقال‏:‏ سبحوا الملك القدوس، ثم يطلع ملك آخر فيقول‏:‏ سبحوا الملك القدوس‏.‏ فعند ذلك تحرك الطير أجنحتها، ثم يطّلع ملكٌ آخر فيقول‏:‏ يا باغي الخير هلم، ثم يطلع ملك آخر فيقول‏:‏ يا باغي الشر أقصر، ثم يطلع آخر فيقول‏:‏ اللهم اجعل لمنفق خلفًا، ثم يطّلع آخر فيقول‏:‏ اللهم اجعل لممسك تلفًا‏.‏

3210- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الأَسَدِيِّ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ دَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لاَ يَرِيبُكَ‏.‏

36- باب فضل من أحب لقاء الله تعالى

3211- قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ‏:‏ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي لَيْلَى، وَهُوَ فِي جَنَازَةٍ، وَذَلِكَ أَوَّلَ يَوْمٍ عَرَفْتُهُ فِيهِ، سَمِعْتُهُ يَقُولُ‏:‏ حَدَّثَنَا فُلاَنٌ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ‏:‏ مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَحَبَّ اللَّهُ تَعَالَى لِقَاءَهُ، وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ تَعَالَى كَرِهَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِقَاءَهُ، فَبَكَى الْقَوْمُ، فقَالُوا‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَأَيُّنَا لاَ يَكْرَهُ الْمَوْتَ‏؟‏ قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ لَسْتُ ذَلِكَ أَعْنِي، وَلَكِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى قَالَ‏:‏ ‏{‏فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ، فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ‏}‏، فَإِذَا كَانَ عِنْدَ ذَلِكَ أَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ تَعَالَى، وَاللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِلِقَائِهِ أَحَبُّ، ‏{‏وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ، فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ‏}‏، فَإِذَا كَانَ كَذَلِكَ كَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ تَعَالَى، وَاللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِلِقَائِهِ أَكْرَهُ‏.‏

37- باب التحذير من الرياء والدعاء بما يذهبه

3212- وَقَالَ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ‏:‏ أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ، عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ، عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ، قَالَ‏:‏ قَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَشَهِدَ بِهِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذَكَرَ الشِّرْكَ، فَقَالَ‏:‏ هُوَ أَخْفَى فِيكُمْ مِنْ دَبِيبِ النَّمْلِ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلِ الشِّرْكُ إِلَّّا أَنْ يُجْعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ‏؟‏ فَقَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا أَبَا بَكْرٍ، الشِّرْكُ أَخْفَى فِيكُمْ مِنْ دَبِيبِ النَّمْلِ، وَسَأَدُلُّكَ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتَهُ ذَهَبَ عَنْكَ صِغَارُ الشِّرْكِ وَكِبَارُهُ، أَوْ صَغِيرُ الشِّرْكِ وَكَبِيرُهُ، قُلِ‏:‏ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أُشْرِكَ بِكَ وَأَنَا أَعْلَمُ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لاَ أَعْلَمُ، قُلْتُ‏:‏ لَيْثٌ ضَعِيفٌ، لِسُوءِ حِفْظِهِ وَاخْتِلاَطِهِ، وَشَيْخُهُ مُبْهَمٌ‏.‏

3212- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ هُوَ ابْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى‏:‏ ‏{‏أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ‏}‏، أَخْبَرَنِي لَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ إِمَّا حَضَرَ ذَلِكَ حُذَيْفَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَإِمَّا أَخْبَرَهُ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏‏.‏‏.‏ فَذَكَرَهُ‏.‏

3212- وَحدثنا عَمْرُو بْنُ الْحُصَيْنِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ، عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ، قَالَ‏:‏ شَهِدْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم مَعَ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَوْ حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ الشِّرْكُ أَخْفَى فِيكُمْ مِنْ دَبِيبِ النَّمْلِ ثُمَّ قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ أَلاَ أَدُلُّكَ عَلَى مَا يُذْهِبُ عَنْكَ صَغِيرَ ذَلِكَ وَكَبِيرَهُ‏؟‏ قُلْ‏:‏ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أُشْرِكَ بِكَ وَأَنَا أَعْلَمُ وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لاَ أَعْلَمُ‏.‏

3212- حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَيَّانَ، حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَفَهِدٌ، قَالاَ‏:‏ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، بِهِ‏.‏

3213- وَقَالَ إِسْحَاقُ، أنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُسْلِمٍ الْهَجَرِيُّ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ مَنْ أَحْسَنَ صَلاَتَهُ حَيْثُ يَرَاهُ النَّاسُ، وَأَسَاءَهَا إِذَا خَلاَ فَإِنَّمَا ذَلِكَ اسْتِهَانَةٌ يَسْتَهِينُ بِهَا رَبَّهُ‏.‏

هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ‏.‏

3214- أخبرنا الفضل بن موسى، ثنا الجعيد بن عبد الرحمن قال‏:‏ كنا عن السائب بن يزيد، فجاءه الزبير بن سهل بن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنهم وفي وجهه أثر السجود، فقال من هذا‏؟‏ فقلنا الزبير بن سهل، فقال والله ما هذا بسيما التي سماه الله عز وجل ولقد سجد على وجهي منذ ثمأنين سنة، فما أثر السجود بيني عيني‏.‏

هذا إسناد صحيح موقوف‏.‏

3215- قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ‏:‏ حَدَّثَنَا يَزِيدُ هُوَ ابْنُ هَارُونَ، أنا الْفَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ، عَنْ جَبَلَةَ الْيَحْصُبِيِّ، قَالَ‏:‏ كُنَّا مَعَ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَكَانَ فِيمَا حَدَّثَنَا، أَنْ قَالَ‏:‏ إِنَّ قَائِلاً مِنَ الْمُسْلِمِينَ، قَالَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا النَّجَاةُ غَدًا‏؟‏ قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ لاَ تُخَادِعِ اللَّهَ تَعَالَى، قَالَ‏:‏ وَكَيْفَ يُخَادَعِ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ‏؟‏ قَالَ‏:‏ أَنْ تَعْمَلَ بِمَا أَمَرَكَ اللَّهُ بِهِ تُرِيدُ بِهِ غَيْرَهُ، فَاتَّقُوا الرِّيَاءَ، فَإِنَّهُ الشِّرْكُ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَإِنَّ الْمَرَائِي يُنَادَى بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رُؤُوسِ الْخَلاَئِقِ بِأَرْبَعَةِ أَسْمَاءَ يَا فَاجِرُ، يَا كَافِرُ، يَا خَاسِرُ، يَا غَادِرُ، ضَلَّ عَمَلُكَ، وَبَطَلَ أَجْرُكَ، فَلاَ خَلاَقَ لَكَ الْيَوْمَ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى، فَالْتَمِسْ أَجْرَكَ مِمَّنْ كُنْتَ تَعْمَلُ لَهُ يَا مُخَادِعُ، قَالَ‏:‏ فَقُلْتُ لَهُ‏:‏ آللَّهُ الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ، أَنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏؟‏ فَقَالَ‏:‏ وَاللَّهِ الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ، لَأَنَا سَمِعْتُ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، إِلاَّ أَنْ يَكُونَ شَيْئًا لَمْ أَتَعَمَّدْهُ قَالَ يَزِيدُ‏:‏ أَظُنُّهُ قَرَأَ آيَاتٍ مِنَ الْقُرْآنِ‏:‏ ‏{‏فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلا صَالِحًا، وَ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ‏}‏‏.‏

3216- وقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ صُبَيْحٍ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ يُجَاءُ بِابْنِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُ بِدجٍّ، وَرُبَّمَا قَالَ‏:‏ كَأَنَّهُ جَمَلٌ، فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ‏:‏ يَا ابْنَ آدَمَ، أَنَا خَيْرُ قَسِيمٍ، انْظُرْ إِلَى عَمَلِكَ الَّذِي عَمِلْتَهُ لِي فَأَنَا أَجْزِيكَ عَلَيْهِ وَانْظُرْ إِلَى عَمَلِكَ الَّذِي عَمِلْتَهُ لِغَيْرِي، فَيُجَازِيكَ عَلَى الَّذِي عَمِلْتَ لَهُ‏.‏

38- باب التحذير من محقرات الأعمال

3217- قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ‏:‏ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ ح‏.‏

وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا زَيْدٌ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، حَدَّثَنِي صَدَقَةُ بْنُ يَسَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ أَيِسَ أَنْ يُعْبَدَ فِي بَلَدِكُمْ هَذَا آخِرَ الزَّمَانِ، وَقَدْ رَضِيَ مِنْكُمْ بِمَحَقَّرَاتِ الأَعْمَالِ، فَاحْذَرُوهُ عَلَى دِينِكُمْ، الْحَدِيثُ‏.‏

3218- وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ‏:‏ حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَبْدَةَ النَّهْدِيِّ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَمْ يُحَرِّمْ حُرْمَةً إِلاَّ وَقَدْ عَلِمَ أَنَّهُ سَيَطَّلِعُهَا مِنْكُمْ مُطَّلِعٌ، أَلاَ فَإِنِّي مُمْسِكٌ بِحُجَزِكُمْ أَنْ تَتَهَافَتُوا فِي النَّارِ، كَمَا يَتَهَافَتُ الذُّبَابُ‏.‏

3218- قَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنِ الْمَسْعُودِيُّ بِهِ، إِلاَّ أَنَّهُ قَالَ‏:‏ وَآخِذٌ بِحُجَزِكُمْ، وَزَادَ‏:‏ كَمَا يَتَهَافَتُ الْفِرَاشُ وَالذُّبَابُ وَالْحَنْطَبُ‏.‏

3218- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ، بِهِ‏.‏

39- باب الزجر عن الاستكثار من الدنيا

3219- قَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي حُيَيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ‏:‏ جَاءَ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، اجْعَلْنِي عَلَى شَيْءٍ أَعِيشُ بِهِ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ يَا حَمْزَةُ، أَنَفْسٌ تُحْيِيهَا أَحَبُّ إِلَيْكَ، أَمْ نَفْسٌ تُمِيتُهَا‏؟‏ قَالَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ نَفْسٌ أُحْيِيهَا، قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ عَلَيْكَ نَفْسَكَ‏.‏

قال أحمد في الزهد‏:‏ حدَّثنا عبد الرحمن بن مهدي، ثنا حسين بن محمد بن عربي، عن رجل لا أعلمه إلا سعيدًا الأزرق، عن محمد بن واسع قال رأى أويس رضي الله عنه رجلاً يصلي يقوم ويقعد، فقال ما لك‏؟‏ قال أقوم، فيجيء الشيطان فيقول إنك ترائي، فأجلس، ثم تنازعني نفسي إلى الصلاة، فأقوم، ثم يقول إنك ترائي، فأجلس،‏.‏ قال لو خلوت كنت تصلي هذه الصالة‏؟‏ قال نعم‏.‏ قال صلِّ، فلست بمراءٍ‏.‏

40- باب بقية التحذير من الرياء

3221- وقَالَ مُسَدَّدٌ‏:‏ حدَّثنا خالد، ثنا يزيد بن أبي زياد، عن مجاهد قال ابن عمر رضي الله عنه إن رجلاً قدم على ابن عمر رضي الله عنه فقال له كيف أنتم والضحاك بن قيس رضي الله عنه‏؟‏ قال نحن وهو، إذ لقيناه، قلنا له ما يحب، وإذا ولينا عنه، قلنا له غير ذلك‏.‏ قال ذك ما كنا نعد ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من النفاق‏.‏

3222- وقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُدَيْلِ بْنِ وَرْقَاءَ، قَالَ‏:‏ أَتَيْنَا الزُّهْرِيُّ فَأَمَرَ بِنَا فَطَرَدَنَا، ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَيْنَا فَجِئْنَا، فَحَدَّثَنَا قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ تَمِيمٍ، عَنْ عَمِّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ‏:‏ يَا نَعَايَا الْعَرَبِ، ثَلاَثًا، إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمُ الرِّيَاءُ وَالشَّهْوَةُ الْخَفِيَّةُ‏.‏

3223- وقال الحارث‏:‏ حدَّثنا الحكم بن موسى، ثنا هقل‏:‏ هو ابن زياد، عن الاوزاعي، حدثني الزهري، عن عروة قال لعبد الله بن عمر رضي الله عنه قلت لعبد الله بن عمر رضي الله عنه يا أبا عبد الرحمن، أنا ندخل على الغمام يقضي بالقضاء نراه جورًا، فنقول وفقك الله تعالى، وننظر الرجل منا يثني عليه‏.‏ قال رضي الله عنه أما نحن معاشر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا‏.‏

رواه البخاري من طريق محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر عن جده رضي الله عنه مختصرًا‏.‏