فصل: الجزء الحادي عشر

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية ***


الجزء الحادي عشر

59- باب النهي عن تتبع العورات

2732- قَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دِينَارٍ، حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ سَلامٍ، عَنْ حَمْزَةَ الزَّيَّاتِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى سَمِعَ الْعَوَاتِقُ فِي بُيُوتِهَا، أَوْ قَالَ فِي خُدُورِهَا، فَقَالَ‏:‏ يَا مَعْشَرَ مَنْ آمَنَ بِلِسَانِهِ، وَلَمْ يَدْخُلِ الإِيمَانُ قَلْبَهُ لا تَغْتَابُوا الْمُسْلِمِينَ، وَلا تَتَبَّعُوا عَوْرَاتِهِمْ، فَإِنَّهُ مَنْ يَتْبَعُ عَوْرَةَ أَخِيهِ يَتْبَعُ اللَّهُ عَوْرَتَهُ، وَمَنْ تَتَبَّعَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ يَفْضَحْهُ فِي جَوْفِ بَيْتِهِ‏.‏

2733- وَقَالَ عبد‏:‏ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ إِلْيَاسَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ لا يَرَى امْرُؤٌ مِنْ أَخِيهِ عَوْرَةً فَيَسْتُرُهَا عَلَيْهِ إِلا أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ‏.‏

2734- قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ الْمُسْلِمُ مِرْآةُ الْمُسْلِمِ، فَإِذَا رَأَى بِهِ شَيْئًا فَلْيَأْخُذْهُ‏.‏

60- باب النهي عن دعوى الجاهلية والمفاخرة والتعيير بالآباء

2735- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو حَفْصٍ الأَبَّارُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ كَانَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مَوْلَيَانِ‏:‏ حَبَشِيٌّ وَنَبَطِيٌّ، فَاسْتَبَّا، وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَسْمَعُ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ‏:‏ يَا حَبَشِيُّ، وَقَالَ الآخَرُ‏:‏ يَا نَبَطِيُّ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم‏:‏ لا تَقُولا هَذَا، إِنَّمَا أَنْتُمَا رَجُلانِ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم‏.‏

61- باب ذم الحسد

حديث أنس رضي الله عنه تقدَّم في الحدود‏.‏

2736- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ‏:‏ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنِ الْحَسَنِ، أَوْ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ كَادَ الْحَسَدُ أَنْ يَسْبِقَ الْقَدَرَ، وَكَادَ الْفَقْرُ أَنْ يَكُونَ كُفْرًا‏.‏

62- باب أدب الجلوس على باب البيت

2737- قَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُفْرَشَ عَلَى بَابِ الْبُيُوتِ، وَقَالَ‏:‏ نَكِّبُوهُ عَنِ الْبَابِ شَيْئًا‏.‏

63- باب إكرام الجار

حديث عائشة رضي الله عنها‏:‏ لا تؤذي جارك‏.‏ تقدم في باب آداب النوم‏.‏

2738- وقَالَ مُسَدَّدٌ‏:‏ حدَّثنا عبد الله بن داود قال‏:‏ سمعت سفيان يقول‏:‏ إذا اشتريت شيئًا لا تريد أن تفيد جارك منه فواره‏.‏

2739- حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي أَبُو مَهَلٍ، قَالَ‏:‏ عَنْ عَجُوزٍ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ‏:‏ قَالَ‏:‏ إِذَا دَخَلَ عَلَيْكِ صَبِيُّ جَارِكِ، فَضَعِي فِي يَدِهِ شَيْئًا، فَإِنَّهُ يَجُرُّ الْمَوَدَّةَ‏.‏

2740- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، حَدَّثَنَا بَشِيرُ بْنُ سَلْمَانَ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ‏:‏ كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، فَقَالَ‏:‏ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ يُوصِي بِالْجَارِ، حَتَّى حَسِبْنَا أَوْ رَأَيْنَا أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ‏.‏

2741- وَقَالَ عبد‏:‏ حَدَّثَنَا يَعْلَى هُوَ ابْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ هُوَ ابْنُ مُبَشِّرٍ عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ جَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْعَوَالِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَجِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ يُصَلِّيَانِ حَيْثُ يُصَلَّى عَلَى الْجَنَائِزِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ الرَّجُلُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ هَذَا الَّذِي رَأَيْتُ مَعَكَ‏؟‏ قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ وَقَدْ رَأَيْتَهُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ، قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ لَقَدْ رَأَيْتَ خَيْرًا كَثِيرًا، هَذَا جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ، مَا زَالَ يُوصِينِي بِالْجَارِ، حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ‏.‏

2742- قال أحمد بن منيع‏:‏ حدَّثنا أبو نصر، حدَّثنا شَريك، عن سماك، عن عِكْرِمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال‏:‏ من سأله جاره أن يدعم على حائطه فليفعل‏.‏

2743- وَقَالَ الْحَارِثُ‏:‏ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ حُنَيْنِ بْنِ أَبِي حَكِيمٍ، عَنْ عِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ فُلانًا جَارِي يُؤْذِينِي، فَقَالَ‏:‏ اصْبِرْ عَلَى أَذَاهُ، فَلَمْ يَلْبَثْ إِلا يَسِيرًا، حَتَّى جَاءَ، فَقَالَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ فُلانًا جَارِي الَّذِي كَانَ يُؤْذِينِي قَدْ مَاتَ، قَالَ‏:‏ فَقَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ كَفِي بِالدَّهْرِ وَاعِظًا، وَكَفِي بِالْمَوْتِ مُفَرِّقًا‏.‏

2744- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا الْمُغِيرَةُ بْنُ مَعْمَرٍ أَبُو الْفَضْلِ الْبَصْرِيُّ، حَدَّثَنَا مَسْعَدَةُ بْنُ الْيَسَعِ، عَنْ بَهْزٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ لِي جَارَيْنِ، فَإِلَى أَيِّهِمَا أُهْدِي‏؟‏ قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ أَقْرَبُهُمَا‏.‏

2745- وَثنا أَبُو مُوسَى، وَالْقَوَارِيرِيُّ فِرْقُهُمَا، قَالا‏:‏ حَدَّثَنَا ابْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبَايَةَ بْنِ رِفَاعَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ‏:‏ لا يَشْبَعِ الرَّجُلُ دُونَ جَارِهِ‏.‏

2746- وَحدثنا أَبُو مُوسَى، حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ مُوسَى أَبُو أَيُّوبَ، حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ مَرَرْتُ، فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى الصَّفَا وَاضِعٌ خَدَّهُ عَلَى خَدِّ رَجُلٍ، فَذَهَبَ، فَلَمْ أَلْبَثْ أَنْ نَادَانِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَصَدْتُ لَهُ، فَقَالَ‏:‏ يَا مُحَمَّدُ بْنَ مَسْلَمَةَ، مَا مَنَعَكَ أَنْ تُسَلِّمَ‏؟‏ قُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، رَأَيْتُكَ فَعَلْتَ بِهَذَا الرَّجُلِ شَيْئًا مَا فَعَلْتَهُ بِأَحَدٍ مِنَ النَّاسِ، فَكَرِهْتُ أَنْ أَقْطَعَ عَلَيْكَ حَدِيثَكَ، فَمَنْ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ‏؟‏ قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ جِبْرِيلُ، أَمَا إِنَّهُ لَوْ سَلَّمْتَ لَرَدَدْنَا عَلَيْكَ، قَالَ‏:‏ وَمَا قَالَ لَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ‏؟‏ قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ لَمْ يَزَلْ يُوصِينِي بِالْجَارِ، حَتَّى كُنْتُ أَنْتَظِرُ أَنَّهُ يَأْمُرُنِي أَنْ أُوَرِّثَهُ‏.‏

2747- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَامِعٍ الْعَطَّارُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلامِ بْنُ أَبِي الْجَنُوبِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ حَقُّ الْجَارِ عَلَى الْجَارِ أَرْبَعُونَ ذِرَاعًا، هَكَذَا، وَهَكَذَا، وَهَكَذَا، وَهَكَذَا، يَمِينًا، وَشِمَالا، وَقُدَّامًا، وَخَلْفًا‏.‏

64- باب الأمر بالتودد إلى الإخوان

2748- قَالَ الْحَارِثُ‏:‏ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، حَدَّثَنَا عُمَرُ أَبُو حَفْصٍ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ‏:‏ أَدِّ الْمَوَدَّةَ إِلَى وَادِّكَ، فَإِنَّهَا أَثْبَتُ‏.‏

2749- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ خَالِدٍ الْخُزَاعِيُّ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُؤَاخِي بَيْنَ الاثْنَيْنِ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَتَطُولُ عَلَى أَحَدِهِمَا اللَّيْلَةُ، حَتَّى يَلْقَى أَخَاهُ، فَيَلْقَاهُ بِوُدٍّ، وَلُطْفٍ، فَيَقُولُ‏:‏ كَيْفَ كُنْتَ بَعْدِي‏؟‏ فَأَمَّا الْعَامَّةُ فَلَمْ يَكُنْ يَأْتِي عَلَى أَحَدِهِمَا ثَلاثٌ، لا يَعْلَمُ عِلْمَ أَخِيهِ‏.‏

2750- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ عِمْرَانَ الْقَصِيرِ، أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ نَعَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ إِذَا آخَى الرَّجُلُ الرَّجُلَ، فَلْيَسْأَلْهُ عَنِ اسْمِهِ، وَاسْمِ أَبِيهِ، وَمِمَّنْ هُوَ، فَإِنَّهُ أَقْبَلُ لِلْمَوَدَّةِ‏.‏

65- باب مخالطة الناس

2751- قَالَ الْحَارِثُ‏:‏ حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ وَثَّابٍ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ إِنَّ الْمُؤْمِنَ الَّذِي يُخَالِطُ النَّاسَ، وَيَصْبِرُ عَلَى آذَاهُمْ، أَعْظَمُ أَجْرًا مِنَ الْمُؤْمِنِ الَّذِي لا يُخَالِطُ النَّاسَ، وَلا يَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ‏.‏

2751- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ وَثَّابٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مَرْفُوعًا نَحْوَهُ‏.‏

66- باب خير الأمور الوسط

2752- قال أبو يعلى‏:‏ حدَّثنا إبراهيم، عن إسماعيل، حدَّثنا عبد الصمد بن معقل أنه سمع وهبًا قال‏:‏ إن لكل شيء طرفين ووسطًا، فإذا أمسك بأحد الطرفين مال الآخر، وإذا أمسك بالوسط اعتدل الطرفان، وقال‏:‏ عليكم بالأوساط من الأشياء‏.‏

67- باب الحب والإخاء

2753- قَالَ مُسَدَّدٌ‏:‏ حدَّثنا يحيى، عن سعيد، عن أبي إسحاق، عن هبيرة، عن علي رضي الله عنه، قال‏:‏ أحبب حبيبك هونًا ما عسى أن يكون بغيضك يومًا ما، وأبغض بغيضك هونًا ما عسى أن يكون حبيبك يومًا ما‏.‏

2754- حدَّثنا معتمر، عن حُميد الطويل، عن الحسن رضي الله عنه، قال‏:‏ ما ازداد مسلم إخاء في الله تعالى إلا ازداد به درجة‏.‏

2755- حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بَلْجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ إِذَا أَحَبَّ أَحَدُكُمْ عَبْدًا فَلْيُخْبِرْهُ، فَإِنَّهُ يَجِدُ لَهُ مِثْلَ الَّذِي يَجِدُ‏.‏

مرسل‏.‏

2756- وقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حدَّثنا محمد بن قدامة، حدَّثنا أبو بكر بن عياش، عن أبي يحيى، عن مجاهد، قال‏:‏ مرّ رجل بابن عباس رضي الله عنهما، فقال‏:‏ إن هذا الرجل يحبني، قالوا‏:‏ وما يدريك يا ابن عباس‏؟‏ قال رضي الله عنه‏:‏ لإني أحبه‏.‏

2757- وحَدَّثَنَا عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ أَبِي إِسْمَاعِيلَ الْعَبْدِيِّ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ مَنْ أَحْدَثَ أَخًا فِي الإِسْلامِ، رَفَعَهُ اللَّهُ تَعَالَى بِهِ دَرَجَةً فِي الْجَنَّةِ، وَمَا تَوَادَّ عَبْدَانِ فِي اللَّهِ تَعَالَى، فَيُفَرَّقُ بَيْنَهُمَا إِلا مِنْ ذَنْبٍ يُحْدِثُهُ أَحَدُهُمَا، وَمَا تَوَادَّ عَبْدَانِ فِي اللَّهِ تَعَالَى، إِلا كَانَ أَفْضَلَهُمَا عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَشَدُّهُمَا حُبًّا لِصَاحِبِهِ‏.‏

2758- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَعْلَى، عَنْ حُمَيْدٍ هُوَ الأَعْرَجُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ الْمُتَحَابُّونَ عَلَى عَمُودٍ مِنْ يَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ، مُشْرِفِينَ عَلَى أَهْلِ الدُّنْيَا، قَالَ‏:‏ فَيَقُولُ أَهْلُ الْجَنَّةِ‏:‏ اخْرُجُوا بِنَا نَنْظُرْ إِلَى الْمُتَحَابِّينَ فِي اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، قَالَ‏:‏ فَيَخْرُجُونَ، فَيَنْظُرُونَ إِلَيْهِمْ، وُجُوهُهُمْ مِثْلُ لَيْلَةِ الْبَدْرِ، مَكْتُوبٌ فِي جِبَاهِهِمْ‏:‏ هَؤُلاءِ الْمُتَحَابُّونَ فِي اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ‏.‏

2758- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَاتِمٍ، حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ بِهِ، وَزَادَ عَلَى رَأْسِ الْعَمُودِ سَبْعُونَ أَلْفَ غُرْفَةً، يُضِيءُ حُسْنُهُمْ عَلَى أَهْلِ الْجَنَّةِ، كَمَا تُضِيءُ الشَّمْسُ عَلَى أَهْلِ الدُّنْيَا، وَفِيهِ‏:‏ عَلَيْهِمْ ثِيَابٌ خُضْرٌ مِنْ سُنْدُسٍ‏.‏

2759- وَقَالَ عبد‏:‏ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ وَرْدَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ إِنَّ فِي الْجَنَّةِ لَعُمُدًا مِنْ يَاقُوتٍ، عَلَيْهَا غُرَفٌ مِنْ زَبَرْجَدٍ، لَهَا أَبْوَابٌ مُفَتَّحَةٌ، تُضِيءُ كَمَا يُضِيءُ الْكَوْكَبُ الدُّرِّيُّ، قُلْنَا‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ يَسْكُنُهَا‏؟‏ قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ الْمُتَحَابُّونَ فِي اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَالْمُتَجَالِسُونَ فِي اللَّهِ تَعَالَى، وَالْمُتَآلِفُونَ فِي اللَّهِ جَلَّ جَلالُهُ‏.‏

2760- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، حَدَّثَنَا مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ مَا تَحَابَّ رَجُلانِ قَطُّ، إِلا كَانَ أَفْضَلُهُمَا أَشَدَّهُمَا حُبًّا لِصَاحِبِهِ‏.‏

68- باب استخدام الأحرار، ولا يعد ذلك من الكبر

2761- قال ابن أبي عمر‏:‏ حدَّثنا المقرئ، حدَّثنا المسعودي، عن القاسم كان عبد الله إذا جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم نزع نعليه من رجليه، ويدخلهما في ذراعيه، فإذا قام ألبسه إياها، ويمشي بالعصا أمامه حتى يدخل الحجرة‏.‏

69- باب المنافسة في خدمة الكبير

2762- قال أبو يعلى‏:‏ حدَّثنا أبو الربيع، حدَّثنا يعقوب بن إبراهيم- هو أبو يوسف القاضي-، حدَّثنا أبو حنيفة، عن الهيثم- يعني ابن حبيب- قال‏:‏ قال عبد الله رضي الله عنه‏:‏ ما كذبت منذ أسلمت، إلا كذبة واحدة، كنت أرحل لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأتى رحّال من الطائف، فقال‏:‏ أيّ رحَّالٍ أعجب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم‏؟‏ فقلت‏:‏ الطائفية المنكبة، قال‏:‏ وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكرهها، قال‏:‏ فلما رحلها فأتى بها، فقال صلى الله عليه وسلم‏:‏ من رحل لنا هذه‏؟‏ قلت‏:‏ رحل لك فلان الذي أتيت به من الطائف‏.‏ فقال صلى الله عليه وسلم‏:‏ ردوا الراحلة إلى ابن مسعود‏.‏

70- باب الترهيب من ترك الاختتان

2763- قَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، عَنْ أُمِّ الأَسْوَدِ، عَنْ مُنْيَةَ، عَنْ جَدِّهَا أَبِي بَرْزَةَ الأَسْلَمِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، سَأَلُوا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ رَجُلٍ أَقْلَفَ، يَحُجُّ بَيْتَ اللَّهِ تَعَالَى‏؟‏ فَقَالَ‏:‏ لا، نَهَانِي اللَّهُ عَنْ ذَلِكَ حَتَّى يَخْتَتِنَ‏.‏

2763- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ بِهَذَا هَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ وَاسْمُ وَالِدِ مُنْيَةَ‏:‏ عُبَيْدُ بْنُ أَبِي بَرْزَةَ، نَسَبَهَا الْعَبَّاسُ الأَسْفَاطِيُّ، عَنِ ابْنِ يُونُسَ‏.‏

71- باب العقل وفضله

2764- قَالَ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْلِ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، عَنْ خُلَيْدِ بْنِ دَعْلَجٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ يَعْمَلُونَ بِالْخَيْرِ، وَإِنَّمَا يُعْطَوْنَ أُجُورَهُمْ عَلَى قَدْرِ عُقُولِهِمْ‏.‏

هَذَا مُرْسَلٌ، وَإِسْنَادُهُ مَعَ ذَلِكَ ضَعِيفٌ‏.‏

2765- قَالَ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ‏:‏ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، حَدَّثَنَا مَيْسَرَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، أَنَّ عُمَرَ، وَأَبَا هُرَيْرَةَ، وَأُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ، دَخَلُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالُوا‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ أَعْلَمُ النَّاسِ‏؟‏ قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ الْعَاقِلُ، قَالُوا‏:‏ فَمَنْ أَعْبَدُ النَّاسِ‏؟‏ قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ الْعَاقِلُ، قَالُوا‏:‏ فَمَنْ أَفْضَلُ النَّاسِ‏؟‏ قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ الْعَاقِلُ، فَقَالُوا‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلَيْسَ الْعَاقِلُ مَنْ تَمَّتْ مُرُوءَتُهُ، وَظَهَرَتْ فَصَاحَتُهُ، وَعَظُمَتْ مَنْزِلَتُهُ‏؟‏ فَقَالَ‏:‏ فَإِنْ كُلُّ ذَلِكَ ‏{‏لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا‏}‏، وَلَكِنَّ الْعَاقِلَ الْمُتَّقِي، وَإِنْ كَانَ فِي الدُّنْيَا خَسِيسًا، قَصِيًّا، دَنِيًّا‏.‏

2766- حَدَّثَنَا دَاوُدُ، حَدَّثَنَا مُقَاتِلُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ إِنَّ الرَّجُلَ لَيُدْرِكُ بِحُسْنِ خُلُقِهِ دَرَجَةَ الصَّائِمِ الْقَانِتِ، وَلا يَتِمُّ لِرَجُلٍ حُسْنُ خُلُقٍ حَتَّى يَتِمَّ عَقْلُهُ، فَعِنْدَ ذَلِكَ تَتِمُّ أَمَانَتُهُ، وَإِيمَانُهُ أَطَاعَ رَبَّهُ، وَعَصَى عَدُوَّهُ إِبْلِيسَ‏.‏

2767- حَدَّثَنَا دَاوُدُ، حَدَّثَنَا عَدِيُّ بْنُ الْفَضْلِ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، قَالَ‏:‏ إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ يُحَاسَبُ النَّاسُ عَلَى قَدْرِ عُقُولِهِمْ‏.‏

2768- حَدَّثَنَا دَاوُدُ، حَدَّثَنَا مَيْسَرَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، بِأَيِّ شَيْءٍ يَتَفَاضَلُ النَّاسُ فِي الدُّنْيَا‏؟‏ قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ بِالْعَقْلِ، قُلْتُ‏:‏ فَفِي الآخِرَةِ‏؟‏ قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ بِالْعَقْلِ، قَالَتْ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ إِنَّمَا يُجْزَوْنَ بِأَعْمَالِهِمْ، قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ وَهَلْ عَمِلُوا إِلا بِقَدْرِ مَا أَعْطَاهُمُ اللَّهُ تَعَالَى مِنَ الْعَقْلِ‏؟‏ فَبِقَدْرِ مَا أُعْطُوا مِنَ الْعَقْلِ كَانَتْ أَعْمَالُهُمْ، وَبِقَدْرِ مَا عَمِلُوا يُجْزَوْنَ‏.‏

2769- حَدَّثَنَا دَاوُدُ، عَنْ مَيْسَرَةَ، عَنْ غَالِبٍ، عَنِ ابْنِ حُنَيْنٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا رَفَعَهُ‏:‏ لِكُلِّ شَيْءٍ آلَةٌ وَعُدَّةٌ، وَآلَةُ الْمُؤْمِنِ وَعُدَّتُهُ الْعَقْلُ، وَدِعَامَةُ الْمُؤْمِنِ الْعَقْلُ، وَلِكُلِّ شَيْءٍ غَايَةٌ، وَغَايَةُ الْعِبَادَةِ الْعَقْلُ، وَلِكُلِّ قَوْمٍ رَاعٍ، وَرَاعِي الْعَابِدِينَ الْعَقْلُ، وَلِكُلِّ تَاجِرٍ بِضَاعَةٌ، وَبِضَاعَةُ الْمُجْتَهِدِينَ الْعَقْلُ، وَلِكُلِّ أَهْلِ بَيْتٍ قَيِّمٌ، وَقَيِّمُ بُيُوتِ الصِّدِّيقِينَ الْعَقْلُ، وَلِكُلِّ خَرَابٍ عِمَارَةٌ، وَعِمَارَةُ الآخِرَةِ الْعَقْلُ، وَلِكُلِّ امْرِئٍ عَقِبٌ يُنْسَبُ إِلَيْهِ وَيُذْكَرُ بِهِ، وَعَقِبُ الصِّدِّيقِينَ الَّذِي يُنْسَبُ إِلَيْهِمُ وَيُذْكَرُونَ بِهِ الْعَقْلُ، وَلِكُلِّ شَعْبٍ فُسْطَاطٌ يَلْجَأُونَ إِلَيْهِ، وَفُسْطَاطُ الْمُؤْمِنِينَ الْعَقْلُ‏.‏

2770- حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ طَرِيفٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، أَنّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ قِوَامُ الْمَرْءِ عَقْلُهُ، وَلا دِينَ لِمَنْ لا عَقْلَ لَهُ‏.‏

2771- حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، حَدَّثَنَا عَبَّادٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ قَالَ‏:‏ أَيُّهَا النَّاسُ، اعْقِلُوا عَنْ رَبِّكُمْ، وَتَوَاضَعُوا بِالْعَقْلِ بِمَا أُمِرْتُمْ بِهِ، وَمَا نُهِيتُمْ عَنْهُ، وَاعْلَمُوا أَنَّهُ يُحَذِّرُكُمْ عِنْدَ رَبِّكُمْ، وَاعْلَمُوا أَنَّ الْعَاقِلَ مَنْ أَطَاعَ اللَّهَ تَعَالَى، وَإِنْ كَانَ ذَمِيمَ الْمَنْظَرِ، حَقِيرَ الْخَطَرِ، دَنِيءَ الْمَنْزِلَةِ، رَثَّ الْهَيْئَةِ، وَإِنَّ الْجَاهِلَ مَنْ عَصَى اللَّهَ، وَإِنْ كَانَ جَمِيلَ الْمَنْظَرِ، شَرِيفَ الْمَنْزِلَةِ، حَسَنَ الْهَيْئَةِ، فَصِيحًا نَطُوقًا، وَالْقِرَدَةُ، وَالْخَنَازِيرُ أَعْقَلُ عَنِ اللَّهِ تَعَالَى مِمَّنْ عَصَاهُ، وَلا تَفْتَرُوا بِتَعْظِيمِ أَهْلِ الدُّنْيَا إِيَّاكُمْ، فَإِنَّكُمْ غَدًا مِنَ الْخَاسِرِينَ‏.‏

2772- حَدَّثَنَا دَاوُدُ، حَدَّثَنَا مَيْسَرَةُ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قِيلَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، الرَّجُلُ يَكُونُ حَسَنَ الْعَقْلِ كَثِيرَ الذُّنُوبِ، قَالَ‏:‏ مَا مِنْ آدَمِيٍّ، إِلا وَلَهُ خَطَايَا، وَذُنُوبٌ يَقْتَرِفُهَا، فَمَنْ كَانَتْ سَجِيَّتُهُ الْعَقْلُ، وَغَرِيزَتُهُ الْيَقِينُ، لَمْ تَضُرَّهُ ذُنُوبُهُ، قِيلَ‏:‏ وَكَيْفَ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ‏؟‏ قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ لأَنَّهُ كُلَّمَا أَخْطَأَ لَمْ يَلْبَثْ أَنْ يَتَدَارَكَ ذَلِكَ بِتَوْبَةٍ وَنَدَامَةٍ عَلَى مَا كَانَ مِنْهُ، فَيَمْحُو ذَلِكَ ذُنُوبَهُ، وَيَبْقَى لَهُ فَضْلٌ يَدْخُلُ بِهِ الْجَنَّةَ‏.‏

2773- حَدَّثَنَا دَاوُدُ، حَدَّثَنَا مَيْسَرَةُ، عَنْ حَنْظَلَةَ بْنِ وَدَاعَةَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ‏:‏ جَدَّ الْمَلائِكَةُ، وَاجْتَهَدُوا فِي طَاعَةِ اللَّهِ بِالْعَقْلِ، وَجَدَّ الْمُؤْمِنُونَ وَاجْتَهَدُوا فِي طَاعَةِ اللَّهِ عَلَى قَدْرِ عُقُولِهِمْ، فَأَعْلَمُهُمْ بِطَاعَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَوْفَرُهُمْ عَقْلا‏.‏

2774- حَدَّثَنَا دَاوُدُ، حَدَّثَنَا مَيْسَرَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ‏:‏ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلا مَا عُنِيَ بِهِ‏؟‏ قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَقْلا، ثُمَّ قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ أَتَمُّكُمْ عَقْلا، أَشَدُّكُمْ لِلَّهِ خَوْفًا، وَأَحْسَنُكُمْ فِيمَا أُمِرَ بِهِ، وَنُهِيَ عَنْهُ نَظَرًا، وَإِنْ كَانَ أَقَلَّكُمْ تَطَوُّعًا‏.‏

2775- حَدَّثَنَا دَاوُدُ، حَدَّثَنَا مَيْسَرَةُ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ إِنَّ الرَّجُلَيْنِ لَيَتَوَجَّهَانِ إِلَى الْمَسْجِدِ فَيُصَلِّيَانِ، فَيَنْصَرِفُ أَحَدُهُمَا، وَصَلاتُهُ أَوْزَنُ مِنْ أُحُدٍ، وَيَنْصَرِفُ الآخَرُ، وَمَا تَعْدِلُ صَلاتَهُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ، فَقَالَ أَبُو حُمَيْدٍ السَّاعِدِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ وَكَيْفَ يَكُونُ ذَلِكَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ إِذَا كَانَ أَحْسَنَهُمَا عَقْلا، قَالَ‏:‏ فَكَيْفَ يَكُونُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ إِذَا كَانَ أَوْرَعَهُمَا عَنْ مَحَارِمِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَأَحْرَصَهُمَا عَلَى الْمُسَارَعَةِ إِلَى الْخَيْرِ، وَإِنْ كَانَ دُونَهُ فِي التَّطَوُّعِ‏.‏

2776- حَدَّثَنَا دَاوُدُ، حَدَّثَنَا عَبَّادٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ لِتَمِيمٍ الدَّارِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ مَا السُّؤْدُدُ فِيكُمْ‏؟‏ قَالَ‏:‏ الْعَقْلُ، قَالَ‏:‏ صَدَقْتَ، سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَمَا سَأَلْتُكَ، فَقَالَ كَمَا قُلْتَ، ثُمَّ قَالَ‏:‏ سَأَلْتُ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلامُ مَا السُّؤْدُدُ فِي النَّاسِ‏؟‏ فَقَالَ‏:‏ الْعَقْلُ‏.‏

2777- حَدَّثَنَا دَاوُدُ، حَدَّثَنَا عَبَّادٌ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ لِكُلِّ شَيْءٍ دِعَامَةٌ، وَدِعَامَةُ الْمُؤْمِنِ عَقْلُهُ، فَبِقَدْرِ عَقْلِهِ تَكُونُ عِبَادَةُ رَبِّهِ، أَمَا سَمِعْتُمْ قَوْلَ الْفَاجِرِ عِنْدَ نَدَامَتِهِ‏:‏ ‏{‏لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ‏}‏‏.‏

2778- حَدَّثَنَا دَاوُدُ، حَدَّثَنَا عَبَّادٌ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ‏:‏ اسْتَشِيرُوا الْعَاقِلَ تَرْشُدُوا، وَلا تَعْصُوهُ فَتَنْدَمُوا‏.‏

2779- حَدَّثَنَا دَاوُدُ، حَدَّثَنَا مَيْسَرَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، أَنَّ مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا خَطَبَهُمْ، فَقَالَ‏:‏ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ‏:‏ أَفْضَلُ أَصْحَابِي وَخَيْرُهُمْ أَتْقَاهُمْ فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ‏:‏ أَتْقَاهُمْ أَعْقَلُهُمْ، كَذَلِكَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏.‏

2780- حَدَّثَنَا دَاوُدُ، حَدَّثَنَا مَيْسَرَةُ، عَنْ مُوسَى بْنِ جَابَانَ، عَنْ لُقْمَانَ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ‏:‏ قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ إِنَّ الْجَاهِلَ لا يَكْشِفُ إِلا عَنْ سَوْأَةٍ، وَإِنْ كَانَ حَصِيفًا ظَرِيفًا عِنْدَ النَّاسِ، وَإِنَّ الْعَاقِلَ لا يَكْشِفُ إِلا عَنْ فَضْلٍ، وَإِنْ كَانَ عَبِيًّا مَهِينًا عِنْدَ النَّاسِ‏.‏

2781- حَدَّثَنَا دَاوُدُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ كُلَيْبِ بْنِ وَائِلٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم‏:‏ أَنَّهُ تَلا‏:‏ ‏{‏تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ‏}‏، إِلَى قَوْلِهِ‏:‏ ‏{‏لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً‏}‏، قَالَ‏:‏ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَقْلا، وَأَوْرَعُ عَنْ مَحَارِمِ اللَّهِ، وَأَسْرَعُهُمْ فِي طَاعَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ‏.‏

2782- حَدَّثَنَا دَاوُدُ، حَدَّثَنَا عَبَّادٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ قَالَ‏:‏ كَمْ مِنْ عَاقِلٍ عَنِ اللَّهِ أَمْرَهُ وَهُوَ حَقِيرٌ عِنْدَ النَّاسِ، ذَمِيمُ الْمَنْظَرِ، يَنْجُو غَدًا، وَكَمْ مِنْ ظَرِيفِ اللِّسَانِ، جَمِيلِ الْمَنْظَرِ حَمِيدِ اللِّبَاسِ، يَهْلِكُ غَدًا فِي الْقِيَامَةِ‏.‏

2783- حَدَّثَنَا دَاوُدُ، حَدَّثَنَا عَبَّادٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ‏:‏ قَسَّمَ اللَّهُ الْعَقْلَ ثَلاثَةَ أَجْزَاءٍ، فَمَنْ يَكُنَّ فِيهِ كَمُلَ عَقْلُهُ، وَمَنْ لَمْ يَكُنَّ فِيهِ، فَلا عَقْلَ لَهُ‏:‏ حُسْنُ الْمَعْرِفَةِ بِاللَّهِ، وَحُسْنُ الطَّاعَةِ لَهُ، وَحُسْنُ الصَّبْرِ عَلَى أَمْرِهِ‏.‏

2784- حَدَّثَنَا دَاوُدُ، حَدَّثَنَا عَتَّابُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ لُوطٍ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ‏:‏ كَثُرَتِ الْمَسَائِلُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ‏:‏ يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ لِكُلِّ سَبِيلٍ مَطِيَّةً وَبَيْعَةً، وَحُجَّةً وَاضِحَةً، وَأَوْثَقُ النَّاسِ مَطِيَّةً، وَأَحْسَنُهُمْ دَلالَةً وَمَعْرِفَةً بِالصِّحَّةِ، أَفْضَلُهُمْ عَقْلا‏.‏

2785- حَدَّثَنَا دَاوُدُ، حَدَّثَنَا عَبَّادٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ لَمَّا رَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ غَزْوَةِ أُحُدٍ سَمِعَ النَّاسَ، يَقُولُونَ‏:‏ كَانَ فُلانٌ أَشْجَعَ مِنْ فُلانٍ، وَفُلانٌ أَجْرَأَ مِنْ فُلانٍ، وَفُلانٌ أَبْلَى مَا لَمْ يُبْلِ غَيْرُهُ، وَنَحْوَ هَذَا يُطْرُونَهُمْ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم‏:‏ أَمَّا هَذَا، فَلا عِلْمَ لَكُمْ بِهِ، قَالُوا‏:‏ وَكَيْفَ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ‏؟‏ قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ كُلُّهُمْ قَاتَلَ عَلَى قَدْرِ مَا قَسَمَ اللَّهُ لَهُمْ مِنَ الْعَقْلِ، وَكَانَ نَصْرُهُمْ وَنِيَّتُهُمْ عَلَى قَدْرِ عُقُولِهِمْ، فَأُصِيبَ مِنْهُمْ مَنْ أُصِيبَ عَلَى مَنَازِلَ شَتَّى، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ، اقْتَسَمُوا مَنَازِلَهُمْ عَلَى قَدْرِ نِيَّاتِهِمْ وَعُقُولِهِمْ‏.‏

2786- حَدَّثَنَا دَاوُدُ، حَدَّثَنَا سَلامٌ أَبُو الْمُنْذِرِ، عَنْ مُوسَى بْنِ جَابَانَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ أَثْنَى قَوْمٌ عَلَى رَجُلٍ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، حَتَّى بَلَغُوا فِي الثَّنَاءِ فِي خِلالِ الْخَيْرِ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم‏:‏ كَيْفَ عَقْلُ الرَّجُلِ‏؟‏ قَالُوا‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، نُخْبِرُكَ عَنِ اجْتِهَادِهِ فِي الْعِبَادَةِ، وَأَصْنَافِ الْخَيْرِ، وَتَسْأَلُنَا عَنْ عَقْلِهِ‏؟‏ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ إِنَّ الأَحْمَقَ يُصِيبُ بِحُمْقِهِ أَعْظَمَ مِنْ فُجُورِ الْفَاجِرِ، وَإِنَّمَا يُرْفَعُ الْعِبَادُ غَدًا فِي الدَّرَجَاتِ، وَيَنَالُونَ الزُّلْفَى مِنْ رَبِّهِمْ عَلَى قَدْرِ عُقُولِهِمْ‏.‏

2787- وَبِهَذَا الإِسْنَادِ إِلَى أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ جَاءَ ابْنُ سَلامٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي سَائِلُكَ عَنْ خِصَالٍ لَمْ يُطْلِعِ اللَّهُ عَلَيْهَا أَحَدًا غَيْرَ مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ، فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُهَا، فَهُوَ ذَاكَ، وَإِلا فَهُوَ شَيْءٌ خَصَّ اللَّهُ بِهِ مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ عَلَيْهِ السَّلامُ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ يَا ابْنَ سَلامٍ، إِنْ شِئْتَ تَسْأَلُنِي، وَإِنْ شِئْتُ أَخْبَرْتُكَ، فَقَالَ‏:‏ أَخْبِرْنِي، فَقَالَ‏:‏ إِنَّ الْمَلائِكَةَ الْمُقَرَّبِينَ لَمْ يُحِيطُوا بِخَلْقِ الْعَرْشِ، وَلا عِلْمَ لَهُمْ بِهِ، وَلا حَمَلَتَهُ الَّذِينَ يَحْمِلُونَهُ، وَإِنَّ اللَّهَ لَمَّا خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ، قَالَتِ الْمَلائِكَةُ‏:‏ رَبَّنَا، هَلْ خَلَقْتَ خَلْقًا أَعْظَمَ مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ، الْبِحَارُ، قَالَ‏:‏ فَقَالُوا‏:‏ هَلْ خَلَقْتَ خَلْقًا أَعْظَمَ مِنَ الْبِحَارِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ، الْعَرْشُ، قَالُوا‏:‏ هَلْ خَلَقْتَ خَلْقًا هُوَ أَعْظَمُ مِنَ الْعَرْشِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ، الْعَقْلُ، قَالُوا‏:‏ رَبَّنَا، وَمَا بَلَغَ مِنْ قَدْرِ الْعَقْلِ وَخَلْقِهِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ هَيْهَاتَ لا يُحَاطُ بِعِلْمِهِ، قَالَ‏:‏ هَلْ لَكُمْ عِلْمٌ بِعَدَدِ الرَّمْلِ‏؟‏ قَالُوا‏:‏ لا، قَالَ‏:‏ فَإِنِّي خَلَقْتُ الْعَقْلَ أَصْنَافًا شَتَّى كَعَدَدِ الرَّمْلِ، فَمِنَ النَّاسِ مَنْ أُعْطِيَ مِنْ ذَلِكَ حَبَّةً وَاحِدَةً، وَبَعْضُهُمُ الْحَبَّتَيْنِ، وَالثَّلاثَ، وَالأَرْبَعَ، وَبَعْضُهُمْ مَنْ أُعْطِيَ فَرَقًا، وَمِنْهُمْ مَنْ أُعْطِيَ وَسْقًا، وَمِنْهُمْ مَنْ أُعْطِيَ وَسْقَيْنِ، وَبَعْضُهُمْ أُعْطِيَ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ إِلَى مَا شَاءَ اللَّهُ مِنَ التَّضْعِيفِ، فَقَالَ ابْنُ سَلامٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ فَمَنْ أُولَئِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ‏؟‏ قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ الْعُمَّالُ بِطَاعَةِ اللَّهِ تَعَالَى عَلَى قَدْرِ أَعْمَالِهِمْ، وَجِدِّهِمْ، وَيَقِينِهِمْ، فَالنُّورُ الَّذِي جَعَلَهُ اللَّهُ تَعَالَى فِي قُلُوبِهِمْ، وَفَهْمِهِمْ فِي ذَلِكَ كُلِّهِ عَلَى قَدْرِ الَّذِي آتَاهُمْ، فَبِقَدْرِ ذَلِكَ يَعْمَلُ الْعَامِلُ مِنْهُمْ، وَيَرْتَفِعُ فِي الدَّرَجَاتِ قَالَ ابْنُ سَلامٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْهُدَى، وَدِينِ الْحَقِّ، مَا أُخْرِمُ حَرْفًا وَاحِدًا مِمَّا وَجَدْتُ فِي التَّوْرَاةِ، فَإِنَّ مُوسَى أَوَّلُ مَنْ وَصَفَ هَذِهِ الصِّفَةَ، وَأَنْتَ الثَّانِي، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ صَدَقْتَ يَا ابْنَ سَلامٍ‏.‏

2788- حَدَّثَنَا دَاوُدُ، حَدَّثَنَا عَبَّادٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ قَالَ‏:‏ مَا اكْتَسَبَ رَجُلٌ شَيْئًا أَفْضَلَ مِنْ عَقْلٍ يَهْدِي صَاحِبَهُ إِلَى هُدًى، وَيَرُدُّهُ عَنْ رَدًى، وَمَا تَمَّ إِيمَانُ عَبْدٍ، وَلا اسْتَقَامَ دِينُهُ، حَتَّى يَكْمُلَ عَقْلُهُ‏.‏

2789- حَدَّثَنَا دَاوُدُ، حَدَّثَنَا مَيْسَرَةُ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِلَى مَا يَنْتَهِي النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ إِلَى أَعْمَالِهِمْ مَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ، وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ، قَالَ‏:‏ فَقُلْتُ‏:‏ أَيُّهُمْ أَفْضَلُ أَعْمَالا‏؟‏ قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ أَحْسَنُهُمْ عَقْلا، قُلْتُ‏:‏ هَذَا فِي الدُّنْيَا، فَأَيُّهُمْ أَفْضَلُ فِي الآخِرَةِ‏؟‏ قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ أَحْسَنُهُمْ عَقْلا، إِنَّ الْعَقْلَ سَيِّدُ الأَعْمَالِ فِي الدَّارَيْنِ جَمِيعًا‏.‏

2790- حَدَّثَنَا دَاوُدُ، حَدَّثَنَا حَسَنُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَجُلا قَالَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ الرَّجُلَ يَقُومُ اللَّيْلَ، وَيَصُومُ النَّهَارَ، وَيَحُجُّ وَيَعْتَمِرُ وَيَغْزُو فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَيَعُودُ الْمَرِيضَ، وَيَصِلُ الرَّحِمَ، وَيُشَيِّعُ الْجَنَائِزَ، وَيُقْرِي الضَّيْفَ حَتَّى عَدَّ هَذِهِ الْعَشْرَ خِصَالٍ فَمَا مَنْزِلَتُهُ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ‏؟‏ قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ إِنَّمَا ثَوَابُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي كُلِّ مَا كَانَ مِنْهُ فِي ذَلِكَ عَلَى قَدْرِ عَقْلِهِ‏.‏

2791- حَدَّثَنَا دَاوُدُ، حَدَّثَنَا مَيْسَرَةُ، عَنْ مُوسَى بْنِ جَابَانَ، عَنْ لُقْمَانَ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ لَهُ‏:‏ عُوَيْمِرُ، ازْدَدْ عَقْلا، تَزْدَدْ مِنْ رَبِّكَ قُرْبًا، قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَكَيْفَ لِي بِذَلِكَ، قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ اجْتَنِبْ مَحَارِمَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَأَدِّ فَرَائِضَ اللَّهِ، تَكُنْ عَاقِلا، وَتَنَفَّلْ مِنَ الأَعْمَالِ الصَّالِحَاتِ، تَزْدَدْ بِهَا فِي عَاجِلِ الدُّنْيَا رِفْعَةً وَكَرَامَةً، وَتَنَلْ بِهَا مِنْ رَبِّكِ الْقُرْبَ وَالْعِزَّةَ‏.‏

2792- حَدَّثَنَا دَاوُدُ، حَدَّثَنَا عَبَّادٌ، عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ‏:‏ قُلْتُ لابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا‏:‏ أَيُّ حَاجِّ بَيْتِ اللَّهِ أَفْضَلُ، وَأَعْظَمُ أَجْرًا‏؟‏ قَالَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ مَنْ جَمَعَ ثَلاثَ خِصَالٍ‏:‏ نِيَّةً صَادِقَةً، وَعَقْلا وَافِرًا، وَنَفَقَةً مِنْ حَلالٍ، فَذُكِرَ ذَلِكَ لابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، فَقَالَ‏:‏ صَدَقَ، قُلْتُ‏:‏ إِذَا صَدَقَتْ نِيَّتُهُ، وَكَانَتْ نَفَقَتُهُ مِنْ حَلالٍ فَمَا يَضُرُّهُ قِلَّةُ عَقْلِهِ، قَالَ‏:‏ يَا أَبَا الْحَجَّاجِ، تَسْأَلُنِي عَمَّا سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْهُ، فَقَالَ‏:‏ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، مَا أَطَاعَ الْعَبْدُ رَبَّهُ بِشَيْءٍ، وَلا جِهَادٍ، وَلا شَيْءٍ مِمَّا يَكُونُ مِنْهُ مِنْ أَنْوَاعِ الْبِرِّ إِذَا لَمْ يَكُنْ يَعْقِلُهُ، وَلَوْ أَنَّ جَاهِلا بِعَقْلِهِ فَاقَ الْمُجْتَهِدِينَ فِي الْعِبَادَةِ، كَانَ مَا يُفْسِدُ أَكْثَرَ مِمَّا يُصْلِحُ‏.‏

2793- حَدَّثَنَا دَاوُدُ، حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ طَرِيفٍ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ خَرَجَ ذَاتَ يَوْمٍ، فَاسْتَقْبَلَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ لَهُ‏:‏ مَا جِئْتَ بِهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ‏؟‏ قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ الْعَقْلُ، قَالَ‏:‏ بِمَ أُمِرْتَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ بِالْعَقْلِ، قَالَ‏:‏ فَبِمَ يُجَازَى النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ بِالْعَقْلِ، قَالَ‏:‏ فَكَيْفَ لَنَا بِالْعَقْلِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ إِنَّ الْعَقْلَ لا غَايَةَ لَهُ، وَلَكِنْ مَنْ أَحَلَّ حَلالَ اللَّهِ، وَحَرَّمَ حَرَامَهُ سُمِّيَ عَاقِلا، فَإِنِ اجْتَهَدَ فِي الْعِبَادَةِ وَسَمَحَ، أَوْ شَمَخَ فِي مَرَاتِبِ الْمَعْرُوفِ، وَلا حَظَّ لَهُ مِنْ عَقْلٍ يَدُلُّهُ عَلَى اتِّبَاعِ أَمْرِ اللَّهِ تَعَالَى، وَاجْتِنَابِ مَا نَهَى عَنْهُ، فَأُولَئِكَ هُمُ الأَخْسَرُونَ أَعْمَالا ‏{‏الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا‏}‏‏.‏

2794- حَدَّثَنَا دَاوُدُ، حَدَّثَنَا مَيْسَرَةُ، عَنْ غَالِبٍ الْجَزَرِيِّ، عَنِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا رَفَعَهُ، قَالَ‏:‏ صِفَةُ الْعَقِلِ يَحْلُمُ عَمَّنْ جَهِلَ عَلَيْهِ، وَيَتَجَاوَزُ عَمَّنْ ظَلَمَهُ، وَيَتَوَاضَعُ لِمَنْ هُوَ دُونَهُ، وَيُسَابِقُ مَنْ هُوَ فَوْقَهُ فِي طَلَبِ الْبِرِّ، وَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَتَكَلَّمَ فَكَّرَ، فَإِذَا كَانَ خَيْرًا تَكَلَّمَ فَغَنِمَ، وَإِنْ كَانَ شَرًّا سَكَتَ فَسَلِمَ، وَإِذَا عُرِضَتْ لَهُ فِتْنَةٌ اسْتَعْصَمَ بِاللَّهِ، وَأَمْسَكَ يَدَهُ وَلِسَانَهُ، وَإِذَا رَأَى فَضِيلَةً انْتَهَزَهَا، لا يُفَارِقُهُ الْحَيَاءُ، وَلا يَبْدُو مِنْهُ الْحِرْصُ، فَتِلْكَ عَشْرُ خِصَالٍ، يُعْرَفُ بِهَا الْعَاقِلُ، قَالَ‏:‏ وَصِفَةُ الْجَاهِلِ أَنْ يَظْلِمَ مَنْ يُخَالِطُهُ، وَيَقْتَدِي عَمَّنْ هُوَ دُونَهُ، وَيَتَطَاوَلُ عَلَى مَنْ هُوَ فَوْقَهُ، كَلامُهُ بِغَيْرِ تَدَبُّرٍ، فَإِنْ تَكَلَّمَ أَثِمَ، وَإِنْ سَكَتَ سَهَا، وَإِنْ عَرَضَتْ لَهُ فِتْنَةٌ سَارَعَ إِلَيْهَا فَأَرْدَتْهُ، وَإِنْ رَأَى فَضِيلَةً أَعْرَضَ عَنْهَا، وَأَبْطَأَ عَنْهَا، لا يَخَافُ ذُنُوبَهُ الْقَدِيمَةَ، وَلا يَرْتَدِعُ فِيمَا يَبْقَى مِنْ عُمْرِهِ عَنِ الذُّنُوبِ، مُتَوَانِيًا عَنِ الْبِرِّ، مُبَطِّئًا عَنْهُ غَيْرَ مُكْتَرِثٍ لِمَا فَاتَهُ مِنْ ذَلِكَ أَوْ ضَيَّعَهُ، شْرُ خِصَالٍ مِنْ صِفَةِ الْجَاهِلِ الَّذِي حُرِمَ الْعَقْلَ‏.‏

72- باب كراهية الجلوس في البيت

2795- قَالَ مُسَدَّدٌ‏:‏ حدَّثنا يحيى، عن إسماعيل، حدثني قيس، عن طلحة بن عُبيد الله رضي الله عنه، قال‏:‏ سمعته يقول‏:‏ أقل العيب على المرء أن يجلس في داره‏.‏

صحيح موقوف‏.‏

73- باب إباحة التسمي بأسماء الأنبياء وما جاء في كراهية ذلك

2796- قَالَ إِسْحَاقُ‏:‏ أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ‏:‏ إِنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، جَمَعَ كُلَّ غُلامٍ اسْمُهُ اسْمُ نَبِيٍّ، فَأَدْخَلَهُمْ دَارًا، وَأَرَادَ أَنْ يُغَيِّرَ أَسْمَاءَهُمْ، فَشَهِدَ آبَاؤُهُمْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سَمَّاهُمْ، قَالَ‏:‏ وَكَانَ أَبِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ فِيهِمْ‏.‏

هَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ‏.‏

2797- وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ‏:‏ حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ عَطِيَّةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ تُسَمُّونَهُمْ مُحَمَّدًا، ثُمَّ تَلْعَنُونَهُمْ‏.‏

2797- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، بِهَذَا‏.‏

2797- وَقَالَ عَبْدٌ‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ عَطِيَّةَ، بِهِ‏.‏

2798- وَقَالَ الْحَارِثُ‏:‏ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ شُفَيٍّ، قَالَ‏:‏ رَفَعَهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ مَنْ وُلِدَ لَهُ ثَلاثَةٌ مِنَ الْوَلَدِ، فَلَمْ يُسَمِّ أَحَدَهُمْ مُحَمَّدًا، فَقَدْ جَهِلَ‏.‏

2799- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَوْلَى آلِ طَلْحَةَ، عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَتْنِي ظِئْرُ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ، قَالَتْ‏:‏ لَمَّا وُلِدَ مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَتَيْنَا بِهِ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ‏:‏ مَا سَمَّيْتُمُوهُ‏؟‏ قُلْنَا‏:‏ مُحَمَّدًا، قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ هَذَا اسْمِي، وَكُنْيَتُهُ أَبُو الْقَاسِمِ‏.‏

74- باب كراهية التسمي بأسماء الجبابرة وتغيير الاسم إلى ما هو أحسن منه

2800- قَالَ الْحَارِثُ‏:‏ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ‏:‏ وُلِدَ لأَخِي أُمِّ سَلَمَةَ غُلامٌ، فَسَمَّوْهُ الْوَلِيدَ، فَدَخَلُوا بِهِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ‏:‏ أَسَمَّيْتُمُوهُ‏؟‏ قَالُوا‏:‏ نَعَمْ، سَمَّوْهُ الْوَلِيدَ، قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ مَهْ مَهْ، اسْمُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، سَمَّيْتُمُوهُ بِاسْمِ فَرَاعِنَتِكُمْ، لَيَكُونَنَّ فِي أُمَّتِي رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ الْوَلِيدُ، لَهُوَ أَشَدُّ عَلَى أُمَّتِي مِنْ فِرْعَوْنَ عَلَى قَوْمِهِ، قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ‏:‏ فَقُلْتُ لَهُ‏:‏ أَيُّ الْوَلِيدِ هُوَ‏؟‏ قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ إِنِ اسْتُخْلِفَ الْوَلِيدُ بْنُ يَزِيدَ، وَإِلاَّ فَهُوَ الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ‏.‏

2801- قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ‏:‏ حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ إِنَّ أَمَةً لِعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَانَ لَهَا اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ الْعَجَمِ، فَسَمَّاهَا عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ جَمِيلَةَ، فَقَالَ عُمَرُ‏:‏ بَيْنِي وَبَيْنَكِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَأَتَيَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ لَهَا‏:‏ أَنْتِ جَمِيلَةُ، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ خُذِيهَا عَلَى رَغْمِ أَنْفِكِ‏.‏

2802- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ، حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ أَبْزَى، قَالَ‏:‏ حَدَّثَتْنِي أُمِّي، عَنْ أَبِيهَا أَنَّهُ شَهِدَ مَغَانِمَ حُنَيْنٍ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَاسْمُهُ غُرَابٌ، فَسَمَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مُسْلِمًا‏.‏

2803- حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ‏:‏ مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِأَرْضٍ يُقَالُ لَهَا‏:‏ غَبَرَةُ، فَقَالَ‏:‏ هِيَ خَضِرَةٌ‏.‏

75- باب أحب الأسماء إلى الله تعالى

2804- قَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ أَحَبُّ الأَسْمَاءِ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ‏:‏ عَبْدُ اللَّهِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ‏.‏

لَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ‏.‏

76- باب الكناية عن السؤال عن الحاجة قضيت أم لا

2805- قال ابن أبي شيبة‏:‏ حدَّثنا محمد بن فُضيل، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الله بن الحارث، عن ابن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب، قال‏:‏ بعثني أبي، وبعث العباس ابنه الفضل رضي الله عنهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏‏.‏‏.‏ فذكر الحديث قال فلما أتيناهم قالوا‏:‏ وما وراءكم أسعد أم سعيد‏؟‏

77- باب المداراة

2806- قَالَ الْحَارِثُ‏:‏ حَدَّثَنَا الْخَلِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَسَّالٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ، فَأَقْبَلَ رَجُلٌ، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ بِئْسَ أَخُو الْعَشِيرَةِ، أَوْ بِئْسَ الرَّجُلُ، فَلَمَّا أَدْنَى مَجْلِسَهُ، فَلَمَّا قَامَ وَذَهَبَ، قَالُوا‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، حِينَ أَبْصَرْتَهُ قُلْتَ‏:‏ بِئْسَ أَخُو الْعَشِيرَةِ أَوْ بِئْسَ الرَّجُلُ، ثُمَّ أَدْنَيْتَ مَجْلِسَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ إِنَّهُ مُنَافِقٌ أُدَارِيهِ عَنْ نِفَاقِهِ، وَأَخْشَى أَنْ يُفْسِدَ عَلَيَّ غَيْرَهُ‏.‏

78- باب الأدب في الجلوس والنوم

2807- قَالَ الْحَارِثُ‏:‏ حَدَّثَنَا يَزِيدُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنِ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ‏:‏ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمْ إِلَى الْقَوْمِ، فَأُوسِعَ لَهُ، فَلْيَجْلِسْ، فَإِنَّمَا هِيَ كَرَامَةٌ مِنَ اللَّهِ أَكْرَمَهُ بِهَا أَخُوهُ الْمُسْلِمُ، فَإِنْ لَمْ يُوَسَّعْ لَهُ، فَلْيَنْظُرْ أَوْسَعَهَا مَكَانًا، فَلْيَجْلِسْ فِيهِ‏.‏

2808- حَدَّثَنَا مُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا الدَّرَاوَرْدِيُّ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ‏:‏ خَيْرُ الْمَجَالِسِ أَوْسَعُهَا قَالَ الْبَزَّارُ‏:‏ لا نَعْلَمُهُ عَنْ أَنَسٍ إِلا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ‏.‏

2809- قَالَ‏:‏ وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمُرَ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَرَّ عَلَى مَجْلِسٍ فِي طَرِيقٍ، فَقَالَ‏:‏ إِيَّاكُمْ وَالسَّبِيلَ، فَإِنَّهَا سَبِيلُ النَّارِ، وَالشَّيْطَانِ، ثُمَّ مَضَى، حَتَّى ظَنُّوا أَنَّهَا عَزْمَةٌ، ثُمَّ جَاءَ، فَقَالَ‏:‏ إِلا أَنْ تُؤَدُّوا حَقَّ الطَّرِيقِ، قَالُوا‏:‏ وَمَا حَقُّ الطَّرِيقِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ أَنْ تَغُضُّوا أَبْصَارَكُمْ، وَتَهْدُوا الضَّالَّ، وَتَرُدُّوا السَّلامَ‏.‏

2810- وقَالَ مُسَدَّدٌ‏:‏ حدَّثنا حَمَّاد بن زيد، عن هشام بن حسان، عن محمد، أنه كان يكره أن ينام الرجل على بطنه، والمرأة مستلقية‏.‏

موقوف صحيح‏.‏

2811- وقال أحمد بن منيع‏:‏ حدَّثنا أبو العلاء الحسن بن سَوَّار، حدَّثنا الليث‏.‏

2811- قال الحارث‏:‏ وحدَّثنا يونس بن محمد، حدَّثنا الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي النَّضر، قال‏:‏ إن أبا سعيد رضي الله عنه كان يشتكي رجله، فدخل عليه أخوه، وقد جعل إحدى رجليه على الأخرى، وهو مضجع، فضربه ضربة بيده على رجله الوجعة، فأوجعه، فقال‏:‏ أوجعتني، أوَلم تعلم إن رجلي وجعة، قال‏:‏ بلى، قال‏:‏ فما حملك على ذلك‏؟‏ قال‏:‏ أو لم تسمع إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهانا عن ذلك‏؟‏ قلت‏:‏ أخوه اسمه قتادة بن النعمان‏.‏

79- باب النهي عن النوم على سطح ليس له تحظير

2812- قال أحمد بن منيع‏:‏ وحدَّثنا أبو أحمد الزُّبَيْري، حدَّثنا مِسعر، عن عمران بن مسلم بن رباح، عن علي بن عمارة، قال‏:‏ فُرش لأبي أيوب الأنصاري في سطح أفيح، فأمر به في بعض الليل فأنزل، وقال‏:‏ قد كدت أن أبيت الليلة لا ذمة لي‏.‏

2813- وَقَالَ الْحَارِثُ‏:‏ حَدَّثَنَا الْخَلِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا، حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ الشَّهِيدِ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ مَنْ بَاتَ عَلَى سَطْحٍ لَيْسَ بِمَحْجُورٍ، فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُ الذِّمَّةُ، وَمَنْ رَمَى بِلَيْلٍ، فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُ الذِّمَّةُ، وَمَنْ رَكِبَ الْبَحْرَ فِي ارْتِجَاجِهِ، فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُ الذِّمَّةُ‏.‏

80- باب الأناة والرفق

2814- قَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ‏.‏

2814- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ‏:‏ حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى‏.‏

2814- وَقَالَ الْحَارِثُ‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، قَالُوا‏:‏ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ سِنَانِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ التَّأَنِّي مِنَ اللَّهِ تَعَالَى، وَالْعَجَلَةُ مِنَ الشَّيْطَانِ، مَا شَيْءٌ أَكْثَرَ مَعَاذِيرَ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَمَا مِنْ شَيْءٍ أَحَبَّ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى مِنَ الْحَمْدِ‏.‏

2814- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، بِهَذَا‏.‏

2815- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَلَّى، قَالَ‏:‏ دَخَلْتُ مَعَ أَبِي عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَانْتَجَاهُ دُونِي، فَقُلْتُ‏:‏ يَا أَبَهْ، أَيَّ شَيْءٍ قَالَ لَكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏؟‏ قَالَ‏:‏ قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ إِذَا هَمَمْتَ بِأَمْرٍ، فَعَلَيْكَ بِالتُّؤَدَةِ، حَتَّى يَأْتِيَكَ اللَّهُ بِالْمَخْرَجِ مِنْ أَمْرِكَ‏.‏

2815- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، وَقَالَ فِي آخِرِهِ‏:‏ حَتَّى يَأْتِيَكَ اللَّهُ بِفَرَجٍ مِنْ أَمْرِكَ‏.‏

2815- وَقَالَ الْحَارِثُ‏:‏ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ سَعِيدٍ، نَحْوَهُ‏.‏

81- باب مثل الجليس الصالح

2816- َقَالَ إِسْحَاقُ‏:‏ أخبرنا المخزومي، حدَّثنا عبد الواحد بن زياد، حدَّثنا الأعمش، عن خيثمة قال‏:‏ قال ابن مسعود رضي الله عنه‏:‏ مثل الجليس الصالح كمثل صاحب المسك، إن لم يعطك أصابك من ريحه، ومثل الجليس السوء كمثل صاحب الكير، إن لم يحرق ثيابك أصابك من ريحه، أو أنتنك ريحه‏.‏

هذا إسناد له شاهد في الصحيح من حديث أبي موسى رضي الله عنه‏.‏

2817- وَقَالَ عبد‏:‏ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا مُبَارَكُ بْنُ حَسَّانٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قِيلَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ جُلَسَائِنَا خَيْرٌ‏؟‏ قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ مَنْ ذَكَّرَكُمْ بِاللَّهِ رُؤْيَتُهُ، وَزَادَ فِي عَمَلِكُمْ مَنْطِقُهُ، وَذَكَّرَكُمْ بِالآخِرَةِ عَمَلُهُ‏.‏

2817- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبَانٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا مُبَارَكٌ بِهِ‏.‏

82- باب إنصاف الرقيق وما يقتنى منه ومن الحيوانات

2818- قَالَ الْحَارِثُ‏:‏ حَدَّثَنَا الْخَلِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا، حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ أَصْلِحُوا مَثَاوِيَكُمْ، وَاجْعَلُوا الرَّأْسَ رَأْسَيْنِ، وَأَخِيفُوا الْهَوَامَّ قَبْلَ أَنْ تُخِيفَكُمْ قَالَ الْخَلِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا‏:‏ مَثَاوِيكُمْ‏:‏ بُيُوتَكُمْ، وَالرَّأْسُ رَأْسَيْنِ‏:‏ إِذَا أَرَادَ شِرَاءَ مَمْلُوكٍ بِعَشْرَةِ آلافٍ، فَلْيَشْتَرِ اثْنَيْنِ، وَالْهَوَامُّ‏:‏ الْحَيَّاتُ‏.‏

2819- وَقَالَ مُسَدِّدٌ‏:‏ حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ، عَنْ أَبِي عَمَّارٍ، عَنْ أَبِي مَيْسَرَةَ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلَ، قَالَ‏:‏ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم‏:‏ الْغَنَمُ بَرَكَةٌ، وَالإِبِلُ عِزٌّ لأَهْلِهَا، وَالْخَيْرُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِي الْخَيْلِ، وَالْعَبْدُ أَخُوكَ فَأَحْسِنْ إِلَيْهِ، فَإِنْ رَأَيْتَهُ مَغْلُوبًا، فَأَعِنْهُ‏.‏

مُرْسَلٌ‏.‏

2820- وَقَالَ الْحَارِثُ‏:‏ حَدَّثَنَا الْخَلِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْنٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ الْغَنَمُ بَرَكَةٌ، وَالإِبِلُ عِزٌّ لأَهْلِهَا‏.‏

2821- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ‏:‏ حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا رِشْدِينُ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَمَرَ الأَغْنِيَاءَ أَنْ يَتَّخِذُوا الْغَنَمَ، وَأَمَرَ الْفُقَرَاءَ أَنْ يَتَّخِذُوا الدَّجَاجَ‏.‏

2822- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْبَرَاءِ، رَفَعَهُ مَرَّةً، وَوَقَفَهُ مَرَّةً أُخْرَى، قَالَ‏:‏ الْغَنَمُ بَرَكَةٌ‏.‏

2823- وَقَالَ الْحُمَيْدِيُّ‏:‏ حَدَّثَنَا مَهْدِيٌّ، عَنْ وَاصِلٍ، عَنْ هِلالٍ أَبِي سِنَانٍ مَوْلًى لِبَنِي هَاشِمٍ‏:‏ بَلَغَنَا أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ إِنَّ مِنْ شَرِّ رَقِيقِكُمُ السُّودَانَ، إِنْ جَاعُوا سَرَقُوا، وَإِنْ شَبِعُوا زَنَوْا‏.‏

83- باب مسح رأس الصغير والصغيرة ورحمة اليتيم

2824- قَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ، حَدَّثَنَا عَطْوَانُ، عَنْ جَمْرَةَ الْحَنْظَلِيَّةِ، قَالَتْ‏:‏ أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بِإِبِلِ الصَّدَقَةِ، فَمَسَحَ رَأْسِي وَدَعَا لِي بِخَيْرٍ قَالَ أَبُو مَعْمَرٍ‏:‏ فِي هَذَا الْحَدِيثِ مَسْحُ رَأْسِ الْمَرْأَةِ، لأَنَّهَا لا تَأْتِي بِإِبِلِ الصَّدَقَةِ إِلا وَهِيَ بَالِغَةٌ قُلْتُ‏:‏ وَالْحَصْرُ مَمْنُوعٌ، فَلا مَانِعَ أَنْ تَأْتِيَ بِهَا وَهِيَ مُمَيِّزَةٌ، وَالْعُهْدَةُ فِي حِفْظِهَا وَرَعْيِهَا عَلَى غَيْرِهَا مِنَ الْخَدَمِ، وَلَعَلَّ أَبَاهَا أَرَادَ بِإِرْسَالِهَا حُصُولَ الْبَرَكَةِ لَهَا بِدُعَاءِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ ذَكَرٌ، فَحَصَلَ مَقْصُودُهُ‏.‏

84- باب سعة رحمة الله تعالى والترغيب في الرحمة

2825- قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ، حَدَّثَنَا فَائِدٌ أَبُو الْوَرْقَاءِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى الأَسْلَمِيِّ، قَالَ‏:‏ خَرَجْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ قُعُودٌ، فَإِذَا غُلامٌ صَغِيرٌ يَبْكِي، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِعُمَرَ‏:‏ ضُمَّ الصَّبِيَّ إِلَيْكَ، فَإِنَّهُ ضَالٌّ فَضَمَّهُ عُمَرُ إِلَيْهِ، فَبَيْنَمَا نَحْنُ قُعُودٌ إِذَا امْرَأَةٌ تُوَلْوِلُ، أَظُنُّهُ، وَتَقُولُ‏:‏ وَابُنَيَّاهُ، وَتَبْكِي، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ نَادُوا الْمَرْأَةَ، فَإِنَّهَا أُمُّ الصَّبِيِّ، وَهِيَ كَاشِفَةٌ عَنْ رَأْسِهَا، لَيْسَ عَلَى رَأْسِهَا خِمَارٌ، جَزَعًا عَلَى ابْنِهَا، فَجَاءَتْ حَتَّى قَبَضَتِ الصَّبِيَّ مِنْ حِجْرِ عُمَرَ وَهِيَ تَبْكِي، وَالصَّبِيُّ فِي حِجْرِهَا فَالْتَفَتَتْ، فَلَمَّا رَأَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَتْ‏:‏ وَاخِزْيَاهُ، أَلا أَرَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏؟‏ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عِنْدَ ذَلِكَ‏:‏ أَتَرَوْنَ هَذِهِ رَحِيمَةً بِوَلَدِهَا‏؟‏ فَقَالَ أَصْحَابُهُ‏:‏ بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَفَى بِهَذِهِ رَحْمَةً، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَلَّهُ تَعَالَى أَرْحَمُ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ هَذِهِ بِوَلَدِهَا‏.‏

2826- وَقَالَ الْحَارِثُ‏:‏ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ وَاقِدٍ، حَدَّثَنَا حَسَّانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْكَرْمَانِيُّ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَسْرُوقٍ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ، فَأَصَابَ بَعْضُهُمْ فَرْخَ عُصْفُورٍ، فَجَعَلَ الْعُصْفُورُ يَقَعُ عَلَى رِحَالِهِمْ، فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُرَدَّ عَلَيْهِ فَرْخُهُ، ثُمَّ قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ لَلَّهُ أَرْحَمُ بِعَبْدِهِ مِنْ هَذَا الْعُصْفُورِ بِفَرْخِهِ‏.‏

2827- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ سِنَانٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لا يَضَعُ اللَّهُ رَحْمَتَهُ إِلا عَلَى رَحِيمٍ، قَالُوا‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، كُلُّنَا يَرْحَمُ، قَالَ‏:‏ لَيْسَ بِرَحْمَةِ أَحَدِكُمْ خَاصَّةً، حَتَّى يَرْحَمَ النَّاسَ كَافَّةً‏.‏

2828- وَقَالَ الْحَارِثُ‏:‏ حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي الأَزْهَرِ‏:‏ أَنَّ رَجُلا مَرَّ بِفَرْخَيْ طَيْرٍ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَبُوهُمَا يَحُومُ عَلَيْهِمَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ أَخَذْتَ هَذَيْنِ الْفَرْخَيْنِ، وَأَبُوهُمَا يَحُومُ عَلَيْهِمَا، أَلا تَرَكْتَ لَهُ أَحَدَهُمَا، فَتَقَرَّ بِهِ عَيْنُهُ‏.‏

2829- حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ وَاقِدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْغَفُورِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَيَرْحَمُ عَبْدَهُ الْمُؤْمِنَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِرَحْمَتِهِ الْعُصْفُورَ‏.‏

85- باب الإحسان إلى الرقيق

2830- قَالَ إِسْحَاقُ‏:‏ أَخْبَرَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ الْغَسَّانِيِّ، عَنْ أَبِي الْمُجَاشِعِ الأَزْدِيِّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ مَنِ ابْتَاعَ شَيْئًا مِنَ الْخَدَمِ فَلَمْ يُوَافِقْ شِيمَتُهُ شِيمَتَهُ، فَلْيَبِعْ وَلْيَشْتَرِ، حَتَّى يُوَافِقَ شِيمَتُهُمْ شِيمَتَهُ، فَإِنَّ النَّاسَ شِيَمٌ، وَلا تُعَذِّبُوا عِبَادَ اللَّهِ‏.‏

2830- أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ بِهَذَا الإِسْنَادِ، مِثْلَهُ، وَلَمْ يَرْفَعْهُ‏.‏

2831- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، حَدَّثَنَا مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زَحْرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ اللَّهَ اللَّهَ فِيمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ، أَشْبِعُوا بُطُونَهُمْ، وَاكْسُوا ظُهُورَهُمْ، وَأَلِينُوا لَهُمُ الْقَوْلَ‏.‏

2832- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ‏:‏ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا صَدَقَةُ بْنُ مُوسَى، عَنْ فَرْقَدٍ، عَنْ مُرَّةَ الطَّيِّبِ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ الْمَمْلُوكُ، إِذَا أَطَاعَ اللَّهَ تَعَالَى، وَأَطَاعَ سَيِّدَهُ‏.‏

2833- حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ هِلالٍ، حَدَّثَنَا صَاحِبٌ لَنَا ثِقَةٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ مَا زَالَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ يُوصِينِي بِالْمَمْلُوكِ، حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيَجْعَلُ لَهُ حَدًّا إِذَا بَلَغُوا عَتِقُوا‏.‏

2834- وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ‏:‏ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هَانِئٍ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ حُرَيْثٍ، قَالَ‏:‏ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ مَا خَفَّفْتَ عَنْ خَادِمِكَ مِنْ عَمَلِهِ، كَانَ لَكَ أَجْرًا فِي مَوَازِينِكَ‏.‏

2835- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، حَدَّثَنَا أَبُو جُمَيْعٍ الْهُجَيْمِيُّ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَعْطَى عَلِيًّا، وَفَاطِمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا غُلامًا، وَقَالَ‏:‏ أَحْسِنَا إِلَيْهِ، فَإِنِّي رَأَيْتُهُ يُصَلِّي‏.‏

2835- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بِهَذَا‏.‏

2836- حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُغِيرَةَ بْنِ مُسْلِمٍ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ فَرْقَدٍ السَّبَخِيِّ، عَنْ مُرَّةَ الطَّيِّبِ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْمَمْلُوكِينَ‏:‏ أَكْرِمُوهُمْ كَرَامَةَ أَوْلادِكُمْ، وَأَطْعِمُوهُمْ مِمَّا تَأْكُلُونَ، وَاكْسُوهُمْ مِمَّا تَلْبَسُونَ‏.‏

86- باب آداب الرسل

2837- قال ابن أبي عمر‏:‏ حدَّثنا الثقفي، عن أيوب، عن ابن أبي مُلَيْكة، قال‏:‏ قال ابن عباس رضي الله عنهما‏:‏ كنت مع أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه، قال‏:‏ اذهب فأعلمني مَنْ ذلك‏.‏ قال‏:‏ وكان رضي الله عنه إذا بعث رجلاً في حاجة يقول‏:‏ إذا رجعت فأعلمني ما بعثتك فيه‏؟‏ وما يردّ عليّ‏.‏ فقلت‏:‏ إنك أمرتني أن أعلم مَنْ ذاك، وإنه صهيب رضي الله عنه، وإن معه أَمَة، قال رضي الله عنه‏:‏ فليلحق بنا، وإن كانت معه أمة‏.‏‏.‏ فذكر الحديث‏.‏

87- باب إكرام الكبير

2838- قَالَ مُسَدِّدٌ‏:‏ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ، عَنْ أَبِي عَاصِمٍ الثَّقَفِيِّ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ‏:‏ إِنَّ جَرِيرَ بْنَ يَزِيدَ بْنِ جَرِيرٍ أَتَاهُ، فَأَلْقَى لَهُ وِسَادَةً، وَعِنْدَهُ مَشْيَخَةٌ، فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ‏:‏ بَلَغَنِي أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ إِذَا أَتَاكُمْ كَرِيمُ قَوْمٍ، فَأَكْرِمُوهُ‏.‏

88- باب الزجر عن إكرام المشركين

2839- قَالَ إِسْحَاقُ‏:‏ أَخْبَرَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ الْقُشَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ‏:‏ نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُصَافَحَ الْمُشْرِكُونَ، أَوْ يُكَنَّوْا، أَوْ يُرَحَّبَ بِهِمْ‏.‏

89- باب الرخصة في إكرام أكابرهم

فيه حديث علي رضي الله عنه في الأسقف‏.‏

90- باب إكرام الزائر

2840- قال الحاث‏:‏ حدَّثنا داود، حدَّثنا حماد بن بِشْر بن حَرْب، قال‏:‏ كنا عند أبي سعيد رضي الله عنه يومًا فما شعرنا إذ دخل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما فرأيته متغيرًا، وهو كئيب حزين، وعليه أثر الغبار، فدعى له أبو سعيد رضي الله عنه بماء فتوضأ‏.‏

91- باب المزاح

حديث عائشة رضي الله عنها في تلطيخها وجه سودة رضي الله عنها بالحريرة يأتي- إن شاء الله- في مناقب عمر رضي الله عنه‏.‏

2841- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ الْقَوَارِيرِيُّ، حَدَّثَتْنَا عُلَيْلَةُ بِنْتُ الْكُمَيْتِ، حَدَّثَتْنِي أُمِّي أَمِينَةُ، أَنَّهَا حَدَّثَتْهَا أَمَةُ اللَّهِ بِنْتُ رَزِينَةَ، عَنْ أُمِّهَا رَزِينَةَ مَوْلاةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَتْ‏:‏ إِنَّ سَوْدَةَ الْيَمَانِيَّةَ جَاءَتْ عَائِشَةَ تَزُورُهَا، وَعِنْدَهَا حَفْصَةُ بِنْتُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، فَجَاءَتْ سَوْدَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا فِي هَيْئَةٍ وَفِي حَالَةٍ حَسَنَةٍ، عَلَيْهَا دِرْعٌ مِنْ بُرُودِ الْيَمَنِ، وَخِمَارٌ كَذَلِكَ، وَعَلَيْهَا نُقْطَتَانِ مِثْلُ الْعَدْسَتَيْنِ مِنْ صَبْرٍ، وَزَعْفَرَانَ فِي مُوقَيْهَا، قَالَتْ عُلَيْلَةُ‏:‏ وَأَدْرَكْتُ النِّسَاءَ يَتَزَيَّنَّ بِهِ، فَقَالَتْ حَفْصَةُ لِعَائِشَةَ‏:‏ يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، يَجِيءُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَيَرَانَا وَنَحْنُ قُشْفَتَانِ، وَهَذِهِ بَيْنَنَا تَبْرُقُ، فَقَالَتْ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا‏:‏ اتَّقِي اللَّهَ يَا حَفْصَةُ، اتَّقِي اللَّهَ يَا حَفْصَةُ، قَالَتْ‏:‏ لأُفْسِدَنَّ عَلَيْهَا زِينَتَهَا، قَالَتْ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا‏:‏ فَافْعَلِي، قَالَتْ‏:‏ مَا تَقُلْنَ، وَكَانَ فِي أُذُنِ سَوْدَةَ ثِقَلٌ، فَقَالَتْ لَهَا حَفْصَةُ‏:‏ يَا سَوْدَةُ، خَرَجَ الأَعْوَرُ، قَالَتْ‏:‏ نَعَمْ، فَفَزِعَتْ فَزَعًا شَدِيدًا، فَجَعَلَتْ تَنْتَفِضُ، قَالَتْ‏:‏ أَيْنَ أَخْتَبِئُ‏؟‏ قَالَتْ‏:‏ عَلَيْكِ بِالْخَيْمَةِ، خَيْمَةٌ لَهُمْ مِنْ سَعَفٍ يَطْبُخُونَ فِيهَا، فَذَهَبَتْ، فَاخْتَبَأَتْ، وَفِيهَا القُدُرُ، وَنَسْجُ الْعَنْكَبُوتِ، فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَهُمَا تَضْحَكَانِ، لا تَسْتَطِيعَانِ أَنْ تَتَكَلَّمَا مِنَ الضَّحِكِ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ مَا ذَا الضَّحِكُ‏؟‏ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، فَأَوْمَأَتَا بِأَيْدِيهِمَا إِلَى الْخَيْمَةِ، فَذَهَبَ صلى الله عليه وسلم، فَإِذَا سَوْدَةُ تَرْعُدُ، فَقَالَ لَهَا‏:‏ يَا سَوْدَةُ، مَا لَكِ‏؟‏ قَالَتْ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، خَرَجَ الأَعْوَرُ، قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ مَا خَرَجَ، وَلَيَخْرُجَنَّ مَا خَرَجَ، وَلَيَخْرُجَنَّ مَا خَرَجَ، وَلَيَخْرُجَنَّ، ثُمَّ دَخَلَ صلى الله عليه وسلم، فَأَخْرَجَهَا فَجَعَلَ يَنْفُضُ عَنْهَا الْغُبَارَ، وَنَسْجَ الْعَنْكَبُوتِ‏.‏

92- باب صفة قلب ابن آدم

2842- قَالَ إِسْحَاقُ‏:‏ أَخْبَرَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنِي بُحِيرُ بْنُ سَعْيدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ قَلْبُ ابْنِ آدَمَ مِثْلُ الْعُصْفُورِ، يَتَقَلَّبُ فِي الْيَوْمِ سَبْعَ مَرَّاتٍ‏.‏

إِسْنَادُهُ حَسَنٌ، لَكِنَّهُ مُنْقَطِعٌ‏.‏

93- باب حب الولد

2843- قَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ الْمُخْتَارِ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ الْوَلَدُ ثَمَرَةُ الْقَلْبِ، مَجْبَنَةٌ، مَبْخَلَةٌ، مَحْزَنَةٌ‏.‏

2843- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، بِهَذَا‏.‏

94- باب الرؤيا

2844- قَالَ إِسْحَاقُ‏:‏ أَخْبَرَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ‏:‏ الرُّؤْيَا عَلَى ثَلاثَةِ مَنَازِلَ‏:‏ فَمِنْهَا مَا يُحَدِّثُ الْمَرْءُ نَفْسَهُ، وَلَيْسَتْ بِشَيْءٍ، وَمِنْهَا مَا يَكُونُ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَإِذَا رَأَى شَيْئًا يَكْرَهُهُ، فَلْيَسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ، وَلْيَبْصُقْ عَنْ يَسَارِهِ، فَإِنَّهَا لَنْ تَضُرَّهُ بَعْدَ ذَلِكَ، وَمِنْهَا بُشْرَى مِنَ اللَّهِ، وَرُؤْيَا الْمُسْلِمِ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ، فَلْيَعْرِضْهَا عَلَى ذِي رَأْيٍ نَاصِحٍ، فَلْيَقُلْ خَيْرًا، وَلْيُأَوِّلْ خَيْرًا فَقَالَ عَوْفُ بْنُ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ لَوْ كَانَتْ حَصَاةً وَاحِدَةً مِنْ عَدَدِ الْحَصَى، لَكَانَ كَثِيرًا‏.‏

2844- أَخبرنَا يَحْيَى بْنُ وَاضِحٍ الأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ إِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ رُؤْيَا، فَلْيَعْرِضْهَا عَلَى ذِي نَاصِحٍ، فَلْيَقُلْ خَيْرًا، وَلْيَتَأَوَّلْ خَيْرًا قُلْتُ‏:‏ رَوَاهُ النَّسَائِيُّ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ إِسْحَاقَ، وَلَيْسَ هُوَ فِي الْمُجْتَبَى، وَأَخْرَجَهُ الشَّيْخَانِ، وَغَيْرُهُمَا مِنْ حَدِيثِ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ، وَالزُّهْرِيِّ، وَعَبْدِ رَبِّهِ بْنِ سَعِيدٍ، وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَوْلَى آلِ طَلْحَةَ، وَيَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، كُلُّهُمْ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بِأَصْلِ الْحَدِيثِ، وَفِي هَذَا السِّيَاقِ زِيَادَةٌ لَيْسَتْ عِنْدَهُمْ، وَلا عِنْدَهُمْ حَدِيثُ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه‏.‏

2845- وَقَالَ إِسْحَاقُ‏:‏ أخبرنا أبو عامر العَقَدي‏:‏ عبد الملك بن عمرو، ثنا سليمان- وهو ابن المغيرة-، عن حُميد بن هلال، قال‏:‏ قالت صفية حيث كانت في أهلها‏:‏ رأيت كأني وهذا الذي أرسله الله وملك يسيرنا بجناحه، فردوا عليها رؤياها وقالوا لها قولاً شديدًا‏.‏

2846- قَالَ مُسَدَّدٌ‏:‏ حدَّثنا يحيى، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب، قال‏:‏ إن عائشة رضي الله عنها قالت لأبي بكر‏:‏ إني رأيت ثلاثة أقمار سقطن في حجرتي، أو قال‏:‏ في حجري، فقال أبو بكر رضي الله عنه‏:‏ خير، قال يحيى بن سعيد الأنصاري‏:‏ فسمعت الناس يتحدثون إنه لما دفن رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت عائشة رضي الله عنهما قال أبو بكر رضي الله عنه‏:‏ هذا أحد أقمارك وخيرها‏.‏

2847- حدَّثنا حَمَّاد بن زيد، عن هشام، قال‏:‏ سمعت محمدًا يقول‏:‏ كان أبو بكر رضي الله عنه اعبر هذه الأمة بعد النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏

2848- وقال الحميدي‏:‏ حدَّثنا سفيان، قال‏:‏ سمعت يحيى بن سعيد يحدث عن سعيد بن المسيب قال‏:‏ قالت عائشة رضي الله عنها‏:‏ رأيت ثلاثة أقمار سقطن في حجرتي، فسألت أبا بكر رضي الله عنه، فقال‏:‏ يا عائشة إن صدقت رؤياك يدفن في بيتك خير أهل الأرض ثلاثة، فلما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ودفن قال لي أبو بكر رضي الله عنه‏:‏ يا عائشة هذا خير أقمارك وهو أحدها‏.‏

صححه الحاكم من هذا الوجه، وأخرجه أيضًا من حديث أنس رضي الله عنه مرفوعًا‏.‏

2849- وَقَالَ الْحَارِثُ‏:‏ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، حَدَّثَنَا مَيْسَرَةُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ، عَنْ أَبِي عَائِشَةَ السَّعْدِيِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قَالا‏:‏ خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَ حَدِيثًا طَوِيلا، وَفِيهِ‏:‏ وَمَنْ تَحَلَّمَ مَا لَمْ يَحْلُمْ كَانَ كَمَنْ شَهِدَ الزُّورَ، وَكُلِّفَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنْ يَعْقِدَ بَيْنَ شَعِيرَتَيْنِ، يُعَذَّبُ حَتَّى يَعْقِدَهُمَا، وَلا يَعْقِدُهُمَا‏.‏

2850- قَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ النَّاقِدُ، حَدَّثَنَا الْخَضِرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَرَّانِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَرِيبٍ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ لابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ رُؤْيَا الْمُسْلِمِ جُزْءٌ مِنْ أَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ مِنْ سِتِّينَ، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ فَسَمِعَنِي أَقُولُ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَيَقُولُ‏:‏ مِنْ سِتِّينَ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ، وَأَنَا أَقُولُ‏:‏ قَالَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، قَالَ عَمْرُو بْنُ النَّاقِدِ‏:‏ قُلْتُ أَنَا وَأَصْحَابُنَا‏:‏ فَهُوَ عِنْدَنَا إِنْ شَاءَ اللَّهُ‏:‏ الْعَبَّاسُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم‏.‏

- وَقَالَ الْبَزَّارُ‏:‏ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَكِيمٍ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ هَاشِمٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، فَذَكَرَهُ بِلَفْظِ رُؤْيَا الْمُؤْمِنِ بُشْرَى مِنَ اللَّهِ تَعَالَى، وَجُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ، قَالَ‏:‏ فَحَدَّثْتُ بِهَا ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ‏:‏ قَالَ لِي الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ جُزْءٌ مِنْ خَمْسِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ‏.‏

2851- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ‏:‏ رُؤْيَا الأَنْبِيَاءِ حَقٌّ‏.‏

2852- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَعَنْ حَبِيبٍ، وَحُمَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ بَيْنَا أَنَا أَنْزِعُ اللَّيْلَةَ، إِذْ وَرَدَتْ عَلَيَّ غَنَمٌ سُودٌ، وَغَنَمٌ عُفْرٌ، فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ، فَنَزَعَ ذَنُوبًا، أَوْ ذَنُوبَيْنِ فِيهِمَا ضَعْفٌ، وَاللَّهُ يَغْفِرُ لَهُ، ثُمَّ جَاءَ عُمَرُ، فَاسْتَحَالَ غَرْبًا، فَمَلأَ الْحِيَاضَ، وَأَرْوَى الْوَارِدَ، فَلَمْ أَرَ عَبْقَرِيًّا مِنَ النَّاسِ أَحْسَنَ نَزْعًا مِنْهُ، فَأَوَّلْتُ أَنَّ الْغَنَمَ السُّودَ الْعَرَبُ، وَالْعُفْرَ الْعَجَمُ‏.‏

وَقَالَ الْبَزَّارُ‏:‏ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ رَأَيْتُ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ غَنَمًا سُودًا يَتْبَعُهَا غَنَمٌ عُفْرٌ، فَأَوَّلْتُ الْغَنَمَ السُّودَ الْعَرَبَ، وَالْعُفْرَ الْعَجَمَ‏.‏

2853- قَالَ الْحَارِثُ‏:‏ حَدَّثَنَا السَّكَنُ بْنُ نَافِعٍ، حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ حُدَيْرٍ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ، قَالَ‏:‏ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ إِنِّي رَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ أُمَّ رَأْسِي قُطِعَ، وَإِنِّي جَعَلْتُ أَنْظُرُ إِلَيْهِ، قَالَ‏:‏ فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ قَالَ‏:‏ بِأَيِّ عَيْنٍ كُنْتَ تَنْظُرُ إِلَى رَأْسِكَ إِذْ قُطِعَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ فَلَمْ يَلْبَثْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَعْدَ ذَلِكَ إِلا قَلِيلا، حَتَّى تُوُفِّيَ، قَالَ‏:‏ فَأَوَّلُوا قَطْعَ رَأْسِهِ مَوْتَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَنَظَرَهُ اتِّبَاعَهُ سُنَنَهُ‏.‏

34- كتاب الإيمان والتوحيد

1- باب تحريم دم من شهد أن لا إله إلا الله

2854- قَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، حَدَّثَنَا أَبَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ جَرِيرٍ، عَنْ جَرِيرٍ، قَالَ‏:‏ بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْيَمَنِ أُقَاتِلُهُمْ، وَأَدْعُوهُمْ، فَإِذَا قَالُوا‏:‏ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، حُرِّمَتْ عَلَيَّ دِمَاؤُهُمْ، وَأَمْوَالُهُمْ‏.‏

2855- حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا عِيسَى هُوَ ابْنُ الْمُخْتَارِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ مَنْ شَهِدَ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ، حُرِّمَ عَلَيَّ دَمُهُ، إِلا لِثَلاثَةٍ‏:‏ التَّارِكُ دِينَهُ، وَالثَّيِّبُ الزَّانِي، وَمَنْ قَتَلَ نَفْسًا ظُلْمًا‏.‏

2856- وَبِهِ عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ، فَقَالَ‏:‏ إِنَّ لِي جَارًا مُنَافِقًا يَصْنَعُ كَذَا، وَكَذَا، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ أَيَقُولُ‏:‏ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ، قَالَ‏:‏ عَنْ قَتْلِ أُولَئِكَ نُهِيتُ‏.‏

2857- وَقَالَ الْحَارِثُ‏:‏ حَدَّثَنَا دَاوُدُ، حَدَّثَنَا مَيْسَرَةُ، عَنْ أَبِي عَائِشَةَ السَّعْدِيِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالا‏:‏ خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَ حَدِيثًا طَوِيلا، وَفِيهِ‏:‏ أَلا وَإِنَّ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ أَمَرَنِي أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا‏:‏ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، فَإِذَا قَالُوهَا عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ، وَأَمْوَالَهُمْ إِلا بِحَقِّهَا، وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ‏.‏

2- باب فضلها

2858- قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ‏:‏ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ شَقِيقٍ، قَالَ‏:‏ لَقِيَ أَبُو بَكْرٍ طَلْحَةَ، فَقَالَ‏:‏ مَا لِي أَرَاكَ أَصْبَحْتَ وَاجِمًا‏؟‏ فَقَالَ‏:‏ لا، إِلا كَلِمَةٌ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ‏:‏ إِنَّهَا مُوجِبَةٌ، فَلَمْ أَسْأَلْهُ عَنْهَا، قَالَ‏:‏ لَكِنِّي أَعْلَمُهَا، قَالَ‏:‏ مَا هِيَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ‏.‏

هَذَا إِسْنَادُهُ حَسَنٌ إِنْ كَانَ شَقِيقٌ سَمِعَهُ مِنْ طَلْحَةَ، وَهُوَ غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي بَكْرٍ‏.‏

2858- فَقَدْ قَالَ إِسْحَاقُ‏:‏ أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ شَقِيقٍ، حُدِّثْتُ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ لَقِيَ طَلْحَةَ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ‏.‏

2859- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادِ بْنِ أَنْعَمَ، سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ قَيْسٍ، قَالَ‏:‏ قَدِمَ عُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ عَلَى مُعَاوِيَةَ، وَهُوَ بِإِيلْيَا، فَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ خَرَجَ، فَطُلِبَ فَلَمْ يُوجَدْ، قَالَ‏:‏ فَأَتَيْنَاهُ وَهُوَ يُصَلِّي فِي بَرَازٍ مِنَ الأَرْضِ، فَقَالَ‏:‏ مَا جَاءَ بِكُمْ‏؟‏ قُلْنَا‏:‏ جِئْنَا لِنُحْدِثَ بِكَ عَهْدًا، أَوْ نَقْضِيَ مِنْ قَالَ‏:‏ فَعِنْدِي جَائِزَتُكُمْ، كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَ حَدِيثًا، قَالَ‏:‏ فَإِذَا أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ يَا ابْنَ عَامِرٍ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ مَنْ شَهِدَ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، يُصَدِّقُ قَلْبُهُ لِسَانَهُ، دَخَلَ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ شَاءَ‏.‏

2860- وَقَالَ الْحَارِثُ‏:‏ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، حَدَّثَنَا مَيْسَرَةُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ، عَنْ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالا‏:‏ خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وَفِيهِ‏:‏ أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّهُ مَنْ لَقِيَ اللَّهَ تَعَالَى وَهُوَ يَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ مُخْلِصًا دَخَلَ الْجَنَّةَ فَقَامَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ‏:‏ بِأَبِي وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ يُخْلِصُ بِهَا، أَلا يَخْلِطُ مَعَهَا غَيْرَهَا بَيِّنْ لَنَا حَتَّى نَعْرِفَهُ‏؟‏ فَقَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ حِرْصًا عَلَى الدُّنْيَا، وَجَمْعًا لَهَا مِنْ غَيْرِ حِلِّهَا، وَرِضًا بِهَا، وَأَقْوَامٌ يَقُولُونَ أَقَاوِيلَ الأَحْبَارِ، وَيَعْمَلُونَ عَمَلَ الْفُجَّارِ، فَمَنْ لَقِيَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَلَيْسَ فِيهِ شَيْءٌ مِنْ هَذِهِ الْخِصَالِ، يَقُولُ‏:‏ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، دَخَلَ الْجَنَّةَ‏.‏

2861- وَقَالَ إِسْحَاقُ‏:‏ أَخْبَرَنَا الْمُؤَمَّلُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ مِخْرَاقٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنِي عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ‏:‏ مَنْ مَاتَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ، قِيلَ لَهُ‏:‏ ادْخُلِ الْجَنَّةَ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةِ شِئْتَ‏.‏

حَدِيثُ عُقْبَةَ عَنْ عُمَرَ فِي الصَّحِيحِ بِغَيْرِ هَذَا السِّيَاقِ‏.‏

وتقدم حديث جابر رضي الله عنه في باب ذم الكبر في كتاب الأدب‏.‏

2862- وَقَالَ إِسْحَاقُ‏:‏ أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ وَهْبٍ الْهَمْدَانِيِّ، قَالَ‏:‏ قَدِمَ عَلَيْنَا مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ الْيَمَنَ، فَقَالَ‏:‏ إِنِّي رَسُولُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَيْكُمْ، أَنْ تَعْبُدُوا اللَّهَ تَعَالَى، وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَأَنْ تُطِيعُونِي لا آلُوكُمْ خَيْرًا، وَإِنَّ الْمَصِيرَ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى، وَإِلَى الْجَنَّةِ وَالنَّارِ، إِقَامَةٌ بِلا ظَعْنٍ، وَخُلُودٌ بِلا مَوْتٍ‏.‏

هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ‏.‏

2863- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الضَّحَّاكِ، حَدَّثَنَا أَبِي ح‏.‏

وَقَالَ الْبَزَّارُ‏:‏ وَحَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ آدَمَ، وَزَيْدُ بْنُ أَخْزَمَ، قَالا‏:‏ حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنَا مَسْتُورُ بْنُ عَبَّادٍ أَبُو هَمَّامٍ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَقَالَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا تَرَكْتُ حَاجَةً، وَلا دَاجَةً إِلا أَتَيْتُ، قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ أَلَيْسَ تَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ‏؟‏ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، قَالَ‏:‏ نَعَمْ، قَالَ‏:‏ ذَاكَ يَأْتِي عَلَى ذَاكَ لَفْظُ عَمْرٍو، قَالَ الْبَزَّارُ‏:‏ لا نَعْلَمُ رَوَى مَسْتُورٌ عَنْ ثَابِتٍ إِلا هَذَا‏.‏

2864- وقال ابن أبي عمر‏:‏ حدَّثنا مروان الفزاري، عن إسماعيل بن أبي خالد، قال‏:‏ قال مروان بن الحكم لأيمن بن خريم‏:‏ ألا تخرج فتقاتل معنا‏؟‏ فقال‏:‏ إن أبي وعمي شهدا بدرًا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فعهدا إليّ أن لا أقاتل أحدًا يشهد أن لا إله إلا الله، فإن جئتني ببراءة من النار قاتلت معك، قال‏:‏ اذهب فلا حاجة لنا فيك‏.‏

2864- وقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حدَّثنا زكريا بن يحيى زَحْمُويَه، حدَّثنا صالح بن عمر، عن مطَرِّف، عن عامر الشَّعبي، قال‏:‏ لما قاتل مروان الضحاك بن قيس، أرسل إلى أيمن بن خريم الأسدي، فقال‏:‏ إنَّا نحب أن تقاتل معنا، فقال‏:‏ إنَّ أبي وعمي شهدا بدرًا فعهدا إليّ أن لا أقاتل أحدًا يشهد أن لا إله إلا الله، فإن جئتني ببراءة قاتلت معك، قال‏:‏ اذهب، ووقع فيه وشتمه، فأنشأ أيمن بن خريم يقول‏:‏

لست بقاتل رجلاً يصلّي *** على سلطان آخر من قريش

له سلطانُه وعليّ إثمي *** معاذ الله من جهل وطيش

أأقتل مسلمًا في غير شيءٍ *** فلستَ بنافعي ما عشتُ عيشي

2865- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ لَيْسَ عَلَى أَهْلِ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْشَةٌ فِي قُبُورِهِمْ، وَكَأَنِّي بِأَهْلِ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ يَنْفُضُونَ التُّرَابَ عَنْ رُؤُوسِهِمْ وَيَقُولُونَ‏:‏ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ‏.‏

2866- حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ الأَسْوَدِ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ حَمْزَةَ، حَدَّثَنِي نَافِعُ بْنُ مَالِكٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ تَمْنَعُ الْعَبْدَ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مَا لَمْ يُؤْثِرُوا شَفَقَةَ دُنْيَاهُمْ عَلَى دِينِهِمْ، فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ ثُمَّ قَالُوا‏:‏ لا اللَّهَ إِلا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ‏:‏ كَذَبْتُمْ‏.‏

2867- وَحدثنا عَمْرُو بْنُ الْحُصَيْنِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أُمِّ هَانِئٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ مَنْ قَالَ‏:‏ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ مِائَةَ مَرَّةٍ لَمْ يَتْبَعْهُ يَوْمَهُ ذَنْبٌ وَلَمْ يَسْبِقْهُ عَمَلٌ‏.‏

2868- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَزِيزٍ، حَدَّثَنَا سَلامَةُ بْنُ رَوْحٍ، عَنْ عَقِيلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ‏:‏ قَالَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ الأَنْصَارِيُّ‏:‏ بَيْنَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ إِذْ هَبَطَ ثَنِيَّةً وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَسِيرُ وَحْدَهُ، فَلَمَّا اسْتَهَلَّتْ بِهِ الطَّرِيقُ ضَحِكَ، وَكَبَّرَ فَكَبَّرْنَا لِتَكْبِيرِهِ، ثُمَّ سَارَ رَتْوَةً، ثُمَّ ضَحِكَ وَكَبَّرَ فَكَبَّرْنَا لِتَكْبِيرِهِ، ثُمَّ سَارَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَتْوَةً، ثُمَّ ضَحِكَ، وَكَبَّرَ فكَبَّرْنَا لِتَكْبِيرِهِ، ثُمَّ أَدْرَكْنَاهُ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ الْقَوْمُ‏:‏ كَبَّرْنَا لِتَكْبِيرِكَ فَلا نَدْرِي مِمَّ ضَحِكْتَ‏؟‏ فَقَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ أَتَانِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ لَمَّا اسْتَهَلَّيْتُ، الْتَفَتَ إِلَيَّ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ، فَقَالَ‏:‏ أَبْشِرْ وَبَشِّرْ أَنَّ مَنْ قَالَ‏:‏ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ وَحُرِّمَ عَلَى النَّارِ‏.‏

2869- وَقَالَ مُسَدِّدٌ‏:‏ حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ يَا فُلانُ، فَعَلْتَ كَذَا وَكَذَا‏؟‏ قَالَ‏:‏ لا، وَالَّذِي لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ مَا فَعَلْتُ، وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَعْلَمُ أَنَّهُ فَعَلَهُ، وَكَرَّرَ عَلَيْهِ مِرَارًا كُلَّ ذَلِكَ يَقُولُ‏:‏ لا، وَالَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ مَا فَعَلْتُهُ، وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَعْلَمُ أَنَّهُ فَعَلَهُ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ كُفِّرَ عَنْكَ ذَنْبُكَ بِتَصْدِيقِكَ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ‏.‏

2869- وَقَالَ عَبْدٌ‏:‏ حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا الْحَارِثُ، بِهِ‏.‏

2869- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ، حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بِهِ‏.‏

وَأَخْرَجَهُ الْبَزَّارُ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ، وَأَشَارَ إِلَى تَفَرُّدِ الْحَارِثِ بْنِ عُبَيْدٍ بِهِ قُلْتُ‏:‏ خَالَفَهُ حَمَّادُ بْنُ مَسْلَمَةَ، أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ مِنْ طَرِيقِهِ، فَقَالَ‏:‏ عَنْ ثَابِتٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ حَمَّادٌ‏:‏ وَلَمْ يَسْمَعْهُ ثَابِتٌ مِنَ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، بَيْنَهُمَا رَجُلٌ‏.‏

2870- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي الْوَرْقَاءِ، عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ مَنْ قَالَ أَحَدَ عَشَرَ‏:‏ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، أَحَدًا، صَمَدًا، لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ كَتَبَ اللَّهُ تبارَكَ وَتَعَالَى لَهُ أَلْفَيْ أَلْفِ حَسَنَةٍ‏.‏

2870- وَقَالَ عَبْدٌ‏:‏ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ بِهِ‏.‏

2870- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ التَّمَّارُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ بِهِ‏.‏

وحديث في فضلها يأتي إن شاء الله، في باب طلب المغفرة‏.‏

3- باب الإسلام شرط في قبول العمل

2871- قَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ شَيْبَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ‏:‏ قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ هِشَامَ بْنَ الْمُغِيرَةِ كَانَ يُطْعِمُ الطَّعَامَ، وَيُقْرِي الضَّيْفَ، وَيَصِلُ الرَّحِمَ، وَيَفُكُّ الْعُنَاةَ، تَعْنِي‏:‏ الأَسْرَى، وَلَوْ أَدْرَكَ لأَسْلَمَ، فَهَلْ لَهُ فِي ذَلِكَ مِنْ أَجْرٍ‏؟‏ قَالَت‏:‏ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ إِنَّ عَمَّكِ كَانَ يُعْطِي لِلدُّنْيَا، وَذِكْرِهَا وَجَمَالِهَا، وَمَا قَالَ يَوْمًا‏:‏ رَبِّ اغْفِرْ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ‏.‏

2871- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ‏:‏ قُلْتُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرَهُ‏.‏

2872- وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ‏:‏ حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ رَاشِدٍ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ، حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَنَحْنُ بِالْمَدِينَةِ، قَالَ‏:‏ يَأْتِي الإِسْلامُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ‏:‏ أَنْتَ الإِسْلامُ، وَأَنَا السَّلامُ، الْيَوْمَ بِكَ أُعْطِي، وَبِكَ آخُذُ‏.‏

2873- وَقَالَ مُسَدِّدٌ‏:‏ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الحُبَابِ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ السَّكْسَكِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلالٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الْجَهْمِ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ مَالِكٍ الأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ إِنَّهُ مَرَّ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ لَهُ‏:‏ يَا حَارِثُ كَيْفَ أَصْبَحْتَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ أَصْبَحْتُ مُؤْمِنًا حَقًّا قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ انْظُرْ مَا تَقُولُ، إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ حَقِيقَةً، فَمَا حَقِيقَتُكَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ أَلَسْتُ قَدْ عَزَفَتِ الدُّنْيَا عَنْ نَفْسِي، وَأَظْمَأْتُ نَهَارِي، وَأَسْهَرْتُ لَيْلِي، كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى عَرْشِ رَبِّي بَارِزًا، وَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى أَهْلِ الْجَنَّةِ يَتَزَاوَرُونَ فِيهَا، وَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى أَهْلِ النَّارِ يَتَضَاغَوْنَ فِيهَا، يَعْنِي‏:‏ يَصِيحُونَ، قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ يَا حَارِثُ، عَرَفْتَ، فَالْزَمْ، ثَلاثَ مَرَّاتٍ‏.‏

4- باب تعريف الإسلام والإيمان

2874- قَالَ مُسَدِّدٌ‏:‏ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ‏:‏ قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ أَسْلِمْ تَسْلَمْ، قَالَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا الإِسْلامُ‏؟‏ قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ أَنْ تُسَلِّمَ قَلْبَكَ لِلَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، وَيَسْلَمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِكَ وَيَدِكَ، قَالَ‏:‏ فَأَيُّ الإِسْلامِ أَفْضَلُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ الإِيمَانُ، قَالَ‏:‏ وَمَا الإِيمَانُ‏؟‏ قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ، وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ، وَبِالْبَعْثِ بَعْدَ الْمَوْتِ، قَالَ‏:‏ أَيُّ الإِيمَانِ أَفْضَلُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ الْهِجْرَةُ، قَالَ‏:‏ وَمَا الْهِجْرَةُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ أَنْ تَهْجُرَ الْمَأْثَمَ، قَالَ‏:‏ فَأَيُّ الْهِجْرَةِ أَفْضَلُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ الْجِهَادُ، قَالَ‏:‏ وَمَا الْجِهَادُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ أَنْ تُجَاهِدَ الْكُفَّارَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ، ثُمَّ لا تَغُلُّ، وَلا تَجْبُنُ، ثُمَّ عَمَلانِ، هُمَا مِنْ أَفْضَلِ الأَعْمَالِ، إِلا كَمِثْلِهِمَا‏:‏ حَجَّةٌ مَبْرُورَةٌ، أَوْ عُمْرَةٌ‏.‏

2874- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ‏:‏ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، فَذَكَرَهُ إِلَى قَوْلِهِ‏:‏ مِنْ لِسَانِكَ، وَيَدِكَ‏.‏

2874- وَقَالَ الْحَارِثُ‏:‏ حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَيُّوبَ، بِهِ إِلَى قَوْلِهِ‏:‏ ثُمَّ لا تَغُلُّ، وَلا تَجْبُنُ‏.‏

2874- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مِهْرَانَ السَّبَّاكُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، عَنْ أَيُّوبَ، بِتَمَامِهِ، وَزَادَ‏:‏ الْبَعْثُ بَعْدَ الْمَوْتِ، وَالْجَنَّةُ، وَالنَّارُ‏.‏

2875- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قِيلَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ أَيُّ الإِسْلامِ أَفْضَلُ‏؟‏ قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ، وَيَدِهِ، قِيلَ‏:‏ فَأَيُّ الإِيمَانِ أَفْضَلُ‏؟‏ فقَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ الصَّبْرُ وَالسَّمَاحَةُ، قِيلَ‏:‏ فَأَيُّ الْمُؤْمِنِينَ أَكْثَرُ إِيمَانًا‏؟‏ قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا، قِيلَ‏:‏ فَأَيُّ الْجِهَادِ أَفْضَلُ‏؟‏ قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ مَنْ نَحَرَ جَوَادَهُ وَأَهْرِيقَ دَمُهُ قِيلَ‏:‏ فَأَيُّ الصَّلاةِ أَفْضَلُ‏؟‏ قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ طُولُ الْقُنُوتِ، قِيلَ‏:‏ فَأَيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ‏؟‏ قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ جَهْدُ الْمُقِلِّ، قِيلَ‏:‏ فَأَيُّ الْهِجْرَةِ أَفْضَلُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ أَنْ تَهْجُرَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْكَ‏.‏

أَخْرَجُوهُ مُخْتَصَرًا‏.‏

2876- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ جَنَّادٍ الْحَلَبِيُّ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الإِيمَانِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ الصَّبْرُ وَالسَّمَاحَةُ‏.‏

2877- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَسْعَدَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ الإِسْلامُ عَلانِيَةٌ، وَالإِيمَانُ فِي الْقَلْبِ ثُمَّ يُشِيرُ بِيَدِهِ إِلَى صَدْرِهِ‏:‏ التَّقْوَى هَاهُنَا، التَّقْوَى هَاهُنَا‏.‏

2878- وقَالَ مُسَدَّدٌ‏:‏ حدَّثنا سفيان، عن عمرو بن دينار، عن عبيد بن عمير قال سمعته يقول‏:‏ الإيمان هَيُوب‏.‏

5- باب ما يعطاه المؤمن بعد موته

2879- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ‏:‏ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ إِنَّ اللَّهَ وَكَّلَ بِعَبْدِهِ الْمُؤْمِنِ مَلَكَيْنِ يَكْتُبَانِ عَمَلَهُ، فَإِذَا قَبَضَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَبْدَهُ الْمُؤْمِنَ، قَالا‏:‏ يَا رَبُّ، وَكَّلْتَنَا بِعَبْدِكَ الْمُؤْمِنِ نَكْتُبُ عَمَلَهُ، وَقَدْ قَبَضْتَهُ إِلَيْكَ، فَأْذَنْ لَنَا أَنْ نَصْعَدَ إِلَى السَّمَاءِ، قَالَ جَلَّ وَعَلا‏:‏ سَمَائِي مَمْلُوءَةٌ مِنْ مَلائِكَتِي يَسْجُدُونِي، وَقَالا‏:‏ فَأْذَنْ لَنَا أَنْ نَسْكُنَ الأَرْضَ، قَالَ عَزَّ وَجَلَّ‏:‏ أَرْضِي مَمْلُوءَةٌ مِنْ خَلْقِي يَسْجُدُونِي، وَلَكِنْ قُومَا عَلَى قَبْرِ عَبْدِي، فَسَبِّحَانِي، وَهَلِّلانِي، وَكَبِّرَانِي، وَحَمِّدَانِي إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَاكْتُبَاهُ لِعَبْدِي‏.‏

6- باب الحب في الله من الإيمان

2880- قَالَ الطَّيَالِسِيُّ‏:‏ حَدَّثَنَا الصَّعْقُ بْنُ حَزْنٍ، عَنْ عَقِيلٍ الْجَعْدِيِّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ يَا عَبْدَ اللَّهِ، أَتَدْرِي أَيُّ عُرَى الإِسْلامِ أَوْثَقُ‏؟‏ قُلْتُ‏:‏ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ‏:‏ الْوِلايَةُ فِي اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَالْحُبُّ فِي اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَالْبُغْضُ فِي اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى‏.‏

2880- قَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، عَنِ الصَّعْقِ بْنِ حَزْنٍ الْبَكْرِيِّ، بِهِ‏.‏

2880- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا شَيْبَانُ هُو بْنُ فَرُّوخٍ، حَدَّثَنَا الصَّعْقُ، بِهِ‏.‏

7- باب الزجر عن كل من قال لا إله إلا الله

2881- قَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا الْقَوَارِيرِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ بَهْرَامٍ، حَدَّثَنَا شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ، حَدَّثَنِي جُنْدَبُ بْنُ سُفْيَانَ رَجُلٌ مِنْ بَجِيلَةَ، قَالَ‏:‏ إِنِّي عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، إِذْ جَاءَ بَشِيرٌ مِنْ سَرِيَّةٍ، فَأَخْبَرَهُ بِنُصْرَةِ اللَّهِ تَعَالَى الَّذِي نَصَرَ سَرِيَّتَهُ، وَبِفَتْحِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ الَّذِي فَتَحَ لَهُمْ، فَقَالَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، بَيْنَا نَحْنُ نَطْلُبُ الْعَدُوَّ، وَقَدْ هَزَمَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى، إِذْ لَحِقْتُ رَجُلا بِالسَّيْفِ، فَلَمَّا أَحَسَّ أَنَّ السَّيْفَ وَاقِعُهُ، الْتَفَتَ وَهُوَ يَسْعَى، قَالَ‏:‏ إِنِّي مُسْلِمٌ، فَقَتَلْتُهُ، وَإِنَّمَا كَانَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ مُتَعَوِّذًا، قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ أَلا شَقَقْتَ عَنْ قَلْبِهِ، فَنَظَرْتَ صَادِقًا هُوَ أَوْ كَاذِبًا‏؟‏ قَالَ‏:‏ لَوْ شَقَقْتُ عَنْ قَلْبِهِ مَا كَانَ يُعْلِمُنِي، هَلْ قَلْبُهُ إِلا مُضْغَةٌ مِنْ لَحْمٍ‏؟‏ قَالَ‏:‏ فَأَنْتَ قَتَلْتَهُ، لا مَا فِي قَلْبِهِ عَلِمْتَ، وَلا لِسَانِهِ صَدَّقْتَ، قَالَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، اسْتَغْفِرْ لِي، قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ لا أَسْتَغْفِرُ لَكَ، فَمَاتَ، فَدَفَنُوهُ، فَأَصْبَحَ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، فَلَمَّا رَأَى قَوْمُهُ ذَلِكَ اسْتَحْيَوْا، وَحَذِرُوا مِمَّا لَقِيَ حِمْلُهُ، فَأَلْقَوْهُ فِي شِعْبٍ مِنْ تِلْكَ الشِّعَابِ‏.‏

2881- وَقَالَ‏:‏ وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ بِهْرَامٍ، حَدَّثَنَا شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ، حَدَّثَنَا جُنْدَبُ بْنُ سُفْيَانَ رَجْلٌ مِنْ بَجِيلَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ إِنِّي لَعِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَ نَحْوَهُ‏.‏

2882- وَقَالَ الْحَارِثُ‏:‏ حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ هَارُونَ بْنِ رِئَابٍ، قَالَ‏:‏ بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَعْثًا، فَفُتِحَ لَهُمْ، فَبَعَثُوا بَشِيرَهُمْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَبَيْنَمَا هُوَ يُخْبِرُهُ بِفَتْحِ اللَّهِ تَعَالَى لَهُمْ، وَبِعَدَدِ مَنْ قَتَلَ اللَّهُ مِنْهُمْ، قَالَ‏:‏ فَتَفَرَّدْتُ بِرَجُلٍ مِنْهُمْ، فَلَمَّا غَشِيتُهُ لأَقْتُلَهُ، قَالَ‏:‏ إِنِّي مُسْلِمٌ فَقَتَلْتُهُ، قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ فَقَتَلْتَهُ، وَقَدْ قَالَ‏:‏ إِنِّي مُسْلِمٌ‏؟‏ قَالَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّمَا قَالَ مُتَعَوِّذًا، قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ فَهَلا شَقَقْتَ عَنْ قَلْبِهِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ وَكُنْتُ أَعْرِفُ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ‏؟‏ قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ لا لِسَانَهُ صَدَّقْتَ، وَلا قَلْبَهُ عَرَفْتَ، إِنَّكَ لَقَاتِلُهُ، اخْرُجْ عَنِّي فَلا تُصَاحِبْنِي قَالَ‏:‏ ثُمَّ إِنَّ الرَّجُلَ تُوُفِّيَ، فَلَفَظَتْهُ الأَرْضُ مَرَّتَيْنِ، فَأُلْقِيَ فِي بَعْضِ تِلْكَ الأَوْدِيَةِ، فَقَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ‏:‏ إِنَّ الأَرْضَ لَتُوَارِي مَنْ هُو أَنْتَنُ مِنْهُ، وَلَكِنَّهُ مَوْعِظَةٌ‏.‏

2883- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ إِذَا أَشْرَعَ أَحَدُكُمُ الرُّمْحَ إِلَى الرَّجُلِ، فَإِنْ كَانَ عِنْدَ ثُغْرَةِ نَحْرِهِ، فَقَالَ‏:‏ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، فَلْيَرْفَعْ عَنْهُ الرُّمْحَ قَالَ‏:‏ فَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ‏:‏ فَجَعَلَ اللَّهُ تَعَالَى هَذِهِ الْكَلِمَةَ أَمَنَةَ الْمُسْلِمِ، وَعِصْمَةَ دَمِهِ، وَجَعَلَ الْجِزْيَةَ أَمَنَةَ الْكَافِرِ، وَعِصْمَةَ دَمِهِ‏.‏

8- باب الخصال التي تُدخل الجنة وتحقن الدم

2884- قَالَ إِسْحَاقُ‏:‏ وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ مَنْ ضَمِنَ لِي سِتًّا، ضَمِنْتُ لَهُ الْجَنَّةَ، قِيلَ‏:‏ وَمَا هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ‏؟‏ قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ إِذَا حَدَّثَ صَدَقَ، وَإِذَا وَعَدَ أَنْجَزَ، وَإِذَا اؤْتُمِنَ وَفَّى، وَمَنْ غَضَّ بَصَرَهُ، وَحَفِظَ فَرْجَهُ، وَكَفَّ يَدَهُ قَلْتُ‏:‏ هَكَذَا أَخْرَجَهُ إِسْحَاقُ فِي مُسْنَدِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ، وَهَكَذَا رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الرَّمَادِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، وَرَوَاهُ غَيْرُهُمْ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّبَيْرِ غَيْرَ مَنْسُوبٍ فَإِنْ كَانَ مَعْمَرٌ حَفِظَهُ فَهُوَ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَكِنَّهُ مُنْقَطِعٌ، وَإِنْ كَانَ زُهَيْرٌ حَفِظَهُ، فَهُوَ مُتَّصِلٌ‏.‏

2885- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ الْمِقْدَامِ، حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا أَبُو زُمَيْلٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ مَرْثَدٍ الزِّمَّانِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ‏:‏ قَالَ أَبُو ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ مَاذَا يُنْجِي الْعَبْدَ مِنَ النَّارِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ الإِيمَانُ بِاللَّهِ، قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ يَا نَبِيَّ اللَّهِ، إِنَّ مَعَ الإِيمَانِ عَمَلا‏؟‏ قَالَ‏:‏ تُرْضَخُ مِمَّا رَزَقَكَ اللَّهُ، أَوْ يُرْضَخُ مِمَّا رَزَقَهُ اللَّهُ قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ يَا نَبِيَّ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ فَقِيرًا، لا يَجِدُ مَا يُرْضَخُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ يَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ، وَيَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ، قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَيِيًّا، لا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَأْمُرَ بِالْمَعْرُوفِ، وَلا يَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ‏؟‏ قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ فَلْيَصْنَعْ لأَخْرَقَ قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ أَخْرَقَ، لا يُحْسِنُ أَنْ يَصْنَعَ‏؟‏ قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ يُعِينُ مَغْلُوبًا قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ ضَعِيفًا لا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُعِينَ مَغْلُوبًا‏؟‏ قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ مَا تُرِيدُ أَنْ تَدَعَ لِصَاحِبِكَ مِنْ خَيْرٍ‏؟‏ قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ فَلْيُمْسِكْ أَذَاهُ عَنِ النَّاسِ قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ يَا نَبِيَّ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ فَعَلَ هَذَا، لِيَدْخُلَ الْجَنَّةَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ مَا مِنْ مُؤْمِنٍ يَصْنَعُ خَصْلَةً مِنْ هَذِهِ الْخِصَالِ، إِلا أَخَذْتُ بِيَدِهِ، حَتَّى يَدْخُلَ الْجَنَّةَ‏.‏

2886- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُسْهِرٍ، عَنْ أَشْعَثَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنِ الْجَارُودِ الْعَبْدِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أُبَايِعُهُ، فَقُلْتُ لَهُ‏:‏ عَلَى أَنِّي إِنْ تَرَكْتُ دِينِي، وَدَخَلْتُ فِي دِينِكَ، لا يُعَذِّبُنِي اللَّهُ فِي الآخِرَةِ‏؟‏ قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ نَعَمْ‏.‏

2886- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ‏.‏

2887- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عُثْمَانَ الْبَتِّيِّ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ‏:‏ كُنْتُ مُسْنِدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِلَى صَدْرِي، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ مَنْ قَالَ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ خَتَمَ لَهُ بِهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ‏.‏

2888- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ بِشْرِ بْنِ صُحَارٍ، حَدَّثَنَا أَشْيَاخُنَا، أَنَّ عَيَّاذًا حَدَّثَهُمْ‏:‏ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَعَثَهُ فِي سَرِيَّةٍ، فَجَابُوا مِنْ أَجْوِبَةِ الأَعْرَابِ، فَلَمَّا جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ادَّعَى بَعْضُهُمْ أَنَّهُ كَانَ فِي الإِسْلامِ، فَقَالَ‏:‏ مَنْ يَعْلَمُ ذَاكَ‏؟‏ قَالُوا‏:‏ عَيَّاذٌ سَمِعَهُ مِنَّا، قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ يَا عَيَّاذُ، هَلْ سَمِعْتَهُ أَوْ شَهِدْتَهُ‏؟‏ فَقُلْتُ‏:‏ سَمِعْتُ أَذَانًا وَلا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، فَأَعْتَقَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏.‏

2889- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ عَجْلانَ، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ اخْرُجْ فَنَادِ فِي النَّاسِ مَنْ شَهِدَ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ، قَالَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ فَخَرَجْتُ فَلَقِيَنِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، فَقَالَ‏:‏ مَا لَكَ يَا أَبَا بَكْرٍ‏؟‏ قُلْتُ‏:‏ قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَهُ قَالَ‏:‏ فَقَالَ‏:‏ ارْجِعْ فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ يَتَّكِلُوا عَلَيْهَا فَرَجَعْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ‏:‏ مَا رَدَّكَ‏؟‏ فَأَخْبَرْتُهُ بِقَوْلِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ صَدَقَ‏.‏

2890- وَقَالَ مُسَدِّدٌ‏:‏ حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ هِلالٍ أَبِي عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبُو بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ مَنْ جَاءَ بِشَهَادَةِ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، حُرِّمَ عَلَى النَّارِ‏.‏

2891- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا نُوحُ بْنُ قَيْسٍ، حَدَّثَنَا الأَشْعَثُ الْحُدَّانِيُّ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ، قَالَ‏:‏ أَقْبَلَ شَيْخٌ كَبِيرٌ يَدْعَمُ عَلَى عَصًا، حَتَّى قَامَ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ لِي غَدَرَاتٍ، وَفَجَرَاتٍ، فَهَلْ يُغْفَرُ لِي‏؟‏ فَقَالَ‏:‏ أَلَسْتَ تَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ بَلَى، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ، قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ فَقَدْ غُفِرَتْ لَكَ غَدَرَاتُكَ، وَفَجَرَاتُكَ‏.‏

9- باب‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏

2892- َقَالَ إِسْحَاقُ‏:‏ أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم، عن حبيب بن الشهيد، عن الحسن رضي الله عنه، قال‏:‏ ثمن الجنة لا إله إلا الله‏.‏

هذا موقوف صحيح‏.‏

2893- أخبرنا عبد الملك بن محمد الذّماري، أخبرني أحمد بن سعيد بن رمانَّة، أخبرني أبي، قال‏:‏ قيل لوهب بن منبه‏:‏ أليس مفتاح الجنة لا إله إلا الله‏؟‏ قال‏:‏ بلى، ولكن ليس من مفتاح إلا وله أسنان، فمن أتى الباب بأسنانه فُتح له، ومن لم يأت الباب بأسنانه لم يفتح له‏.‏

هذا إسناد حسن موقوف، وقد علقه البخاري لوهب‏.‏

2894- وَقَالَ إِسْحَاقُ أيضًا‏:‏ أخبرنا عطاء بن مسلم الحلبي، عن جعفر بن بُرْقان، عن وهب بن منبه، قال‏:‏ الإيمان قائد، والعمل سائق، والنفس حَرُون بينهما، فإذا قاد القائد، ولم يسق السائق لم يغن ذلك شيئًا، وإذا ساق السائق تبعتها النفس طوعًا أو كرهًا‏.‏

2895- وَقَالَ مُسَدِّدٌ‏:‏ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أنا أَيُّوبُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي الدَّيْلَمِ، قَالَ‏:‏ عَنْ أَحَدِ الثَّلاثَةِ الَّذِينَ كَانُوا يَخْدُمُونَ، مُعَاذًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ لَمَّا حُضِرَ، قُلْتُ لَهُ‏:‏ أَلا أُرَاكَ قَدْ حُضِرْتَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ، وَسَاءَ حِينَ الْكَذِبُ هَذَا، مَنْ مَاتَ وَهُوَ مُوقِنٌ بِثَلاثَةٍ‏:‏ يَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى حَقٌّ، وَأَنَّ السَّاعَةَ قَائِمَةٌ، وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ، قَالَ‏:‏ فَقَالَ قَوْلا رَغَّبَ لَهُمْ فِيهِ إِنْ لَمْ يَكُنْ إِلا غُفِرَ لَهُ، فَلا أَدْرِي‏.‏

2896- قَالَ عبد‏:‏ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَكَمِ بْنِ أَبَانٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنِي عِكْرِمَةُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى‏:‏ مَنْ عَلِمَ مِنْكُمْ أَنِّي ذُو قُدْرَةٍ عَلَى مَغْفِرَةِ الذُّنُوبِ، غَفَرْتُ لَهُ وَلا أُبَالِي، مَا لَمْ يُشْرِكْ بِي شَيْئًا‏.‏

2897- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ أَبِي فَزَارَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الأَصَمِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ ثَلاثٌ مَنْ لَمْ يَكُنَّ فِيهِ، فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَغْفِرُ لَهُ مَا سِوَى ذَلِكَ لِمَنْ شَاءَ‏:‏ مَنْ مَاتَ وَلَمْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ شَيْئًا، وَلَمْ يَكُنْ سَاحِرًا يَتَّبِعُ السَّحَرَةَ، وَلَمْ يَحْقِدْ عَلَى أَخِيهِ‏.‏

10- باب إثبات الإيمان لمن شهد الشهادتين وعمل صالحًا

2898- َقَالَ إِسْحَاقُ‏:‏ أخبرنا حماد بن عمرو الجزري، عن زيد بن رُفَيْع، عن معبد الجُهَني، قال‏:‏ كان رجل يقال له يزيد بن عميرة السَكسَكي، وكان تلميذًا لمعاذ بن جبل، فذكر الحديث، قال‏:‏ فقبض معاذ رضي الله عنه، ولحق يزيد بالكوفة، فأتى مجلس عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، وليس ثمة، فجعلوا يتذاكرون الإيمان، فقال بعضهم‏:‏ لو شهدت أني مؤمن لشهدت أني في الجنة، قال يزيد‏:‏ فأشهد أني مؤمن، ولا أشهد أني في الجنة، إذ جاء ابن مسعود رضي الله عنه، فأُخبِر بذلك، فقال ابن مسعود رضي الله عنه ليزيد‏:‏ أكذاك‏؟‏ قال‏:‏ نعم، قال‏:‏ ومن أين ذاك‏؟‏ قال‏:‏ يزيد يا أبا عبد الرحمن، إن الله تعالى يقول‏:‏ ‏{‏إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا‏}‏ ‏[‏الحج‏:‏ 17‏]‏ فمن أي هؤلاء أنت يا أبا عبد الرحمن‏؟‏ فقال‏:‏ من الذين آمنوا، قال‏:‏ نعم حقًا، ثم قال ليزيد‏:‏ آلله أكنت تلميذًا لمعاذ بن جبل رضي الله عنه‏؟‏ قال‏:‏ نعم، فقال ابن مسعود رضي الله عنه‏:‏ إن معاذًا كان أمة قانتًا لله حنيفًا، ولم يك من المشركين‏.‏ قال أصحابه‏:‏ ‏{‏إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ‏}‏ ‏[‏النحل‏:‏ 120‏]‏، قال ابن مسعود رضي الله عنه‏:‏ إن معاذًا رضي الله عنه، كان أمة قانتًا لله حنيفًا‏.‏

2899- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ هَاشِمٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ‏:‏ إِنَّ رَجُلا أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ‏:‏ إِنَّ عَلَى أُمِّي رَقَبَةً مُؤْمِنَةً، وَعِنْدِي رَقَبَةٌ سَوْدَاءُ أَعْجَمِيَّةٌ، قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ ائْتِ بِهَا، فَجَاءَ بِهَا، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ أَتَشْهَدِينَ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ‏؟‏ قَالَتْ‏:‏ نَعَمْ، قَالَ‏:‏ أَتَشْهَدِينَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ‏؟‏ قَالَتْ‏:‏ نَعَمْ، قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ أَعْتِقْهَا‏.‏

2900- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو الْحَرْثِ سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي قَيْسٍ، عَنْ سُلَيْمَانِ بْنِ مُوسَى، عَنْ مُجَاهِدِ بْنِ جَبْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أَبِي رَزِينٍ الْعُقَيْلِيِّ، قَالَ لِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم‏:‏ لأَشْرَبَنَّ أَنَا وَأَنْتَ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ لَوْنُهُ، قُلْتُ‏:‏ كَيْفَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى‏؟‏ قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ أَمَا مَرَرْتَ بِأَرْضٍ مُجْدِبَةٍ، ثُمَّ مَرَرْتَ بِهَا مُخْصِبَةً، ثُمَّ مَرَرْتَ بِهَا مُجْدِبَةً، ثُمَّ مَرَرْتَ بِهَا مُخْصِبَةً‏؟‏ قُلْتُ‏:‏ بَلَى، قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ كَذَلِكَ النُّشُورُ، قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ كَيْفَ لِي بِأَنْ أَعْلَمَ أَنِّي مُؤْمِنٌ‏؟‏ قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ لَيْسَ أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ، أَوْ مِنْ أُمَّتِي، عَمِلَ حَسَنَةً، وَعَلِمَ أَنَّهَا حَسَنَةٌ، وَأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ جَازِيهِ بِهَا خَيْرًا، أَوْ عَمِلَ سَيِّئَةً، وَأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى جَازِيهِ بِهَا سُوءًا، أَوْ يَغْفِرُهَا، إِلا وَهُوَ مُؤْمِنٌ‏.‏

11- باب بقاء الإيمان إذا أكره صاحبه على الكفر

2901- قَالَ إِسْحَاقُ‏:‏ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، قَالَ‏:‏ أَخَذَ الْمُشْرِكُونَ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ، فَعَذَّبُوهُ، فَقَارَبُوهُ فِي بَعْضِ مَا أَرَادُوا بِهِ، فَشَكَا ذَلِكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ كَيْفَ تَجِدُ قَلْبَكَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ فَإِنْ عَادُوا، فَعُدْ‏.‏

وَسَيَأْتِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى مِنْ وَجْهٍ آخَرَ، بِسِيَاقٍ آخَرَ فِي تَفْسِيرِ سُورَةِ النَّحْلِ‏.‏

12- باب خصال الإيمان

2902- قَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ الْمَكِّيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْمَسْمُولِيُّ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُخَوِّلٍ الْبَهْزِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ‏:‏ قُلْتُ لِرَسُولِ اللَّهِ، أَوْصِنِي، قَالَ‏:‏ أَقِمِ الصَّلاةَ، وَآتِ الزَّكَاةَ، وَصُمْ رَمَضَانَ، وَحُجَّ، وَاعْتَمِرْ، وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ، وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ‏.‏‏.‏‏.‏ الْحَدِيثَ‏.‏

2903- وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ‏:‏ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدٍ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ التَّنُوخِيُّ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ أُمِّ أَيْمَنَ، قَالَتْ‏:‏ إِنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُوصِي بَعْضَ أَهْلِهِ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ شَيْئًا وَإِنْ قُطِّعْتَ أَوْ حُرِّقْتَ بِالنَّارِ، وَإِيَّاكَ وَالْمَعْصِيَةَ فَإِنَّهَا تُسْخِطُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ‏.‏‏.‏‏.‏ الْحَدِيثَ‏.‏

2903- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ زَنْجُوَيْهِ، حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، بِهِ‏.‏

2903- قَالَ عَبْدٌ‏:‏ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا غَيْرُ سَعِيدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَنَّ الْمُوصِي بِهَذِهِ الْوَصِيَّةِ ثَوْبَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏.‏

2904- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو يَاسِرٍ عَمَّارٌ، حَدَّثَنَا أَبُو الْمِقْدَامِ هِشَامُ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلامٍ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ‏:‏ الْحَيَاءُ مِنَ الإِيمَانِ‏.‏

2905- وقَالَ مُسَدَّدٌ‏:‏ حدَّثنا أبو عوانة، عن مغيرة، عن عامر رضي الله عنه، قال‏:‏ الصبر نصف الإيمان، والشكر ثلثا الإيمان، اليقين الإيمان كله‏.‏

2906- قَالَ الْحُمَيْدِيُّ‏:‏ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ مَعْبَدِ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ عَمِّهِ أَوْ عَنْ أُمِّهِ مَرْفُوعًا‏:‏ يَا هَؤُلاءِ، إِنَّ الْبَذَاذَةَ مِنَ الإِيمَانِ‏.‏

2907- وَقَالَ عبد‏:‏ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا بِشْرُ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ‏:‏ عَنْ قَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ‏:‏ عُرَى الإِيمَانِ أَرْبَعٌ، وَالإِسْلامُ تَوَابِعٌ، عُرَى الإِيمَانِ‏:‏ أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَحْدَهُ، وَبِمُحَمَّدٍ، وَبِمَا جَاءَ بِهِ، وَتُؤْمِنَ بِاللَّهِ، وَتَعْلَمَ أَنَّكَ مَبْعُوثٌ بَعْدَ الْمَوْتِ، وَإِقَامَةُ الصَّلاةِ، وَإِيتَاءُ الزَّكَاةِ، وَصِيَامُ رَمَضَانَ، وَحَجُّ الْبَيْتِ، وَالْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ‏.‏

بِشْرٌ ضَعِيفٌ جِدًّا‏.‏

2908- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ الْجِيزِيُّ، حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مَالِكٍ النُّكْرِيُّ، عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ حَمَّادٌ‏:‏ وَلا أَعْلَمُهُ إِلا قَدْ رَفَعَهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ عُرَى الإِسْلامِ، وَقَوَاعِدُ الدِّينِ ثَلاثَةٌ، عَلَيْهِنَّ أُسِّسَ الإِسْلامُ، مَنْ تَرَكَ مِنْهُنَّ وَاحِدَةً، فَهُوَ كَافِرٌ حَلالُ الدَّمِ‏:‏ شَهَادَةُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وَإِقَامَةُ الصَّلاةِ الْمَكْتُوبَةِ، وَصَوْمُ رَمَضَانَ، ثُمَّ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ تَجِدُهُ كَثِيرَ الْمَالِ، وَلا يُزَكِّي، وَلا يَزَالُ بِذَلِكَ كَافِرًا، وَلا يَحِلُّ دَمُهُ، وَتَجِدُهُ كَثِيرَ الْمَالِ، لَمْ يَحُجَّ، فَلا يَزَالُ بِذَلِكَ كَافِرًا، وَلا يَحِلُّ دَمُهُ‏.‏

2909- قَالَ عَبْدٌ، وَالْحَارِثُ جميعا‏:‏ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَاشِدٍ مَوْلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ إِنَّ بَيْنَ يَدَيِ الرَّحْمَنِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَلَوْحًا فِيهِ ثَلاثُمِائَةٍ وَخَمْسَةَ عَشَرَ شَرِيعَةً، يَقُولُ الرَّحْمَنُ‏:‏ وَعِزَّتِي وَجَلالِي، لا يَأْتِينِي عَبْدٌ مِنْ عِبَادِي لا يُشْرِكُ بِي شَيْئًا، فِيهِ وَاحِدَةٌ مِنْكُنَّ، إِلا دَخَلَ الْجَنَّةَ‏.‏

2909- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ، بِهِ‏.‏

2910- وَقَالَ الْحَارِثُ‏:‏ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ، أَنْبَأَنَا الرَّبِيعُ بْنُ أَنَسٍ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ مَنْ فَارَقَ الدُّنْيَا عَلَى الإِخْلاصِ لِلَّهِ، وَعِبَادَتِهِ لا شَرِيكَ لَهُ، وَإِقَامِ الصَّلاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، فَارَقَهَا وَاللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَنْهُ رَاضٍ، وَقَالَ أَنَسٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ وَذَلِكَ دِينُ اللَّهِ الَّذِي جَاءَتْ بِهِ الرُّسُلُ، وَبَلَّغُوا عَنْ رَبِّهِمْ قَبْلَ هَرْجِ الأَحَادِيثِ، وَاخْتِلافِ الأَهْوَاءِ، يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ‏:‏ ‏{‏فَإِنْ تَابُوا‏}‏، قَالَ‏:‏ خَلَعُوا الأَنْدَادَ وَعِبَادَتَهَا ‏{‏وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ‏}‏‏.‏

13- باب الدين يسر

2911- قَالَ إِسْحَاقُ‏:‏ أَنا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنِ ابْنِ الأَدْرَعِ، قَالَ‏:‏ كُنْتُ أَحْرُسُ لَيْلَةً رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقُمْتُ، فَأَخَذَ بِيَدِي، فَاتَّكَأَ عَلَيْهَا، فَأَتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ يُصَلِّي فِي الْمَسْجِدِ رَافِعًا صَوْتَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ عَسَى أَنْ يَكُونَ مُرَائِيًا، فَقُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، يُصَلِّي وَيَدْعُو، فَرَفَضَ صلى الله عليه وسلم يَدِي، وَقَالَ‏:‏ إِنَّكُمْ لَنْ تُدْرِكُوا هَذَا الأَمْرَ بِالْمُغَالَبَةِ، أَوْ قَالَ بِالشِّدَّةِ، قَالَ‏:‏ ثُمَّ خَرَجْنَا لَيْلَةً أُخْرَى، فَمَرَرْنَا بِرَجُلٍ يُصَلِّي رَافِعًا صَوْتَهُ، فَقُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ، عَسَى أَنْ يَكُونَ مُرَائِيًا، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ لا وَلَكِنَّهُ أَوَّاهٌ، قَالَ‏:‏ فَإِذَا الرَّجُلُ عَبْدُ اللَّهِ ذُو الْبِجَادَيْنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَالآخَرُ أَعْرَابِيٌّ‏.‏

هذا إسناد حسن‏.‏

2911- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْمُسَيِّبِيُّ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، بِنَحْوِهِ‏.‏

2912- وَقَالَ مُسَدِّدٌ‏:‏ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنْ زِيَادِ بْنِ مِخْرَاقٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَسْلَمَ، قَالَ‏:‏ كَانَ مِنَّا ثَلاثَةُ نَفَرٍ صَحِبُوا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم‏:‏ بُرَيْدَةُ، وَمِحْجَنٌ، وَسُكْبَةُ، فَقَالَ مِحْجَنٌ لِبُرَيْدَةَ‏:‏ أَلا تُصَلِّي كَمَا يُصَلِّي سُكْبَةُ‏؟‏ فَقَالَ‏:‏ لا، لَقَدْ رَأَيْتُنِي أَقْبَلْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ أُحُدٍ نَتَمَاشَى يَدَهُ فِي يَدِي، فَرَأَى صلى الله عليه وسلم رَجُلا يُصَلِّي، فَقَالَ‏:‏ أَتُرَاهُ جَدًّا، أَتُرَاهُ صَادِقًا‏؟‏ فَذَهَبْتُ أُثْنِي عَلَيْهِ، فَلَمَّا دَنَوْنَا نَزَعَ صلى الله عليه وسلم يَدَهُ مِنْ يَدِي، وَقَالَ‏:‏ وَيْحَكَ، اسْكُتْ، لا تُسْمِعْهُ فَتُهْلِكْهُ، إِنَّ خَيْرَ دِينِكُمْ أَيْسَرُهُ‏.‏

2913- وَقَالَ مُسَدِّدٌ أَيْضًا‏:‏ حَدَّثَنَا خَالِدٌ، حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ قَيْسٍ ح‏.‏

2913- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا وَهْبٌ هُوَ ابْنُ بَقِيَّةَ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ حُسَيْنٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَطَبَ النَّاسَ، فَقَالَ‏:‏ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ أَعْطَى كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ، إِنَّ اللَّهَ قَدْ فَرَضَ فَرَائِضَ، وَسَنَّ سُنَنًا، وَحَدَّ حُدُودًا، وَأَحَلَّ حَلالا، وَحَرَّمَ حَرَامًا، وَشَرَعَ الإِسْلامَ، فَجَعَلَهُ سَهْلا فَسِيحًا وَاسِعًا، وَلَمْ يَجْعَلْهُ ضَيِّقًا، أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّهُ لا إِيمَانَ لِمَنْ لا أَمَانَةَ لَهُ، وَلا دِينَ لِمَنْ لا عَهْدَ لَهُ، وَمَنْ نَكَثَ ذِمَّةَ اللَّهِ تَعَالَى طَلَبَهُ، وَمَنْ نَكَثَ ذِمَّتِي خَاصَمْتُهُ، وَمَنْ خَاصَمْتُهُ فَلَجْتُ عَلَيْهِ بِالْحُجَّةِ، وَمَنْ نَكَثَ ذِمَّتِي لَمْ تَنَلْهُ شَفَاعَتِي، وَلَمْ يَرِدْ عَلَى الْحَوْضِ، أَلا فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يُرَخِّصْ فِي الْقَتْلِ إِلا فِي ثَلاثٍ‏:‏ مُرْتَدٍّ بَعْدَ إِيمَانٍ، أَوْ زَانٍ بَعْدَ إِحْصَانٍ، أَوْ قَاتِلِ نَفْسٍ، فَيُقْتَلُ بِهَا، اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ‏؟‏

14- باب الحدود كفارات

2914- قَالَ مُسَدِّدٌ‏:‏ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ ح‏.‏

2914- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، كِلاهُمَا، عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ‏:‏ قَالَ لَنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم‏:‏ أُبَايِعُكُمْ عَلَى أَنْ لا تُشْرِكُوا بِاللَّهِ شَيْئًا، وَلا تُسْرِقُوا، وَلا تَزْنُوا، وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ بِغَيْرِ حَقٍّ، فَمَنْ أَصَابَ هَذَا مِنْكُمْ، فَعُجِّلَ لَهُ عُقُوبَتُهُ فَهُوَ كَفَّارَةٌ، وَمَنْ سُتِرَ عَلَيْهِ، فَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ، إِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ، وَإِنْ شَاءَ رَحِمَهُ، وَمَنْ لَمْ يُصِبْ مِنْهُ شَيْئًا، ضَمِنْتُ لَهُ الْجَنَّةَ لَفْظُ عَبْدِ الْوَاحِدِ‏.‏

وَفِي رِوَايَةِ حَمَّادٍ‏:‏ هَلْ تَدْرُونَ عَلَى مَا بَايَعْتُمُونِي‏؟‏ قَالُوا‏:‏ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ‏:‏ عَلَى أَنْ لا تُشْرِكُوا بِاللَّهِ شَيْئًا، وَالْبَاقِي نَحْوَهُ، وَقَالَ‏:‏ فَهُوَ كَفَّارَةُ ذَنْبِهِ، وَقَالَ‏:‏ فَحِسَابُهُ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ‏.‏

15- باب مثل المؤمن

2915- قال أبو يعلى‏:‏ حدَّثنا محمد بن إسماعيل بن أبي سَمِيْنَة، حدَّثنا عبد الرحمن المُحَاربي، عن ليث، عن مجاهد، عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال‏:‏ مثل المؤمن مثل النخلة، إن شاورته نفعك، وإن ماشيته نفعك، وإن شاركته نفعك‏.‏

2915- حدَّثنا سويد- هو ابن سعيد- حدَّثنا فُضيل ابن عياض، عن ليث نحوه‏.‏

2915- حدثنا زهير، ثنا جرير، ثنا ليث، عن محمد بن طارق عن مجاهد‏.‏

2916- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ‏:‏ مَثَلُ الْمُؤْمِنِ مِنْ أَهْلِ الإِيمَانِ بِمَنْزِلَةِ الرَّأْسِ مِنَ الْجَسَدِ، يَأْلَمُ الْمُؤْمِنُ لأَهْلِ الإِيمَانِ، كَمَا يَأْلَمُ الْجَسَدُ لِمَا فِي الرَّأْسِ‏.‏

16- باب علامات الإيمان

2917- قَالَ الْحَارِثُ‏:‏ حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ أَبِي رَافِعٍ، يَقُولُ‏:‏ إِنَّ رَجُلا حَدَّثَهُ أَنَّهُ، سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ حِينَ سَأَلَهُ‏:‏ مَا الإِيمَانُ يَا رَسُولَ اللَّهِ‏؟‏ قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ الإِيمَانُ أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ تَعَالَى وَرَسُولِهِ ثُمَّ سَأَلَهُ الثَّانِيَةَ، فَقَالَ مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ سَأَلَهُ الثَّالِثَةَ، فَقَالَ‏:‏ أَتُحِبُّ أَنْ أُخْبِرَكَ مَا صَرِيحُ الإِيمَانِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ ذَلِكَ أَرَدْتُ، قَالَ صلى الله عليه وسلم‏:‏ صَرِيحُ الإِيمَانِ إِذَا أَسَأْتَ، أَوْ ظَلَمْتَ أَحَدًا‏:‏ عَبْدَكَ، أَوْ أَمَتَكَ، أَوْ أَحَدًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ، تَصَدَّقْتَ وَصُمْتَ، وَإِذَا أَحْسَنْتَ اسْتَبْشَرْتَ‏.‏

2918- قَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ هَاشِمِ بْنِ الْبَرِيدِ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ الأَعْمَشَ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ كُلُّ خُلَّةٍ يُطْبَعُ عَلَيْهَا، أَوْ يُطْوَى عَلَيْهَا الْمُؤْمِنُ، إِلا الْخِيَانَةَ، وَالْكَذِبَ شَكَّ عَلِيُّ بْنُ هَاشِمٍ‏.‏

وَقَالَ الْبَزَّارُ‏:‏ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ زِيَادٍ الصَّائِغُ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، بِهَذَا‏.‏

وَقَالَ‏:‏ لا نَعْلَمُ أَسْنَدَهُ مَرْفُوعًا إِلا عَلِيَّ بْنَ هَاشِمٍ‏.‏

2919- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَامِعٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ، عَنْ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ لا يَبْلُغُ عَبْدٌ صَرِيحَ الإِيمَانِ، حَتَّى يَدَعَ الْمِزَاحَ وَالْكَذِبَ، وَيَدَعَ الْمِرَاءَ، وَإِنْ كَانَ مُحِقًّا‏.‏

2920- وقال أبو داود‏:‏ حدَّثنا شُعبة، عن أبي إسحاق، قال‏:‏ سمعت صِلَة بن زُفَر يحدّث عن حذيفة رضي الله عنه، قال‏:‏ الإسلام ثمانية أسهم، والإسلام سهم، والصلاة سهم، والزكاة سهم، والحج سهم، وصوم رمضان سهم، والأمر بالمعروف سهم، والنهي عن المنكر سهم، والجهاد في سبيل الله سهم، وقد خاب من لا سهم له‏.‏

وقال البزار‏:‏ حدثنا محمد بن المثنى، حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة بهذا موقوفًا‏.‏

- وقال البزار‏:‏ وحدثنا محمد بن سعيد بن يزيد بن إبراهيم، حدثنا يعقوب بن إسحاق الحضرمي، حدثنا يزيد بن عطاء، حدثنا أبو إسحاق، عن صلة عن حذيفة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم مرفوعًا‏.‏

وقال البزار‏:‏ لم يسنده إلا يزيد، وقال الدارقطني وغيره‏:‏ الصحيح أنه موقوف‏.‏

2921- وقَالَ أَبُو يَعْلَى‏:‏ حدَّثنا سويد بن سعيد، حدَّثنا حبيب بن حبيب أخو حمزة الزيات، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال‏:‏ الإسلام ثمانية أسهم‏.‏‏.‏‏.‏ فذكره‏.‏ قلت‏:‏ أخطأ فيه حبيب، والصواب عن أبي إسحاق، عن صلة عن حذيفة رضي الله عنه قوله كما مضى‏.‏