فصل: تفسير الآية رقم (32):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني المشهور بـ «تفسير الألوسي»



.تفسير الآية رقم (31):

{وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ (31)}
{وَأُزْلِفَتِ الجنة لِلْمُتَّقِينَ} أخذ في بيان حال المؤمنين بعد بيان حال الكافرين؛ وهو عطف على {نفخ} [ق: 20] أي قربت للمتقين عن الكفر والمعاصي {غَيْرَ بَعِيدٍ} أي في مكان غير بعيد رأى منهم بين يديهم وفهي مبالغة ليست في التخلية عن الظرف فغير بعيد صفة لظرف متعلق بأزلفت حذف فقام مقام وانتصب انتصابه، ولذلك لم يقل غير بعيدة، وجوز أن يكون منصوبًا على المصدرية والأصل وأزلفت إزلافًا غير بعيد، قال الإمام: أي عن قدرتنا وإن يكون حالًا من الجنة قصد به التوكيد كما تقول: عزيز غير ذليل لأن العزة تنافي الذل ونفي مضاد الشيء تأكيد إثباته، وفيه دفع توهم أن ثم تجوزا أو شوبا من الضد ولم يقل: غير بعيدة عليه قيل: لتأويل الجنة بالبستان، وقيل: لأن البعيد على زنة المصدر الذي من شأنه أن يستوي فيه المؤنث والمذكر كالزئير والصليل فعومل معاملته وأجرى مجراه، وقيل: لأن فعيلًا عنى فاعل قد يجري مجرى فعيل عنى مفعول فيستوي فيه الأمران، وللإمام في تقريب الجنة أوجه. منها طي المسافة التي بينها وبين المتقين مع بقاء كل في مكانه وعدم انتقاله عنه ولكرامة المتقين قيل: {أُزْلِفَتْ الجنة لِلْمُتَّقِينَ} دون وأزلف المتقون للجنة، ومنها أن المراد تقريب حصولها والدخول فيها دون التقريب المكاني، وفيه ما فيه، ومنها أن التقريب على ظاهره والله عز وجل قادر على نقل الجنة من السماء إلى الأرض أي إلى جهة السفل أو الأرض المعروفة بعد مدها، وقول بعض: إن المرا إظهارها قريبة منها على نحو إظهارها للنبي صلى الله عليه وسلم في عرض حائط مسجده الشريف على ما فيه منزع صوفي.

.تفسير الآية رقم (32):

{هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ (32)}
{هذا مَا تُوعَدُونَ} إشارة إلى الجنة، والتذكير لما أن المشار إليه هو المسمى من غير قصد لفظ يدل عليه فضلًا عن تذكيره وتأنيثه فإنهما من أحكام اللفظ العربي كما في قوله تعالى: {فَلَماَّ رَأَى الشمس بَازِغَةً قَالَ هذا رَبّى} [الأنعام: 78] وقوله سحبانه: {وَلَمَّا رَأَى المؤمنون الاحزاب قَالُواْ هذا مَا وَعَدَنَا الله وَرَسُولُهُ} [الأحزاب: 22]؛ ويجوز أن يكون ذلك لتذكير الخبر، وقيل: هو إشارة إلى الثواب. وقيل: إلى مصدر {أُزْلِفَتْ} [ق: 31] والجملة بتقدير قول وقع حالًا من المتقين أو من الجنة والعامل أزلفت أي مقولًا لهم أو مقولًا في حقها هذا ما توعدون، أو اعتراض بين المبدل منه أعني {لّلْمُتَّقِينَ} والبدل أعني الجار والمجرور وفيه بعد.
وصيغة المضارع لاستحضار الصورة الماضية، وقرأ ابن كثير. وأبو عمرو {يُوعَدُونَ} بياء الغيبة، والجملة على هذه القراءة قيل: اعتراض أوحال من الجنة؛ وقال أبو حيان: هي اعتراض، والمراد هذا القول هو الذي وقع الوعد به وهو كما ترى، وقوله تعالى: {لِكُلّ أَوَّابٍ} أي رجاع إلى الله تعالى بدل من المتقين بإعادة الجار أومن {لّلْمُتَّقِينَ} على أن يكون الجار والمجرور بدلًا من الجار والمجرور {حَفِيظٌ} حفظ ذنوبه حتى رجع عنها كما روى عن ابن عباس. وسعيد بن سنان، وقريب مه ما أخرج سعيد بن منصور. وابن أبي شيبة. وابن المنذر عن يونس بن خباب قال: قال لي مجاهد: ألا أنبئك بالأواب الحفيظ؟ هو الرجل يذكر ذنبه إذا خلا فيستغفر الله تعالى.
وأخرج عبد بن حميد. وابن جرير. وابن المنذر عن قتادة قال: أي حفيظ لما استودعه الله تعالى من حقه ونعمته. وأهرج ابن أبي شيبة. وابن المنذر عن عبيد بن عمير كنا نعد الأواب الحفيظ الذي يكون في المجلس فإذا أراد أن يقوم قال: اللهم اغفر لي ما أصبت في مجلسي هذا. وقيل: هو الحافظ لتوبته من النقض ولا ينافيه صيغة {أَوَّابٌ} كما لا يخفى. وقوله تعالى شأنه:

.تفسير الآية رقم (33):

{مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ (33)}
{مَّنْ خَشِىَ الرحمن بالغيب وَجَاء بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ} بدل من {كل} [ق: 32] المبدل من المتقين أو بدل ثان من {المتقين} [ق: 31] بناء على جواز تعدد البدل والمبدل منه واحد. وقول أبي حيان: تكرر البدل والمبدل منه واحد لا يجوز في غير بدل البداء، وسره أنه في نية الطرح فلا يبدل منه مرة أخرى غير مسلم، وقد جوزه ابن الحاجب في أماليه، ونقله الدماميني في أول شرحه للخزرجية وأطال فيه، وكون المبدل منه في نية الطرح ليس على ظاهره، أو بدل من موصوف {أَوَّابٌ} [ق: 32] أي لكل شخص أواب بناء على جواز حذف المبدل منه، وقد جوزه ابن هشام في «المغنى» لاسيما وقد قامت صفته مقامه حتى كأنه لم يحذف ولم يبدل من {أَوَّابٌ} نفسه لأن أوابًا صفة لمحذوف كما سمعت فلو أبدل منه كان للبدل حكمه فيكون صفة مثله، و{مِنْ} اسم موصول والأسماء الموصولة لا يقع منها صفة إلا الذي على الأصح، وجوز بعض الوصف بمن أيضًا لكنه قول ضعيف أو مبتدأ خبره.

.تفسير الآية رقم (34):

{ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ (34)}
{ادخلوها} بتأويل يقال لهم ادخلوها لمكان الإنشائية والجمع باعتبار معنى {من} [ق: 33] وقوله تعالى: {بالغيب} [ق: 33] متعلق حذوف هو حال من فاعل {خَشِىَ} أو من مفعوله أو صفة لمصدره أي خشية ملتبسة بالغيب حيث خشي عقابه سبحانه وهو غائب عنه أو هو غائب عن الأعين لا يراه أحد، وقيل: الباء للآلة، والمراد بالغيب القلب لأنه مستور أي من خشي الرحمن بقلبه دون جوارحه بأن يظهر الخشية وليس في قلبه منها شيء وليس بشيء.
والتعرض لعنوان الرحمانية للاشعار بأنهم مع خشيتهم عقابه عز وجل راجون رحمته سبحانه أو بأن علمهم بسعة رحمته تبارك وتعالى لا يصدهم عن خشيته جل شأنه، وقال الإمام: يجوز أن يكون لفظ {الرحمن} [ق: 33] إشارة إلى مقتضى الخشية لأن معنى الرحمن واهب الوجود بالخلق والرحيم واهب البقاء بالرزق وهو سبحانه في الدنيا رحمن حيث أوجدنا ورحيم حيث أبقانا بالرزق فمن يكون منه الوجود ينبغي أن يكون هو المخشيء وما تقدم أولى.
والباء في قوله تعالى: {بِقَلْبٍ} [ق: 33] للمصاحبة، وجوز أن تكون للتعدية أي أحضر قلبًا منيبًا، ووصف القلب بالإنابة مع أنها يوصف بها صاحبه لما أن العبرة رجوعه إلى الله تعالى، وأغرب الإمام فجوز كون الباء للسببية فكأنه قيل: ما جاء إلا بسبب آثار العلم في قلبه أن لا مرجع إلا الله تعالى فجاء بسبب قلبه المنيب وهو كما ترى، وقوله تعالى: {بِسَلامٍ} متعلق حذوف هو حال من فاعل {ادخلوها} والباء للملابسة، والسلام إما من السلامة أو من التسليم أي ادخلوها ملتبسين بسلامة من العذاب وزوال النعم أو بتسليم وتحية من الله تعالى وملائكته {ذلك} إشارة إلى الزمان الممتد الذي وقع في بعض منه ما ذكر من الأمور {يَوْمُ الخلود} البقاء الذي لا انتهاء له إبدًا أو إشارة إلى وقت الدخول بتقدير مضاف أي ذلك يوم ابتداء الخلود وتحققه أو يوم تقدير الخلود أو إشارة إلى وقت السلام بتقدير مضاف أيضًا أي ذلك يوم إعلام الخلود أي الإعلام به.

.تفسير الآية رقم (35):

{لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ (35)}
{لَهُم مَّا يَشَاءونَ} من فنون المطالب كائنًا ما كان {فِيهَا} متعلق بيشاؤن، وقيل: حذوف هو حال من الموصول أو من عائدة المحذوف من صلته {وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ} هو ما لا يخطر ببالهم ولا يندرج تحت مشيئتهم من معالي الكرامات التي لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، ومنه كما أخرجه ابن أبي حاتم عن كثير بن مرة أن تمر السحابة بهم فتقول؛ ماذا تريدون فأمطره عليكم فلا يريدون شيئًا إلا أمطرته عليهم. وأخرج البيهقي في الرؤية. والديلمي عن علي كرم الله تعالى وجهه عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: {وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ} قال: «يتجلى لهم الرب عز وجل».
وأخرج ابن المنذر. وجماعة عن أنس أنه قال في ذلك يضًا: يتجلى لهم الرب تبارك وتعالى في كل جمعة، وجاء في حديث أخرجه الشافعي في الأم وغيره أن يوم الجمعة يدعى يوم المزيد، وقلي: المزيد ازواج من الحور العين عليهن تيجان أدنى لؤلؤة منها تضيء ما بين المشرق والمغرب وعلى كل سبعون حلة وأن الناظر لينفذ بصره حتى يرى مخ ساقها من وراء ذلك، وقيل: هو مضاعفة الحسنة بعشر أمثالها.

.تفسير الآية رقم (36):

{وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَشَدُّ مِنْهُمْ بَطْشًا فَنَقَّبُوا فِي الْبِلَادِ هَلْ مِنْ مَحِيصٍ (36)}
{وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ} أي كثيرًا أهلكنا قبل قومك {مّن قَرْنٍ} قومًا مقترنين في زمن واحد {هُمْ مِنْهُم بَطْشًا} أي قوة كما قيل أو أخذًا شديدًا في كل شيء كعاد وقوم فرعون {فَنَقَّبُواْ فِي البلاد} ساروا في الأرض وطوفوا فيها حذار الموت، فاتنقيب السير وقطع المسافة كما ذكره الراغب. وغيره، وأنشدوا للحرث بن حلزة:
نقبوا في البلاد من حذر المو ** ت وجالوا في الأرض كل مجال

ولامرئ القيس:
وقد نقبت في الآفاق حتى ** رضيت من الغنيمة بالإياب

وروى وقد طوفت، وأخرج الطستي عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق سأله عن ذلك فقال: هو هربوا بلغة اليمن، وأنشد له بيت الحرث المذكور لكنه نسبه لهدى بن زيد، وفسر التنقيب في البلاد بالتصرف فيها لكها ونحوه، وشاع التنقيب في العرف عنى التنقير عن الشيء والبحث عن أحواله، ومنه قوله تعالى: {وَبَعَثْنَا مِنهُمُ اثنى عَشَرَ} [المائدة: 12] وأما قولهم: كلب نقيب فهو عنى منصوب أي نقبت غلصمته ليضعف صوته، والفاء على تفسير التنقيب بالسير ونحوه المروي عن ابن عباس لمجرد التعقيب، وعلى تفسيره بالتصرف للسببية لأن تصرفهم في البلاد مسبب عن اشتداد بطشهم، وهي على الوجهين عاطفة على معنى ما قبلها كأنه قيل: اشتد بطشهم فنقبوا وقيل: هي على ما تقدم أيضًا للسببية والعطف على {وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا} على أن المراد أخذنا في إعلاكهم فنقبوا في البلاد {هَلْ مِن مَّحِيصٍ} على إضمار قول هو حال من واو {نقبوا} أي قائلين هل لنا مخلص من الله تعالى أو من الموت؟ أو على إجراء التنقيب لما فيه من معنى التتبع والتفتيش مجرى القوى على ما قيل أو هو كلام مستأنف لنفي أن يكون لهم محيص أي هل لهم مخلص من الله عز وجل أو من الموت، وقيل: ضمير {نقبوا} لأهل مكة أي ساروا في مسايرهم وأسفارهم في بلاد القرون المهلكة فهل رأوا لهم محيصًا حتى يؤملوا مثله لأنفسهم.
وأيد بقراءة ابن عباس. وابن يعمر. وأبي العالية. ونصر بن سيار. وأبي حيوة. والأصمعي عن أبي عمرو {بَطْشًا فَنَقَّبُواْ} على صيغة الأمر لأن الأمر للحاضر وقت النزول من الكفار وهم أهل مكة لا غير والأصل توافق القرائتين، وفيه على هذه القراءة التفات من الغيبة إلى الخطاب. وقرأ ابن عباس أيضًا. وعبيد عن أبي عمرو {فَنَقَّبُواْ} بفتح القاف مخففة، والمعنى كما في المشددة، وقرئ بكسر القاف خفيفة من النقب محركًا، وهو أن ينتقب خف البعير ويرق من كثرة السير، قال الراجز:
اقسم بالله أبو حفص عمر ** ما مسها من نقب ولا دبر

والكلام بتقدير مضاف أي نقبت أقدامهم، ونقب الأقدام كناية مشهورة عن كثرة السير فيؤل المعنى إلى أنهم أكثروا السير في البلاد أونقبت أخفاف مراكبهم والمراد كثرة السير أيضًا، وقد يستغني عن التقدير بجعل الإسناد مجازيًا.

.تفسير الآية رقم (37):

{إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ (37)}
{إِنَّ فِي ذَلِكَ} أي الإهلاك أو ما ذكر في السورة {لِذِكْرِى} لتذكرة وعظة {لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ} أي قلب واع يدرك الحقائق فإن الذي لا يعي ولا يفهم نزلة العدم، وفي الكشف {لّمَن كَانَ} إلخ تمثيل {أَوْ أَلْقَى السمع} أي أصغي إلى ما يتلى عليه من الوحي {وَهُوَ شَهِيدٌ} أي حاضر على أنه من الشهود عنى الحضور، والمراد به المتفطن لأن غير المتفطن منزلة منزلة الغائب فهو إما استعارة أو مجاز مرسل والأول أولى، وجوز أن يكون من الشهادة وصفًا للمؤمن للأنه شاهد على صحة المنزل وكونه وحيًا من الله تعالى فيبعثه على حسن الإصغاء أو وصفًا له من قوله تعالى: {لّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى الناس} [البقرة: 143] كأنه قيل: وهو من جملة الشهداء أي المؤمنين من هذه الأمة فهو كناية على الوجهين، وجوز على الأول منهما أن لا يكون كناية على أن المراد وهو شاهد شهادة عن إيقان لا كشهادة أهل الكتاب.
وعن قتادة المعنى لمن سمع القرآن من أهل الكتاب وهو شاهد على صدقه لما يجده في كتابه من نعته، والأنسب بالمساق والأملأ بالفائدة الأخذ من الشهود، والوجه جعل {وَهُوَ شَهِيدٌ} حالًا من ضمير الملقى لا عطفًا على {ألقى} كما لا يخفى على من له قلب أو القى السمع وهو شهيد، والمراد أن فيما فعل بسوالف الأمم أو في المذكور إمامًا من الآيات لذكرى لاحدى طائفتين من له قب يفقه عن الله عز وجل ومن له سمع مصغ مع ذهن حاضر أي لمن له استعداد القبول عن الفقيه إن لم يكن فقيهًا في نفسه، و{أَوْ} لمنع الخلو من حيث أنه يجوز أن يكون الشخص فقيهًا ومستعدًا للقبول من الفقيه، وذكر بعضهم أنها لتقسيم المتذكر إلى تال وسامع أو إلى فقيه ومتعلم أو إلى عالم كامل الاستعداد لا يحتاج لغير التأمل فيما عنده وقاصر محتاج للتعلم فيتذكر إذا أقبل بكليته وأزال الموانع بأسرها فتأمل.
وقرأ السلمي. وطلحة. والسدي. وأبو البرهسم {أَوْ أَلْقَى} مبنيًا للمفعول {السمع} بالرفع على النيابة عن الفاعل؛ والفاعل المحذوف اما المعبر عنه بالموصول أولًا، وعلى الثاني معناه لمن ألقى غيهر السمع وفتح أذنه ولم يحضر ذهنه، وأما هو فقد ألقى وهو شاهد متفطن محضر ذهنه، فالوصف أعني الشهود معتمد الكلام، وإنما أخرج في الآية بهذه العبارة للمبالغة في تفظنه وحضوره، وعلى الأول معناه لمن ألقى سمعه وهو خحاضر متفطن، ثم لو قدر موصول آخر بعد {أَوْ} فذو القلب والملقى غير أن شخصًا ولو لم يقدر جاز أن يكونا شخصين وأن يكونا شخصًا باعتبار حالين حال تفطنه بنفسه وحال إلقائه السمع عن حضور إلى متفطن بنفسه لأن {مِنْ} عام يتناول كل واحد واحد.