فصل: حرف الهمزة مع اللام ألف

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: كشف الخفاء ومزيل الإلباس عما اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس **


 حرف الهمزة مع اللام ألف

838 - ألا إنه لم يبق من الدنيا إلا بلاء وفتنة‏.‏

رواه ابن ماجه عن معاوية‏.‏

839 - ألا أخبرك بأفضل ما تعوذ به المتعوذون ‏؟‏قل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط عن عقبة بن عامر‏.‏

840 - ألا أخبرك بتفسير لا حول وقوة إلا بالله، لا حول عن معصية الله إلا بعصمة الله تعالى، ولا قوة على طاعة الله إلا بعون الله هكذا، أخبرني جبريل يا ابنَ أمِ عَبْدٍ‏.‏

رواه النجار عن ابن مسعود رضي الله عنه‏.‏

841 - ألا أعلمك كلمات تقوليهن عند الكرب، الله الله ربي، لا أشرك به شيئا‏.‏

رواه الإمام أحمد وأبو داود وابن ماجه عن أسماء بنت عميس رضي الله عنها‏.‏

842 - ألا أعلمك كلاما إذا قلته أذهب الله تعالى همك وقضى عنك دينك‏؟‏ قل إذا أصبحت وإذا أمسيت‏:‏ اللهم إني أعوذ بك من الهم<صفحة 315> والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال‏.‏

رواه أبو داود عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه‏.‏

843 - ألا قال تعالى‏:‏ إذا أردت أن أخرب الدنيا بدأت ببيتي فخربته، ثم أخرب الدنيا‏.‏

قال القاري نقلا عن العراقي لا أصل له‏.‏

844 - ألا لا تَغالَوْا في صَداق النساء فإنها لو كانت مكرمة لكان أولاكم بها النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏

ليس بحديث، وقال النجم لكن أخرج أبو يعلى عن مسروق قال ركب عمر منبر النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قال أيها الناس ما إكثاركم في صُدُق ‏(‏‏[‏هو ‏"‏صداق‏"‏ في نسختنا، والصحيح ‏"‏صُدُق‏"‏ ‏(‏وهو جمع ‏"‏صداق‏"‏‏)‏ كما ورد في الحديث الآتي رقم 1960 ‏"‏كل أحد أعلم من عمر‏"‏، وكذلك في رواية أبي يعلى في مجمع الزوائد‏.‏ دار الحديث‏]‏‏)‏ النساء‏؟‏ وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه إنما الصدقات بينهم أربعمائة درهم فما دون ذلك، ولو كان الإكثار في ذلك تقوى عند الله أو مكرمة لم تسبقوهم إليها، فلا أعرفن ما زاد رجل في صداق امرأة على أربعمائة درهم‏!‏ ثم نزل، فاعترضته امرأة من قريش فقالت يا أمير المؤمنين نهيت الناس أن يزيدوا النساء في صدقاتهن على أربعمائة درهم‏؟‏ قال نعم، فقالت أما سمعت ما أنزل الله في القرآن‏؟‏ قال‏:‏ وأي ذلك‏؟‏ قالت‏:‏ أما سمعت الله يقول ‏{‏وآتيتم إحداهن قنطارا فلا تأخذوا منه شيئا، أتأخذونه بهتانا وإثما مبينا‏}‏ قال فقال اللهم غفرا، كل الناس أفقه، من عمر قال ثم رجع فركب المنبر، فقال أيها الناس إني كنت نهيت أن تزيدوا النساء في صداقهن على أربعمائة درهم، فمن شاء أن يعطي من ماله ما أحب، قال أبو يعلى وأظنه قال ممن طابت نفسه فليفعل، وسنده قوي،

وهو عند البيهقي عن الشعبي قال خطب عمر<صفحة 316> الناس فحمد الله وأثنى عليه، وقال ألا لا تغالوا في صداق النساء فإنه لا يبلغني عن أحد ساق أكثر من شيء ساقه رسول الله صلى الله عليه وسلم أو سيق إليه إلا جعلت فضل ذلك في بيت المال، ثم نزل، فعرضت له امرأة من قريش، فقالت يا أمير المؤمنين أكتاب الله أحق أن يتبع أو قولك‏؟‏ قال بل كتاب الله، قالت نهيت الناس آنفا أن لا يتغالوا في صداق النساء، والله يقول ‏{‏وآتيتم إحداهن قنطارا فلا تأخذوا منه شيئا‏}‏ فقال عمر‏:‏ كل أحد أفقه من عمر مرتين أو ثلاثا، ثم رجع إلى المنبر، فقال للناس إني كنت نهيتكم أن لا تغالوا في صداق النساء، ألا فليفعل رجل في ماله ما بدا له،

وأخرجه عبد الرزاق عن أبى الجعفاء السُلَمِي خطبنا عمر فذكر نحوه، وفيه فقال إن امرأة خاصمت عمر فَخَصَمَتْهُ، وأخرجه ابن المنذر من طريقه بزيادة قنطارا من ذهب، قالوو كذا في قراءة ابن مسعود،

ورواه الزبير ابن بكار عن عمه مصعب بن عبد الله عن أبيه قال قال عمر لا تزيدوا في مهور النساء، فمن زاد ألقيت الزيادة في بيت المال، وذكر نحوه، وفيه فقال عمر‏:‏ امرأة أصابت، ورجل أخطأ‏.‏

 حرف الهمزة مع الياء التحتية

845 - أيما امرأة أدخلتْ على قومٍ من ليس منهم فليستْ من الله في شيء، ولن يُدَخلها الله جنتَه، وأيما رجل جحدَ ولدَه وهو ينظر إليه احتجب الله عنهُ وفضحه على رؤوس الأولين والآخرين‏.‏

رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه عن أبي هريرة رفعه، وصححه ابن حبان‏.‏

846 - أيُكْفَرُ بي وأنا خالقُ العِنَبِ‏.‏

هكذا اشتهر على الألسنة أنه حديث قدسي، ولم أدر من ذكره‏.‏ <صفحة 317>

847 - الإيناسُ ثم الإمساس‏.‏

ليس بحديث، وإنما هو من أمثال العرب، لكن بلفظ الإيناس قبل الإبساس - بالباء الموحدة، فقد قال ابن عساكر في تاريخه في الجزء الأول في باب تبشير المصطفى عليه السلام بافتتاح الشام في حديث ثم يجيء قوم يبسون بأهل المدينة، فقال يقال بَسَّ وأَبسَّ بمعنى، يقال أبْسَسْتُ بالناقة دعوتها للحلب،

قال وفي مثل العرب لا أفعل ذلك ما أبس عبد بناقة، وقال في مثل آخر الإيناس قبل الإبساس انتهى فاعرفه‏.‏

848 - أيُّ شيءٍ يَخْفى‏؟‏ قال‏:‏ ما لا يكون‏.‏

قال في المقاصد إن شيخه لا يعرف له أصلا، ثم قال نحوه حديث من أخفى سريرة صالحة أو سيئة ألبسه الله منها رداء بين الناس يعرف به، فلو دخل المؤمن كوَّة في حائطٍ وعمل عملا أصبح الناس يتحدثون به،

وروينا عن يحيى بن معاذ الرازي أنه قال‏:‏ من لم يخف الله في السرّ هتك ستره في العلانية، وأنشد‏:‏

إذا المرء أخفى الخير مكتتما له ‏(‏‏"‏له‏"‏ غير موجودة في الأصل فزدناها لإقامة الوزن‏)‏ * فلا بد أن الخير يوما سيظهر

ويكسى رداء بالذي هو عامل * كما يلبس الثوب التقي المشهر

قال وقد كتبت فيه جزءا انتهى، وفي معناه ما اشتهر وهو من أسر سريرة ألبسه الله رداءها، وما أحسن ما قيل‏:‏

ومهما تكن عند امرئ من خليقة * وإن خالها تخفى على الناس تعلم

849 - أيما عبد تزوج بغير إذن مواليه أو أهله فهو عاهر‏.‏

رواه أحمد وأبو داود والترمذي وصححه وابن حبان وصححه أيضا‏.‏

850 - الأئمة من قريش‏.‏

أخرجه أحمد والنسائي والضياء عن أنس، وزاد ولهم عليكم حق، ولكم <صفحة 318> مثل ذلك ما إن استرحموا رحموا، وإن استحكموا عدلوا، وإن عاهدوا وفوا، فمن لم يفعل ذلك فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل منه صرف ولا عدل ‏(‏الصرف التوبة وقيل النافلة، والعدل الفدية وقيل الفريضة انتهى‏)‏ ،

ورواه الحاكم والبيهقي عن علي وزاد أبرارُها أمراء أبرارِها وفجارُها أمراء فجارِها، وإن أمرت عليكم قريش عبدا حبشيا مجدَّعاً فاسمعوا له وأطيعوا ما لم يُخَيَّر أحدكم بين إسلامه وضرب عنقه، فإن خُيّرَ بين إسلامه وضرب عنقه فليقدم عنقه‏.‏

851 - إياكم والحسد، فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب‏.‏

رواه أبو داود عن أبي هريرة رفعه‏.‏

852 - إياكم والدَيْن، فإنه هم بالليل مذلَّة بالنهار‏.‏

رواه الديلمي عن أنس‏.‏

853 - إياكم والشُحَ، فإنما أهلك من كان من قبلكم بالشح، أمرهم بالبخل فبخلوا، وأمرهم بالقطيعة فقطعوا، وأمرهم بالفجور ففجروا‏.‏

رواه أبو داود والحاكم عن ابن عمر‏.‏

854 - إياك وقرين السوء، فإنك به تُعْرَف‏.‏

رواه ابن عساكر عن أنس، وما أحسن ما قيل‏:‏

عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه * فكل قرين بالمقارن يقتدي

855 - إياكم وخضراء الدِمَن‏.‏

رواه الدارقطني في الأفراد والرامهرمزي والعسكري في الأمثال وابن عدي <صفحة 319> في الكامل والقضاعي في مسند الشهاب، والخطيب في إيضاح الملبس، والديلمي من حديث الواقدي عن أبي سعيد مرفوعا، لكن بزيادة قيل وما ذا يا رسول الله‏؟‏ قال‏:‏ المرأة الحسناء في المنبت السوء، قال عدي‏:‏ تفرد به الواقدي، وذكره أبو عبيد في الغريب، وقال الدارقطني لا يصح من وجه، ومعناه أنه كره نكاح ذات الفساد، فإن أعراق السوء تنزع أولادها، وأصله أن النبات ينبت على البعر في الموضع الخبيث، فيكون ظاهره حسنا وباطنه قبيحا فاسدا، إذ الدِمَن جمع دِمْنة وهي البعر، وأنشدوا‏:‏

وقد ينبت المرعى على دمن الثرى * وتبقى حزازات النفوس كما هي

ومعنى البيت أن الرجلين قد يظهران الصلح أو المودة، وينطويان على البغضاء والعداوة، كما ينبت المرعى على الدمن، وهذا أكثريٌ أو كليٌ في زماننا، والله المستعان، وذكره السخاوي، وقال القاري لا يكون موضوعا سواء كان موقوفا أو مرفوعا، وذكره صاحب تحفة العروس عن عمر موقوفا بلفظ إياكم وخضراء الدمن، فإنها تلد مثل أصلها، وعليكم بذات الأعراق، فإنها تلد مثل أبيها وعمها وأخيها انتهى‏.‏

856 - إياك والسجع يا ابن رواحة‏.‏

ذكره في الإحياء، قال العراقي لم أجده هكذا،

ورواه ابن السني وأبو نعيم عن عائشة بإسناد صحيح أنها قالت للسائب إياك والسجع فإن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه كانوا لا يسجعون،

ولابن حبان واجتنب السجع، وفي البخاري نحوه من قول ابن عباس؛ ثم السجع المذموم هو المتكلف كالصادر من نحو الكهَّان، وأما ما كان بمقتضى الطبع فلا منع منه، بل هو وارد عنه صلى الله عليه وسلم في أدعية نحو اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع، وقلب لا يخشع، ونفس لا تشبع، ودعاء لا يسمع، أعوذ بك من هؤلاء الأربع،

رواه أبو داود والترمذي عن ابن عمر بلفظ اللهم إني أعوذ بك من قلب لا يخشع، ومن دعاء لا يسمع، ومن نفس لا تشبع، ومن <صفحة 320> علم لا ينفع، أعوذ بك من هؤلاء الأربع‏.‏

857 - إياكم وزي الأعاجم‏.‏

سيأتي في ‏"‏تمعددوا‏"‏ أنه من قول عمر، واعتمده الإمام مالك حيث قال‏:‏ أميتوا سنة العجم، وأحيوا سنة العرب‏.‏

858 - إياكم والزنى، فإن فيه أربع خصال‏:‏ يُذْهِبُ البهاء عن الوجه، ويَقْطَعُ الرزق، ويُسْخِط الرحمن، ويوجب الخلود في النار‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وابن عدي عن ابن عباس‏.‏

859 - إياكم والطمع، فإنه الفقر الحاضر‏.‏

قال في المقاصد رواه الطبراني في الأوسط، والعسكري عن جابر رفعه بزيادة وإياكم وما يُعْتَذَرُ منه، وفيه ابن أبي حميد مجمع على ضعفه، لكن له شواهد، منها ما رواه العسكري أيضا عن ابن عباس بلفظ قال قيل‏:‏ يا نبي الله ما الغنى‏؟‏ قال‏:‏ اليأس مما في أيدي الناس، وإياكم والطمع فإنه الفقر الحاضر،

ورواه أبو بكر بن عياش عن ابن مسعود وسئل النبي صلى الله عليه وسلم ما الغنى‏؟‏ فقال‏:‏ اليأس مما في أيدي الناس، ومن مشى منكم إلى الطمع فليمش رويدا،

ورواه تمَّامٌ في فوائده عن أبي أمامة مرفوعا أعوذ بالله من طمع يجر إلى طبع ‏(‏أي يؤدي إلى شين وعيب‏.‏ النهاية‏)‏ ومن طمع في غير مطمع، ومن طمع حيث لا مطمع،

ورواه أحمد أيضا بهذا اللفظ عن معاذ بن جبل مرفوعا،

ورواه الطبراني بأسانيد رجال أحدها ثقات مع اختلاف في بعضهم عن عوف بن مالك أنه خرج إلى الناس، فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمركم أن تتعوذوا من ثلاث‏:‏ من طمع حيث لا مطمع، ومن طمع يرد إلى طبع، ومن طمع إلى غير مطمع، انتهى،

وما أحسن قول إمامنا الشافعي رضي الله عنه حيث قال‏:‏ <صفحة 321>

أمت مطامعي فأرحت نفسي * فإن النفس ما طمعت تهون

وأحييت القنوع ‏(‏القنوع هنا الرضا‏)‏ وكان ميتا * ففي إحيائه عرضي مصون

إذا طمع يحل بقلب عبد * علته مهانة وعلاه هون

860 - إياكم والأشقر الأزرق، فإنه من تحت قرنه إلى قدمه مكر وخديعة وغدر‏.‏

رواه الديلمي عن ابن عمر رفعه، وفي مناقب الشافعي للبيهقي أنه أمر صاحبه الربيع بن سليمان أن يشتري له عنبا أبيض، قال فاشتريت له منه بدرهم، فلما رآه استجاده، قال يا أبا محمد ممن اشتريت هذا‏؟‏ فسميت له البائع، فنحى الطبق من بين يديه، وقال لي أردده عليه، واشتر لي من غيره، فقلت وما شأنه‏؟‏ فقال ألم أنهك أن تصحب أشقر أزرق، فإنه لا ينجب، فكيف آكل من شيء يشترى لي ممن أنهى عن صحبته، قال الربيع فرددته، واعتذرت إليه، واشتريت له عنبا من غيره؛ وقال الربيع وجه الشافعي رجلا ليشتري له طيبا

، فلما جاءه قال اشتريته من أشقر كوسج ‏؟‏ فقال نعم، قال عد فرده عليه، زاد حرملة عن الشافعي فما جاءني خير قط من أشقر‏.‏

وعن حرملة أيضا سمعت الشافعي يقول‏:‏ احذروا الأعور والأحول والأحدب والأشقر والكوسج وكل من به عاهة في بدنه وكل ناقص الخلق فاحذروه، فإنه صاحب التواء، ومعاملتهم عسرة، وقال أيضا فإنهم أصحاب خبث، قال ابن أبي حاتم هذا إذا كان خلقيا، فأما من حدثت له هذه العلل فلا تضر مخالطته؛

وروى الحميدي عن الشافعي أنه قال‏:‏ خرجت إلى اليمن في طلب كتب الفراسة حتى كتبتها وجمعتها، ثم لما كان انصرافي مررت بطريقي برجل وهو محتبي بفناء داره أزرق العينين ناتئ الجبهة سناط - وهو الذي ليس في لحيته شعر - فقلت له‏:‏ هل من منزل‏؟‏ قال نعم - قال الشافعي وهذا النعت أخبث ما يكون في الفراسة - فأنزلني فرأيته أكرم رجل‏:‏ بعث <صفحة 322> إليَّ بعشاء وطيب وعلف لدابتي وفراش ولحاف، قال فجعلت أتقلب الليل أجمع، ما أصنع بهذه الكتب‏؟‏ فلما أصبحت قلت للغلام أسرج فأسرج، فركبت ومررت عليه وقلت له إذا قدمت مكة ومررت بذي طوى فاسأل عن منزل محمد بن إدريس الشافعي، فقال لي‏:‏ أمَوْلىً كنت أنا لأبيك‏؟‏ قلت‏:‏ لا‏.‏ قال‏:‏ فهل كانت لك عندي نعمة‏؟‏ فقلت‏:‏ لا، قال‏:‏ فأين ما تكلفت لك البارحة‏؟‏ قلت وما هو‏؟‏ قال اشتريت لك طعاما بدرهمين، وأدما بكذا، وعطرا بثلاثة دراهم، وعلفا لدابتك بدرهمين، وكراء الفراش واللحاف درهمان‏.‏ قال فقلت‏:‏ يا غلام أعطه‏.‏ فهل بقي من شيء‏؟‏ قال‏:‏ نعم، كراء المنزل، فإني وسعت عليك وضيقت على نفسي بتلك الكتب‏.‏ فقلت له‏:‏ هل بقي من شيء بعد ذلك‏؟‏ قال‏:‏ لا‏.‏ قلت‏:‏ اِمض خزاك الله، فما رأيت قط شرا منك‏.‏

861 - إياكم وكثرة الضحك فإنه يميت القلب ويذهب بنور أهل الجنة‏.‏

رواه ابن ماجه عن أبي هريرة رضي الله عنه‏.‏

862 - إياكم واللوّ، فإن اللوّ تفتح عمل الشيطان‏.‏

رواه مسلم عن أبي هريرة‏.‏

واللوّ، بتشديد الواو، بمعنى قول الشخص ‏"‏لو كان كذا أو لو فعلت كذا، لم يحصل لي كذا‏"‏‏.‏

وقال الشاعر‏:‏

أُلام على لَوِّ، ولو كنت عالما * بأذناب لَوِّ لم تفنى أوائله

863 - إياكم والالتفات في الصلاة فإنها هلكة‏.‏

رواه العقيلي عن ابن عباس‏.‏ <صفحة 323>

864 - إياكم والمزاح، فإنه يذهب بهاء المؤمن‏.‏

رواه الديلمي عن علي، والمراد كثرة المزاح، وإلا فالنبي صلى الله عليه وسلم ربما مزح، ولا يقول إلا حقا‏.‏

865 - إياكم والكذب، فإن الكذب مجانب للإيمان‏.‏

رواه أحمد وأبو الشيخ في التوبيخ وابن لال في مكارم الأخلاق عن أبي بكر الصديق، ورواه أصحاب السنن عن ابن مسعود بلفظ إياكم والكذب، فإن الكذب يهدى إلى الفجور‏.‏

866 - إياكم وكثرة الحلف في البيع، فإنه يُنَفِّقُ ثم يَمْحَقُ‏.‏

رواه مسلم وأحمد والترمذي وابن ماجه عن أبي قتادة‏.‏

867 - إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث، ولا تَجَسَّسُوا ولا تَحَسَّسُوا، ولا تنافسوا ولا تحاسدوا، ولا تباغضوا ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانا، ولا يخطِب الرجلُ على خِطبة أخيهِ حتى يَنْكِحَ أو يَتْرُك‏.‏

متفق عليه عن أبي هريرة‏.‏

868 - إياك وما يسوء الأُذُنَ‏.‏

أحمد عن أبي الغادية، ورواه أبو نعيم عن عبد الله بن الحرث، وسيأتي له تتمة في الحديث بعده‏.‏

<صفحة 324>

869 - إياك وما يُعْتَذَرُ منه‏.‏

رواه العسكري في الأمثال عن سعد بن أبي وقاص أن رجلا قال‏:‏ يا رسول الله أوصني وأوجز، فقال‏:‏ عليك باليأس مما في أيدي الناس، فإنه الغنى، وإياك والطمع فإنه الفقر الحاضر، وصل صلاتك وأنت مودّع وإياك وما يعتذر منه،

ورواه الديلمي في مسنده عن أنس رفعه، اُذكر الموت في صلاتك، فإن الرجل إذا ذكر الموت في صلاته لحري أن تَحْسُن صلاته، وصلِّ صلاة رجلٍ لا يظن أنه يصلي غيرها، وإياك وكل أمر يعتذر منه، قال في المقاصد وقال شيخنا أنه حسن،

قال وهو عند الديلمي أيضا في حديث أوله اعمل لله رأي العين، فإن لم تكن تراه فإنه يراك، وأسبغ طهورك، وإذا دخلت المسجد فاذكر الموت - الحديث،

وأخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق عن أبى أيوب أن رجلا قال‏:‏ يا رسول الله عظني وأوجز، قال‏:‏ إذا كنت في صلاتك فصل صلاة مودع، وإياك وما يعتذر منه، واجمع اليأس مما في أيدي الناس،

ورواه الطبراني في الأوسط عن جابر مرفوعا بلفظ إياكم والطمع فإنه هو الفقر، وإياكم وما يعتذر منه،

وأخرجه القضاعي عن ابن عمر أنه قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ يا رسول الله حدثني حديثا واجعله موجزا لعلي أعيه، فقال صلى الله عليه وسلم‏:‏ صل صلاة مودع كأنك لا تصلي بعدها، وَأيَسْ مما في أيدي الناس تعش غنيا، وإياك وما يعتذر منه،

ورواه الطبراني في الأوسط عن ابن عمر بلفظ صل صلاة مودع، فإنك إن كنت لا تراه فإنه يراك‏.‏

وأخرجه الطبراني في الأوسط عن سعد بن عمارة وكانت له صحبة أن رجلا قال عظني في نفسي يرحمك الله، قال‏:‏ إذا انتهيت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء، فإنه لا صلاة لمن لا وضوء له، ولا إيمان لمن لا صلاة له، ثم إذا صليت فصل صلاة مودع، واترك طلب كثير من الحاجات، فإنه فقر حاضر، واجمع اليأس مما عند الناس، فإنه هو الغنى، وانظر ما يعتذر منه من القول والفعل فاجتنبه، وهو موقوف، وأخرجه أحمد والطبراني بسند رجاله ثقات،

ورواه عبد الله بن أحمد في زوائده من طريق محمد بن عبد <صفحة 325> الرحمن الطفاوي سمعت العاص قال خرج أبو الغادية وحبيب بن الحارث وأم الغادية مهاجرين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأسلموا، فقالت المرأة‏:‏ أوصني يا رسول الله، قال‏:‏ إياك وما يسوء الأذن، وهو مرسل إذ العاص لا صحبة له،

وأخرجه ابن مندة في المعرفة، والخطيب في المؤتلف عن العاص عن عمته أم غادية، قالت خرجت مع رهط من قومي إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فلما أردت الانصراف قلت يا رسول الله أوصني، قال‏:‏ إياك وما يسوء الأذن، وأخرجه ابن سعد في طبقاته بزيادة ثلاثا، وتمام وإن كان ضعيفا فبروايته يعتضد المرسل،

وخرج ابن عساكر عن ميمون بن مهران قال قال له عمر بن عبد العزيز احفظ عني أربعا‏:‏ لا تصحب سلطانا وإن أمرته بمعروف ونهيته عن منكر، ولا تخلون بامرأة ولو أقرأتها القرآن، ولا تصلن من قطع رحمه فإنه لك أقطع، ولا تتكلمن بكلام تعتذر منه غدا‏.‏

870 - أيامُ التشريقِ أيامُ أكلٍ وشُربٍ وبِعال‏.‏

رواه مسلم عن نُبيشة، وأحمد وأبو يَعلى وابن ماجه عن أبي هريرة، وفي لفظٍ وقِرامٍ بدلَ وبِعال وهو بكسر القاف، الكل بمعنى السر يعني الوطء والنكاح قال تعالى‏:‏ ‏{‏ولكن لا تواعدهن سرا‏}‏ أي نكاحا، لكن لفظ التخريج للحافظ ابن حجر‏:‏ أيام التشريق أيام أكل وشرب وقرام أي سرٍ، قال قرامٌ بكسر القاف أي سر،

وفي النجم وعند أحمد ومسلم من حديث نبيشة الهُذلي - ويقال له نَبيشة الخير - أيام التشريق أيام أكل وشرب، زاد في رواية وذكرِ الله، وعند ابن أبي شيبة وإسحاق بن راهويه وعبد بن حميد وأبي يعلى والطبراني عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم أرسل أيام منى صائحا يصيح‏:‏ أن لا تصوموا هذه الأيام، فإنها أيام أكل وشرب وبعال، قال وبعالٍ‏:‏ وِقاعِ النساء، وللنسائي عن مسعود ابن الحكم عن أمه أنها رأت وهي بمنى في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم راكبا يصيح، يقول‏:‏ يا أيها الناس إنها أيام أكل وشرب ونساء <صفحة 326> وبعال وذكر الله، قالت فقلت‏:‏ من هذا‏؟‏ قالوا‏:‏ علي بن أبي طالب، وله طرق صححها ابن حجر وغيره انتهى‏.‏

871 - أيامُ مِنى أيامُ أكلٍ وشُربٍ‏.‏

ابن ماجه عن أبي هريرة رضي الله عنه‏.‏

872 - الأَيِّمُ أََحَقُّ بنفسها‏.‏

رواه مالك ومسلم وأبو داود وغيرهم عن ابن عباس بزيادة‏:‏ والبِكرُ تُستأذَنُ في نفسها، وإذنُها صُمَاتها، وفي لفظ عنه عند مسلم الثيب أحق بنفسها من وليها، والبكر تُستأذن، وإذنها صماتها، ورواه أبو داود والنسائي وابن حبان بسند رواته ثقات عن ابن عباس ليس للولي مع الثيب أمر، واليتيمة تُستأمَرُ، وإذنها إقرارها، ورواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة بلفظ لا تُنكح البكر حتى تستأذن، قالوا‏:‏ يا رسول الله كيف إذنها ‏؟‏قال‏:‏ أن تسكت‏.‏

ولهما عن عائشةَ رضي الله عنها قلت‏:‏ يا رسول الله إن البكر تستحي، قال‏:‏ فإذنُها صُماتها‏.‏

873 - أيُّ الرجالِ مهَذَّبُ‏.‏

رواه عبد الله بن أحمد في زوائد الزهدِ عن ثابت البُناني قال‏:‏ قلت للحسن يا أبا سعيد رأيتك في المنام تقول الشعر، فقال‏:‏ وأيُّ الرجالِ مهَذَّبُ‏.‏