الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم
{دون ذلك} الأولى وصله.{لا يعلمون} كاف.{بأعيننا} حسن على استئناف الأمر وليس بوقف إن عطف على ما قبله.{حين تقوم} جائز.{وإدبار النجوم} تام. قرأ العامة بكسر الهمزة مصدر بخلاف التي في (قّ) فإنَّه قرئ بالكسر والفتح معًا كما تقدم. اهـ.
ومن ذلك قراءة الأعرج: {وَمَا أَلَتْنَاهُم}، على أفعلناهم.قال أبو الفتح: وفيما روينا عن قطرب، قال: قراءة عبد الله وأبي: و{مالتناهم}. وكان ابن عباس يقول: {ألتناهم}: نقصناهم. يقال: ألته يألته ألتا، وآلته يؤلته إيلاتا، ولاته يليته ليتا. كلهن بمعنى واحد. أي: نقصه، ويقال أيضا: ولته يلته ولتا، بمعناه. قال الحطيئة: وقالوا: ولته يلته: إذا صرفه عن الشيء يريده، وقالوا: ألته يألته باليمين: إذا غلظ عليه بها، وآلته يؤلته بها: إذا قلده إياها، وقال رؤبة: أي: لم يثني عنها ثان.ومن ذلك قراءة الناس: {أَمْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ}.وقرأ مجاهد: {بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُون}، في الطور.قال أبو الفتح: هذا هو الموضع الذي يقول أصحابنا فيه: إن أم المنقطعة بمعنى بل، للترك والتحول، إلا أن مات بعد بل متيقن، وما بعد أم مشكوك فيه، مسئول عنه. وذلك كقول علقمة بن عبدة. كأنه قال: بل أحبلها إذ نأتك اليوم مصروم؟ ويؤكده قوله بعده: ألا ترى إلى ظهور حرف الاستفهام، وهو هل في قوله: أم هل كبير بكى حتى كأنه قال: بل هو كبير؟ ترك الكلام الأول، وأخذ في استفهام مستأنف.وقد توالت {أم} هذه في هذا الموضع من هذه السورة، قال تعالى: {أَمْ يَقولونَ شَاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ}، أي: بل أيقولون ذلك؟، {أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلامُهُمْ بِهَذَا أَمْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ}، أي: بل أهم قوم طاغون. أخرجه مخرج الاستفهام، وإن كانوا عنده تعالى قوما طاغين؛ تلعبا بهم، وتهكما عليهم. وهذا كقول الرجل لصاحبه الذي لا يشك في جهله: أجاهل أنت؟ توبيخا له، وتقبيحا عليه. ومعناه: إني قد نبهتك على حالك، فانتبه لها، واحتط لنفسك منها. قال صخر الغي: ليس يستفهم نفسه عما هو أعلم به. ولكنه يقبح هذا الرأي لها، وينعاه عليها هكذا مقتاد كلام العرب، فاعرفه وأنس به.ومن ذلك قراءة الجحدري: {بِحَدِيثٍ مِثْلِه}.قال أبو الفتح: الهاء في {مثله} في هذه القراءة ضمير النبي صلى الله عليه وسلم. ألا ترى أن قلبه: {أَمْ يَقولونَ تَقولهُ بَلْ لا يُؤْمِنُونَ}؟ أي: فليأتوا بحديث مثل النبي، صلى الله عليه وسلم. وأما الهاء في قراءة الجماعة: {بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ} فللقرآن، أي: مثل القرآن.ومن ذلك قراءة سالم أبي الجعد: {وَإِدْبَارَ النُّجُوم}.قال أبو الفتح: هذا كقولك: في أعقاب النجوم، قيل له: دبر، كما قيل له: عقب قال: . اهـ.
|