الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: لسان العرب ***
وأل: وَأَلَ إِليه وَأْلاً ووُؤُولاً وَوَئيلاً ووَاءَلَ مُواءَلَةً ووِئالاً: لجأَ. والْوَأْلُ والمَوْئِلُ: الملجأُ، وكذلك المَوْأَلَةُ مثال المَهْلَكة؛ وقد وأَلَ إِليه يَئِلُ وَأْلاً ووُؤُولاً على فُعول أَي لجأَ، ووَاءل منه على فاعَل أَي طلب النجاة، ووَاءَلَ إِلى المكان مُوَاءَلَةً ووِئالاً: بادر. وفي حديث عليّ، عليه السلام: أَن دِرْعَه كانت صَدْراً بلا ظَهْر، فقيل له: لو احترزتَ من ظَهْرِك، فقال: إِذا أَمْكَنْت من ظهري فلا وَأَلْتُ أَي لا نجوْت. وقد وَأَلَ يَئِلُ، فهو وائِلٌ إذا التجأَ إِلى موضع ونَجا؛ ومنه حديث البَراء بن مالك: فكأَنَّ نفسي جاشَتْ فقلت: لا وَأَلْتِ أَفِراراً أَوَّل النهار وجُبْناً آخره؟ وفي حديث قَيْلة: فوَأَلْنا إِلى حِواءٍ أَي لجَأْنا إِليه *** والحِواء: البيوتُ المجتمِعة الليث: المَآلُ والمَوْئلُ المَلْجأُ. يقال من المَوْئل وأَلْتُ مثل وَعَلْت ومن المآل أُلْتُ مثل عُلْت مآلاً، بوزن مَعَالاً؛ وأَنشد: لا يَسْتَطيعُ مآلاً من حَبائِلهِ *** طيرُ السماء ولا عُصْم الذُّرَى الوَدِقِ وقال الله تعالى: لن يَجِدوا من دونه مَوْئلاً؛ قال الفراء: الموْئل المَنْجَى وهو المَلْجأُ، والعرب تقول: إِنه لَيُوائل إِلى موضعه يريدون يذهب إِلى موضعه وحرزه؛ وأَنشد: لا واءَلَتْ نفسُك خلَّيتها للعامِرِيَّيْن ولم تُكْلم يريد: لا نَجَتْ نفسُك. وقال أَبو الهيثم: يقال وَأَلَ يَئلُ وأْلاً ووَأْلةً وواءَل يُوائل مُواءلةً ووِئالاً؛ قال ذو الرمة: حتى إِذا لم يَجِدْ وَأْلاً ونَجْنَجَها *** مَخافةَ الرَّمْي حتى كلُّها هِيمُ يروى: وَعْلاً: ويروى: وَغْلاً، فالوَأْل المَوْئل، والوَغْل المَلْجَأُ يَغِل فيه أَي يدخل فيه. يقال: وغَل يَغِل فهو واغِل، وكل ملجاءٍ يُلجأ إِليه وَغْل ومَوْغِل، ومَن رواه وَغْلاً فهو مثل الوَأْل سواءً، قُلبت الهمزة عيناً؛ ونَجْنَجَها أَي حَرَّكها وردَّدها مخافة صائد أَن يرميها. الليث: الوَأْلُ والوَعْل الملجأ. التهذيب: شمر قال أَبو عدنان قال لي مَن لا أُحْصِي من أَعْراب قيسٍ وتميم: أَيلةُ الرجل بنو عمه الأَدْنون. وقال بعضهم: مَن أَطاف بالرجل وحلَّ معه من قَرابته وعشيرته فهو إِيلَتُه. وقال العكلي: هو من إِيلَتِنا أَي من عشيرتِنا. ابن بُزُرْج: إِلَةُ فلان الذين يَئِلُ إِليهم وهم أَهله دِنْياً، وهؤلاء إِلَتُك وهم إِلَتي الذين وأَلْت إِليهم. وقالوا: رَدَدْته إِلى إِيلَته أَي إِلى أَصله؛ وأَنشد:ولم يكن في إِلَتي غوالي يريد أَهلَ بيته وهذا من نوادره. قال أَبو منصور: أَمّا إِلَةُ الرجل فهم أَهلُ بيتِه الذين يَئِلُ إِليهم أَي يَلجَأُ إِليهم، من وَأَلَ يئل. وإِلَةُ: حرف ناقص أَصله وِئْلةٌ مثل صِلةٍ وزِنةٍ أَصلهما وِصْلة ووِزْنة، وأَما إِيلةُ الرجل فهم أَصله الذين يَؤُولُ إِليهم، وكان أَصلُه إِوْلةٌ فقلبت الواو ياء. التهذيب: وأَيْلة قرية عربيَّة كأَنها سميت أَيلة لأَن أَهلها يَؤُولون إِليها، وأَمَّا إِلْيةُ الرجل فقَراباته، وكذلك لِيَتُه. والمَوْئل: الموضع الذي يستقِرُّ فيه السَّيْل. والأَوَّل: المتقدّم وهو نقيض الآخِر؛ وقول أَبي ذؤيب: أَدانَ، وأَنْبَأَهُ الأَوَّلونَ بأَنَّ المُدَانَ مَلِيٌّ وفي الأَوَّلون: الناس الأَوَّلون والمَشْيخة، يقول: قالوا له إِنَّ الذي بايعته مَلِيٌّ وفِيٌّ فاطمئِن، والأُنثى الأُولى والجمع الأُوَل مثل أُخْرى وأُخَر، قال: وكذلك لجماعة الرجال من حيث التأْنيث؛ قال بَشير ابن النِّكْث: عَوْدٌ على عَوْدٍ لأَقوامٍ أُوَلْ، يَموتُ بالتَّرْكِ ويَحْيا بالعَمَلْ يعني ناقة مسنَّة على طريق قَديم، وإِن شئت قلت الأَوَّلون. وفي حديث الإِفك: وأَمْرُنا أَمْرُ العرب الأُوَل؛ يروى بضم الهمزة وفتح الواو جمع الأُولى، ويكون صفة للعَرب، ويروى أَيضاً بفتح الهمزة وتشديد الواو صفة للأَمر، وقيل: هو الوجه. وفي حديث أَبي بكر، رضي الله عنه، وأَضيافِهِ: بسم الله الأُولى للشيطان، يعني الحالة التي غضب فيها وحلَف أَن لا يأْكل، وقيل: أَراد اللُّقْمة الأُولى التي أَحنثَ بها نفسَه وأَكَلَ؛ ومنه الصلاةُ الأُولى، فمن قال صلاة الأُولى فهو من إِضافة الشيء إِلى نفسه أَو على أَنه أَراد صلاةَ الساعةِ الأُولى من الزَّوال. وقوله عز وجل: تَبَرُّجَ الجاهِلِيّة الأُولى؛ قال الزجاج: قيل الجاهلية الأُولى مَن كان من لَدُن آدم إِلى زمن نوح، عليهما السلام؛ وقيل: مُنْذ زمن نوح، عليه السلام، إِلى زمن إِدريس، عليه السلام، وقيل: مُنْذ زمن عيسى إِلى زمن سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: وهذا أَجود الأَقوال لأَنهم الجاهلية المعروفون وهم أَوَّل من أُمة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانوا يتَّخِذون البَغايا يُغْلِلْن لهم؛ قال: وأَما قول عَبيد بن الأَبرص:فاتَّبَعْنا ذاتَ أُولانا الأُولى الْـ *** ـمُوقِدِي الحرْب، ومُوفٍ بالحِبال فإِنه أَراد الأُوَل فقلَب وأَراد ومنهم مُوفٍ بالحِبال أَي العهود؛ فأَما ما أَنشده ابن جني من قول الأَسْود ابن يَعْفُرَ: فأَلْحَقْتُ أُخْراهُمْ طَريقَ أُلاهُمُ فإِنه أَراد أُولاهم فحذف استخفافاً، كما تحذف الحركة لذلك في قوله: وقَدْ بَدا هَنْكِ من المِئْزَرِ ونحوه، وهم الأَوائل أَجْرَوْه مُجْرى الأَسماء. قال بعض النحويين: أَما قولهم أَوائل، بالهمز، فأَصله أَواوِل، ولكن لما اكتنفت الأَلفَ واوانِ ووَلِيَت الأَخيرةُ منهما الطرَفَ فضعفت، وكانت الكلمة جمعاً والجمع مستثقل، قلبت الأَخيرة منهما همزة وقلبوه فقالوا الأَوالي؛ أَنشد يعقوب لذي الرمة: تَكادُ أَوالِيها تُفَرِّي جُلودَها، ويَكْتَحِل التالي بِمُورٍ وحاصِبِ أَراد أَوائلَها. والجمع الأُوَل. التهذيب: الليث الأَوائل من الأُول فمنهم من يقول أَوَّلُ تأسيسِ بِنائِه من همزة وواوٍ ولامٍ، ومنهم مَن يقول تأْسيسُه من واوين بعدهما لامٌ، ولكلٍّ حجة؛ وقال في قوله: جَهام تَحُثُّ الوائلاتِ أَواخِرُهْ قال: ورواه أَبو الدُّقَيش الأَوَّلاتِ؛ قال: والأَول والأُولى بمنزلة أَفعَل وفُعْلى، قال: وجمع أَوَّل أَوَّلون وجمع أُولى أُولَيات. قال أَبو منصور: وقد جمع أَوَّل على أُوَل مثل أَكْبَر وكُبَر، وكذلك الأُولى، ومنهم من شدَّد الواوَ من أَوَّل مجموعاً؛ الليث: من قال تأْليف أَوَّل من همزة وواو ولام فينبغي أَن يكون أَفعَل منه أَأْوَل بهمزتين، لأَنك تقول من آبَ يَؤُوب أَأْوَب، واحتج قائل هذا القول أَنَّ الأَصل كان أَأْوَل، فقلبت إِحدى الهمزتين واواً ثم أُدغمت في الواو الأُخرى فقيل أَوَّل، ومَن قال إِنَّ أَصلَ تأْسيسِه واوانِ ولام، جعل الهمزة أَلف أَفْعَل، وأَدغم إِحدى الواوين في الأُخرى وشدَّدهما؛ قال الجوهري: أَصل أَوَّل أَوْأَل على أَفعَل مهموزَ الأَوْسط قلبت الهمزة واواً وأُدغم، يدلُّ على ذلك قولهم: هذا أَوَّل منك، والجمع الأَوائل والأَوالي أَيضاً على القَلْب، قال: وقال قومٌ أَصله وَوَّل على فَوْعَل، فقلبت الواو الأُولى همزة. قال الشيخ أَبو محمد بن بري، رحمه الله: قوله أَصْل أَوَّل أَوْأَل هو قول مَرْغوبٌ عنه، لأَنه كان يجِب على هذا إِذا خفِّفت همزته أَن يقال فيه أَوَل، لأَن تخفيف الهمزة إِذ سكَن ما قبلها أَن تحذَف وتلقى حركتُها على ما قبلها، قال: ولا يصح أَيضاً أَن يكون أَصله وَوْأَل على فَوْعَل، لأَنه يجب على هذا صَرْفه، إِذْ فَوْعَل مصروف وأَوَّل غير مصروف في قولك مررت برجل أَوَّلَ، ولا يصح قلب الهمزة واواً في وَوْأَل على ما قدَّمت ذكرَه في الوجه الأَوَّل، فثبت أَن الصحيح فيها أَنها أَفْعَل من وَوَل، فهي من باب دَوْدَن وكَوْكَب مما جاء فاؤه وعينُه من موضع واحد، قال: وهذا مذهب سيبويه وأَصحابه؛ قال الجوهري: وإِنما لم يُجمع على أَواوِل لاستثقالهم اجتماعَ الواوين بينهما أَلفُ الجمع، قال: وهو إِذا جعلته صفةً لم تصرفه، تقول: لَقِيتُه عاماً أَوَّلَ، وإِذا لم تجعله صفة صرفته، تقول: لقيتُه عاماً أَوَّلاً؛ قال ابن بري: هذا غلط في التمثيل لأَنه صفة لعام في هذا الوجه أَيضاً، وصوابه أن يمثِّله غير صفة في اللفظ كما مثَّله غيره، وذلك كقولهم ما رأَيت له أَوَّلاً ولا آخِراً أَي قديماً ولا حديثاً؛ قال الجوهري: قال ابن السكيت ولا تَقُلْ عامَ الأَوَّلِ. وتقول: ما رأَيته مُذْ عامٌ أَوَّلُ ومُذْ عامٍ أَوَّلَ، فمَنْ رفع الأَوَّل جعله صفةً لعامٍ كأَنه قال أَوَّلُ من عامِنا، ومنْ نصبه جعله كالظرْف كأَنه قال مذ عامٍ قبل عامِنا، وإِذا قلت ابْدَأْ بهذا أَوَّلُ ضَمَمْته على الغاية كقولك: افْعَلْه قبلُ، وإن أَظهرت المحذوف نصَبت قلت: ابْدَأْ به أَوَّلَ فِعْلك، كما تقول قبلَ فِعْلِك؛ وتقول: ما رأَيته مُذْ أَمْسِ، فإِنْ لم تَره يوماً قبل أَمْس قلت: ما رأَيته مُذْ أَوَّلُ من أَمْس، فإِنْ لم تَره مُذْ يومين قبلَ أَمْس قلت: ما رأَيته مُذْ أَوَّلَ من أَوَّلَ من أَمْس، ولم تُجاوِز ذلك. قال ابن سيده: ولقيته عاماً أَوَّلَ جرى مَجْرى الاسم فجاء بغير أَلف ولام. وحكى ابن الأَعرابي: لقيته عامٍ الأَوَّلِ بإِضافة العامِ إِلى الأَوَّلِ؛ ومنه قول أَبي العارم الكلابي يذكر بنتَه وامرأَته: فأَبْكل لهم بَكِيلةً فأَكلوا ورَمَوْا بأَنفسهم فكأَنما ماتوا عامَ الأَوَّلِ. وحكى اللحياني: أَتيْتُك عامَ الأَوَّلِ والعامَ الأَوَّلَ ومضى عامُ الأَوَّلِ على إِضافة الشيء إِلى نفسه. والعامُ الأَوَّلُ وعامٌ أَوَّلٌ مصروف، وعامُ أَوَّلَ وهو من إِضافة الشيء إِلى نفسه أَيضاً. وحكى سيبويه: ما لقيته مُذْ عامٌ أَوَّلَ، نصبه على الظرْف، أَراد مُذْ عامٌ وقَع أَوَّل؛ وقوله: يا لَيْتَها كانت لأَهْلي إِبِلا، أَو هُزِلَتْ في جَدْب عامٍ أَوَّلا يكون على الوصف وعلى الظرفِ كما قال تعالى: والرَّكْبُ أَسْفَلَ منكم. قال سيبويه: وإِذا قلت عامٌ أَوَّلُ فإِنما جاز هذا الكلام لأَنك تعلم أَنك تعني العامَ الذي يَلِيه عامُك، كما أَنك إِذا قلت أَوَّل من أَمْس وبعد غد فإِنما تعني به الذي يليه أَمْس والذي يَلِيه غَد. التهذيب: يقال رأَيته عاماً أَوَّل لأَن أَوَّل على بناء أَفْعَل، قال الليث: ومن نَوَّن حمله على النكرة، ومَنْ لم ينوِّن فهو بابه. ابن السكيت: لَقِيته أَوَّل ذي يَدَيْنِ أَي ساعة غَدَوْت، واعْمَل كذا أَوَّل ذات يَدَيْنِ أَي أَوَّل كل شيء تعمَله. وقال ابن دريد: أَوَّل فَوْعَل، قال: وكان في الأَصل ووَّل، فقلبت الواوُ الأُولى همزة وأُدغمت إِحدى الواوين في الأُخْرى فقيل أَوَّل. أَبو زيد: لقيته عامَ الأَوَّل ويومَ الأَوَّل، جَرَّ آخِرَه؛ قال: وهو كقولك أَتيت مسجدَ الجامِعِ من إِضافة الشيء إِلى نعتِه. أَبو زيد: يقال جاء في أَوَّلِيَّة الناس إِذا جاء في أَولهم. التهذيب: قال المبرّد في كتاب المقتضب: أَوَّل يكون على ضَرْبين: يكون اسماً، ويكون نعتاً موصولاً به من كذا، فأَما كونه نعتاً فقولك: هذا رجل أَوَّلُ منك، وجاءني زيد أَوَّلَ من مجيئك، وجئتك أَوَّلَ من أَمس، وأَما كونه اسماً فقولك: ما تركت أَوَّلاً ولا آخِراً كما تقول ما تركت له قديماً ولا حديثاً، وعلى أَيِّ الوجهين سميْت به رجلاً انصرف في النكرة، لأَنه في باب الأَسماء بمنزلة أَفْكل، وفي باب النعوت بمنزلة أَحْمَر. وقال أَبو الهيثم: تقول العرب أَوَّلُ ما أَطْلَع ضَبٌّ ذنَبَه، يقال ذلك للرجل يصنع الخير ولم يكن صنعه قبل ذلك، قال: والعرب ترفع أَوَّل وتنصب ذنَبَه على معنى أَوَّل ما أَطْلَع ذنبَه، ومنهم من يرفع أَوَّل ويرفع ذنبَه على معنى أَوّلُ شيء أَطلعه ذنَبُه، قال: ومنهم مَنْ ينصب أَوَّل وينصب ذَنَبَه على أن يجعل أَوّل صفة، ومنهم مَنْ ينصب أَوّل ويرفع ذنَبَه على معنى في أَول ما أَطلع ضَبٌّ ذنَبُهُ أَي ذنبُهُ في أَوّل ذلك. وقال الزجاج في قول الله عز وجل: إِن أَوّل بيت وُضِعَ للناس لَلَّذي بِبَكَّة، قال: أَوَّل في اللغة على الحقيقة ابتداءُ الشيء، قال: وجائز أَن يكون المبتدأ له آخِر، وجائز أَن لا يكون له آخر، فالواحدُ أَوَّل العَدَدِ والعَدد غير متناهٍ، ونعيمُ الجنة له أَوَّل وهو غير منقطع؛ وقولك: هذا أَوَّلُ مال كسَبته جائز أَن لا يكون بعده كَسْب، ولكن أَراد بل هذا ابتداء كَسْبي، قال: فلو قال قائل أَوَّلُ عبدٍ أَملكهُ حُرٌّ فملك عبداً لَعَتَقَ ذلك العبدُ، لأَنه قد ابتدأَ الملك فجائز أَن يكون قول الله تعالى إِنَّ أَوَّلَ بيتٍ وُضِعَ للناس هو البيت الذي لم يكن الحجُّ إِلى غيره؛ قال أَبو منصور ولم يبيّن أَصْل أَوَّل واشتقاقه من اللغة، قال: وقيل تفسير الأَوَّل في صفة الله عز وجل أَنه الأَوَّل ليس قبله شيء والآخِر ليس بعده شيء، قال: وجاء هذا في الخبر عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يجوز أَن نَعْدُوَ في تفسير هذين الاسْمين ما رُوي عنه صلى الله عليه وسلم قال: وأَقرب ما يَحْضُرني في اشتقاقِ الأَوَّل أَنه أَفْعَل من آل يؤول، وأُولى فُعْلى منه، قال: وكان أَوَّل في الأَصل أَأْوَل فقلبت الهمزة الثانية واواً وأُدغمت في الواو الأُخرى فقيل أَوَّل، قال: وأُراه قول سيبويه، وكأَنه من قولهم آل يَؤُولُ إِذا نجا وسبق؛ ومثله وأَلَ يَئِل بمعناه، قال ابن سيده: وأَما قولهم ابْدَأْ بهذا أَوَّلُ، فإِنما يريدون أَوَّلَ من كذا ولكنه حذف لكثرته في كلامهم، وبُنِيَ على الحركة لأَنه من المتمكِّن الذي جعل في موضع بمنزلة غير المتمكِّن؛ قال: وقالوا ادخُلُوا الأَوَّلَ فالأَوَّلَ، وهي من المَعارف الموضوعة موضع الحال، وهو شاذ، والرفع جائز على المعنى أَي ليَدْخُل الأَوَّلُ فالأَوَّلُ. وحكي عن الخليل: ما ترَك أَوَّلاً ولا آخِراً أَي قديماً ولا حديثاً، جعله اسماً فنكَّر وصرَف، وحكى ثعلب: هنَّ الأَوَّلاتُ دُخولاً والآخِراتُ خروجاً، واحدتها الأَوَّلة والآخرة، ثم قال: ليس هذا أَصل الباب وإِنما أَصل الباب الأَوَّل والأُولى كالأَطْوَل والطُّولى. وحكى اللحياني: أَما أُولَى بأُولى فإِنِّي أَحمَد الله، لم يزدْ على ذلك. وتقول: هذا أَوَّلُ بَيّنُ الأَوَّلِيَّة؛ قال الشاعر: ماحَ البِلادَ لنا في أَوْلِيَّتِنا، على حَسُود الأَعادي، مائحٌ قُثم وقول ذي الرمة: وما فَخْرُ مَن لَيْسَتْ له أَوَّلِيَّةٌ تُعَدُّ، إِذا عُدَّ القَديمُ، ولا ذِكْرُ يعني مَفاخِر آبائه. وأَوَّلُ معرفةً: الأَحَدُ في التَّسمية الأُولى؛ قال: أُؤَمِّلُ أَنْ أَعِيشَ، وأَنَّ يَوْمي بأَوَّلَ أَو بأَهْوَنَ أَو جُبَارِ وأَهْوَن وجُبَار: الاثنين والثلاثاء وكل منهما مذكور في موضعه. وقوله في الحديث: الرُّؤْيا لأَوَّلِ عابِرٍ أَي إِذا عَبَرها بَرٌّ صادقٌ عالم بأُصولها وفُروعها واجتهدَ فيها وقعتْ له دون غيره ممن فَسَّره بعدَه. والوَأْلَةُ مثل الوَعْلة: الدِّمْنةُ والسِّرْجِينُ، وفي المحكم: أَبْعارُ الغنم والإِبلِ جميعاً تجتمع وتَتَلَبَّد، وقيل: هي أَبوالُ الإِبل وأَبْعارُها فقط. يقال: إِن بَني فلان وَقُودُهم الوَأْلة. الأَصمعي: أَوْأَلَتِ الماشيةُ في المكان، على أَفْعَلَتْ، أَثَّرت فيه بأَبْوالها وأَبْعارها، واسْتَوْأَلَتِ الإِبلُ: اجتمعت. وفي حديث عليّ، عليه السلام: قال لرجل أَنت من بَني فلان؟ قال: نَعَم، قال: فأَنت من وَأْلةَ إِذاً قُمْ فلا تقرَبَنِّي؛ قيل: هي قبيلة خسيسةٌ سميت بالوَأْلةِ وهي البعرة لخسَّتها. وقد أَوْأَل المكانُ، فهو مُوئِل، وهو الوَأْلُ والوَأْلةُ وأَوْأَلَهُ هو؛ قال في صفة ماء: أَجْنٍ ومُصْفَرِّ الجِمامِ مُوئِل وهذا البيت أَنشده الجوهري: أَجْنٌ ومُصْفَرُّ الجِمامِ مُوأَلُ قال ابن بري: صواب إِنشاده كما أَنشده أَبو عبيد في الغريب المصنَّف أَجْنٍ؛ وقبله بأَبيات: بمَنْهَلٍ تَجْبِينه عن مَنْهَلِ ووَائل: اسم رجل غلَب على حيٍّ معروف، وقد يُجْعَل اسماً للقبيلة فلا يُصرف، وهو وائل بنُ قاسِط بن هِنْب بنِ أَفْصَى بنِ دُعْمِيٍّ. ومَوْأَلةُ: اسم أَيضاً؛ قال سيبويه: جاء على مَفْعَل لأَنه ليس على الفعل، إِذ لو كان على الفعل لكان مَفْعِلاً، وأَيضاً فإِن الأَسماءَ الأَعْلامَ قد يكون فيها ما لا يكون في غيرها؛ وقال ابن جني: إِنما ذلك فيمن أَخذه من وَأَلَ، فأَما من أَخذه من قولهم ما مأَلْت مَأْلَةً، فإِنما هو حينئذ فَوْعَلة، وقد تقدم. ومَوْأَلةُ بن مالك من هذا الفصل. ابن سيده: وبنُو مَوْأَلةَ بطْن. قال خالد ابنُ قَيْس بنِ مُنْقِذ بن طريف لمالك بن بُحَبره : ورَهَنَته بَنُو مَوْأَلَة بن مالك في دِيةٍ ورَجَوْا أَن يقتلوه فلم يَفْعَلوا؛ وكان مالك يحمَّق فقال خالد: لَيْتَك إِذ رُهِنْتَ آلَ مَوْأَلَهْ، حَزُّوا بنَصلِ السيفِ عند السَّبَلهْ، وحَلَّقت بك العُقابُ القَيْعَلهْ قال ابن جني: إِن كان مَوْأَلَة من وَأَل فهو مُغَيَّر عن مَوْئلة للعلميَّة، لأَن ما فاؤه واوٌ إِنما يجيء أَبداً على مَفْعِل بكسر العين نحو مَوْضِع ومَوْقِع، وقد ذكر بعض ذلك في مأَل.
وبل: الوَبْلُ والوابِلُ: المطر الشديد الضَّخْم القطْرِ؛ قال جرير: يَضْرِبْنَ بالأَكْبادِ وَبْلاً وابِلا وقد وَبَلَتِ السماءُ تَبِل وَبْلاً ووَبَلتِ السماءُ الأَرضَ وَبْلاً؛ فأَما قوله: وأَصْبَحَتِ المَذاهِبُ قد أَذاعَتْ بها الإِعْصار، بعدَ الوابِلِينا فإِن شئت جعلت الوَابِلِين الرجالَ المَمْدُوحينَ، يصفهم بالوَبْل لسَعةِ عَطاياهم، وإِن شئت جعلته وَبْلاً بعدَ وَبْل فكان جمعاً لم يقصد به قصد كَثْرةٍ ولا قِلَّة. وأَرض مَوْبُولةٌ: من الوابِل. الليث: سَحاب وابِل، والمطر هو الوَبْلُ كما يقال وَدْقٌ وادِق. وفي حديث الاستسقاء: فأَلَّفَ اللهُ بين السحابِ فأُبِلْنا أَي مُطِرْنا وَبْلاً، وهو المطر الكثير القطر، والهمزة فيه بدَل من الواو مثل أَكَّد ووَكَّدَ، وجاء في بعض الروايات: فَوُبِلْنا، جاء به على الأَصل. والوَبِيلُ من المَرعَى: الوخيم، وَبُلَ المَرْتَع وَبالةً ووَبالاً ووَبَلاً. وأَرض وَبِيلةٌ: وَخيمةُ المَرتَع، وجمعها وُبُلٌ؛ قال ابن سيده: وهذا نادر لأَن حكمه أَن يكون وَبائل، يقال: رعينا كلأً وَبِيلاً. ووَبُلَت عليهم الأَرضُ وُبُولاً: صارت وَبِيلةً. واسْتَوْبَل الأَرضَ إِذا لم تُوَافِقْه في بدَنه وإِن كان مُحِبّاً لها. واسْتَوْبَلْت الأَرضَ والبلدَ: اسْتَوْخَمْتها، وقال أَبو زيد: اسْتَوْبَلْت الأَرض إِذا لم يسْتَمْرِئْ بها الطعامَ ولم تُوافِقْه في مَطْعَمه وإِن كان مُحِبًّا لها، قال: واجْتَوَيْتُها إِذا كره المُقامَ بها وإِن كان في نِعمة. وفي حديث العُرَنِيِّين: فاسْتَوْبَلوا المدينة أَي استوخَموها ولم توافق أَبدانَهم. يقال: هذه أَرض وَبِلَةٌ أَي وبِئة وخِمة. وفي الحديث: أَنَّ بني قُرَيظة نزلوا أَرضاً غَمِلةً وَبِلةً. والوَبِيلُ: الذي لا يُسْتَمْرَأُ. وماءٌ وَبِيلٌ ووبيءٌ: وَخِيم إِذا كان غير مَرِيءٍ، وقيل: هو الثقيلُ الغليظُ جدًّا، ومن هذا قيل للمطر الغليظ وابِل. ووَبَلةُ الطعامِ: تُخَمَتُه، وكذلك أَبَلَتُه على الإِبْدال. وفي حديث يحيى بن يَعْمَر: أَيُّما مالٍ أَدَّيْتَ زَكاتَه فقد ذهبتْ أَبَلَتُه أَي وَبَلَتُه، فقلبت الواو همزة، أَي ذهبت مَضَرَّتُه وإِثْمُه، وهو من الوَبال، ويروى بالهمز على القلب، ويروى وَبَلَتُه. والوَبالُ: الفسادُ، اشتقاقه من الوَبِيل؛ قال شمر: معناه شَرُّه ومَضَرَّته. الجوهري: الوَبَلةُ، بالتحريك، الثَّقَل والوَخَامة مثل الأَبَلةِ، والوَبالُ الشدة والثِّقَل. وفي الحديث: كل بِناءٍ وبَالٌ على صاحِبه؛ الوَبالُ في الأَصل: الثِّقَل والمكروه، ويريد به في الحديث العذاب في الآخرة. وفي التنزيل العزيز: فَذاقَتْ وَبالَ أَمرِها وأَخَذْناه أَخْذاً وَبِيلاً؛ أَي شديداً. وضَرْبٌ وَبِيلٌ أَي شديد. ووَبَلَ الصيدَ وَبْلاً: وهو الغَتُّ وشدَّةُ الطَّرْد، وعَذابٌ وَبِيلٌ كذلك. والوَبِيلةُ: العَصَا ما كانت؛ عن ابن الأَعرابي. والوَبِيلُ والمَوْبِلُ، بكسر الباء: العصا الغليظةُ الضخمةُ؛ قال الشاعر: أَما والذي مَسَّحْتُ أَرْكانَ بَيْتِه، طَماعِيةً أَن يَغْفِر الذنبَ غافِرُه لو آصْبَحَ في يُمْنَى يَدَيَّ زِمامُها، وفي كَفِّيَ الأُخْرى وَبيلٌ تُحاذِرُهْ لجاءتْ على مَشْي التي قد تُنُصِّيت، وذَلَّتْ وأَعْطتْ حَبْلها لا تُعاسِرُهْ يقول: لو تشدَّدْت عليها وأَعْدَدْت لها ما تكْرَه لَجاءَتْ كأَنها ناقة قد تُنُضِّيتْ أَي أُتْعِبت بالسير وركبت حتى هُزِلت وصارت نِضْوةً، والنِّضْوُ: البعيرُ المهزول، وأَعْطَت حَبْلها أَي انقادَت لمن يَسوقُها ولم تُتْعبه لذُلِّها، والمعنى في ذلك أَنه جعل ما ذكره كناية عن امرأَة واللفظ للناقة؛ وأَنشد الجوهري في المَوْبِلِ العَصَا الضخمة: زَعَمَتْ جُؤَيَّةُ أَنَّني عَبْدٌ لها أَسْعَى بمَوْبِلِها، وأُكْسِبُها الخَنا وقال أَبو خراش: يَظَلُّ على البَوْرِ اليَفَاعِ كأَنه، من الغارِ والخَوْفِ المُحِمِّ، وَبيلُ يقول: ضَمَر من الغَيْرة والخوفِ حتى صار كالعَصا؛ وقال ساعدة بن جُؤَيَّة: فقام تُرْعَدُ كَفَّاهُ بِمِيبَلِه، قد عادَ رَهْباً رَذيّاً طائشَ القَدَمِ قال ابن سيده: قال ابن جني مِيبل مِفْعَل من الوَبيل، تقول العرب: رأَيت وَبِيلاً على وبِيلٍ أَي شيخاً على عَصاً، وجمع المِيبَل مَوابِل، عادت الواوُ لِزَوالِ الكسرة. والوَبِيلُ: القضيب الذي فيه لِينٌ؛ وبه فسر ثعلب قول الراجز: إِمّا تَرَيْني كالوَبِيلِ الأَعْصَلِ والوَبِيلُ: خشَبة القصَّار التي يدقُّ بها الثياب بعد الغسل. والوَبِيلُ: خشبة يضرب بها الناقوسُ. ووَبَله بالعَصا والسَّوْط وَبْلاً: ضرَبه، وقيل: تابع عليه الضرْب. ووَبَلْتُ الفرسَ بالسَّوْطِ أَبِلُه وَبْلاً؛ قال طرَفة: فَمَرَّتْ كَهَاةٌ ذاتُ خَيْفٍ جُلالةٌ، عَقِيلةُ شَيْخٍ كالوَبِيلِ يَلَنْدَدِ والوَبِيلُ والوَبِيلةُ والإِبَالةُ: الحزْمة من الحطب. التهذيب: والمَوْبِلة أَيضاً الحُزْمة من الحطب؛ وأَنشد: أَسعَى بمَوْبِلِها، وأُكسِبُها الخَنا ويقال: بالشّاةِ وَبَلةٌ شديدة أَي شهوة للفَحْل، وقد اسْتَوْبَلَتِ الغنم. والوابِلةُ: طرَف رأْس العَضُدِ والفَخِذ، وقيل: هو طرف الكَتِف، وقيل: هي لحمة الكتف، وقيل: هو عظم في مَفْصِل الرُّكْبة، وقيل: الوابِلتان ما الْتَفَّ من لحم الفَخِذين في الوَرِكَيْن، وقال أَبو الهيثم: هي الحَسَنُ، وهو طرَف عظْم العَضُدِ الذي يَلي المَنْكِب، سمي حَسَناً لكثرة لحمه؛ وأَنشد: كأَنه جَيْأَلٌ عَرْفاءُ عارَضَها كَلْبٌ، ووَابِلَةٌ دَسْماءُ في فِيها وقال شمر: الوَابِلةُ رأْس العضُد في حُقِّ الكتِف. وفي حديث عليّ، عليه السلام: أَهْدَى رجل للحسن والحُسين، عليهما السلام، ولم يُهْد لابن الحَنفيَّة فأَوْمَأَ عليٌّ، عليه السلام، إِلى وابِلَةِ محمدٍ ثم تَمَثَّل:وما شَرُّ الثلاثةِ، أُمَّ عَمْرو، بصاحِبك الذي لا تُصْبِحِينا الوَابِلةُ: طرفُ العضُد في الكتِف وطرف الفَخِذ في الوَرِك، وجمعها أَوابِل. والوَابِلة: نَسْل الإِبل والغنم. ووَبَال: فرَس ضَمْرةَ بنِ جابر. ووَبَال: اسم ماءٍ لبني أَسَد؛ قال ابن بري: ومنه قول جرير: تِلْك المَكارم، يا فَرَزْدَقُ، فاعْترف لا سَوْق بَكْرِك، يَوْمَ جُرفِ وَبالِ
وتل: التهذيب: ابن الأَعربي الوُتُلُ من الرجال الذين مَلَؤُوا بطونهم من الشراب، الواحد أَوْتَل، والكُتَّام، بالتاء: المالئوها من الطعام.
وثل: وَثَّل الشيءَ: أَصَّله ومكَّنه، لغة في أَثَّله، وبه سمي الرجل وَثَّالاً. ووَثَّل مالاً: جمعه، لغة في أَثَّل. والوَثِيلُ: الضعيف. والوَثِيلُ: كل خَلَق من الشجر. والوَثْلُ: اللِّيفُ نفسه. والوَثِيل: الخَلَق من حِبال اللِّيف. والوَثِيل: اللِّيف. والوَثيل: الحبل منه، وقيل: الوَثَلُ، بالتحريك، والوَثِيلُ جميعاً الحبل من اللِّيف، وقيل الوَثِيل الحبل من القِنَّب. ابن الأَعرابي: الوَثَل: وسَخ الأَديم الذي يلقى منه، وهو الحَمُّ والتِّحْلِئ. وواثِلةُ: من الأَسماء مأْخوذ من الوَثِيل. ووَثْل ووثالَة ووثَّال: أَسماء. وواثلة والوَثِيل: موضعان، وسُحَيم بن وَثِيل.
وروى الأَزهري بإِسناده عن ابن مسعود في قوله عز وجل: ولقد رآه نَزْلةً أُخرى؛ قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: رأَيت لجبريل، عليه الصلاة والسلام، سِتَّمائة جَناح ينتَشِرُ من ريشه التَّهاوِيلُ والدرُّ والياقوتُ أَي الأَشياء المختلفة الأَلْوان؛ أَراد بالتَّهاوِيل تَزايينَ ريشه وما فيه من صفرة وحمرة وبياض وخضرة مثل تَهاوِيلِ الرياض؛ ويقال لما يخرج من أَلوان الزَّهْر في الرياض التَّهاوِيل، واحدها تَهْوال، وأَصلها ما يَهُول الإِنسانَ ويحيره. والتَّهْوِيلُ: شيء كان يفعل في الجاهليَّة، كانوا إِذا أَرادوا أَن يستحلِفوا الرجل أَوْقَدُوا ناراً وأَلْقَوْا فيها مِلْحاً. والمُهَوِّل: المحلِّف، وكان في الجاهلية لكل قوم نار وعليها سَدَنةٌ، فكان إِذا وقع بين الرجلين خُصومة جاءَا إِلى النار فيحلَّف عندها وكان السَّدَنة يطرَحون فيها مِلْحاً من حيث لا يشعُر يُهَوِّلون بها عليه، واسم تلك النار الهُولَةُ، بالضم؛ التهذيب: كانت الهُولَةُ ناراً يُوقِدونها عند الحَلِف ويُلْقون فيها مِلْحاً فيَتَفَقَّع، يُهَوِّلون بها، وكذلك إِذا استحلفوا رجلاً؛ قال أَوس بن حجر يصف حمار وحش: إِذا اسْتَقْبَلَتْه الشمسُ صَدَّ بِوَجْهِه، كما صَدَّ عن نارِ المُهَوِّل حالِفُ وهِيلَ السكران يُهالُ إِذا رأَى تَهاوِيل في سكره فيفزع لها؛ وقال ابن أَحمر يصف خمراً وشاربها: تَمَشَّى في مَفاصِلِه، وتَغْشى سَناسِنَ صُلْبِه حتى يُهالا ورجل هَوَلْوَلٌ: خفيف؛ حكاه ابن الأَعرابي، وهو فَعَلْعَل؛ وأَنشد: هَوَلْوَلٌ إِذا ونَى القومُ نَزَلْ والمعروف حَوَلْوَل. والهَالُ: فُوهٌ من أَفْواهِ الطِّيبِ. والهَالةُ: دارةُ القمر، وهَالةُ: الشمْسُ معرفة؛ أَنشد ابن الأَعرابي: ومُنْتَخَبٍ كأَنَّ هالةَ أُمُّهُ، سَبَاهِي الفُؤادِ ما يَعِيش بمَعْقُول ويروى أُمَّه، يريد أَنه فَرس كريم كأَنما نُتِجَته الشمسُ، ومُنْتَخَب حذِر كأَنه من ذَكاء قلْبه وشُهومته فزِعٌ، وسَباهِي الفُؤاد: مُدَلَّهه غافِلهُ إِلا من المَرَح، وهو مدكور في موضعه. وهَالةُ: اسم امرأَة عبد المطلب. وهَالٌ: من زجر الخيل.
وحل: الوَحَل، بالتحريك: الطينُ الرَّقيق الذي ترتَطِمُ فيه الدوابّ، والوَحْل، بالتسكين، لغة رديَّة، والجمع أَوْحالٌ ووُحُولٌ. والمَوْحَل بالفتح المصدر، وبالكسر المكان. واسْتَوْحَل المكان: صار فيه الوَحَل. ووَحِل، بالكسر، يَوْحَل وَحَلاً، فهو وَحِلٌ: وقع في الوَحَل؛ قال لبيد:فَتَوَلَّوْا فاتِراً مَشْيُهُمُ، كَرَوايا الطِّبْعِ هَمَّتْ بالوَحَلْ وأَوْحَله غيرُه إِذا أَوقعَه فيه. وفي حديث سُراقة: فوَحِل بي فَرَسي وإِنني لَفي جَلَدٍ من الأَرض أَي أَوقعني في الوَحَل؛ يريد كأَنه يسِير بي في طِينٍ وأَنا في صُلْب من الأَرض. وفي حديث أَسْرِ عُقْبة بن أَبي مُعَيْط: فوَحِل به فرسُه في جَدَدٍ من الأَرض، والجَدَدُ: ما استوى من الأَرض. وواحَلَني فوحَلته أَحِلُه: كنتُ أَخْوَضَ للوَحَل منه، وواحَلَه فوَحَلَه. والمَوْحِل: الموضع الذي فيه الوَحَل؛ قال المتنخل الهُذلي: فأَصْبَحَ العِينُ رُكوداً على الـ *** أَوْشاذِ أَن يَرْسَخْنَ في المَوْحَلِ يروى بالفتح والكسر من المصدر والمكان، يقول: وقفتْ بقَرُ الوَحْش على الرَّوابي مَخافة الوَحَل لكثرة الأَمطار. وأَوْحَل فلانٌ فلاناً شرّاً: أَثقله به. ومَوْحَل: موضع ؛ قال: من قُلَلِ الشِّحْرِ فجَنْبَيْ مَوْحَل
|